دريد لحام (9 شباط 1934) فنان سوري من دمشق، عمل ممثلاً ومخرجاً وكاتباً في المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة واشتهر بشخصية “غوار الطوشة” التي رافقت مسيرته الفنية من مطلع الستينيات. شارك في تأسيس التلفزيون السوري سنة 1960 وشكل ثنائي مع الفنان نهاد قلعي استمر حتى مرض الأخير واعتزاله التمثيل سنة 1976، ومن أعمالهم المشتركة مسلسل حمام الهنا ومسلسل صح النوم بجزئيه إضافة لعشرات الأفلام السينمائية جمعتهم مع نجوم مصر مثل فريد شوقي وسمير غانم ومريم فخر الدين وغيرهم. انتقل إلى المسرح الجاد بعد هزيمة العرب في حرب حزيران سنة 1967 وقدّم عدد من المسرحيات الهادفة بالتعاون مع الشاعر محمد الماغوط، كان من أبرزها مسرحية ضيعة تشرين ومسرحية غربة ومسرحية كاسك يا وطن.
البداية
ولد دريد لحام في حارة الأمين بدمشق لأب سوري وأم لبنانية من بلدة مشغرة. عاش سنوات فقر وحرمان في طفولته، أجبرته على العمل في مهن يدوية مختلفة وهو على مقاعد الدراسة. درس الكيمياء في الجامعة السورية وبدأ حياته مدرساً فيها وفي مدراس دمشق والسويداء. انتسب في شبابه إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي واعتقل سنة 1955 على خليفة اغتيال العقيد عدنان المالكي. عمل ممثلاً ومخرجاً وعازفاً على الأكورديون مع نادي الهواة الجامعي، ودعي إلى عمّان مع زملائه الطلاب للمشاركة في حفل زفاف الملك حسين على الملكة دينا. وبعد مشاركته بالعرس الملكي، نال وسام الكوكب الأردني من الملك حسين سنة 1955.
في أحد عروض المسرح الجامعي شاهده الدكتور صباح قباني، المدير المؤسس للتلفزيون السوري في زمن الوحدة مع مصر سنة 1960. دعاه الدكتور قباني إلى مكتبه وعرض عليه المشاركة في إطلاق التلفزيون يوم 23 تموز 1960. وافق دريد بعد تردد كبير خوفاً على مسيرته التدريسية، وصدر أمر إعارته إلى وزارة الثقافة موقع من وزير التربية يومها أمجد طرابلسي.
بداية التلفزيون
أولى ظهور له على الشاشة كان يوم بدأ بث التلفزيون السوري، حين ظهر بدور صغير في برنامج مخصص للأطفال وهو ملتح بلحية بيضاء لإخفاء ملامح وجهه. عرّفه صباح قباني على الفنان نهاد قلعي المشهور يومها في عالم المسرح، وتعاونا معاً في برنامج تلفزيوني بعنوان “سهرة دمشق” ظهر فيه دريد لحام بشخصية “كارلوس” عازف الجيتار الإسباني. ولكن هذه الشخصية الفكاهية كانت بعيدة عن الجمهور ولم يتقبلها المشاهد السوري. أوقف البرنامج بعد ثلاث حلقات وبدأ دريد ونهاد بالعمل على برنامج جديد بعنوان الإجازة السعيدة. وعندما لم يحقق الثنائي النجاح المطلوب في سورية انتقلا إلى بيروت للعمل في تلفزيون لبنان في برنامج كوميدي بعنوان أنا وهو. بقي هذا العمل مفقوداً بسنوات طويلة وعند إعادة اكتشافه وبثه في مطلع التسعينيات، أطلق عليه اسم “فقاقيع” نسبة لإحدى حلقاته.
غوار الطوشة
في أنا وهو ظهر اسم “غوار” للمرة الأولى، الذي استوحاه دريد من حارس بسيط على باب مبنى التلفزيون السوري يُدعى “غوار الجدعان” قام نهاد قلعي بكتابة مسلسل خاص بشخصية “غوار” حمل اسم مقالب غوار سنة 1966، ولكن التلفزيون السوري رفض إنتاجه. توجه الثنائي إلى بيروت وعرضا النص على تلفزيون لبنان الذي وافق عليه وأنتجه بطاقم لبناني كامل، بقيادة المخرج نقولا أبو سمح. لم يشارك فيه من سورية سوى ثلاثة ممثلين، وهم دريد لحام بشخصية غوار ونهاد قلعي بشخصية “حسني البورظان” ورفيق سبيعي بشخصية أبو صياح. حقق مقالب غوار نجاحاً كبيراً في لبنان، فطُلب من دريد ونهاد تنفيذ نسخة سورية منه، حملت نفس العنوان وظهرت فيها نفس الشخصيات ضمن فريق سوري بالكامل مؤلف من زياد مولوي وياسين بقوش. ومن هنا أخذ “غوار الطوشة” شكله المعروف، مع قبقابه الخشبي وشرواله العريض وطربوشه المهترئ. وتبلورت شخصية “حسني البورظان” أيضاً، ليصبح “غوار وحسني” نسخة عربية من الثنائي العالمي لوريل وهاردي.
حمام الهنا (1968)
بعد نجاح النسخة السورية من مقالب غوار ظهر الثنائي في المسلسل كوميدي جديد سنة 1968 حمل عنوان حمام الهنا، كان من تأليف نهاد قلعي وإخراج المخرج العراقي فيصل الياسري. نُقلت قصة المسلسل عن رواية روسية تدور أحداثها في زمن الثورة البلشفية، وكانت بطولته لدريد ونهاد ورفيق سبيعي، الذين باتوا معروفين بالثلاثي، وشاركهم البطولة كلاً من فهد كعيكاتي بشخصية “أبو فهمي” وزياد مولوي بشخصية “عبده” ولينا باتع – زوجة المخرج فيصل الياسري – بدور “منتهى” حبيبة “غوار”
صح النوم (1971)
نجاح مقالب غوار وحمام الهنا دفع دريد لحام لتأسيس شركة شمرا للإنتاج الفني مع صديقه المخرج خلدون المالح، والتي عملت بداية في الإعلانات التجارية قبل أن تنتقل إلى الإنتاج الدرامي. وفي سنة 1971 قدمت مسلسل صح النوم الذي حقق نجاحاً منقطع النظير، ليس في سورية فقط بل في كل أنحاء الوطن العربي. كتب النقّاد في حينها أنه “خلّد” كل من شارك فيه من نجوم، فقامت شركة شمرا بإنتاج سهرة تلفزيونية متممة له بعنوان ملح وسكر، تلاها جزء ثاني من المسلسل مع العديد من المنتجات الترويجية مثل أقنعة للأولاد وعلكة غوار وأسطوانات لأغاني المسلسل التي اشتهرت بدورها، مثل فطوم فطوم فطومة ويامو وكلها من غناء “غوار الطوشة” وبذلك كان مسلسل صح النوم أول إنتاج سوري خاص وأول عمل سوري يكون له جزء ثاني وأول مسلسل سوري يتم تحويله إلى فيلم سينمائي سنة 1975.
مسرح الشوك (1968)
أولى تجارب الثنائي المسرحية كانت في المسرحية الغنائية عقد اللولو سنة 1961، المستوحاة من مسرح الأخوين رحباني. قدمت بمناسبة الذكرى الثالثة للوحدة السورية – المصرية وكانت من إخراج دريد لحام وبطولته مع نهاد قلعي ورفيق سبيعي. بعدها جاءت مسرحية “جيرك” ضمن فعاليات عروض مسرح الشوك للفنان عمر حجو سنة 1968. ومسرحية “جيرك” أخذت لاحقاً اسم مسرح الشوك، وكانت سياسية ساخرة عن هزيمة العرب في حزب 1967. غضبت الرقابة السورية في طروحاتها الجريئة، وصدر أمر بإيقافها ولكنّه أبطل بأمر من وزير الدفاع حافظ الأسد الذي حضر أحد العروض برفقة رئيس الدولة نور الدين الأتاسي.
ضيعة تشرين (1974)
بعد جيرك – أو مسرح الشوك – جاءت مسرحية مساعد المختار الاستعراضية والتي لم تحقق النجاح المطلوب في مطلع السبعينيات. وفي أعقاب حرب تشرين سنة 1973، تعاون دريد لحام مع الشاعر محمد الماغوط وكتبوا مسرحية سياسية هادفة بعنوان ضيعة تشرين، حضر الرئيس حافظ الأسد افتتاحها على مسرح نقابة العمال بدمشق. أحداث المسرحية كانت تدور في زمن الانقلابات العسكرية المتتالية التي مرّت على سورية منذ الاستقلال، وصولاً إلى حربي 1967 و1973. وفي هذه المرة لم يظهر دريد بشخصية “غوار” المحببة بل بشخصية “أبو صالح الدرزي” ولكنه تخلّى عنها لصالح “غوار” عند تصوير المسرحية لصالح التلفزيون، لكي تتمكن من دخول الأسواق العربية.
مسرحية غربة (1976)
في سنة 1976 كان التعاون الثاني بين دريد لحام ومحمد الماغوط في مسرحية غربة التي افتتحت بحضور الرئيس الأسد أيضاً يوم 7 نيسان 1976. وبعد عدة عروض ناجحة، تعرض نهاد قلعي لحادث أليم، إثر التعدي عليه وضربه في مطعم النادي العائلي القريب من مطار دمشق الدولي. أصيب نهاد بجلطة دماغية حادة وهو على خشبة المسرح في منتصف عرض غربة، أدت إلى شلل نصفي مزمن منعه من الاستمرار بالعمل. ناب عنه بالدور الرئيسي الفنان تيسير السعدي، ولكنه عاد وشارك في العرض الأخير من غربة وهو مشلول، يوم تصويرها في الأردن.
مسرحية كاسك يا وطن (1979)
في سنة 1979 دعي دريد للمشاركة في مهرجان قرطاج المسرحي وقدم مسرحيته الجديدة مع محمد الماغوط “على نخبك يا وطني” كانت أول تجاربه فنية له من دون نهاد قلعي، فقرر لحام تغير اسم فرقته المسرحية من “أسرة تشرين” إلى “فرقة نهاد قلعي. ظهر دريد بشخصية “غوار” مجدداً، ولو بشكل مختلف عن أعماله السابقة، بعيداً عن المقالب والمشاكسات، حيث لعب دور ابن شهيد وأب ومواطن صالح مؤمن بقضايا الوطن العربي. وفيها يتعرض غوار للاعتقال والتعذيب، ويصدم بوفاة ابنته الرضيعة “أحلام” بسبب استهتار الأطباء، فيقوم ببيع ما تبقى من أولاده الذكور لتأمين لقمة عيشهم. وفي نهاية المسرحية حوار بين غوار ووالده الشهيد، تحول فوراً إلى أحد المشاهد الكلاسيكية الخالدة في الذاكرة العربية الجماعية. صورت المسرحية في أبو ظبي بعد تغير اسمها إلى كاسك يا وطن وظلّت تعرض في بقية المدن العربية حتى مطلع الثمانينات.
الفيلم الأول: عقد اللولو سنة 1964
في سنة 1964، دعي الثنائي دريد ونهاد للمشاركة في فيلم سينمائي بعنوان عقد اللولو، مقتبس عن المسرحية التي حملت نفس الاسم وكانوا قد قدموها معاً قبل ثلاث سنوات. ولكن المنتج تحسين القوادري قال لهم إن شعبيتهم الكبيرة في سورية ولبنان لا تكفي لتسويق الفيلم عربياً، فتعاقد مع النجمة اللبنانية صباح لأداء دور البطولة، إلى جانب المطرب السوري فهد بلّان. فاق فيلم عقد اللولو كل التوقعات وظلّ يعرض في صالات السينما السورية طيلة 64 أسبوعاً، ما جعل القوادري يعيد التجربة معهما في فيلم لقاء في تدمر سنة 1965.
أعمال مشتركة مع نجوم مصر
عمل دريد وشريكه نهاد في العديد من الأفلام الكوميدية العربية في الستينيات والسبعينيات، بعضها كان مقتبساً عن أفلام عالمية، وتشاركا البطولة مع مجموعة من نجوم مصر مثل كمال الشناوي في فيلم الرجل المناسب سنة 1970 وسمير غانم ونجلاء فتحي في فيلم الصديقان، وكل من نبيلة عبيد وأحمد رمزي في فيلم مسك وعنبر عام 1973.
وقبلها كان شارك دريد ونهاد بطولة فيلم الصعاليك مع الفنانة المصرية الكبيرة مريم فخر الدين سنة 1966 وبعدها بثلاث سنوات جاؤوا بالنجمة المصرية شادية إلى دمشق لأداء دور البطولة في فيلم خيّاط للسيدات. وتكررت أيضاً تجربتهم السيمائية مع صباح في فيلمي فندق الأحلام والمليونيرة سنة 1966. وعملوا مع فريد شوقي في فيلم النصابين الثلاثة، وكان ضيف شرف في فيلم غوار لاعب الكرة. كما كان لهم دور صغير – كضيوف وليس أبطال – في فيلم رمال من ذهب الذي صوّرت مشاهده في إسبانيا وكان من إخراج يوسف شاهين وبطولة الفنانة فاتن حمامة. تنوعت أدوار دريد لحام في هذه الأفلام ولم تكن محصورة بشخصية “غوار الطوشة” ولكن اسم “غوار” ظلّ طاغياً عليها واستخدم للترويج لها عند عرضها في مصر وبقية الدول العربية.
الحدود والتقرير
بعد نجاح تجربتهما المسرحية المشتركة، قدّم دريد لحام ومحمد الماغوط مسلسل وين الغلط ومسلسل وادي المسك الكوميدي السياسي الهادف في السنوات 1980-1981. وفي سنة 1984 انتقلوا معاً إلى السينما عبر فيلم الحدود الذي أخرجه دريد لحام وكان من بطولته مع الفنانة السورية المقيمة في مصر، رغدة. وهنا كان الفراق الكامل مع شخصية “غوار الطوشة” في السينما ولكن هذا لم يؤثر على شعبية الفيلم ورواجه، وقد دُعي للمشاركة في مهرجان السينما العالمي في القاهرة، ومن خلال هذا العرض الذي حضره النجم المصري عادل إمام، أنهيت القطيعة بين سورية ومصر التي كانت قد فرضت في أعقاب توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل قبل ست سنوات. وعلى إثر نجاح الحدود، مادياً وجماهيرياً، تعاون دريد والماغوط مرة ثانية في فيلم التقرير، الذي جمعه أيضاً مع رغدة والفنانة السورية منى واصف. وفي سنة 2001، أنتجت إذاعة صوت العرب نسخة إذاعية من فيلم الحدود، عدّت متممة للفيلم السينمائي وكانت بعنوان “عبد الودود على الحدود” بطولة دريد لحام ورغدة.
وطن في السماء
نجاح أفلامه وإعجاب عادل إمام به فتح المجال أمام تشاور الفنانين القطبين في سورية ومصر لعمل سينمائي مشترك بعنوان “وطن في السماء.” كان من المترض أن يكون الفيلم من بطولة عادل إمام وإخراج دريد لحام، وأن تدور أحداثه في طائرة يتم اختطافها من قبل مجموعة إرهابية، ولكنه لم ير النور لأسباب إنتاجية.
الدغري وأحلام أبو الهنا
في مطلع التسعينيات، قرر دريد لحام التخلي نهائياً عن شخصية “غوار الطوشة” مسوغاً بذلك تقدمه بالسن وعدم قدرته على إعطاء الشخصية حقها. وكان آخر ظهور حقيقي لغوار في القسم الأول من مسرحية صانع المطر سنة 1992، التي كتبها دريد وأخرجها بنفسه. وفي العام نفسه، قدم شخصية “إبراهيم الدغري” في مسلسل الدغري المقتبس عن رواية زوبوك للكاتب التركي عزيز نيسن، وكان من إخراج هيثم حقي. الدغري كان صاحب مقالب أيضاً ولكنه ليس بسيطاً مثل غوار بل شرير وصاحب طموحات سياسية، ما جعل الجمهور لا يتقبله تماماً مثلما لم يتقبل شخصية دريد في مسلسل وادي المسك. كلاهما كان بعيداً عن غوار من حيث الشكل أو المضمون أو البيئة، علماً أن هذين العملين هما من أكثر مسلسلات دريد لحام نضجاً وإبداعاً من حيث الأداء والإخراج.
وبعدها بأربع سنوات جاء مسلسل أحلام أبو الهنا الذي ظهر فيه دريد بشخصية موظف طيب إلى حد السذاجة يُدعى “أبو الهنا” له أحلام بسيطة يفشل في تحقيقها مراراً وتكراراً. أطفال التسعينيات أحبوا “أبو الهنا” أما أباءهم وأجدادهم، الذين عاصروا “غوار الطوشة” فقد لفظوا العمل بشكل قاطع، كما هاجمه النقاد بشدة. ولكن دريد أحب هذه الشخصية ودافع عنها بشدة، رافضاً التخلي عنها وعد إنها كانت أقرب إلى هموم الناس من شخصية غوار.
عودة غوار
عندما اتسعت رقعة الاحتجاج من جمهوره الواسع عربياً، قرر دريد الظهور بشخصية غوار في النصف الأول من مسلسل الأصدقاء سنة 1998، والانتقال إلى شخصية “أبو الهنا” في نصفه الثاني. اختار رفيق دربه ناجي جبر – أحد أبطال صح النوم – ليشاركه البطولة بشخصية “أبو عنتر” ولكنه لم يُظهر غوار إلا بالشكل فقط، وابتعد عنه من حيث الصوت والمضمون طيلة حلقات المسلسل. ولأسباب ترويجية، غيّر اسم العمل عند عرضه في شهر رمضان من الأصدقاء إلى عودة غوار ومع ذلك لم يحقق النجاح المطلوب، لا بالمقارنة مع مسلسل صح النوم أو حتى مع أحلام أبو الهنا. وكان عنوان المسلسل الجديد مأخوذ من عمل إذاعي بنفس الأسم، بثّ عبر أثير إذاعة دمشق في منتصف الثمانينات.
أعمال الحرب السورية
انتقل دريد في السنوات 2000-2005 إلى تقديم البرامج الحوارية التلفزيونية عبر شاشة MBC وشاشة تلفزيون المنار. ومن بعدها، عاد إلى التمثيل ولكن كبطل مشارك في عدة مسلسلات، دون بطولة مطلقة كما جرت العادة في السبعينيات والثمانينيات. شارك الفنان رشيد عساف بطولة مسلسل الخربة سنة 2011، وبعدها بسنتين، ظهر في مسلسل سنعود بعد قليل مع كوكبة من النجوم السوريين واللبنانيين، أول أعماله عن الحرب المشتعلة في سورية منذ عام 2011. الخربة وسنعود بعد قليل كانا من إخراج الليث حجو، وظهر معه دريد للمرة الثالثة والأخيرة كضيف في مسلسل ضبو الشناتي سنة 2014. ثم كانت مشاركته وللمرة الأولى في مسلسل تاريخي عن أحداث عام 1860 الدامية في دمشق، الذي حمل عنوان أبواب الريح وظهر فيه دريد بشخصية وجيه يهودي.
التعاون السينمائي مع باسل الخطيب
انطلقت بعدها مرحلة تعاون دريد لحام مع المخرج باسل الخطيب في ثلاثة أفلام عن الحرب السورية، كان أولها فيلم دمشق حلب سنة 2018، الذي فاز فيه بجائزة التمثيل الكبرى في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي. وبعده كان فيلم الحكيم ومن ثم فيلم “يومين” سنة 2024، وكلاهما مثل دمشق حلب كانوا من انتتاج المؤسسة العامة للسينما التابعة لوزارة الثقافة السورية، وهي المرة الأولى التي عمل بها دريد لحام مع جهة إنتاج حكومية. أهمية هذه الأعمال إنها أعادته إلى السينما بعد طول غياب، وهو على مشارف التسعين من العمر، وأنها جمعته مع ممثلين قدامى شاركوه بطولة أعماله السابقة مثل صباح الجزائري وأسامة الروماني، أبطال مسرحيات ضيعة تشرين وغربة.
الزواج
تزوج دريد لحام ثلاث مرات، كانت الأولى من مي الحسيني زميلته في الجامعة، وله منها ابنه الوحيد ثائر وابنته عبير. وفي سنة 1963 اقترن بهالة البيطار، إحدى مؤسسات التلفزيون السوري التي قضى معها حياته الزوجية كلها وهي والدة أصغر بناته دينا. أما الزواج الثالث والأخير فهو من الفنانة صباح الجزائري سنة 1977، أثناء عملهما معاً في مسرحية غربة، وهو زواج قصير لم يستمر ولم ينجب منه أولاداً وظلّ سرياً وغير معلن عنه.
السياسة
انتسب دريد لحام في شبابه إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي وفي مرحلة متقدمة من حياته، أعلن عن إعجابه الشديد بحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله. عرف عنه قربه من عدة سياسيين وحكام، ومنهم الرئيس حافظ الأسد والعقيد معمر القذافي الذي كان من أشد المعجبين بأعماله وتحديداً بشخصية “غوار الطوشة” وقد دعاه القذافي إلى ليبيا في مطلع الثمانينيات لتقديم نسخة جديدة من مسرح الشوك، وعند زيارته دمشق لحضور قمة جامعة الدول العربية سنة 2008، حل القذافي ضيفاً في منزل دريد بمنطقة المزة.
العمل النقابي
كان دريد لحام أحد مؤسسي نقابة الفنانين السوريين وأنتخب أول نقيب لها سنة 1968، وأعيد انتخابه عام 1979.
سفير النوايا الحسنة
وفي مطلع التسعينيات عُيّن دريد لحام سفيراً للنوايا الحسنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى منظمة اليونيسيف، ولكنه ترك المنصب بعد احتجاج الأمم المتحدة على ذهابه إلى الحدود اللبنانية – الفلسطينية ورميه الحجارة على بوابة فاطمة.
التكريمات
أولى أوسمة دريد لحام كان وسام الكوكب الأردني الذي منحه إياه الملك حسين بسنة 1955، تلاه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى الذي قلّده إياه وزير الثقافة فوزي الكيالي نيابة عن الرئيس حافظ الأسد بعد العرض الأول لمسرحية غربة. حصل أيضاً على وسام الفاتح من معمر القذافي وعلى وسام الاستحقاق السوري مجدداً – من الدرجة الممتازة – من الرئيس بشار الأسد سنة 2007. وفي سنة 1999 قلّده الرئيس إميل لحود وسام الأرز اللبناني من درجة فارس في حفل تكريم أقيم في الجامعة الأميركية في بيروت. وبعدها قامت الجامعة الأميركية بمنحه شهادة دكتوراة فخرية سنة 2010 وفي عام 2018 انتُخب عضواً في مجلس حكماء مؤسسة تاريخ دمشق.
المناصب
نقيب الفنانين السوريين (1968-1970)
- سبقه في المنصب: لا يوجد
- خلفه في المنصب: علي عقلة عرسان
نقيب الفنانين السوريين (1979-1984)
- سبقه في المنصب: أمين خياط
- خلفه في المنصب: سهيل كنعان
الأعمال التلفزيونية
- برنامج الإجازة السعيدة (1960 – إخراج خلدون المالح)
- برنامج سهرة دمشق (1960 – إخراج خلدون المالح)
- مسلسل أنا وهو (1963 – إخراج نقولا أبو سمح)
- مسلسل خيمة حمّاد (1964 – إخراج دريد لحام دون المشاركة في التمثيل)
- مسلسل مقالب غوار النسخة اللبنانية (1966 – إخراج نقولا أبو سمح)
- مسلسل مقالب غوار النسخة السورية (1966 – إخراج خلدون المالح)
- مسلسل حمام الهنا (1967 – إخراج فيصل الياسري)
- مسلسل حكايا الليل (1968 – ضيف شرف – إخراج غسان جبري)
- تمثيلية النسب (1969 – إخراج دريد لحام دون المشاركة في التمثيل)
- مسلسل صح النوم (1971 – إخراج خلدون المالح)
- تمثلية ملج وسكر (1973 – إخراج خلدون المالح)
- تمثلية الكسلان العظيم (1964 – إخراج دريد لحام دون المشاركة في التمثيل)
- مسلسل صح النوم الجزء الثاني (1974 – إخراج خلدون المالح)
- مسلسل وادي المسك (1980 – إخراج خلدون المالح)
- مسلسل وين الغلط (1981 – إخراج خلدون المالح)
- وثائقي مشوار دريد ونهاد (1990 – إخراج تحسين القوادري)
- مسلسل الدغري (1992 – إخراج هيثم حقي)
- مسلسل أحلام أبو الهنا (1996 – إخراج هشام شربتجي)
- مسلسل عودة غوار (1998 – إخراج مروان بركات)
- مسلسل عائلتي وأنا (2000 – إخراج حاتم علي)
- مسلسل الفصول الأربعة، الجزء الثاني (2002 – ضيف شرف – إخراج حاتم علي)
- مسلسل أيام الولدنة (2006 – إخراج مأمون البني)
- مسلسل الخربة (2011 – إخراج الليث حجو)
- مسلسل سنعود بعد قليل (2013 – إخراج الليث حجو)
- مسلسل ضبو الشناتي (2013 – ضيف شرف – إخراج الليث حجو)
- مسلسل ناس من ورق (2019 – ضيف شرف – إخراج وائل رمضان)
- مسلسل بواب الريح (2014 – إخراج المثنى الصبح)
- مسلسل شارع شيكاغو (2020 – ضيف شرف – إخراج محمد عبد العزيز)
- مسلسل على قيد الحب (2022 – إخراج باسم السلكا)
الأعمال السينمائية
- عقد اللولو (1964 – إخراج يوسف معلوف)
- لقاء في تدمر (1965 – إخراج يوسف معلوف)
- فندق الأحلام (1966 – إخراج ألبير نجيب)
- الشريدان (1966 – إخراج رضا ميسّر)
- المليونيرة (1966 – إخراج يوسف معلوف)
- أنا عنتر (1967 – إخراج يوسف معلوف)
- غرام في إسطنبول (1967 – إخراج سيف الدين شوكت)
- الصعاليك (1967 – إخراج يوسف معلوف)
- النصابين الثلاثة (1968 – إخراج نيازي مصطفى)
- اللص الظريف (1968 – إخراج يوسف عيسى)
- خياط للسيدات (1969 – إخراج عاطف سالم)
- الرجل المناسب (1970 – إخراج حلمي رفلة)
- رمال من ذهب (1971 – ضيف – إخراج يوسف شاهين)
- الصديقان (1970 – إخراج حسن الصيفي)
- 1+1 (1971 – إخراج يوسف معلوف)
- امرأة تسكن وحدها (1971 – إخراج نجدي حافظ)
- الثعلب (1971 – إخراج يوسف معلوف)
- مقلب من المكسيك (1972 – إخراج سيف الدين شوكت)
- زوجتي من الهبيز (1973 – إخراج عاطف سالم)
- مسك وعنبر (1973 – إخراج أحمد ضياء الدين)
- غوار لاعب الكرة (1973 – إخراج خلقي سائر)
- غوار جيمس بوند (1974 – إخراج نبيل المالح)
- المزيفون (1975 – إخراج محمد سلمان)
- صح النوم (1975 – إخراج خلدون المالح)
- سمك بلا حسك (1977 – إخراج سمير الغصيني)
- عندما تغيب الزوجات (1982 – إخراج مروان عكاوي)
- إمبراطورية غوار (1982 – إخراج مروان عكاوي)
- الحدود (1984 – إخراج دريد لحام)
- التقرير (1986 – إخراج دريد لحام)
- الكفرون (1990 – إخراج دريد لحام)
- الآباء الصغار (2006 – إخراج دريد لحام)
- سيلينا (2009 – إخراج حاتم علي)
- دمشق حلب (2018 – إخراج باسل الخطيب)
- الحكيم (2023 – إخراج باسل الخطيب)
- يومين (2024 – إخراج باسل الخطيب)
الأعمال المسرحية
- مسرحية عقد اللولو (1961 – إخراج دريد لحام)
- مسرحية جيرك، أو مسرح الشوك (1968 – إخراج دريد لحام)
- مسرحية مساعد المختار (1970 – إخراج دريد لحام)
- مسرحية لحن الوفى (1971 – إخراج وليد غلمية)
- مسرحية قضية وحرمية (1973 – إخراج إبراهيم بغدادي)
- مسرحية ضيعة تشرين (1974 –إخراج مسرحي دريد لحام، إخراج تلفزيوني خلدون المالح)
- مسرحية غربة (1976 – إخراج مسرحي دريد لحام، إخراج تلفزيوني خلدون المالح)
- مسرحية كاسك يا وطن (1979 – إخراج مسرحي دريد لحام، إخراج تلفزيوني خلدون المالح)
- مسرحية شقائق النعمان (1987 – إخراج مسرحي دريد لحام، إخراج تلفزيوني شكيب غنّام)
- مسرحية صانع المطر (1992 – إخراج مسرحي دريد لحام، إخراج تلفزيوني سمير سلمون)
- مسرحية العصفورة السعيدة (1992 – إخراج مسرحي دريد لحام، إخراج تلفزيوني سمير سلمون)
- مسرحية السقوط (2011 – إخراج محسن العلي)
الأعمال الإذاعية
- مسلسل غوار كل يوم الو كار (1978 – إخراج سهيل كنعان)
- مسلسل غوار والكنز (1979 – إخراج سهيل كنعان)
- مسلسل غوار يخترق الجدار (1981 – إخراج محمد جومر)
- مسلسل غوار عالخط (1983 – إخراج مروان عبد الحميد)
- مسلسل كل يوم حكاية (1984 – إخراج نذير عقيل)
- مسلسل عودة غوار (1985 – إخراج مروان عبد الحميد)
- مسلسل عبد الودود على الحدود (2001 – إخراج أحمد فتح الله)