أحياء ومناطق

الصالحية

من أشهر أحياء مدينة دمشق

الصالحية، أحد أشهر أحياء مدينة دمشق على سفح جبل قاسيون إلى الشمال من المدينة القديمة، اشتهر ببيوته ومدارسه والزوايا الدينية المنتشرة فيه. توسع الحيّ القديم في النصف الأول من القرن العشرين من المنطقة الكائنة بين المهاجرين وركن الدين إلى بوابة الصالحية جنوباً وجامع الأربعين شمالاً، ومن مسجد أبو النور شرقاً إلى العفيف غرباً. تشكل الحيّ الأصلي بشكل تدريجي خلال الفترات الزنكية والأيوبية والمملوكية والعثمانية، وفيه اليوم العديد من الفعاليات الثقافية ودور السينما والمطاعم والمباني الحكومية، إضافة لعدد من المباني التاريخية الهامة.

البداية مع آل قدامة

تعود بدايات الصالحية إلى سنة 1156، عندما هاجر إليها الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي من قريته جمّاعين القريبة من نابلس بسبب ملاحقة الصليبيين له. وصل دمشق ومعه ثلاثة من أقربائه وقرر المقام فيها، ثم طلب من أولاده وأصهاره أن يلحقوا به. حطت قافلة الأقرباء رحالها عند جامع أبي صالح الحنبلي في باب شرقي وتتابعت الهجرة بعد ذلك إلى هذا المسجد، وعرفوا بآل قدامة. انتقلوا بعدها إلى الصالحية على ضفة نهر يزيد عند سفح جبل قاسيون، وأعجب الشيخ أحمد بن قدامه بجمال الموقع المطل على مدينة دمشق. نزل إلى النهر فتوضأ منه وجعل على ضفته حجراً وضعه جهة القبلة وصلى هناك وقال: “ما هذا إلا موضع مبارك”.

بنا الشيخ وأولاده داراً على أنقاض دير مهجور سمي “دير الحنابلة”، لا يزال قائماً إلى الآن ويُسمى بحارة الدير، وهي أول ما أنشئ من حيّ الصالحية. ثم أخذت الدور تتكاثر وازداد نشاطهم في تشييد الحوانيت بعد توالي الهجرات من بيت المقدس وأكناف بيت المقدس. ذاع صيت الشيخ أحمد فأخذ أهل دمشق يفدون إليه ويزورونه، وفي مقدمتهم السلطان نور الدين زنكي.

التسمية

تشير معظم الروايات التاريخية أن سبب تسمية الصالحية بهذا الاسم يرجع إلى بنو قدامة الذين سكنوا المنطقة وكانوا أهل صلاح فسُمّيت المنطقة بالصالحية. وهذا ما يؤكده المؤرخ الدمشقي، المقدسي الأصل، أبا شامة عبد الرحمن بن إسماعيل إذ يقول: “بهم سمّيت الصالحية لصلاحهم،” وهو ما أثبته الشيخ الشيخ محمد أحمد دهمان في كتابه المحقق “تاريخ الصالحية.”

أحياء الصالحية

ينقسم حي الصالحية إلى منطقتين رئيسيتين:

حي الصالحية القديم: وهو الحي الذي أنشأه بنو قدامة على سفح جبل قاسيون ممتداً لقمّة الجبل، ينقسم إلى منطقتين أساسيتين هما أبو جرش، وحيّ الأكراد (ركن الدين). اشتهر الحي القديم من الصالحية بكثرة آثار الأولين إذ يحتوي على كهوف ومغارات مثل:

وفي الحي القديم عدة مدارس دينية منها سبعة مازالت قائمة: الضيائية، الصاحبة، الأتابكية، الجهاركسية (الجركسية)، الشبلية، القاهرية، اليغمورية. ومنها ما قد اندثر وهي مدارس: البهنسية، المقدمية، المعظمية، الغلمية، الميطورية، العزيزية، القلانسية.

وفيه مساجد وزوايا صوفية ودور للقرآن الكريم:

مدافن الصالحية القديمة

وقد بلغ عدد مدافن الصالحية أربعين تربةً ملأت المنطقة قباباً وقبوراً للأمراء والكبراء، إلى جانب قبور العامة. بعضها اندثر، وبعضها ما يزال قائماً حتى اليوم وأهمها:

كما يوجد في الحيّ التكية السليمية والبيمارستان القميري وسوق شعبي مكتظ يعرف باسم سوق الجمعة ممتد من ركن الدين شرقاً إلى منطقة العفيف غرباً.

حي الصالحية الحديث

بدأ سنة 1903 توسع العمار في الصالحية القديمة باتجاه الأحياء الحديثة من مدينة دمشق، وظهرت بوابة الصالحية وجادة البرلمان والشهداء وعرنوس. تحوّلت المنطقة إلى حي سكني سنة 1921 حينما بدأت تسكنها العائلات الفرنسية وصار يمر بها الترامواي القادم من ساحة المرجة. ويحتوي حيّ الصالحية الحديث على العديد من المعالم العمرانية المهمة:

  • المستشفى العسكري العثماني الذي شيد عام 1865 وهدم عام 1949.
  • مبنى المحاربين القدماء الذي شيد عام 1897، وهدم في منتصف ثمانينات القرن العشرين وشيد مكانه وزارة الاقتصاد.
  • مبنى رئاسة الأركان الفرنسية الذي هدم في بداية الخمسينيات وشيد مكانه مبنى جديد هو بناية الصناعي عبد الحميد دياب.
  • نادي الضباط الفرنسي (أصبح اليوم نادي ضباط الجيش العربي السوري).
  • سينما الأمبير في شارع 29 أيار.
  • محل المصور جورج درزي.
  • صالة مفروشات مبيّض التي أنشأت في طريق الصالحية سنة 1920.
  • سينما جناق قلعة، التي أحرقت وشُيّد مكانها مبنى البرلمان.
  • مبنى المعهد العربي الاسلامي، الذي شيده آل القباني في أوائل الثمانينات من القرن التاسع عشر ويرتفع مكانه حالياً برج الصالحية الشهير.
  • المدرسة الماردانية التي أنشأتها خاتون زوجة الملك الأيوبي.

أشهر معالم الحي التي مازالت قائمة حتى يومنا الحالي:

أما عن السوق الذي نشأ فيها فقد جاء لينافس سوق الحميدية القديم بإحضار بضائع أغلى وأحدث تتناسب مع الطبقة البرجوازية التي كانت تسكن في جواره، أما في يومنا الحالي فإن ذات السوق تحول لسوق شعبي بعد أن ظهرت أسواق أكثر حداثة.

ومن أشهر أهالي الصالحية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !