أعلام وشخصياتفنانون

عبد الوهاب أبو سعود

من رواد المسرح في سورية.

عبد الوهاب ابو سعود
عبد الوهاب ابو سعود

عبد الوهاب أبو سعود (1897-1951)، فنان فلسطيني عاش وعَمل وتوفي في دمشق، وكان أحد رواد المسرح في سورية. لمع نجمه في عهد الملك فيصل الأول عندما قدم مسرحية سياسية ساخرة عن جمال باشا، قائد الجيش الرابع في سورية خلال الحرب العالمية الأولى.

البداية

ولِد عبد الوهاب أبو سعود في مدينة نابلس الفلسطينية وكان والده عبد الله شوقي أبو سعود ضابطاً في الجيش العثماني.

دَرس أبو سعود في مدارس صيدا وبيروت، ثم انتقل إلى دمشق مع أسرته بعد تعيين أبيه فيها، وسافر بعدها إلى مصر للالتحاق بجامعة الأزهر، تلبية لرغبة أبيه.

البداية في مصر مع جورج أبيض

في القاهرة تعرف عبد الوهاب أبو سعود على عالم المسرح، وصار من رواده وعُشاقه.(1) احتضنه النجم اللبناني جورج أبيض، أحد جهابذة المسرح المصري الحديث الذي علّمه أصول التمثيل والغناء والعزف على العود، وعرّفه على روائع المسرح العالمي وعلى أعمال وليام شكسبير.

عَمل أبو سعود ممثلاً في القاهرة لفترة وجيزة ثم عاد إلى دمشق ومعه تسجيلات صوتية لأعمال شيكسبير، جميعها بصوت جورج أبيض. قام بطرحها على أصدقائه من الفنانين الهواة فقاموا بتأسيس فرقة مسرحية على غرار فرقة جورج أبيض، عَرضت أولى مسرحياتها “شهداء الغرام” على مسرح قصر البلور بحيّ باب توما سنة 1914، وكانت من تأليف وبطولة عبد الوهاب أبو سعود.

مع فرقة أحمد عبيد

خلال سنوات الحرب العالمية الأولى، تعاون أبو سعود مع الفنان الشاب أحمد عبيد، الذي أسس فرقة مسرحية للهواة سنة 1915، ضمّت شباب من أسر دمشقية معروفة مثل فوزي العظم وعبد الوهاب القنواتي.(2)

مسرحية جمال باشا السفاح

بعد زوال الحكم التركي وتأسيس حكومة عربية في دمشق عام 1918، بايع السوريون الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عليهم، الذي عُرف بقربه من الغرب وإعجابه بالفنون والمسرح. في عهده القصير، قرر أبو سعود إقامة عرض مسرحي عن مأساة الشعب السوري في زمن جمال باشا، الضابط العثماني الذي حكم البلاد بالحديد والنار وبث الرعب في نفوس الدمشقيين خلال سنوات الحرب العالمية الأولى.

طُلب من الروائي معروف الأرناؤوط أن يضع نص المسرحية التي حملت عنوان “جمال باشا السفّاح،” وتقدم أبو سعود بدعوة للقصر الملكي، راجياً أن يكون الأمير فيصل على رأس الحضور ليلة الافتتاح. قَبل الأمير فيصل الدعوة ونَزل إلى مسرح زهرة دمشق في ساحة المرجة لحضور العرض، الذي لعب فيه أبو سعود دور جمال باشا. قوبل العرض بتصفيق حار من الجمهور، وتحول أبو سعود من بعده إلى نجم في الأوساط الفنية.(3)

أبو سعود والملك فيصل

عطف الأمير فيصل على عبد الوهاب أبو سعود، وأوعز إلى وزير المعارف ساطع الحصري أن يستفيد من موهبته، بحكم أن الأمور الفنية في سورية كانت تابعة في حينها لوزارة المعارف، قبل سنوات طويلة من إنشاء وزارة الثقافة التي لم ترى النور حتى قيام الوحدة مع مصر بعد ثلاثة عقود.

تم التعاقد مع عبد الوهاب أبو سعود لإعطاء دروس تمثيل مدفوعة الأجر في مدرسة الملك الظاهر في باب البريد وفي مدرسة مكتب عنبر، كما تم تكليفه بوضع رسومات الشخصيات التاريخية في الكتب المدرسية، مثل صلاح الدين الأيوبي، وهارون الرشيد، وطارق بن زياد.(4)

الوفاة

قدّم عبد الوهاب أبو سعود عدداً كبيراً من المسرحيات، الكلاسيكية منها والمعاصرة، لم يبقى منها أي أثر مصور أو مُسجل، وتوفي بعد حضوره عرضاً مسرحياً لمجموعة من طلابه في إحدى كنائس بلودان عام 1951.

المصدر
1.عبد الغني العطري. حديث العبقريات (دار البشائر، دمشق 2000)، 3852. عبد الغني العطري. عبقريات من بلادي (دار البشائر، دمشق 1998)، 2273. عبد الغني العطري. حديث العبقريات (دار البشائر، دمشق 2000)، 385-3934. نفس المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !