
عُثمان الشرباتي (1878 – 22 كانون الثاني 1950)، صناعي سوري من دمشق كان أحد قادة الحركة الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي وهو والد أحمد الشرباتي، وزير دفاع سورية خلال حرب فلسطين الأولى عام 1948.
البداية
ولِد عُثمان الشرباتي في حيّ الصالحية بدمشق ودَرس فيه قبل أن ينتقل إلى العمل التجاري في سوق البزورية، تحت إشراف التاجر رشدي الركابي السكري. جمع ثروة صغيرة ثم قام بتطويرها وأسس أول مصنع للتبغ في سورية عام 1921. كان مشروعه الصناعي ناجحاً للغاية مما جعله من أثرياء دمشق.
كان معمل الشرباتي يقع في منطقة البرامكة ويُنتج السجائر المحلية المعروفة مثل “اكسترا” و”جوكي كلوب” و”خانم” المُخصصة للنساء، إضافة لسيجارة”بافرا” لذوي الدخل المحدود.
كما عَمِل عُثمان الشرباتي في استيراد الحديد وتصدير الفواكه من سورية إلى مصر وفلسطين والعراق وإمارة شرق الأردن، وأسس مدرسة للأيتام في حيّ الصالحية وفُرناً للسكان، وقد اقتنى حمّام المُقدم الشهير الواقع في نفس المنطقة.(1)
العمل السياسي
انتسب الحاج عُثمان الشرباتي إلى الحركة الوطنية المعارضة للانتداب الفرنسي في سورية ولكنه لم ينضمّ رسمياً لأي حزب من الأحزاب سياسي، على الرغم من قربه من الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، مؤسس حزب الشعب، والرئيس فارس الخوري، أحد مؤسسي الكتلة الوطنية. وفي نيسان 1922 عَمل الشرباتي مع هؤلاء على ترتيب زيارة الدبلوماسي الأمريكي شارل كراين إلى سورية، للوقوف على وضع الأهالي ومعاناتهم تحت حكم الانتداب الفرنسي.(2)
وعند اندلاع الثورة السورية الكبرى سنة 1925، عَمل الشرباتي على نقلها من جبل الدروز إلى دمشق وكان الاجتماع التمهيدي في داره، حضره كلّ من الشهبندر والخوري وجميل مردم بك ونسيب البكري.(3) شارك الشرباتي بنقل المؤن والسلاح إلى ثوار الغوطة الشرقية وفي 1 أيلول 1925 تم اعتقاله من قبل سلطة الاحتلال ونقله إلى سجن جزيرة أرواد، حيث بقي سجيناً حتى عام 1927.
فور خروجه من المُعتقل قام عُثمان الشرباتي بالتعاون مع زعماء الحركة الوطنية مجدداً عبر تمويل تنظيم الكتلة الوطنية التي أُسست على يد هاشم الأتاسي وفارس الخوري وإبراهيم هنانو في تشرين الأول 1927. وعندما قُتل صديقه عبد الرحمن الشهبندر سنة 1940، قدّم عُثمان الشرباتي مكافأة مالية قدرها 5000 ليرة سورية لأي شخص يُعطي معلومات عن الجُناة ومكان فرارهم من وجه العدالة.(4)
السنوات الأخيرة
اعتزل عُثمان الشرباتي العمل السياسي يوم جلاء القوات الفرنسية عن سورية في 17 نيسان 1946 وذهبت زعامة الأُسرة من بعده، سياسياً واقتصادياً، إلى نجله أحمد الشرباتي، الذي انتُخب نائباً عن دمشق وتسلّم عدداً من الحقائب الوزارية في عهد الرئيس شكري القوتلي، منها المعارف والدفاع والاقتصاد الوطني.
الوفاة
توفي عُثمان الشرباتي في دمشق عن عمر ناهز 72 عاماً يوم 22 كانون الثاني 1950. وقد نعته جريدة ألف باء الدمشقية بالقول: “غاب فقيد دمشق الذي كان ركناً من أركان الوطنية والصناعة في سورية.”