فنانون

أسعد فضة

ممثل ومخرج مسرحي سوري

أسعد فضة (5 أيلول 1938) ممثل ومخرج سوري من ريف محافظة اللاذقية، حقق شهرة عربية واسعة من خلال مشاركته في مجموعة من الأعمال التلفزيونية، منها التاريخي والمعاصر، ومنها ما عُرف بأعمال البيئة الشامية وأعمال الفانتازيا التاريخية التي كان أشهرها مسلسل الجوارح سنة 1995. في السينما قام ببطولة فيلمين اعتبرا الأفضل في تاريخ السينما السورية، ليالي ابن آوى (1989)، ورسائل شفهية (1991)، إضافة لبطولة الفيلم السوري الروسي قصة شرقية سنة 1989.

 وفي التلفزيون، عُرف أسعد فضة عربياً من خلال مسلسلات الجوارح والكواسر والفوارس، ومسلسل العبابيد التاريخي مع الفنانة رغدة، إضافة لكونه أول من جسّد شخصية زعيم الحارة الدمشقية في مسلسل أبو كامل مع المخرج علاء الدين كوكش، في جزئه الأول سنة 1991 والثاني سنة 1993.

وكان أحد أشهر أعماله مسلسل هجرة القلوب إلى القلوب مع المخرج هيثم حقي سنة 1990، الذي ظهر فيه بشخصية الوجيه الجشع “أبو دباك” وفي المسرح، أخرج أربع مسرحيات للكاتب المسرحي سعد الله ونوس، ومسرحية واحدة لكل من الشاعر السوري محمد الماغوط والفلسطيني محمود درويش، إضافة لعشرات من المسرحيات العالمية. يعد أسعد فضة من كبار الفنانين السوريين ومن أعلام الفن العربي المعاصر نظراً لبصمته في أداء الأدوار الجدية والناضجة، وقد سمّي مستشاراً ثقافياً للهيئة الثقافية في إمارة الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة.

البداية

ولد أسعد فضة في قرية بكسا في ريف مدينة اللاذقية وكان والده من الكادحين. درس في مدارس القرية وحصل على منحة حكومية للسفر إلى مصر ودراسة الإخراج المسرحي في مطلع عهد الوحدة السورية المصرية سنة 1958. تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة في عام 1962، وعاد إلى دمشق ليشارك كممثل في مسرحية شيخ المنافقين التي أخرجها على عقلة عرسان سنة 1963، وبعدها بعام كانت تجربته الأولى كمخرج في مسرحية الأخوة كارامازوف المأخوذة عن الرواية العالمية للأديب الروسي فيودور دوستويفسكي.

مرحلة المسرح منذ سنة 1964

تلا الأخوة كارامازوف مسرحية دون خوان للكاتب الفرنسي موليير، من إخراجه وبطولته أيضاً سنة 1965، وفي العام نفسه أخرج مسرحية لكل حقيقة للكاتب المسرحي الإيطالي لويجي بير أندليلو. أوفدته وزارة الثقافة السورية إلى فرنسا لدراسة تجربتها المسرحية سنة 1966، وبعدها أوفد إلى ألمانيا ليعمل مخرجاً مع المسرح الوطني في مدينة فايمر، حيث أخرج مسرحية مغامرة رأس المملوك جابر للكاتب السوري سعد الله ونوس، بعد تعديلها وتسميتها إلى السعد سنة 1973، من بطولة النجم عبد اللطيف فتحي. جدد التعاون بين فضة ونوس في مسرحية سهرة مع أبي خليل القباني عام 1975، ومسرحية الملك هو الملك سنة 1977.

أسعد فضة أثناء التحضير لمسرحية رأس المملوك جابر.
أسعد فضة أثناء التحضير لمسرحية رأس المملوك جابر.

أخرج مسرحية المهرج للشاعر محمد الماغوط سنة 1972، ومسرحية خاصة بالعاصمة السورية بعنوان “دمشق انتظرناك والحب جاء” ألفها الشاعر الفلسطيني محمود درويش سنة 1975. من أشهر أدواره المسرحية كان في يوميات مجنون للكاتب الروسي نيقولاي غوغول، التي أخرجها فواز الساجر سنة 1976، ولأسعد فضة مسرحية واحدة من تأليفه وإخراجه بعنوان “حكايا بلا نهاية” عرضت بدمشق سنة 1985.

مسرحية يوميات مجنون.
مسرحية يوميات مجنون.
مسرحية دون خوان.
مسرحية دون خوان.

الانتقال إلى السينما

نظراً لعمله الإداري والفني في المسرح تأخر أسعد فضة في الانتقال إلى عالم السينما والتلفزيون، وكانت محطته الأولى في فيلم فدائيون حتى النصر مع المخرج سيف الدين شوكت سنة 1970. من يومها حرض على الظهور السينمائي مرة واحدة في السنة طيلة العقد السابع من القرن العشرين، ومنها في فيلم الفهد مع المخرج نبيل المالح، الذي فاز بجائزة مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي ومهرجان لوكارتو سنة 1972. وكان له دور البطولة في فيلم حبيبتي يا حب التوت مع المخرج مروان حداد سنة 1979، وبعدها بعشر سنوات، دور بطولة مطلقة في فيلم ليالي ابن آوى للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، الذي عد من أهم الأفلام في تاريخ السينما السورية عند عرضه سنة 1989. نال ليالي ابن آوى جائزة “سيف دمشق الذهبي” في مهرجان دمشق السينمائي سنة 1989، وفاز أسعد فضة بجائزة أفضل ممثل عن دوره فيه.

فيلم ليالي ابن آوى سنة 1989.
فيلم ليالي ابن آوى سنة 1989.

وفي سنة 1991 جدد التعاون بينه وبين عبد اللطيف عبد الحميد في فيلم رسائل شفهية الذي تدور أحداثه في الريف السوري ويحكي عن الصداقة والحب والأمل. فاز فيلم رسائل شفهية بجائزة مهرجان فالنسيا البرونزية، وبثلاثة جوائز في مهرجان مونبلييه السينمائي في فرنسا. لعب دور البطولة في الفيلم السوري – الروسي قصة شرقية سنة 1989، وكانت آخر أعماله السينمائية فيلم الرابعة بتوقيت الفردوس للمخرج محمد عبد العزيز، الذي حصد جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي سنة 2015.  

الشهرة التلفزيونية

أولى مشاركات أسعد فضة التلفزيونية كانت في مسلسل “النهر الكبير” الذي أدى دور البطولة فيه سنة 1969، تلاه مسلسل أولاد بلدي للمخرج علاء الدين كوكش عام 1971. في سنة 1974، شارك الفنانة سلوى سعيد بطولة مسلسل انتقام الزباء التاريخي، وفي عام 1980 قام بدور البطولة في مسلسلي حرب السنوات الأربع وعز الدين القسام مع المخرج هيثم حقي، وصولاً إلى مسلسل الطبيبة الاجتماعي المعاصر سنة 1988.

ثم جائت حقبة التسعينيات التي انفرد فيها أسعد فضة بطلاً مطلقاً في الدراما التلفزيونية السورية، ابتداءً من مسلسل أبو كامل الذي تدور أحداثه بدمشق القديمة في زمن الانتداب الفرنسي، مروراً بسلسلة أعمال الفانتازيا التي قدمها مع المخرج نجدة إسماعيل أنزور: مسلسل الجوارح (1995)، الموت القادم إلى الشرق (1997)، مسلسل الكواسر (1998)، ومسلسل البواسل (2000).

أسعد فضة بدور "ابن الوهاج" في مسلسل الجوارح سنة 1997.
أسعد فضة بدور “ابن الوهاج” في مسلسل الجوارح سنة 1995.

لعب دور البطولة في عدد من الأعمال التاريخية، مثل  مسلسل بيوت في مكة (1983)، العبابيد (1997) فارس بني مروان (2004)، ومسلسل سيف بن ذي يزن (2003). وكانت له بطولة مطلقة ومميزة بشخصية “أبو دبّاك” في الدراما الاجتماعية التاريخية هجرة القلوب إلى القلوب مع هيثم حقي سنة 1990، والتي تدور أحداثه في مدينة الرقة السورية. شاركه بطولة العمل الفنان الفنانة منى واصف ومعها الفنان هاني الروماني، وكان هجرة القلوب إلى القلوب أول مسلسل يتم تصوير بعض مشاهده في مبنى البرلمان السوري.

أسعد فضة بدور "أبو دباك" في مسلسل هجرة القلوب إلى القلوب سنة 1989.
أسعد فضة بدور “أبو دباك” في مسلسل هجرة القلوب إلى القلوب سنة 1989.

بعض الشخصيات التاريخية التي جسدها في التلفزيون


العمل الإداري

سمّي أسعد فضة سنة 1967 مديراً للمسرح القومي وفي عام 1986 رئيساً للمركز الدولي للمسرح في سورية. تسلّم إدارة المسرح والموسيقا في وزارة الثقافة من سنة 1974 ولغاية عام 2001، وإدارة مهرجان المحبة والسلام الذي كان يعقد سنوياً في مدينة اللاذقية، ومهرجان مصري الدولي ومهرجان دمشق المسرحي. انتُخب نقيباً للفنانين مرتين في السنوات 1998-2006 وكان محاضراً في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق منذ تأسيسه سنة 1976.

التكريم والجوائز

أطلقت عليه موسوعة American Bibliographical Institute الأمريكية لقب “رجل المسرح العالمي” سنة 1997 وفي عام 2006، سمّيت صالة المسرح القومي في اللاذقية باسم “مسرح الفنان أسعد فضة” وقد نال من الجوائز:  

حياته الشخصية

تزوج من الفنانة مها الصالح التي شاركته بطولة عدد كبير مسرحياته، ولديه منها ابن هو الفنان مجد فضة. بعد وفاتها سنة 2008 تزوج من صفاء خير بك. بزواجه من مها الصالح، أصبح أسعد فضة عديلاً لكل من محمد الماغوظ والشاعر أدونيس الذي كتب عنه قائلاً:

عرفتُ أسعد فضة عائداً من دراسته في مصر مُتهيّئاً لسفرٍ آخر، وتعميق أبعد لمعرفته المسرحية، ولكنني لا أعرف ما الذي كان أكثر إشراقاً واندفاعاً؛ دراسته أم تطلعاته، ففي ذلك اللقاء الأول دُهشت لحماسته، وهو يُسابقُ الحلم في شوقه للبناء ودعم كل بادرة للإبداع. فيما بعد، ومنذ أواسط السبعينيات أتيحت لنا لقاءات مُتكررة، فلمست هذا النزوع الخلاق لكي يحلّ المُتخيل الجميل محل الواقع الهزيل، ولكي يتخطّى الراهن إلى المُحتمل.

مذكراته

 وضع أسعد فضة مذكراته إطلالة على الذاكرة التي صدرت عن الهيئة العامة السورية للكتاب سنة 2017.

المناصب

نقيب الفنانين السوريين (1998 – 2006)

الأعمال المسرحية

في السينما

في التلفزيون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !