رياض العابد (1916-2011)، محام سوري من دمشق وأحد مؤسسي الحزب الوطني، ترأس لجنة أسبوع التسلّح في عهد الرئيس شكري القوتلي سنة 1956 انتُخب نقيباً لمحامي سورية في مطلع السبعينيات، إضافة لعضوية مجلس الشعب ومجلس الأمة في اتحاد الجمهوريات العربية.
البداية
ولِد رياض العابد في حيّ الميدان الدمشقي في 6 أيار 1916، يوم إعدام شهداء ساحة المرجة على يد جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع في سورية. وهو سليل عائلة سياسية معروفة وكان جدّه هلال عمّ أحمد عزت باشا العابد، كبير أمناء السلطان عبد الحميد الثاني. دَرَس في الكتّاب وفي مدرسة البحصة أولاً ومن ثمّ في مكتب عنبر وفي الثانوية التجهيز الأولى. أسس في شبابه فرقة كشفية في الميدان وانتخب رئيساً لها عام 1936. نال شهادة في الحقوق من الجامعة السورية سنة 1940، وعمل محام متدرب في مكتب سعيد الغزي (رئيس وزراء سورية في خمسينيات القرن العشرين) قبل أن يستقل بمكتب خاص به. كانت تربطه علاقة متينة مع الأخوين زيد وسلطان باشا الأطرش، وعند قيام الثورة السورية الكبرى أنضم العابد إلى صفوفها سنة 1925.
العابد والصحافة
إضافة لعمله في المحاماة كان رياض العابد يكتب زاوية أسبوعية في جريدة الإنشاء، فيها مزيج بين السياسة والقانون. تجنباً لملاحقة سلطات الانتداب الفرنسي، كان يوقع مقالاته باسم “فتى الميدان” المستعار، ولم يظهر باسمه الصريح إلا بعد جلاء القوات الفرنسية عن سورية في 17 نيسان 1946. وبعد الإنشاء انتقل للكتابة في جريدة الأيام التي كان يصدرها صديقه نصوح بابيل.
أسبوع التسلح سنة 1956
في مطلع عهد الاستقلال، شارك رياض العابد في تأسيس الحزب الوطني مع نبيه العظمة وسعد الله الجابري انتُخب عضواً في مجلسه المركزي. خاض الانتخابات النيابية سنة 1947 ولكنه انسحب منها ومن العمل السياسي إبان الانقلاب العسكري الذي قاده حسني الزعيم ضد رئيس الجمهورية شكري القوتلي في 29 آذار 1949. وعندما عاد القوتلي إلى الحكم في منتصف الخمسينيات كلفه برئاسة المكتب التنفيذي لأسبوع التسلّح الذي دعا إلى جمع التبرعات لصالح الجيش السوري. جال العابد على عدد من العواصم العربية لأجل أسبوع التسلّح وفي مصر حصل على تبرع نقدي من قبل الرئيس جمال عبد الناصر، بقيمة نصف مليون جني. تحت رعاية وبحضور الرئيس القوتلي، أقيمت فاعلية أسبوع التسلح على مدرج الجامعة السورية سنة 1956 ونجحت بجمع 25 مليون ليرة سورية، قدمها العابد إلى رئيس أركان الجيش اللواء توفيق نظام الدين.
سنوات المنفى 1963-1966
أيد الوحدة السورية المصرية عند قيامها سنة 1958 ولكنه سرعان مع تراجع وبارك انقلاب الانفصال يوم 28 أيلول 1961، احتجاجاً على الدولة البوليسية التي ظهرت في سورية، في عهد المشير عبد الحكيم عامر، ممثل الرئيس عبد الناصر بدمشق. طارده قادة البعث بعد وصولهم إلى الحكم سنة 1963، بجرم تأييد “جريمة الانفصال” فانتقل للعيش في لبنان. وفي منفاه الاختياري عمل العابد في الصناعة وأسس معملاً للكونسروة مع نوري الحكيم وعائلة عزّت الشامي، إضافة لمصنع متخصص بإنتاج السمنة مع رجل الأعمال اللبناني علي غندور.
نقيباً للمحامين سنة 1970
عاد رياض العابد إلى سورية بعد انقلاب 23 شباط 1966 وعمل بالمحاماة مجدداً، بعيداً عن السياسة. أيّد الرئيس حافظ الأسد وفي مطلع عهده انتُخب نقيباً لمحامي سورية وسمّي نائباً في مجلس الشعب وعضواً في مجلس الأمة في اتحاد الجمهوريات العربية. أرسله الرئيس الأسد على رأس وفد رفيع إلى المملكة العربية السعودية طالباً الدعم من الملك فيصل بن عبد العزيز في حرب تشرين سنة 1973. عاد العابد إلى دمشق ومعه تعهد بقيمة مليار دولار أمريكي، دعماً للجيش السوري.
العائلة
تزوج رياض العابد من الدكتورة مها العدوي، وله منها ثلاث أولاد: بسمة، وهي أستاذة في جامعة دمشق، ورجل الأعمال محمد العابد والدكتور المهندس زياد العابد.
الوفاة
بقي رياض العابد يعمل في المحاماة لغاية العام 2004، عندما أُجبر على التقاعد بسبب تقدمه بالسن قبل وفاته عن عمر ناهز 95 عاماً سنة 2011.
المناصب
نقيب محامي دمشق (1970-1971)
- سبقه في المنصب: الدكتور زهير الميداني
- خلفه في المنصب: نزار بقدونس