ساحة النجمة، ساحة صغيرة وسط مدينة دمشق مقابل محلّة الشعلان، شيّدت في زمن الانتداب الفرنسي وكان في موضعها مقر وزارة الخارجية السورية في مطلع عهد الاستقلال. يتفرع من الساحة ثمانية شوارع وسمّيت بالنجمة أسوة بساحة النجمة الشهيرة في بيروت، المقتبسة بدورها من ساحة Place de l’Etoile في باريس. وقبل أن يمتد العمار إلى هذا القسم المستحدث من مدينة دمشق، كانت المنطقة عبارة عن أرض خاوية تُعرف باسم بستان الجارية، نسبة لجارية سوداء كانت تظهر في أرض البستان، ظنها بعض العوام جنيّة.
جوار ساحة النجمة
افتتحت مدرسة جان دارك الفرنسية مقابل ساحة النجمة سنة 1930 (عند كنيسة أنطوان البداوي) التي تحولت لاحقاً إلى مدرسة الفرنسيسكان المعروفة للبنات. وفي سنة 1940، أقامت سلطة الانتداب الفرنسي أول إذاعة محليّة بدمشق في ساحة النجمة، كان بثها لا يتعدى حدود العاصمة السورية. بعدها بست سنوات وإبان جلاء القوات الفرنسية عن سورية سنة 1946، انتقلت وزارة الخارجية من ساحة المرجة إلى ساحة النجمة، قبل نقلها مجدداً إلى منطقة المهاجرين ثم إلى مقرها الحالي في منطقة كفرسوسة. وفي سنة 1949 ظهر مطعم نادي الشرق في مجاور الساحة، وفي سنة 2006 شيّد فندق الفورسيزنز مقابلها، على الطريق الممتد من شارع الرئيس شكري القوتلي.
سكان ساحة النجمة
أما عن ملكية أرض ساحة النجمة والمنطقة المحيطة بها فهي تعود للأخوين حسين ونوري إبيش، وهم من أعيان دمشق ووجهائها. أقاموا فيها عمارة لأسرهم عند تنظيم المنطقة في ثلاثينيات القرن العشرين، ولا يزال أحفادهم يعيشون فيها حتى اليوم. ومن سكان ساحة النجمة أيضاً كان الدكتور عبد الرحمن الشهبندر الذي أُغتيل في عيادته الطبية مقابل مدرسة الفرنسيسكان سنة 1940، وأمين عام وزارة الصحة في عهد الاستقلال يوسف عرقتنجي، الذي تحوّل قصره القريب في شارع ميسلون إلى مقر إقامة لسفراء اسبانيا والدنمارك. وأخيراً كان منزل الصناعي توفيق قباني وابنه الشاعر نزار قباني، بعد خروجهم من دار العائلة في دمسق القديمة، وقد وصف نزار منزل الأسرة الجديد في قصيدته المعروفة خمس رسائل إلى أمي قائلاً:
سلاماتٌ … سلاماتٌ ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرّحمة ..
إلى أزهاركِ البيضاءِ ..
فرحةِ ساحةِ النّجمة…