سعيد بن إبراهيم حيدر (1890-1957) سياسي سوري من بعلبك كان عضواً في الجمعية العربية الفتاة وفي المؤتمر السوري العام سنة 1919، إضافة لمشاركته في تأسيس حزب الشعب مع عبد الرحمن الشهبندر عام 1925. فاوض كمال أتاتورك على دعم المقاومة السورية سنة 1920 وشارك في الثورة السورية الكبرى عام 1925. حكمت عليه فرنسا بالإعدام وعاش سنوات طويلة بين مصر وتركيا قبل عودته إلى دمشق وتعيينه رئيساً لمجلس الشورى من سنة 1942 ولغاية عام 1946. كان عضواً في اللجنة الدستورية التي وضعت دستور سورية الملكي سنة 1920 وانتخب مشرعاً في الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور سورية الرابع عام 1950.
البادية
ولد سعيد حيدر في بعلبك وهو من عائلة شيعية معروفة. درس في مدرسة التجهيز بدمشق ثم في معهد الحقوق العثماني بدمشق وفي معهد الحقوق في إسطنبول. بدأ حياته المهنية في محكمة حماة سنة 1914 وانتسب سراً إلى الجمعية العربية الفتاة المناهضة للدولة العثمانية.
العهد الفيصلي
وبعد زوال الحكم التركي عام 1918 عُيّن في محكمة جنايات دمشق وبدأ تدريس مادة الحقوق الدستورية في معهد الحقوق العربي. انتخب نائباً عن بعلبك في المؤتمر السوري العام سنة 1919 الذي توج الأمير فيصل بن الحسين ملكاً على سورية يوم 8 آذار 1920، وكان عضواً في اللجنة الدستورية التي وضعت دستور سورية الملكي. ومع اقتراب المواجهة العسكرية مع الفرنسيين، أرسله الملك فيصل إلى تركيا للاجتماع مع كمال أتاتورك وطلب العون العسكري منه. وبعد خلع فيصل الأول عن العرش وفرض الانتداب الفرنسي على سورية، حُكم عليه بالإعدام فهرب إلى مصر وحصل على لجوء سياسي من الملك فؤاد الأول.
الاعتقال سنة 1922
شمله العفو الفرنسي الأول عام 1921 وعاد إلى سورية ليُعتقَل في نيسان 1922 بتهمة التواصل مع الدبلوماسي الأمريكي شارل كراين وترتيب لقاءات سياسية له في دمشق مع شخصيات معارضة للانتداب الفرنسي. نُقل مع عبد الرحمن الشهبندر وحسن الحكيم إلى سجن القلعة وحُكم عليه بالسجن خمس عشرة سنة. دافع عنه وعن الشهبندر والحكيم زميلهم في الحركة الوطنية فارس الخوري وتمكن من إخراجهم من المعتقل قبل انتهاء محكوميتهم.
الثورة السورية الكبرى
عمل حيدر مديراً لتحرير صحيفة المفيد التي كان يصدرها شقيقه يوسف حيدر، وفي سنة 1925 كان عضواً مؤسساً في حزب الشعب مع الشهبندر. انضم معه إلى صفوف الثورة السورية الكبرى التي انطلقت من جبل الدروز، بقيادة سلطان باشا الأطرش، وحكمت عليهم فرنسا بالإعدام مجدداً فهرب إلى إمارة شرق الأردن. ولكن السلطات البريطانية هناك ألقت القبض عليه وأرسلته مخفوراً للمحاكمة في دمشق. تمكن من الفرار من سجنه بمساعدة وهرب إلى تركيا، حيث ظلّ مقيماً حتى سنة 1936. وفي سنة 1926 اجتمع مع الرئيس أتاتورك مجدداً في محاولة جديدة للحصول على دعم عسكري لصالح الثورة السورية الكبرى.
رئاسة مجلس الشورى (1942-1946)
مع وصول الكتلة الوطنية إلى الحكم نهاية عام 1936 وانتخاب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية، سُمح لسعيد حيدر بالعودة إلى سورية وعُين عضواً في محكمة التمييز ثم رئيساً لمجلس الشورى في كانون الثاني 1942. بعد جلاء الفرنسيين عن سورية، ترشح للانتخابات النيابية سنة 1947 ولكنه لم ينجح، وفي سنة 1949 انتخب مشرعاً في الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور سورية الجديد، المعروف بدستور عام 1950. اعتزل بعدها العمل السياسي وبقي مدرساً في الجامعة السورية حتى وفاته.
الوفاة
توفي سعيد حيدر بدمشق عن عمر ناهز 67 عاماً سنة 1957.
المناصب
رئيس مجلس الشورى (22 كانون الثاني 1942 – كانون الثاني 1946)
- سبقه في المنصب: عبد القادر العظم
- خلفه في المنصب: عارف النكدي