عبد الوهاب القنواتي (1891 – 8 حزيران 1971)، صيدلاني سوري من دمشق، أسس أول معمل أدوية في سورية سنة 1923 وكان أحد مؤسسي قسم الصيدلة في الجامعة السورية.
البداية
ولِد عبد الوهاب القنواتي في حيّ القنوات وكان والده تاجراً معروفاً. دَرس في المدرسة الكاملية في سوق البزورية وعُيّن مُدرساً فيها قبل أن ينتقل إلى المدرسة العازارية، وتخرج من معهد الطب العثماني بدمشق، حاملاً شهادة في الصيدلة سنة 1911.
مرحلة التمثيل
وفي مطلع شبابه كان القنواتي مولعاً بالتمثيل وانضم إلى فرقة مسرحية يقودها الفنان الشاب أحمد عبيد سنة 1915. قدموا عروضاً عالمية على مسرح القوتلي في محلّة السنجقدار، كانت جميعها من تأليف أحمد عبيد، ولكن تجربتهم الفنية لم تستمر بسبب تقدم الفنانين الهواة في السن ودخولهم معترك الحياة، ما فرق شملهم وأبعدهم عن عالم المسرح.
في معهد الطب العربي
ومع بداية الحرب العالمية الأولى التحق عبد الوهاب القنواتي بالجيش العثماني وعُين في المستشفى العسكري في مدينة زحلة. نقل لاحقاً إلى بيروت لتدريس مادة الصيدلة في الجامعة اليسوعية. ومع نهاية الحرب سنة 1918 عاد إلى دمشق وسمّي مدرساً في معهد الطب العربي. شارك في تعريب الكتب الطبية وفي سنة 1923 عُيّن مدرساً في الجامعة السورية عند تأسيسها. كلفه رئيس الجامعة الدكتور رضا سعيد بتأسيس مخبري الكيمياء والصيدلة، وأسند إليه تدريس مادة الكيمياء العامة، ومادة أشباه المعادن، وتحليل الأملاح، وفنّ الصيدلة وعلم النبات.
دوره في مشروع مياه عين الفيجة
بدأ عبد الوهاب القنواتي في عام 1921 بدراسة مياه مدينة دمشق وتحليلها. قام بنشر نتائج دراساته وأثبت جودة مياه عين الفيجة وبقين وهريرة. وكان في عداد مؤسسي جمعية مياه عين الفيجة (مؤسسة مياه عين الفيجة اليوم) مع لطفي الحفار، نائب رئيس غرفة تجارة دمشق، وانتخب عضواً في مجلس مصلحة المياه.
أول معمل للأدوية في سورية
وفي سنة 1923 أنشأ عبد الوهاب القنواتي، بالتعاون مع إخوته، أول معمل صغير لصناعة الأدوية في سورية، وبعدها بست سنوات، أسس أول شركة مساهمة لصناعة الدواء، مع عدد من الأطباء والصيادلة المتخصصين.
القنواتي في الجامعة السورية
سافر القنواتي إلى فرنسا لإكمال دراسته العليا في جامعة السوربون، والتحق بمؤسسة باستور للتخصص في الكيمياء الحيوية. عمل في مخابر مستشفى كوشان وفي مخابر بلدية باريس، حيث دراسة تحليل المواد الغذائية. وجال على مخابر دائرة شرطة باريس للتعمق في تحليل الأحشاء وكشف السموم في البشر والأغذية ومياه الشرب.
وحينما عاد إلى دمشق عام 1925 تولّى تدريس الكيمياء العامة والمعدنية، وتابع عمله في مخبر الجامعة السورية. وفي عام 1939، أوفدته الجامعة مجدداً إلى فرنسا، حيث عمل في مستشفى الشفقة لتعميق معارفه في التحاليل الحيوية والفيزيولوجية والمرضية. وسمّي بعد عودته إلى سورية أستاذاً للكيمياء الحيوية الفيزيولوجية والمرضية والتحليلية حتى إحالته إلى التقاعد عام 1949.
مؤلفاته
ألف عبد الوهاب القنواتي عدة كتب علمية، كان أهمها:
- في الكيمياء العامة
- في أشباه المعادن
- في المعادن
- في التحاليل الطبية
- في الكيمياء الطبية والمرضية
الوفاة
توفي عبد الوهاب القنواتي في دمشق عن عمر ناهز 80 عاماً يوم 8 حزيران 1971.