محمد سهيل العشي (1918-2006) ضابط سوري من دمشق وأحد مؤسسي الجيش السوري. عُيّن مرافقاً عسكرياً لرئيس الجمهورية شكري القوتلي من شباط 1946 ولغاية الانقلاب عليه واعتقاله في 29 آذار 1949. تسلّم قيادة سلاح الطيران في عهد الرئيس هاشم الأتاسي وعين بعدها مديراً لكلية حمص الحربية لغاية تسريحه من الجيش بتهمة الضلوع في محاولة انقلاب عسكري نهاية الخمسينيات، وفي عهد الرئيس ناظم القدسي سمّي سفيراً في المغرب والجزائر لغاية انقلاب البعث في 8 آذار 1963.
البداية
ولد سهيل العشي في دمشق ودَرَس في مكتب عنبر أولاً ثم في كلية حمص الحربية. التحق بجيش الشرق التابع لسلطة الانتداب الفرنسي وخدم في مدينة دير الزور حتى سنة 1941. انشق عن الفرنسيين يوم عدوانهم على العاصمة السورية في 29 أيار 1945، تلبية لنداء الرئيس شكري القوتلي وفي 1 آب 1945 كان أحد الضباط المؤسسين في الجيش السوري.
مع شكري القوتلي (1946-1949)
انتدبه الرئيس القوتلي مرافقاً عسكرياً له في شباط 1946 وشاركه مراسيم رفع العلم السوري فوق دار الحكومة يوم جلاء الفرنسيين عن سورية في 17 نيسان 1946. ظلّ ملازماً للقوتلي واعتقل بأمر من قائد الجيش حسني الزعيم يوم انقلابه على رئيس الجمهورية في 29 آذار 1949، ونقل إلى سجن المزة.
آمر سلاح الجو ومديراً للكلية الحربية (1951-1955)
أطلق سراحه بعد أسابيع ووضع قيد الإقامة الجبرية في داره لغاية سقوط الزعيم ومقتله إبان انقلاب سامي الحناوي في 14 آب 1949. أرسله الحناوي – الذي عين نفسه رئيساً لأركان الجيش – إلى فرنسا لإكمال دورة عسكرية في المدرسة الحربية العليا، وفور عودته إلى سورية عُيّن قائداً لسلاح الجو يوم 16 آب 1951. كان ذلك في عهد الرئيس هاشم الأتاسي، ومن بعدها نقل إلى حمص مديراً لكليتها الحربية ابتداء من 16 آذار 1953. وفي سنة 1955 عمل مع القوتلي مجدداً بعد عودته من منفاه في مصر وانتحابه رئيساً خلفاً للرئيس الأتاسي. وفي حرب السويس سنة 1956، أرسله القوتلي إلى العاصمة الأرنية عمّان لتنسيق المواقف العسكرية مع الملك حسين أثناء العدوان الثلاثي على مصر.
محاولة انقلاب سنة 1957
وفي سنة 1957، وجه مدير المكتب الثاني عبد الحميد السراج اتهاماً إلى سهيل العشي بالضلوع في محاولة انقلاب مدفوع من قبل الولايات المتحدة الأميركية> اتهم العشي بالسعي لضرب المصالح السوفيتية في سورية والقضاء على الحزب الشيوعي، وقيل إنه اجتمع مع مسؤول جهاز CIA في الشرق الأوسط كيرميت روزفلت وممثله بدمشق هاورد ستون. فُصل العشي من الجيش واعتُقل بأمر من رئيس الأركان عفيف البزري، المحسوب على المحور الشرقي في الحرب الباردة. أنكر العشي كل الاتهامات وقال إنه يُفضل الموت على الطعن بشكري القوتلي، وبقي مؤيداً له ووفياً حتى الممات. عدّ القوتلي أن كل التهم الموجهة للعشي باطلة، وأنه راح ضحية مؤامرة على الضباط الشرفاء، قادها السراج والبزري. وأثبت التحقيقات فعلاً براءة العشي من التهم الموجهة إليه وأطلق سراحه قبل إعلان ولادة الوحدة السورية المصرية في شباط 1958.
العشي سفيراً
أسرع سهيل العشي لمناصرة الجمهورية العربية المتحدة ولكنه سرعان ما تراجع عن دعمه بسبب سياسات الرئيس جمال عبد الناصر في سورية، ومنها قانون الإصلاح الزراعي في أيلول 1958 وقرارات التأميم الصادرة في تموز 1961. ساند انقلاب الانفصال في 28 أيلول 1961 وأوفدته قيادة الجيش إلى مدينة حلب للتفاوض مع ناظم القدسي ورشدي الكيخيا على ترشح أحدهما إلى رئاسة الجمهورية. رفض الكيخيا هذا العرض ولكن القدسي قبله وانتخب رئيساً في 14 كانون الأول 1961. وفي 4 شباط 1962، عينه الرئيس القدسي سفيراً في المغرب وفي تموز، في الجزائر أيضاً. واستعمر العشي في عمله لغاية الانقلاب العسكري الذي أطاح بالقدسي وجمهورية الانفصال يوم 8 آذار 1963.
الوفاة
تقاعد بعدها من أي عمل سياسي أو عسكري وعاش بدمشق لغاية وفاته عن عمر ناهز 88 عاماً سنة 2006. شارك في عدة ندوات عن حياة شكري القوتلي، أقامتها جمعية أصدقاء دمشق، ووضع مذكرات بعنوان فجر الاستقلال في سورية، صدرت في بيروت سنة 1999 وكانت مهداة إلى روح الرئيس القوتلي.
المناصب
المرافق العسكري للرئيس القوتلي (شباط 1946 – آذار 1949)
- سبقه في المنصب: طالب الداغستاني
- خلفه في المنصب: أُلغي المنصب
آمراً لسلاح الطيران (16 آب 1951 – 16 آذار 1953)
- سبقه في المنصب: العقيد سعيد حبي
- خلفه في المنصب: العقيد راشد الكيلاني