ولِد عارف الإدلبي في دمشق ودَرَس في مدرسة أركان الحرب في إسطنبول. تخرج برتبة يوزباشي سنة 1908 وعُيّن مرافقاً عسكرياً للفريق كامل باشا مع بداية الحرب العالمية الأولى. وفي سنة 1915 حارب في معركة جناق قلعة لحماية العاصمة إسطنبول من تقدم قوات الحلفاء. انشق بعدها عن الجيش العثماني وهو برتبة أمير لواء والتحق بالثورة العربية الكبرى عند إطلاقها سنة 1916. شارك في أعنف معارك الثورة ضد العثمانيين ودخل دمشق فاتحاً مع قوات الشريف حسين عند تحريرها من الحكم التركي في 1 تشرين الأول 1918.
ولِد حزب الأمة الملكي رسمياً سنة 1927 وضمّ عدداً من ضباط فيصل القدامى، مثل الفريق رضا باشا الركابي، رئيس وزراء سورية الأسبق، والفريق تحسين باشا الفقير، قائد معركة ميسلون الذي كان وزيراً في مملكة الحجاز. خاض الحزب انتخابات سنة 1932 وحاول إيصال مرشحه رضا الركابي، إلى البرلمان السوري، ممثلاً عن مدينة دمشق. ولكنّ الركابي فشل في هذه الانتخابات، ما أدى إلى تراجع كبير في نفوذ حزب الأمة الملكي داخل المجتمع الدمشقي، ثم جاءت وفاة الملك فيصل المفاجأة سنة 1933، لتقضي على ما تبقى من طموحات عارف الإدلبي في سورية.
الاستقلال، صحيفة أسبوعية أصدرها الصحفي الشيخ راغب العثماني بدمشق وصدر عددها الأول في 6 تموز 1928. صدرت بأربع صفحات من القطع الكبير وكانت من أشد الصحف معارضة وانتقاداً لرئيس الحكومة تاج الدين الحسني، ما أدى إلى تعطيلها مراراً في عهده ونفي صاحبها إلى لبنان. استمرت جريدة الاستقلال طويلاً وعاصرت الجلاءونكبة فلسطين وصولاً إلى مرحلة الانقلابات العسكرية، ولكنها توقفت بقرار من راغب العثماني سنة 1951 يوم قرر ترك الصحافة والتفرغ لعمله في مؤسسة اللاجئين الفلسطينيين.
أبو العلاء المعري، صحيفة أسبوعية سياسية أدبية مصورة أسسها الشيخ راغب العثماني وصدر عددها الأول في 28 آذار 1924 والأخير يوم 7 تموز 1928. صدرت بأربع صفحات من القطع المتوسط وتوقفت بقرار من مالكها ورئيس تحريرها لصالح صحيفة أخرى أطلقها باسم جريدة الاستقلال.
راغب العثماني (1898-1968)، قاضي وصحفي سوري من اللاذقية، أسس صحيفة أبو العلاء المعري سنة 1924 وتبعها بعد أربع سنوات بصحيفة الاستقلال التي ظلّت تصدر حتى سنة 1951. وبعد تركه العمل الصحفي عمل في مؤسسة اللاجئين الفلسطينيين وشارك في إنشاء مخيّم اليرموك سنة 1957.
مشروعه الأول كان صحيفة أسبوعية بعنوان أبو علاء المعري، صدر عددها الأول في 28 آذار 1924. وفي سنة 1928 أطلق جريدة الاستقلال والتي حققت انتشاراً واسعاً لمعارضتها رئيس الحكومة الشّيخ تاج الدين الحسني. ظلّت الاستقلال تصدر حتى سنة 1951، عندما أوقفها العثماني وعاد إلى العمل الحكومي، مأموراً للإحصاء ثم مديراً للتعليم في مؤسسة اللاجئين الفلسطينيين. كان ذلك في زمن العقيد أديب الشيشكلي حيث شارك العثماني في تأسيس مخيّم اليرموك سنة 1957.
قسّمت فرنسا البلاد السورية إلى دويلات، لكل واحدة منها حكومة مستقلة وبرلمان، وعينت نصوحي البخاري مديراً للشؤون العسكرية في دولة دمشق، دون أن يكون له أي صلاحيات أو إسهام فعلي بعدما حلّت الجيش السوري في أعقاب معركة ميسلون. وفي 12 حزيران 1926، عُيّن وزيراً للزراعة في حكومة أحمد نامي الثانية وبقي في منصبه لغاية 8 شباط 1928.
رئيساً للحكومة سنة 1939
وصلت الكتلة الوطنية إلى الحكم في نهاية عام 1936 مع انتخاب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية والتوقيع على معاهدة سورية – فرنسية في باريس، نصّت على توسيع صلاحيات الحكومة السورية ومنحها استقلالاً تدريجياً ومشروطاً بإعطاء فرنسا حق الانتفاع من الأراضي السورية والمطارات في حال نشوب حرب عالمية جديدة في أوروبا. ولكن البرلمان الفرنسي رفض التصديق على معاهدة عام 1936، ما أطاح بحكومة الرئيس جميل مردم بك أولاً ثم حكومة لطفي الحفار. وفي 5 نيسان 1939، كلّف الرئيس الأتاسي نصوحي البخاري بتشكيل حكومة جديدة خلفاً لحكومة الحفار المستقيلة والتي لم تستمر إلا أربعين يوماً فقط.
لم يكن البخاري عضواً في الكتلة الوطنية الحاكمة منذ سنة 1936، ما جعله يتمتع بهامش أوسع للمناورة مع الفرنسيين، دون ضرورة الرجوع إلى مجلس الكتلة الدائم. وقد شكّل حكومته من المستقلين غير الحزبيين، وجاء بالصناعي والوجيه خالد العظم وزيراً للخارجية، وهي المرة الأولى التي يُسنَد فيها منصب منصب حكومي للعظم. اجتمع المندوب السامي الفرنسي بالرئيس البخاري وطلب إليه تعديل بنود معاهدة عام 1936 لإعادة الحكم الذاتي إلى دولتي جبل الدروزوجبل العلويين، مع إعطاء فرنسا المزيد من المطارات والقواعد العسكرية في سورية. رفض البخاري قبول هذه المطالب ورفضها رئيس الجمهورية، وفي 7 تموز 1939 استقال هاشم الأتاسي من منصبه احتجاجاً على تعنت الفرنسيين، وسقطت معه حكومة البخاري بعد ثلاثة أشهر من ولادتها.
وزيراً في عهد القوتلي
تحالف نصوحي البخاري مع شكري القوتلي وترشح معه على قوائم الكتلة الوطنية الانتخابية بدمشق سنة 1943. وعند انتخاب القوتلي رئيساً للجمهورية في 17 آب 1943 سمّي البخاري وزيراً للمعارف والدفاع بالوكالة في حكومة الرئيس سعد الله الجابري. وضعت أساسات الجيش السوري في عهده وأُقرّ نظام التجنيد الإجباري، الذي طبّق رسمياً بعد جلاء الفرنسيين في 17 نيسان 1946. وفي سنة 1949 ترشّح البخاري لعضوية الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع دستور جديد للبلاد بعد زوال حكم حسني الزعيم العسكري، ولكن الحظ لم يحالفه هذه المرة فقرر اعتزال العمل السياسي والتقاعد.
الوفاة
توفي نصوحي البخاري في دمشق عن عمر ناهز 81 عاماً يوم 1 تموز 1962. وقد خرجت له جنازة رسميّة جلّل فيها نعشه بالعلم السوري ونُقل على متن عربة مدفع إلى مثواه الأخير، بحضور ممثل عن رئيس الجمهوري ناظم القدسي.
المناصب
مديراً للشؤون العسكرية (1 كانون الأول 1920 – 28 حزيران 1922)
ولِد محمود جلال البخاري في دمشق وكان والده الشيخ سليم البخاري من علماء المدينة، وقد عُيّن مفتياً على الجيش العثماني في زمن السلطان عبد الحميد الثاني. دَرَس المرحلة الابتدائية في مكتب عنبر بدمشق ثم في المدرسة الحربيّة، والتحق بعدها بالمدرسة الملكية الشاهانية في إسطنبول، حيث تخرج حاملاً شهادة في القانون سنة 1913.
مثل البخاري أمام الديوان الحربي في مدينة عاليه اللبنانية وحُكم عليه بالإعدام شنقاً بتهمة التخابر مع القنصل الفرنسي جورج بيكو لقلب نظام الحكم العثماني في سورية. نُفّذ حكم الإعدام في ساحة البرجبيروت في يوم 6 أيار 1916.
كان من دعاة الإصلاح السياسي والديني، فانخرط في جمعية تركيا الفتاة وانتظم في حزب الحرية والائتلاف وصار رئيساً لشعبته في دمشق، قبل أن ينصرف عنه لما رأى فيه عجزاً وضعفاً. وانتسب ابنه نصوحي إلى الجيش العثماني ووصل إلى منصب رئيس أركان الفيلق العاشر، وظلّت علاقة الأسرة متينة بالسلطان لغاية خلعه عن العرش سنة 1909.
عاد سليم البخاري إلى دمشق بعد تحريرها من الحكم العثماني في تشرين الأول 1918 وبايع الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية. عينه الأخير مستشاراً في ديوان المعارف وعضواً في مجلس الشورى. شارك في تتويج فيصل ملكاً على سورية يوم 8 آذار 1920، وبعد سقوط حكمه وفرض الانتداب الفرنسي على سورية، أصبح البخاري رئيساً لعلماء دمشق ابتداء من 20 كانون الأول 1920. ومن منصبه الجديد عمل على تنظيم الدروس الدينية في دمشق، وتحديد الحلقات العلمية التي كانت تُعقد في المساجد. استقال من رئاسة العلماء في 10 آذار 1924 احتجاجاً على إلغاء الخلافة الإسلامية في إسطنبول.
مجمع اللغة العربية
انتُخب الشيخ البخاري عضواً في مجمع اللغة العربية في 14 أيلول 1920، وتولّى إدارة المكتبة الظاهرية حتى وفاته. ومن أثاره المحفوظة رسالة عِلميّة بعنوان “في أدب البحث والمناظرة” وكتاب “حل الرموز في عقائد الدروز” الذي طُبع في المدينة المنورة بعد وفاته.
الوفاة
توفي الشيخ سليم البخاري في دمشق عن عمر ناهز 77 عاماً يوم 24 تشرين الأول 1928..