أساتذة وتربويونفنانون

نصير شورى

فنان تشكيلي

نصير شورى (1920 – 4 تشرين الثاني 1992)، فنان تشكيلي من دمشق ورائد المدرسة الانطباعية السورية، وصل إلى العالمية واشتهر بلوحاته التي جسّدت وجوه الناس وعبّرت عما يدور في داخلهم من خلال الألوان والتدرجات الضوئية. برع في انسجام الألوان وتوزيعها من مساحة إلى أخرى، وتأثر بالمدرسة الانطباعية الفرنسية في سنواته الأولى، قبل أن يمزج بينها وبين المدرسة التجريدية في منتصف ستينيات القرن العشرين.

كان أحد مؤسسي كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق سنة 1960، ونالت لوحاته عن المناظر الطبيعية في الريف السوري وعن أحياء مدينة دمشق القديمة إعجاب ومديح النقاد العرب والأجانب، لما فيها من حساسية عالية للون والضوء. وكان مرسمه عند في منطقة الروضة ملتقىً لكبار الفنانين والأدباء والموسيقيين السوريين والعرب منذ افتتاحه سنة 1948 وحتى وفاته عام 1992.

البداية

ولد نصير شورى بدمشق ودرس في مدرسة مكتب عنبر حيث تعلّم رسم الوجوه باكراً من أستاذه عبد الحميد عبد ربه وشارك في معرضه الفني الأول وهو في السادسة عشرة من عمره سنة 1936. تلقى دعماً من والده الذي كان يعمل صيدلانياً، ومن خاله المؤرخ محمد كرد علي رئيس مجمع اللغة العربية، وكانت مشاركته الثانية في معرض مدرسة اللاييك في شارع بغداد، وبعدها في نادي الضباط في شارع العابد سنة 1938. وفي العام نقسه، شارك في معرض الفنون الجميلة الذي أقامه النادي العربي بدمشق.

أسس في مرحلة الدراسة الثانوية نادي دار الموسيقا، وتجمع فيرونيز للتشكيليين السوريين مع رفاقه عدنان جباصيني وعزة زمريق، وفرقة موسيقى الجاز التي كان يعزف فيها على آلة الأكورديون. وعن هذه المرحلة المبكرة من حياته يقول: “حبي للطبيعة كان المشجّع الرئيسي لي، فقد كنا نقطن في بيت خشبي قديم تحيط به حاكورة فيها كلّ ما تشتهي.”

المرحلة المصرية (1939-1946)

أراد دراسة الرسم قي إيطاليا ولكنه وبعد أن وصل إليها أجبر على المغادرة بسبب اندلاع  الحرب العالمية الثانية سنة 1939. توجه إلى القاهرة ودرس في معهد الفنون الجميلة، حيث تعرف على الانطباعيين المصريين وتأثر بهم، وفي مقدمتهم الفنان يوسف كامل. سافر إلى مصر بفضل منحة دراسية تقدم بها رئيس الجمهورية شكري القوتلي، أعطيت لنصير شورى، وللفنان الشاب تيسير السعدي وزميله الممثل المسرحي وصفي المالح. ومن أشهر أعماله أثناء دراسته الجامعية كانت لوحتي “غلام بائس” و”الفنان بريشته” (1944)، ولوحة “الفواخيري” (1946) التي استلهمها من وجوه بسطاء الريف المصري.

العودة إلى سورية

عاد نصير شورى إلى دمشق في مطلع عهد الاستقلال وكانت باكورة أعماله لوحة “ذات الوشاح الأحمر” سنة 1946. شارك في تأسيس الجمعية السورية للفنون التي تنوعت أنشطتها بين المعارض والمحاضرات، وفي سنة 1947 كان أحد القائمين على معرض مدرسة التجهيز الأولى، حيث شارك باثني عشرة لوحة. أقامت الجمعية السورية للفنون معرضها المشترك الأول في مقرها الكائن في ساحة المدفع يوم 23 أيار 1953 وشارك فيه شورى مع زملائه الفنانين رشاد قصيباتي وعبد العزيز النشواتي ومحمود جلال وممدوح قشلان. وفي العام نفسه، نال الجائزة الأولى في المعرض العام للفنون الجميلة في متحف دمشق الوطني.

الفنان عبد القادر أرناؤوط بريشه صديقه الفنان نصير شورى.
الفنان عبد القادر أرناؤوط بريشه صديقه الفنان نصير شورى.

المعهد العالي للفنون الجميلة (1960)

عمل مدرساً لمادة “التربية الفنية” (رسم) في الثانويات السورية في مرحلة الخمسينيات، وكان أحد مؤسسي المعهد العالي للفنون الجميلة سنة 1960 الذي تحول إلى كلية الفنون الجميلة، وقد ظلّ يدرس فيها لغاية تعاقده عام 1990، مع تعيينه وكيلاً لها عام 1970 في وقت كان شقيقه الدكتور منير شورى عميداً لكلية الطب في جامعة دمشق.

التكريم والوفاة

منحه الرئيس حافظ الأسد وسام الاستحقاق السوري سنة 1982، ووزعت أعماله على جدار وزارة الثقافة والمتحف الوطني والقصر الجمهوري بدمشق قبل وفاته عن عمر ناهز 72 عاماً يوم 4 تشرين الثاني 1992. قامت زوجته بهية النوري بتحويل مرسمه إلى معرض دائم لأعماله، احتفت وزارة الثقافة بمئوية نصير شورى سنة 2020، وأقامت معرضاً كبيراً لأعمالة في دار الأسد للثقافة والفنون. كما صدرت عنه أبحاث عدة ودراسات، منها:

لوحة داخل المرسم (1954)
لوحة داخل المرسم (1954)

معارض نصير شورى

  • معرض متحف دمشق الوطني (1936)
  • معرض مدرسة اللايك (1938)
  • معرض نادي الضباط الفرنسي (1938)
  • معرض الفنون الجميلة في النادي العربي (1938)
  • معرض متحف دمشق الوطني (1936)
  • معرض مدرسة التجهيز الأولى (1947)
  • معرض الجمعية السورية للفنون (1953)
  • المعرض العام للفنون الجميلة في متحف دمشق الوطني (1953)
  • المعرض الدولي للفنون التشكيلية في وارسو (1955)
  • معرض شامل لأعماله في صالة إيبلا بدمشق (1984)
  • المعرض الدولي لفنون المناظر الطبيعية في تشيكوسلوفاكيا (1990)

من أشهر لوحات نصير شورى

  • لوحة المدرسة الأول (1956)
    لوحة المدرسة الأول (1956)

    غلام بائس (1944)

  • الفنان بريشته (1944)
  • الفواخيري (1946)
  • ذات الوشاح الأحمر (1946)
  • خيمة عرب (1952)
  • دير قانون (1953)
  • ابتهال (1953)
  • في الحديقة (1953)
  • داخل المرسم (1954)
  • المدرسة الأولى (1956)
  • الهامة (1958)
  • الخريف (1958)
  • البدوية (1959)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !