ألفة عمر باشا الإدلبي (15 تشرين الثاني 1912 – 22 آذار 2007)، أديبة دمشقية من الرائدات وصلت إلى العالمية بفضل روايتها الشهيرة دمشق يا بسمة الحزن التي تم تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني أولاً ثمّ إلى فيلم سينمائي، وهي إحدى مؤسسات جمعية أصدقاء دمشق سنة 1976.
البداية
ولِدت ألفة إبراهيم باشا في منطقة العفيف بدمشق، وكان والدها من الأعيان، تأثرت به كثيراً كما تأثرت بخالها الأديب كاظم الداغستاني شقيق والدتها نجيبة الداغستاني. وفي سنة 1929 اقترنت بالطبيب الدكتور حمدي الإدلبي، وكان عرسها في قصره المُطل على العاصمة السورية من منطقة المهاجرين، وهو ذات القصر الذي شيّده والي الشّام ناظم باشا وتحول سنة 1943 إلى القصر الجمهوري. دَرَست في تجهيز البنات ثم في دار المُعلمات، وكانت تكتب القصص القصيرة لنفسها، دون التفكير بالنشر. قرأ خالها بعض نتاجها الأدبي وشجعها على المشاركة في مسابقة القصة القصيرة في إذاعة لندن سنة 1947، وفازت بالجائزة الثالثة.
جمعت الإدلبي قصصها القصيرة في كرّاس وأرسلت نُسخة منه إلى الأديب المصري محمود تيمور. أُعجب الأخير بأسلوبها ورشاقة قلمها وقدّم للكتاب عند صدوره بعنوان قصص شاميّة سنة 1954. وقد ساهم محمود تيمور بإطلاق مسيرة ألفة الإدلبي الرسمية وقام بالترويج لها في الأوساط الأدبية المصرية والعربية.
رواية زهرة المانوليا
بعد عشر سنوات من صدور كتاب قصص شاميّة، وضعت ألفة الإدلبي كتابها الثاني، المانوليا في دمشق، الذي تحدثت فيه عن حياة السيدة الأرستقراطية البريطانية جين ديغبي المقيمة بدمشق في القرن التاسع عشر. كانت جين ديغبي أول من أدخل زهرة المانوليا على بساتين الشّام ودورها، وارتبطت رائحتها بطفولة ألفة الإدلبي. نُشرت زهرة المانوليا بدمشق سنة 1964 وحققت نجاحاً فورياً في الأوساط الأدبية السورية، لم يقل عن نجاح كتاب قصص شاميّة.
تجارب أدبية
وبعدها بست سنوات أطلقت الإدلبي مجموعتها القصصية الثالثة بعنوان ويضحك الشيطان، تلاها كتاب نظرة في أدبنا الشعبي، وهو عبارة عن مجموعة محاضرات صدرت عن اتحاد الكتاب العرب سنة 1974. وكانت المجموعة الرابعة عصيّ الدمع، قد صدرت سنة 1976، وفي سنة 1990 نشرت كتاب نفحات دمشقيّة، تلاه كتاب حكاية جدي، قبل إصدار كتابها الثامن سنة 1992، الذي حمل عنوان “وداع الأحبة.” وكانت آخر مؤلفات الإدلبي كتاب ما وراء الأشياء الجميلة الذي صدر بدمشق سنة 1996.
دمشق يا بسمة الحزن
تبقى رواية دمشق يا بسمة الحزن هي الأشهر في مسيرة ألفة الإدلبي الأدبية، وهي التي صدرت سنة 1980 وتدور أحداثها في زمن الانتداب الفرنسي. بطلة القصة فتاة دمشقية مثقفة تُدعى “صبريّة،” تُعاني كثيراً من قيود المجتمع الذكوري الذي يقف في وجه حبها لخبّاز الحارة الشاب “عادل.” كان عادل يُحضر الخبز لمنزل صبريّة فتفتح له الباب لتأخذه وتتبادل معه نظرات استلطاف تتحول سريعاً إلى مشاعر حب وتبادل قصائد رومانسية وروايات. يتقدم عادل للزواج من صبريّة فيتم رفضه وطرده بسبب الفارق الاجتماعي بينهما، ولكنها لا تفق الأمل وتقرر الهروب معه للزواج بعيداً عن أسرتها.
ولكنّ مرض أمها المفاجئ يُفشل خطتها ويجبرها على البقاء في دمشق. وفي يوم من الأيام تخرج صبريّة من دارها للمشاركة في مظاهرة وطنية ضد الفرنسيين، ولكنها تُستقبل عند العودة إلى البيت بالضرب والشتائم من قبل أبيها وتُمنع من مغادرة المنزل إلا بموافقته. ثم يأتيها خبر مقتل عادل وتعلم أن شقيقها غالب هو الذي دبر الأمر للتخلص منه فتقرر إنهاء حياتها شنقاً وتعلّق نفسها من أعلى شجرة نارنج في وسط الدار، التي كانت تستظل بظلّها وهي طفلة.
مسلسل بسمة الحزن
بعد نجاح رواية دمشق يا بسمة الحزن وترجمتها إلى لغات عدة تم تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني بعنوان بسمة الحزن سنة 1992، بطولة رفيق سبيعي والفنانة الشابة رنا جمّول التي لعبت دور “صبريّة.” وتظهر ألفة الإدلبي في مقدمة المسلسل لتقرأ قصة صبريّة من الرواية الأصلية بلغة عربية فصحى.
فيلم دمشق يا بسمة الحزن
وبعد المسلسل الدرامي تحولت رواية دمشق با بسمة الحزن إلى فيلم سينمائي سنة 2008 من إخراج ماهر كدو، وبطولة الفنانة كندة حنّا بدور “صبريّة.”
الوفاة
توفيت ألفة الإدلبي بدمشق عن عمر ناهز 95 عاماً يوم 22 آذار 2007. وفي الذكرى الأولى لرحيلها ألف الكاتب السوري نصر الدين البحرة كتاب عن حياتها بعنوان ألفة الإدلبي: شهرزاد الحكاية الشامية، وذلك بمناسبة الاحتفاء بدمشق عاصمة للثقافة العربية سنة 2008، تلاه كتاب حكاية دمشق ألفة الإدلبي للكاتب إسماعيل مروة سنة 2018.
الأعمال التلفزيونية
- مسلسل الغصب (1971 – إخراج غسان جبري، تأليف ألفة الإدلبي)
- مسلسل الستائر الزرق (1983 – إخراج جميل ولاية، تأليف ألفة الإدلبي)
- مسلسل بسمة الحزن (1992 – إخراج لطفي لطفي، تأليف ألفة الإدلبي)