كاظم بن نجيب الداغستاني (1898 – 26 أيلول 1985)، أديب سوري من دمشق أسس مجلّة الثقافة الأصلية مع الشاعر خليل مردم بك سنة 1933 وكان قائمقام معرة النعمان ومحافظاً بالوكالة على سهل حوران في زمن الانتداب الفرنسي. عُيّن مديراً لمكتب رئيس حكومة المديرين بهيج الخطيب ثم لمكتب رئيس الجمهورية تاج الدين الحسني سنة 1941 وهو خال الروائية الدمشقية ألفة الإدلبي، وكان له دور كبير في انطلاق مسيرتها الأدبية.
البداية
ولِد كاظم الداغستاني في حيّ الصالحية بدمشق ودرس في مدرسة زحلة الشرقية وفي مكتب عنبر بدمشق قبل نيله شهادة أولى بالزراعة من مدرسة تعنايل وثانية بالقانون من الجامعة السورية. سافر بعدها إلى فرنسا وحصل على شهادة دكتوراه في القانون والعلوم الاجتماعية في جامعة السوربون. وعند عودته إلى دمشق مع نهاية الحرب العالمية الأولى عُيّن مفتشاً في ديوان السراي في عهد رئيس الحكومة رضا باشا الركابي. وبعد فرض الانتداب الفرنسي على سورية سنة 1920 التحق بوزارة الداخلية وسمّي مسؤولاً عن شؤون الحج ومديراً للأحوال المدنية.
المناصب السياسية
وفي سنة 1938، عينه رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي قائمقام على معرة النعمان، حيث عمل على إدخال الكهرباء إلى المنطقة وترميم ضريح أبى علاء المعرّي. نُقل بعدها إلى رئاسة الحكومة في ساحة المرجة وسمّي مديراً لمكتب رئيس حكومة المديرين بهيج الخطيب سنة 1940. أبقاه الشيخ تاج الدين الحسني في منصبه بعد توليه رئاسة الجمهورية في أيلول 1941، ثم قرر نقله إلى سهل حوران وعينه محافظاً بالوكالة حتى كانون الثاني 1943 تاريخ استقالته من العمل الحكومي وتفرغه للكتابة والمحاماة.
الحياة الأدبية
كان لكاظم الداغستاني نشاط أدبي ملحوظ منذ مطلع شبابه، وكانت البداية مع مجلّة “الميزان” اللبنانية التي كان ينشر فيها قصصاً قصيرة. وفي العام 1933 تعاون مع صديقه الشاعر خليل مردم بك على إصدار مجلّة “الثقافة” الأدبية (لا علاقة لها بالمجلّة الشهيرة التي حملت نفس الاسم والتي أصدرها الأديب مدحة عكاش في نهاية الخمسينيات).
تجربة مردم بك والداغستاني لم تستمر إلّا عام واحد فقط، وبعدها قام الأخير بترجمة الرسالة التي تقدم بها لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون ونشرها باللغة العربية تحت عنوان “الأسرة المسلمة المعاصرة في سورية.” جاء بعدها كتاب عاشها كلها سنة 1969 وهو عبارة عن مُذكّرات كتبت بطريقة قصصية ونالت إعجاب وثناء الكثير من الأدباء والنقّاد. وفي سنة 1972 وضع كتابه الثالث والأخير بعنوان حكاية البيت الشامي الكبير، الذي تحدث فيه عن مفاتن وسحر البيت الدمشقي ووثّق للذاكرة والحياة اليوميّة الدمشقيّة مطالع القرن العشرين.
الحياة الأسرية
تزوج كاظم الداغستاني من عزة العظم المدرسة في مدرسة الفرنسيسكان وله منها ابن واحد اسمه نجيب ولد سنة 1940.
الوفاة
توفي الدكتور كاظم الداغستاني بدمشق عن عمر ناهز 87 عاماً يوم 26 أيلول 1985. كتب الصحفي عبد الغني العطري سيرة الداغستاني في سلسلة العبقريات وصدرت عنه دراسة في مجلّة الموقف الأدبي سنة 1989، وضعتها الأديبة وداد سكاكيني بعنوان الدكتور كاظم الداغستاني: أديب السيرة والحياة الثقافية.