المهاجرين، أحد أهم أحياء العاصمة السورية دمشق، يقع على سفح جبل قاسيون من الجهة الغربية في منطقة كان اسمها قديماً “تحت الردادين”، وكانت مُلكاً لآل المؤيد العظم، وقبلها لإقطاعي يُدعى “بهاء بك” في عصر الوالي العثماني “حمدي باشا“.
في المهاجرين أقيم القصر الجمهوري الأول والثاني، وبعد التوسع العمراني الذي شهدته مدينة دمشق، أصبح الحيّ منطقة إدارية (بلدية) تضم عدة أحياء.
التأسيس
أطلق على المنطقة اسم “المهاجرين” منذ بداية القرن العشرين عندما جاءها جماعة من المهاجرين، من الكريتيين والأتراك والشراكس وسواهم ممن قدموا إليها بهجرات مختلفة الأسباب. أول المهاجرين كانوا من البلقان الذين وصلوا عام 1890 ثم من الروملي عام 1896 ومن كريت عام 1900، وقد بقيت في الحيّ عائلات تركية كثيرة بعد سقوط الحكم التركي 1919. كما بقيت أقليات قادمة من المحافظات السورية، فجميع من قطن في المنطقة حينها جمعتهم الغربة وحميميتها كأنهم أقرباء.
هاجر سكان كريت من المسلمين بعد المحنة التي أصابتهم من اليونان، يومها أسكنهم الوالي “ناظم باشا” هذه المنطقة، كما بنى لنفسه قصراً كبيراً فيها هو قصر المهاجرين الشهير.
يُقسم وادي بردى قاسيون إلى قسمين رئيسين، قسم جنوبي ويُدعى جبل عنتر وعليه أقيم قصر الشعب، وقسم شمالي المشهور باسم قاسيون، يقسم نهر يزيد سفحه المطل على دمشق إلى قسمين، الأعلى صخري أجرد، خال من الخضرة لشدة انحداره، ظلّ خالياً من السكان حتى نهاية القرن الماضي.
معالم منطقة المهاجرين
قصر ناظم باشا: قصر والي دمشق ناظم باشا الذي سكنه سنة 1905 وكان من تصميم المهندس “خورشيد بك المصري“. اقتناه خورشيد بعد نقل ناظم باشا إلى إسطنبول، وسكنه مع أسرته. ثم أقام فيه جمال باشا أيام الحرب العالمية الأولى، ومن بعده الملك “فيصل الأول“. تغير مقر الحكم بدمشق في زمن الرئيس “محمد على العابد” إلى قصر قريب من قصر ناظم باشا، قم عاد إليه مع انتخاب “شكري القوتلي” رئيساً للجمهورية سنة 1943.
قصر مصطفى باشا العابد: قصر أنيق بني على طراز قصر ناظم باشا، كان ملكاً لمصطفى باشا العابد، والي الموصل في زمن السلطان عبد الحميد الثاني. قدم للرئيس محمد علي العابد للإقامة به يوم انتخابه رئيساً للجمهورية سنة 1932، وظلت الرئاسة السورية تستخدمه حتى سنة 1943. هدم قصر العابد في مطلع سبعينيات القرن العشرين.
شارع ناظم باشا: يقع شرق منطقة المهاجرين وهو شارع موازي لنهر يزيد ويعتبر أهم شوارع الحيّ.
ساحة خورشيد: سميت الساحة كذلك نسبة لمالك قصر المهاجرين خورشيد وهبي المصري الذي اشتراه من ناظم باشا قبل إنجازه.
المصطبة: أقيمت لاستعراض الجند عند زيارة الإمبراطور الألماني “غليوم الثاني” لدمشق عام 1898 وماتزال حتى الآن، وتسمى بمصطبة الإمبراطور وتعرف الآن بحي المصطبة.
حي السلامة: يقع أعلى المهاجرين، ويدعى أيضاً “السلمية” وينسب الحي إلى التربة السَّلامية.
حارة المدار: كانت تحوي عدداً من المدارس، ولقد بقي عدد من هذه المدارس نذكر منها: الكجرية، الأتابكية، اليغمورية، المرشدية، الجهاركسية، وأقدمها هي الصاحبة.
الحلالات: هي حارات صغيرة تقع شمال المهاجرين، فيها ما يشبه أحياء دمشق القديمة في متاهتها وتفرعها وضيقها، فبيوتها بنت على صخرٍ قاسٍ.
مغارة الأربعين: تقع في أعلى جبل قاسيون، وسميت كذلك حسب أسطورة تقول إن رجلاً رأى فيها أربعين رجلاً يصلون، ثم خرج بحاجة وعندما عاد لم يجد منهم أحداً.