أدباء وكتاب

صلاح الدين المنجد

مؤرخ، باحث، أديب ومؤسس دار الكتاب الجديد

الدكتور صلاح الدين المنجد
الدكتور صلاح الدين المنجد

صلاح الدين بن عبد الله المنجّد (1919 – 20 تشرين الأول 2010)، مؤرخ سوري وناشر وباحث مختص في علم المخطوطات العربية والإسلامية وبتاريخ مدينة دمشق القديم والمعاصر. عمل في مجمع اللغة العربية على تحقيق المجلّد الأول من كتاب تاريخ دمشق لمحّدث الشّام ابن عساكر وأسس داراً للنشر في بيروت سنة 1963 باسم “دار الكتاب الجديد.” عمل في التأليف والتحقيق والنشر في لبنان أولاً ثم في السعودية، حيث شدّ الرحال بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية.

البداية

ولد صلاح الدين المنجّد بحيّ القيمرية وكان والده شيخ قراء الشّام في العهد الحميدي. درس في مدرسة البحصة الابتدائية وفي مكتب عنبر والكلية العلمية الوطنية في سوق البزورية، وبعدها بدار المعلمين. تأثر بشاعر الشّام خليل مردم بك وتعرف على محمد كرد عليّ، رئيس مجمع اللغة العربية، بعد أن قرأ الأخير له مقالاً في مجلّة الرسالة المصرية سنة 1940. أعجب كرد عليّ بالمقال وطلب الاجتماع بصاحبه، لتلد من يومها صداقة متينة بينهما، وصفها كرد عليّ بالقول: “هو ابني الروحي.”

عمل المنجّد في مطلع شبابه في وزارة المعارف السورية، سكرتيراً للتعليم الثانوي، وأكمل دراسته العليا بكلية الحقوق في الجامعة السورية، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة باريس. انتقل بعدها إلى رئاسة ديوان وزارة الإعاشة ثم إلى مديرية الأثار حيث عيّن مديراً بالوكالة. وكان مدخله لدراسة القانون تراثياً فقد حقق ودرس من خلال رسالته مخطوطة نادرة هي رسل الملوك ومن يصلح للرسالة والسفارة لأبي الفراء البغوي، وهناك تفتحت عيناه على علوم ومعارف التراث فتابع دروساً في علم المكتبات وعلم الخطوط والتاريخ. وفي مطلع الخمسينيات، عمل المنجد رئيساً لتحرير جريدة المنار الجديد.

في مجمع اللغة العربية

أنتخب صلاح الدين المنجّد عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق، بتزكية ودعم من معلمه الأول محمد كرد عليّ. عمل مع المجمعيين الأوائل على تحقيق أجزاء من كتاب تاريخ دمشق لمؤرخ دمشق ابن عساكر وانتُخب عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية في القاهرة وفي مجمع اللغة العربية في بغداد.

بين إسبانيا ومصر

وفي سنة 1954 أوفدته وزارة المعارف إلى إسبانيا لوضع فهارس للمخطوطات العربية المحفوظة في مكتباتها. وعُيّن بعدها مديراً لمعهد المخطوطات العربية في القاهرة، التابع لجامعة الدول العربية، وهو المنصب الذي رشحه إليه رئيس الحكومة السورية فارس الخوري. كما اختير عضواً في المعهد الألماني للآثار ببرلين عام 1958.

دار الكتاب الجديد

ظلّ الدكتور المنجّد يعمل في مصر حتى سنة 1961، عندما انتهى عقده مع جامعة الدول العربية فتوجه إلى بيروت بتشجيع من شقيق زوجته، الصحفي اللبناني كامل مروة، مؤسس جريدة الحياة. طلب إليه مروة كتابة زاوية يومية في الحياة بعنوان “زاويتي،” وأسس داراً للطباعة والنشر في بيروت باسم “دار الكتاب الجديد،” لنشر مؤلفاته ومؤلفات أصدقائه.

صلاح الدين المنجد وكامل مروة سنة 1963.
صلاح الدين المنجد وكامل مروة سنة 1963.

في السعودية

ظلّ المنجد يعمل في بيروت حتى منتصف الثمانينيات، عندما أجبر على مغادرتها بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في الحرب الأهلية اللبنانية. سافر إلى الرياض للإقامة فيها ومنحته المملكة العربية السعودية جنسيتها، تكريماً لدوره العلمي والمعرفي. وفي أثناء إقامته في السعودية، عمل أستاذاً زائراً في جامعة الملك سعود وفي جامعة الملك عبد العزيز في جدة. وكانت له عدة حاضرات في الجامعة الأميركية في بيروت وفي جامعة طهران وجامعة برينستون الأميركية.

المؤلفات

قائمة مؤلفات الدكتور صلاح الدين منجد تطول، بين تأليف وتحقيق وتقديم، ومنها:

في السنوات 1943-1950

في السنوات 1950-1960

في السنوات 1960-1970

في السنوات 1970-1979

في السنوات 1980-1985

ومن أبحاثه عن مدينة دمشق مقال بعنوان “أبنية دمشق الأثرية المسجلة” (نُشر في مجلّة الشرق ببيروت سنة 1948) ومقال آخر حمل عنوان “الورّاقات بدمشق” الذي نُشر في نفس المجلّة سنة 1949. وفي مرحلة عمله في مجمع اللغة العربية، كان له بحث بعنوان حريق الجامع الأموي بدمشق سنة 740 هجري الذي نشر في مجلّة المجمع سنة 1956، وبحث آخر عن حيّ القصّاع الدمشقي، نشر سنة 1958. وفي سنة 1953 عمل مع الدكتور عبد الله عبد الدائم وخالد قوطرش على تعريب كتاب “المدارس الحديثة للكاتب” الفرنسي بول فولكييه، ونشره في مجلّة المعلم العربي.

الوفاة

توفي الدكتور صلاح الدين المنجّد في السعودية عن عمر ناهز 91 عاماً في 20 تشرين الأول 2010. وفي عام 2015 صدر كتاب مرجعي عن حياته وضعه الباحث مازن المبارك وقدّم له الدكتور مروان محاسني، رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !