حي دمشقي قديم، يعد من أقدم وأعرق الأحياء في مدينة دمشق القديمة، يقع في الجنوب الغربي من المدينة.
سبب التسمية
نال حيّ الشاغور تسميته من كثرة سواقي الماء لنهري بانياس وثورا التي كانت تمرّ فيه، لكنّها اليوم مغطّاة لا تُرى على سطح الأرض.
تاريخ الحيّ
- يبدأ تاريخ الحي قبل أكثر من 5000 سنة عندما سكنه أهل التجارة جنوب المعبد القديم، فصار الوجه التجاري للمدينة القديمة.
- في العهد الهيليني حافظ سكّان الشاغور على الديانة الفنينقية وعبدو داگون، ما دفع السلوقيّين لتسمية منطقتهم باسم حيّ دياس Δίας وهو اسم داگون بالإغريقية ويقابله في اللاتينية زِيوس Zeus، وهذا سبب نسب الباب المفتوح من سور دمشق لحي الشاغور باسم باب زِوس (المشتري).
- في القرن الأوّل سيطر التجّار الأنباط على هذا الجزء من دمشق، فأنشؤوا فيه مجتمعاً عربياً ثريّاً ومتنفّذاً، سيّما وأنّ دمشق وقعت تحت حكم المملكة النبطية الرومانية آنذاك. ومنذ ذاك الوقت صار الشاغور حيّ المال والأعمال في مدينة دمشق، ولم تزل أهمّ أسواق دمشق فيه إلى اليوم.
- في القرن السابع خلال الحرب الإسلامية-البيزنطية، أيد أهل الشاغور الفاتحين المسلمين، ما ساهم بقوّة في استسلام المدينة لاحقاً للقوّات الإسلامية. ثمّ في القرن الثالث عشر ومع وفادة النازحين عن العراق هرباً من اجتياح المغول، بدأ حيّ الشاغور بالتوسّع خارج الباب الصغير حيث بُنيت البيوت حول مقبرة باب الصغير.
- في القرن السادس عشر نزل في حيّ الشاغور البرّاني اليهود السفارديّون النازحون عن غرناطة حيث أقاموا في المنطقة ما بين كنيسة الزيتون وشارع الأمين. ونمت ممتلكاتهم بعدها حتّى صار لهم في الحيّ عشرين كنيس، دمّرت أحداث 1840 أغلبها.
- شهد هذا الحي العديد من التغيرات الديموغرافية المرتبطة بهجرة العديد من عائلاته إلى أحياء دمشق الجديدة خارج السور، ومن أبرز تلك الهجرات ما حدث سنة 1925 عند اندلاع “الحريقة” عندما خرج الناس بملابسهم بفعل القصف الفرنسي إلى الأحياء الأخرى كالمهاجرين. حيث قامت سلطات الاحتلال الفرنسي بعدها بإعادة بناء هذه الأحياء على تصميم فرنسي خرجت من بعدها بشكل حيّ تجاريّ أطلق عليه الدمشقيّون اسم حيّ الحريقة، تخليداً للحريقة التي أشعلها القصف الفرنسي. هكذا تنوّع مجتمع الشاغور ما بين مسلمين سنة وشيعة، ومسيحيّين أرثذوكس ويهود سفارديّين وحريديّين، واختلطت فيه البيوت المتحرّرة بالبيوت شديدة المحافظة.
أقسام الحيّ
ينقسم الحيّ إدارياً إلى منطقتين:
1- الشاغور الجوّاني: وهو ما يقع من الحي داخل سور دمشق القديم، وهو أصل حي الشاغور، ويمتدّ الشاغور الجوّاني على مساحة محصورة ما بين شارع الدرويشية وسوق الصاغة، وما بين شارع مدحت باشا والسوق الحميدية.
حارات الشاغور الجوّاني، وهي عبارة عن إحدى عشر حارة أساسية:
- مبلط : ينتسب إلى السوق المبلط؛ وهو شارع مدحت باشا.
- السجن: نسبة إلى طاحونة كانت على نهر بانياس تطحن القمح لسجن قلعة دمشق.
- قاضي: وهي الحارة التي تمتد من شارع مدحت باشا إلى المنطقة المقابلة لسوق الصاغة، حيث يوجد منفذ صغير إلى الشارع بعد سوق القطن فيه نزلة صغيرة فيها حمّام عرفه الناس باسم حمّام القاضي نسبة إلى أحد قضاة دمشق، الحمّام لا يزال موجوداً لكنه مغلق منذ زمنٍ بعيد.
- مرستان: سميت بهذا الاسم نسبة إلى البيمارستان النوري الذي مازال موجوداً في هذه المنطقة.
- منجدين: نسبة إلى مكان تواجد المنجدين وهم من يعملون بمهنة تنجيد اللحف والفرش، وذلك في الصف الثاني من منطقة الحريقة على مقربةٍ من سوقي القطن والصوف.
- برغل: نسبة إلى زقاق البرغل، ويبدأ من ساحة باب الجابية بموازاة السنانية.
- الخضيرية: تنتسب إلى أحد الأولياء الصالحين، واسمه قطب الدين الخضيري له قبر ضمن جامع يحمل نفس الاسم في هذه الحارة.
- الياغوشية: نسبة إلى والي تركي اسمه ياغوث باشا له جامع باسمه في هذه الجادة.
- الصوف : نسبة إلى سوق الصوف، ويبدأ من الخضيرية وينتهي بسوق الشماعين.
- المنجدين: ينتسب إلى السوق المبلط؛ شارع مدحت باشا.
- حارة سيدي عامود (أحمد عامود): منطقة أثرى أثرياء دمشق، قصفتها المدفعيّة الفرنسية سنة 1925، عقاباً للحيّ على تمويل مقاومة الاحتلال الفرنسي ومشاركته أبنائه بالمقاومة ضدهم.
مبلط، وسيدي عامود، والقاضي، والمرستان، والمنجدين” تمثل بمجموعها ما يعرف اليوم بمنطقة “الحريقة”
2- الشاغور البرّاني: وهو ما يقع من الحي خارج سور دمشق القديم، وهو عبارة عن شوارع دمشق ما بين الشاغور الجوّاني وحيّ الميدان.
يفصل بين الشاغور الجواني والبراني شارع البدوي.
أهم معالم الحي
- الأبواب
أ- باب زِوس (المشتري): سمّاه الناس باب زكورتا أي الصغير لأنه أصغر أبوابها ومازال موجوداً إلى الآن، كما سمّاه الناس كذلك باب المقبرة بسبب وجود مقبرة دمشق القديمة خارج هذا الباب وعلى بعد 200 متر منه. يقال أن يزيد بن أبي سفيان دخل منه عند فتح دمشق.
ب- باب النصر: بالقرب من مدخل سوق الحميدية حيث ينكشف جزء من السور القديم للمدينة عند السلالم الكهربائية الموجودة الآن.
ج- باب زقاق البرغل: لايزال موجوداً إلى الآن.
د- باب منطقة الياغوشية: غير موجود الآن، لكن يمكن ملاحظة أثاره بوضوح كالإطار أو القنطرة الحجرية التي تعلو الباب.
- مقابر
أ- مقبرة باب الصغير: والتي أُعِلنت عام 670 بأنها مقبرة إسلامية وما عاد الدفن مسموحاً فيها لغير المسلمين.
- مقامات وأضرحة
أ- مدافن آل البيت.
ب- ضريح مؤذن الرسول بلال بن رباح (بلال الحبشي).
ج- أضرحة زوجات النبي مثل حفصة بنت عمر ورملة بنت أبي سفيان (أم حبيبة) وهند بنت أبي أمية المخزومية (أم سلمة)
د- مقام الإمام أحمد السروجي.
هـ- مقام بلال الحبشي.
و- تربة الأمير بهادر آص.
ز- ضريح الفارابي.
ح- ضريح الشاعر نزار قباني.
ط- ضريح رئيس الجمهورية شكري القوتلي.
- مساجد وجوامع
منها مسجد الباشورة وجامع الياغوشية وجامع الجراح وجامع قطب الدين الخضيري وجامع ياغوث باشا وجامع الحيوطية وجامع الخريزاتية وجامع السادات المنجدين ومسجد الأمير سيف الدين جركس ومسجد السادات ومسجد النبهان ومسجد عبد الله بن زكوان.
- زوايا وتكايا
منها زاوية بني الحصني و زاوية البدوي و الزاوية الصمادية و الزاوية القلندرية الدركزينية.
- الخانات
منها خان الدكة و خان الزيت و خان جقمق.
- حمامات
منها حمّام القاضي و حمام الناصري و حمام الركاب و حمام السروجي.
عائلات الشاغور
“القوتلي”، و”مردم بك”، و”الزايد”، و”المالكي”، و”العجلاني” و”الخراط” و”البكري”، و”العظمة”، و”سلوم” و”النصار” و”المارديني”، و”منصور”.
أهم الشخصيات التي أنجبها حيّ الشاغور
- المعماري أپولّودورُس الدمشقي Ἀπολλόδωρος ὁ Δαμασκηνός : باني الپانثيون Pantheum في روما.
- يوسف العظمة: ما زال البيت الذي ولد فيه موجوداً في هذا الحي، وعليه لوحة رخامية مكتوب عليها ما يؤكد ذلك، حيث استملكته وزارة الدفاع ورممته مع البيت الذي سكنه في منطقة المهاجرين حينما كان وزيراً للحربية، وكلا المنزلين أصبحا متحفين.
- حسن الخراط: الذي كان رئيساً لحرّاس الحي فأخذته الحميّة للدفاع عن أهله ووطنه، ليصبح فيما بعد أحد قادة الثورة السورية الكبرى، ومعه أصدقائه الثوار أبرزهم محمود سلّوم؛ ومحمود خادم السروجي.
- الوجيه نسيب البكري.
- شكري القوتلي: أول رئيس للجمهورية العربية السورية في عهد الاستقلال.
- جميل مردم بك: أحد رؤساء الوزارة السابقين الذي أهدى للمتحف الوطني القاعة الشامية.
- عدنان المالكي: مؤسّس الجيش السوري.
- الملازم الطيار فائز منصور: التي شارك بحرب السويس 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر.
- الحبر يعقوب دانون: حاخام دمشق الأكبر.
- نزار قبّاني: الشاعر والدبلوماسي.