أعلام وشخصياتضباط وقادة عسكريون

عبد الكريم زهر الدين

قائد الجيش السوري (1961-1963)

اللواء عبد الكريم زهر الدين
اللواء عبد الكريم زهر الدين

عبد الكريم بن حسين زهر الدين (1924 – 12 كانون الأول 2009)، ضابط سوري من جبل الدروز، خاض حرب فلسطين سنة 1948 ولم يشارك بأي من الانقلابات العسكرية التي تلتها ولا حتى في انقلاب الانفصال يوم 28 أيلول 1961، والذي عُيّن بموجبه قائداً للجيش السوري. كان أول ضابط يسمّى بهذه التسمية بحيث أن كل من سبقه في المنصب منذ سنة 1946 عرفوا برؤساء أركان. شهد عده انقلاب عبد الكريم النحلاوي ضد رئيس الجمهورية ناظم القدسي في 28 آذار 1962، والذي تصدى له اللواء زهر الدين بالتعاون مع آمر سلاح الطيران اللواء وديع مقعبري. دعوا إلى مؤتمر حمص في 1 نيسان 1962 الذي تقرر فيه إطلاق سراح رئيس الجمهورية ونفي النحلاوي ورفاقه خارج البلاد. سمّي بعدها اللواء زهر الدين وزيراً للدفاع في حكومة الدكتور بشير العظمة أولاً ثم في حكومة الرئيس خالد العظم الخامسة والأخيرة، قبل تسريحه من المنصب واعتقاله إبان انقلاب 8 آذار 1963.

البداية

ولد عبد الكريم زهر الدين في قرية الصورة الكبرى التي تبعد عن مدينة السويداء حوالي ستون كيلومتراً، وهو سليل عائلة درزية كبيرة وكان والده نائباً في برلمان دولة جبل الدروز أيام الانتداب الفرنسي. التحق بجيش الشرق التابع للسلطات الفرنسية الحاكمة ودخل كلية حمص الحربية، وتخرج فيها برتبة ملازم يوم في 10 أيلول 1939. خدم في اللواء السادس مشاة في مدينة دير الزور وفي 1 آب 1945، كان في طليعة الضباط المنتسبين إلى الجيش السوري.

في مرحلة الاستقلال

شارك في حرب فلسطين سنة 1948 وعُيّن في أعقابها مديراً  لكلية حمص الحربية قبل ترفيعه إلى رتبة “رئيس” وتعيينه إدارة تجهيز الجيش السوري. لم يُشارك في أي من الانقلابات العسكري التي تعاقبت على سورية وسافر إلى فرنسا لاتباع دورة عسكرية مكثفة. أيّد الوحدة السورية – المصرية عند قيامها في 22 شباط 1958 ورُفع إلى رتبة “عميد،” مع تسليمه الإدارة المالية في الجيش الأول، وهو جيش سورية في الجمهورية العربية المتحدة.

انقلاب الانفصال وتعيينه قائداً للجيش

وصل عبد الكريم زهر الدين إلى رتبة “لواء” في زمن الوحدة، يوم 1 كانون الثاني 1961، أي قبل تسعة أشهر من الانقلاب العسكري الذي أطاح بالجمهورية العربية المتحدة ورئيسها جمال عبد الناصر. رفض تأييد الانقلاب ولكنه وفي المقابل لم يعترضه، فقرر قادة الحركة – بقيادة المقدم عبد الكريم النحلاوي – تعيينه قائداً للجيش السوري خلفاً للفريق جمال فيصل، الذي فضّل المغادرة إلى مصر.

انقلاب النحلاوي ومؤتمر حمص سنة 1962

من موقعه الجديد، سعى اللواء زهر الدين إلى إبعاد الجيش عن السياسة ورفض التدخل في التصفيات السياسية والعسكرية التي وقعت بين قادة الانفصال، وكان في مقدمتها اعتقال حيدر الكزبري وفيصل سري الحسيني بأمر من رفيقهم النحلاوي. اصطدم زهر الدين مع النحلاوي مراراً الذي كان يصغره سناً ومرتبة عسكرية، ولكنه كان الآمر الناهي في الجيش من موقعه المتواضع في إدارة شؤون الضباط. وعندما حاول رئيس الجمهورية ناظم القدسي ورئيس الحكومة معروف الدواليبي إقصاء النحلاوي عن المشهد وإبعاده عن دوائر صنع القرار، رد بانقلاب عسكري صباح 28 آذار 1962، أدى إلى اعتقالهم مع عدد من رؤساء الحكومات السابقين.

اللواء زهر الدين مع رئيس الوزراء الأسبق حسن الحكيم سنة 1961.
اللواء زهر الدين مع رئيس الوزراء الأسبق حسن الحكيم سنة 1961.

اعترض زهر الدين على انقلاب النحلاوي وعده تعدياً على الشرعية والدستور. تعاون مع آمر سلاح الطيران اللواء وديع مقعبري ودعا إلى اجتماع في مقر قيادة المنطقة الوسطى (مؤتمر حمص) يوم 1 نيسان 1962. تقرر فيه التمرد على قرارات النحلاوي مع نفيه خارج البلاد وإطلاق سراح ناظم القدسي وعودته إلى القصر الجمهورية لإكمال ولايته الدستورية. شُكلت حكومة جديدة برئاسة الدكتور بشير العظمة يوم 16 نيسان 1962، سمّي فيها عبد الكريم زهر الدين وزيراً للدفاع وتسلّم الحقيبة نفسها في حكومة خالد العظم الخامسة والأخيرة في أيلول 1962.

اللواء زهر الدين مع رئيس الجمهورية ناظم القدسي وسلطان باشا الأطرش سنة 1962.
اللواء زهر الدين مع رئيس الجمهورية ناظم القدسي وسلطان باشا الأطرش سنة 1962.

الاعتقال

وفي مطلع العام 1963 رُفّع عبد الكريم زهر الدين إلى رتبة “فريق،” قبل شهرين فقط من اعتقاله وتسريحه من الجيش إبان الانقلاب العسكري الذي أطاح بعهد الانفصال ورموزه كافة. اثنان من قادة الانقلاب، وهما زياد الحريري وصلاح جديد، كانا من طلاب زهر الدين في الكلية الحربية، ولكن هذا لم يشفع له واتهم بمساندة “جريمة الانفصال.” نقل إلى سجن المزة وبقي سجيناً لغاية 15 كانون الثاني 1963.

السنوات الأخيرة والوفاة

وبعد خروجه من السجن اعتزل العمل السياسي وانتقل إلى لبنان وفيه نشر مذكراته سنة 1968 بعنوان مذكراتي عن فترة الانفصال في سورية. سمح له بالعودة إلى سورية بعد وصول حافظ الأسد إلى الحكم وعاش بدمشق لغاية وفاته عن عمر ناهز 92 عاماً يوم 12 كانون الأول 2009. في سنوات لاحقة عرف حفيده العميد عصام زهر الدين في الأوساط العسكرية وكان أحد قادة جبهات الجيش السوري من سنة 2012 ولغاية استشهاده عام 2017.

المناصب
قائداً للجيش السوري (29 أيلول 1961 – 9 آذار 1963)
وزيراً للدفاع (16 نيسان 1962 – 8 آذار 1963)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !