
مرشد خاطر (1888-1961)، طبيب جرّاح سوري، وأحد مؤسسي كلية الطب في الجامعة السورية، عُين وزيراً للصحة في عهد اللواء فوزي سلو من تموز 1952 وحتى تموز 1953.(1)
البداية
ولد مرشد خاطر لأُسرة مسيحية صغيرة ومتواضعة في قضاء الشوف بجبل لبنان، ودَرس في مدرسة الحِكمة المارونية ببيروت ثم في كلية الطب الفرنسية عام 1906، ليتخرج حاملاً شهادة دكتوراه في الطب عام 1910.(2)
بعد نشوب الحرب العالمية الأولى التحق بالخدمة الإلزامية في الجيش العثماني عام 1915، وفي موقع عسكري جنوب معان وقع أسيراً في يد قوات الشريف حسين بن عليّ قائد الثورة العربية الكبرى ضد الحكم العثماني.
ولكن سرعان ما أُطلق سراحه مع سائر الأطباء العرب، بأمر من الشريف حسين، ليُصبح طبيباً في الجيش الهاشمي في الحجاز. كما عُهد إليه برئاسة القسم الجراحي في مستشفى أبي الأسل، وهو المستشفى العسكري المركزي للجيش العربي، ورقّي من رتبة رئيس إلى رتبة مُقدم.(3)
في العهد الفيصلي
دخل مرشد خاطر مدينة دمشق مع طلائع القوات العربية يوم 1 تشرين الأول 1918 وقرر الإقامة فيها بعد مبايعة حاكمها الجديد الشريف فيصل بن الحسين أميراً على البلاد المحررة من الحكم التركي. عُين رئيساً لقسم الجراحة في المستشفى الحميدي بحيّ البرامكة وعضواً في اللجنة المُصغرة التي شُكلت لتعريب مناهج الطب، برئاسة عميد معهد الطب الدكتور رضا سعيد.
شارك مرشد خاطر بإعادة افتتاح المعهد بعد إغلاق دام أشهراً نتيجة الحرب العالمية، وسُمّي فيه أستاذاً للأمراض والسريريات الجراحية، وفي عام 1919 انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق، وعَمل إلى جانب رئيسه المؤسس محمد كرد علي على تعريب جميع مؤسسات الدولة السورية. ظلّ يعمل في التدريس وتأليف الكتب طوال حياته، وكان من فريق الآباء المؤسسين للجامعة السورية في صيف عام 1923. بعدها بعام، أسس المجلة الطبية الصادرة عن الجامعة السورية وعمل رئيساً لتحريرها.
وزيراً في عهد الرئيس سلو
بعد جلاء القوات الفرنسية عن سورية، عُيّن الدكتور خاطر رئيساً لقسم الجراحة في مستشفى الشهيد يوسف العظمة في منطقة المزة، وفي 9 حزيران 1952، سُمّي وزيراً للصحة في حكومة اللواء فوزي سلو، التي شُكلت يومها تحت إشراف حاكم سورية العسكري العقيد أديب الشيشكلي. خلال فترة عَمله في الحكومة، أسس مركزاً لمكافحة السل في دمشق وآخر لمكافحة البرداء في حمص، إضافة لمدرسة التمريض في حلب ومركزاً للأمومة والطفولة في دمشق.
في أيار 1953، ترأس وفد سورية إلى الدورة السادسة لمنظمة الصحة العالمية في جينيف، وانتُخب رئيساً للمؤتمر. ولكنه أصيب بنوبة قلبية في أثناء تواجده في سويسرا أجبرته على العودة إلى دمشق، فناب عنه ممثل وفد بريطانيا الطبيب مالفيل ماكنزي.
وعندما شكّل الشيشكلي حكومته الأولى في تموز 1953 استبدل الدكتور مرشد خاطر بصديقه الطبيب نظمي القباني، وهو أيضاً من مدرسي كلية الطب في جامعة دمشق.
حافظ مرشد خاطر على مقعده التدريسي في الجامعة السورية حتى عام 1957 وتفرّغ بعدها للتأليف والترجمة والنشر، حيث وضع خمسة عشر كتاباً طبياً، أبرزها “الأمراض الجراحية” و”معجم المصطلحات الطبية،” المُترجم عن اللغة الفرنسية والصادر عن مطبعة الجامعة السورية عام 1956. (4)
الوفاة
توفي مرشد خاطر عن عمر ناهز الثالثة والسبعين يوم 11 كانون الثاني 1961.
تكريم الدكتور خاطر
حَمل في حياته عدة أوسمة، منها وسام الشرف الإيراني (1922) ووسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الأولى، الذي منحه إياه الرئيس إميل إدة عام 1937. وفي عام 1948، قلده الرئيس شكري القوتلي وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، وفي عام 1953، قُلِد وسام القديس غريغوريوس الكبير من قبل البابا بيوس الثاني عشر.
تخليداً لذكراه، أُطلق اسمه على شارع كبير وسط مدينة دمشق، ممتد من ساحة التحرير إلى ساحة السبع بحرات، وعلى إحدى غرف العمليات في مستشفى الجامعة السورية وعلى مدرج في مستشفى المواساة.