الشاغور، من أقدم وأعرق الأحياء السكنية في دمشق، داخل القسم الجنوبي الغربي للمدينة القديمة وخارجه، يعود تاريخه إلى العهد الآرامي، كما ذكر المؤرخ المعاصر عيسى إسكندر معلوف في مجلة مجمع اللغة العربية في عشرينيات القرن العشرين، ونقله عنه كثيرون.
عُرف بمنازله الفخمة وبتجّاره أعيانه، ومنهم أبو خليل قباني، مؤسس المسرح الغنائي العربي، وحفيدة الشاعر نزار قباني، والرئيس السوري شكري القوتلي. يقع حيّ الشاغور على مقربة من الباب الصغير أحد أبواب دمشق التاريخية الأصلية الذي يسمّى أيضاً بباب الشاغور، وفيه العديد من المساجد والزوايا والمدارس، وقد حدد عدد سكانه في زمن الانتداب الفرنسي بقرابة تسعة عشر ألف نسمة سنة 1936، ما جعله من أكبر أحياء دمشق من حيث الكثافة السكانية.
الشاغور في العصور القديمة
في العهد الهيليني حافظ سكّان الشاغور على الديانة الفينيقية وعبدو داگون، ما دفع السلوقيّين لتسمية منطقتهم باسم حيّ دياس Δίας، وهو اسم داگون بالإغريقية ويقابله في اللاتينية Zeus (زِيوس). سيطر التجّار الأنباط في القرن الأول على هذا الجزء من دمشق، فأنشأوا فيه مجتمعاً عربياً ثريّاً ومتنفّذاً، لاسيّما وأنّ دمشق كانت في حينها تحت حكم المملكة النبطية الرومانية. ومنذ ذاك الوقت صار الشاغور واجهة التجارة في المدينة واعتبر مركزاً للمال والأعمال داخل سورها التاريخي.
في العصر الإسلامي
في القرن السابع وخلال الحرب الإسلامية – البيزنطية، أيد أهل الشاغور الفاتحين المسلمين، ما ساهم في استسلام المدينة لاحقاً. ثمّ في القرن الثالث عشر ومع وفادة النازحين عن العراق هرباً من اجتياح المغول، بدأ حيّ الشاغور بالتوسّع خارج الباب الصغير حيث بُنيت فيه البيوت حول مقبرة باب الصغير. وفي القرن السادس عشر نزل في الشاغور البرّاني اليهود السفارديّون النازحون عن غرناطة وأقاموا في المنطقة ما بين كنيسة الزيتون وشارع الأمين.
الشاغور في العصر الحديث
شهد حي الشاغور العديد من التغيرات الديموغرافية المرتبطة بالهجرة، ومن أبرزها في التاريخ الحديث كانت أثناء الثورة السورية الكبرى عام 1925، يوم نزج الكثير من عائلات منطقة سيدي عمود إليه إبان ضربه بالمدافع وإحراقه من قبل الفرنسيين. أعادت سلطات الانتداب الفرنسي بناء الأحياء المدمرة المجاورة للشاغور، وحولته وبشكل تدريجي من حيّ سكني إلى منطقة تجارية.
أقسام الشاغور
ينقسم الحيّ إدارياً إلى منطقتين:
الشاغور الجوّاني وهو أصل حيّ الشاغور، الممتد ما بين شارع الدرويشية وسوق الصاغة من جهة، وشارع مدحت باشا وسوق الحميدية من جهة أخرى. ينقسم الشاغور الجواني إلى الكثير من الحارات الفرعية وإحدى عشر حارة أساسية.
- حارة السجن: نسبة إلى طاحونة على نهر بانياس يطحن فيها القمح لسجن قلعة دمشق.
- حارة القاضي: ممتدة من شارع مدحت باشا إلى المنطقة المقابلة لسوق الصاغة، حيث يوجد منفذ صغير إلى الشارع بعد سوق القطن، فيه نزلة صغيرة فيها حمّام القاضي.
- حارة المرستان: سميت بهذا الاسم نسبة إلى البيمارستان النوري.
- حارة منجدين: نسبة إلى مكان تواجد المنجدين (أخصائيو تنجيد اللحف والفرش)، وذلك في الصف الثاني من منطقة الحريقة على مقربةٍ من سوقي القطن والصوف.
- حارة برغل: نسبة إلى زقاق البرغل، ويبدأ من ساحة باب الجابية بموازاة السنانية.
- حارة الخضيرية: تنتسب إلى أحد الأولياء الصالحين، واسمه قطب الدين الخضيري المدفون في جامع مجاور.
- حارة الياغوشية: نسبة إلى والي تركي اسمه ياغوث باشا له جامع باسمه في هذه الجادة.
- حارة الصوف: نسبة إلى سوق الصوف، ويبدأ من الخضيرية وينتهي بسوق الشمّاعين.
- حارة سيدي عمود (الحريقة): مسكن أثرياء دمشق ووجهائها التي دمرت في 18 تشرين الأول 1925. مبلط
الشاغور البرّاني، الممتد إلى خارج سوق دمشق باتجاه منطقة الميدان. ويفصل بينه وبين الشاغور الجواني شارع البدوي.
مقابر
مقبرة باب الصغير: والتي أُعِلنت منذ عام 670 مقبرةً إسلامية ومنع الدفن فيها لغير المسلمين وفيها مدافن آل البيت وقبر مؤذن الرسول بلال بن رباح (الحبشي)، أضافة لضريح الفارابي وقبر كل من الشاعر نزار قباني ورئيس الجمهورية شكري القوتلي.
مساجد وجوامع
- مسجد الباشورة
- جامع الياغوشية
- جامع الجراح
- جامع قطب الدين الخضيري
- جامع ياغوث باشا
- جامع الحيوطية
- جامع الخريزاتية
- جامع السادات
- مسجد الأمير سيف الدين جركس
- مسجد النبهان
- مسجد عبد الله بن زكوان.
زوايا وتكايا
- الزاوية الحصنية
- زاوية البدوي
- الزاوية الصمادية
- الزاوية القلندرية الدركزينية.
حمامات
- حمّام القاضي
- حمام الناصري
- حمام الركاب
- حمام السروجي
أهم شخصيات الشاغور
- أبو خليل قباني، مؤسس المسرح الغنائي في الوطن العربي.
- عطا الله باشا البكري، رئيس بلدية دمشق في نهاية العهد الحميدي.
- عبد العزيز العظمة: مؤرخ
- يوسف العظمة: وزير الحربية سورية وشهيد معركة ميسلون سنة 1920
- حسن تحسين باشا الفقير، قائد الجيش السوري في معركة ميسلون سنة 1920.
- الشيخ علي الدقر، أحد علماء دمشق ومؤسس جمعية الغراء الإسلامية سنة 1924.
- حسن الخراط: أحد المشاركين في الثورة السورية الكبرى سنة 1925.
- نسيب البكري: أحد قادة الكتلة الوطنية في زمن الانتداب الفرنسي.
- لطفي الحفار، رئيس وزراء سورية سنة 1939 وأحد قادة الكتلة الوطنية.
- شكري القوتلي: رئيس الجمهورية السورية (1943-1949، ومجدداً 1955-1958)
- نبيه العظمة، أول وزير دفاع في عهد الاستقلال (1946).
- مسلم السيوفي: رئيس غرفة تجارة دمشق (1941-1957).
- أحمد منيف العائدي: أحد مؤسسي كلية الطب في الجامعة السورية.
- أحمد السمان: رئيس جامعة دمشق (1962-1964)
- عدنان المالكي: رئيس الشعبة الثالثة في الجيش السوري قبل مقتله سنة 1955.
- غادة السمان: أديبة وشاعرة
- نزار قباني: شاعر
- شفيق جبري: شاعر
- محمد البزم: شاعر