
ليلى العظمة (1915-1971)، البنت الوحيدة لوزير الحربية يوسف العظمة، الذي استشهد في معركة ميسلون أثناء مقاومته للقوات الفرنسية في 24 تموز 1920. اشتهرت ليلى لأن والدها أوصى بها قبل خروجه إلى المعركة، إذ كانت طفلة صغيرة آنذاك، ولم تعد إلى سورية بعد استشهاده إلا مرة واحدة فقط سنة 1952.
البداية
ولدت ليلى العظمة في إسطنبول يوم كان والدها مرافقاً عسكرياً لناظر الحربية العثماني أنور باشا. انتقلت مع يوسف العظمة إلى دمشق عند انتهاء الحرب العالمية الأولى وأقامت معه في منزله في منطقة المهاجرين، ولكنها أجبرت على المغادرة مع أمها التركية بعد استشهاده. قبل ذهابه إلى المعركة، طلب يوسف العظمة إلى الملك فيصل أن تكون ليلى في رعايته في حال وفاته، فالتزم الملك بعهده وظل يرسل لها راتباً شهرياً حتى وفاته عام 1933.
في إسطنبول
تقلت ليلى تعليمها في المدرسة الفرنسية في إسطنبول، وتزوجت لاحقاً من تاجر تركي من عائلة “أشار،” كان له متجر أقمشة في ساحة تقسيم. رُزقت بولدٍ وحيد سنة 1943 اسمه جلال، الحفيد الوحيد ليوسف العظمة. وفي سنة 1952 زارت دمشق مع ابنها بدعوة من العقيد أديب الشيشكلي، ووضعت إكليلاً من الزهور على ضريح أبيها في ميسلون.
على عكس ما أُشيع في بعض الأوساط، لم تكن ليلى فقيرة أو محتاجة، فأملاك والدها في بساتين الشاغور كانت كافيةً لتأمين حياة كريمة لها ولأمها، بالإضافة إلى راتبه من الدولة السورية، الذي أُقر بمرسوم جمهوري من الرئيس شكري القوتلي عام 1947 (المرسوم 288). خصص القوتلي لها ألفي ليرة سورية، وألفي ليرة معونة (المرسوم 982)، وظل كل من تولى مناصب رفيعة من آل العظمة في سورية يهتم بأمر ليلى ويستجيب لاحتياجاتها، بدءاً من وزير الدفاع نبيه العظمة سنة 1946، مروراً بأخيه وزير الداخلية عادل العظمة، صولاً إلى رئيس الوزراء الدكتور بشير العظمة سنة 1962.
الوفاة
توفيت ليلى العظمة في إسطنبول سنة 1971.