مرشد خاطر
أحد الآباء المؤسسين في الجامعة السورية وعميد كلية الطب (1947-1949)
مرشد بن حنّا خاطر (1888 – 12 كانون الثاني 1961)، طبيب سوري من أصول لبنانية، كان أحد مؤسسي الجامعة السورية وانتُخب عميداً لكلية الطب في مطلع عهد الاستقلال قبل تعيينه وزيراً للصحة في حكومة اللواء فوزي سلو سنة 1952. شارك في الثورة العربية الكبرى وكان رئيساً لتحرير مجلّة المعهد الطبي العربي وهو أحد الآباء المؤسسين لمجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1919.
البداية
ولد مرشد خاطر في قرية بتاتر التابعة لقضاء الشوف، وهو سليل عائلة مسيحية مارونية. دَرس في مدرسة الحِكمة ببيروت ثم في كلية الطب الفرنسية سنة 1906. وعند تخرجه عام 1910 عمل طبيباً في بيروت لغاية اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914 حيث استدعي للخدمة الإلزامية في الجيش العثماني.
وفي موقع عسكري جنوب معان وقع أسيراً في يد قوات الشريف حسين بن عليّ قائد الثورة العربية الكبرى. ولكن الشريف حسين أمر بإطلاق سراحه وقام بتعيينه طبيباً في جيشه وعهد إليه رئاسة القسم الجراحي في مستشفى أبي الأسل، وهو المستشفى العسكري المركزي للجيش العربي. رفّع مرشد خاطر من رتبة رئيس (كابيتان) إلى رتبة مُقدم وفي 1 تشرين الأول 1918، دخل دمشق مع الأمير فيصل بن الحسين، يوم تحرير المدينة من الحكم العثماني.
في العهد الفيصلي (1918-1920)
وفي العهد الفيصلي، عُيّن مرشد خاطر رئيساً لقسم الجراحة في المستشفى الحميدي الكائن في حيّ البرامكة وعضواً في اللجنة المُصغرة التي شُكلت لتعريب مناهج الطب، برئاسة الدكتور رضا سعيد. شارك بإعادة افتتاح معهد الطب بعد إغلاق دام أشهراً في المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الأولى، وسُمّي أستاذاً للأمراض والسريريات الجراحية فيه. وفي 30 تموز 1919 كان أحد الأعضاء المؤسسين في مجمع اللغة العربية مع رئيسه محمد كرد علي. نشر في مجلّة المجمع 19 مقالاً ما بين 1921-1957، وتضمنت أبحاثه التعريف بالكتب والمعاجم الطبية، وانتُخب بعدها عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
في مرحلة الانتداب الفرنسي (1920-1946)
قضى مرشد الخاطر سنوات الانتداب الفرنسي في التدريس، وترأس تحرير المجلة الطبية الصادرة عن الجامعة السورية من سنة 1924 ولغاية عام 1944. وفي سنة 1932، انتخب عضواً في الجمعية الجراحية الفرنسية في باريس، وبعدها بخمس سنوات ضابطاً في المجمع العلمي الفرنسي قبل انتخابه رئيساً للجمعية الطبية الجراحية في دمشق عام 1939.
وزيراً في عهد فوزي سلو (1952-1953)
رفض الدكتور خاطر العمل في السياسة وقضى معظم سنوات عمره في التدريس والإشراف على المجلّة الطبية. وفي مطلع عهد الاستقلال وبعد جلاء القوات الفرنسية عن سورية، سمّي عميداً لكلية الطب ورئيساً لقسم الجراحة في مستشفى الشهيد يوسف العظمة في منطقة المزة. وفي 9 حزيران 1952، اختير ليكون وزيراً للصحة في حكومة اللواء فوزي سلو الثانية والأخيرة، حيث أسس مركزاً لمكافحة السل في دمشق وآخر لمكافحة البرداء في حمص، إضافة لمدرسة التمريض في حلب ومركزاً للأمومة والطفولة بدمشق. وفي أيار 1953، ترأس وفد سورية إلى الدورة السادسة لمنظمة الصحة العالمية في جينيف، وانتُخب رئيساً للمؤتمر. ولكنّه أصيب بنوبة قلبية في أثناء تواجده في سويسرا أجبرته على العودة إلى دمشق، فناب عنه في رئاسة المؤتمر ممثل بريطانيا الطبيب مالفيل ماكنزي.
المؤلفات
عمل مرشد خاطر مع زميله الطبيب أحمد حمدي الخيّاط على تعريب الأبحاث الطبية وترجمة مصطلحات معجم كلير فيل الفرنسي إلى اللغة العربية. وقد طُبع النص العربي لهذا المعجم في مطبعة الجامعة السورية سنة 1956، وكان عدد كلماته قرابة الخمسة عشر ألفاً. وبعد إنجاز المعجم قام بتأليف “معجم العلوم الطبية” بالمشاركة مع الخيّاط، وهو معجم موسوعي يشمل كل المصطلحات الطبية المرتبة حسب أحرف الهجاء الفرنسية وما يقابلها باللغتين العربية والإنجليزية. ومن مؤلفاته الأخرى:
- إصلاح النسل (بالاشتراك مع الدكتور أحمد حمدي الخيّاط)
- معلمة طبية على حروف المعجم (بالاشتراك مع الدكتور أحمد حمدي الخيّاط)
- الأمراض الجراحية (6 أجزاء)
- أمراض جهاز البول (ترجمة عن الفرنسية)
- جراحة أنبوب الهضم (ترجمة عن الفرنسية)
- الداء وسر العملية في الأمراض الولادية (ترجمة عن الفرنسية)
- الدروس العملية في الأمراض النسائية (ترجمة) مترجم عن الفرنسية
- السريريات والمداواة الطبية، مجلدان
- فن التمريض
- موجز الأمراض الجراحية (جزءان)
الوفاة
توفي مرشد خاطر عن عمر ناهز 74 عاماً يوم 12 كانون الثاني 1961. أطلق اسمه على عدة أماكن في دمشق ومنها مدرج في مستشفى المواساة وإحدى غرف عمليات المستشفى الجامعي، إضافة إلى شارع رئيسي في العاصمة السورية، يمتد من ساحة التحرير إلى ساحة السبع بحرات. وقد وردت ترجمه له في مراجع تاريخية، منها كتاب الأعلام للصحفي خير الدين الزركلي وكتاب معالم وأعلام في بلاد العرب للصحفي أحمد قدامة سنة 1965، إضافة لسلسلة العبقريات للصحفي السوري عبد الغني العطري. وفي سنة 2022 وضع الباحث السوري أحمد بوبس كتاباً مرجعياً عن حياة مرشد خاطر بعنوان مرشد خاطر وتعريب التعليم الطبي، صدر عن وزارة الثقافة السورية.
الأوسمة
حَمل الدكتور مرشد خاطر عدّة أوسمة رفيعة في حياته، منها:
- وسام الشرف الإيراني (من رئيس الحكومة رضا شاه سنة 1922)
- ميدالية الصليب الأحمر (جنيف 1932)
- وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الأولى (من الرئيس اللبناني إميل إده سنة 1938)
- وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى (من الرئيس شكري القوتلي سنة 1948)
- وسام المجمع الطبي البرازيلي (1952)
- وسام المجمع الدولي للطب الشرعي والاجتماعي (1952)
- وسام القديس غريغوريوس الكبير من رتبة كومندور (من البابا بيوس الثاني عشر سنة 1953)
- وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة (من الرئيس أديب الشيشكلي سنة 1953)
- وسام الصحة العامة الفرنسي (1953)
المناصب
رئيس تحرير مجلة المعهد الطبي العربي (1922-1944)
- سبقه في المنصب: لا يوجد
- خلفه في المنصب: لا يوجد
عميد كلية الطب في الجامعة السورية (1947-1949)
- سبقه في المنصب: الدكتور حسني سبح
- خلفه في المنصب: الدكتور أنسطاس شاهين
وزيراً للصحة والإسعاف العام (9 حزيران 1952 – 11 تموز 1953)
- سبقه في المنصب: الدكتور أحمد شوكت الشطي
- خلفه في المنصب: الدكتور نظمي قباني
.