وجيه الحفار (1912-1969)، صحفي سوري من دمشق أسس وترأس تحرير جريدة الإنشاء الدمشقية اليومية سنة 1936، والتي أصبحت من أشهر وأنجح الصحف السورية في مرحلة الانتداب الفرنسي ومطلع عهد الاستقلال وكانت محسوبة على ابن عمه وشريكه الرئيس لطفي الحفار.
البداية
ولد وجيه الحفار بدمشق وهو سليل عائلة تجارية معروفة. درس في المدرسة العازارية بمنطقة باب توما وفي كلية الحقوق في الجامعة اليسوعية. بدأ حياته المهنية محرراً في جريدة القبس وصحفياً في جريدة الأيام، حيث تتلمذ على يد رئيس تحريرها الصحفي نصوح بابيل. انضم في شبابه إلى الكتلة الوطنية المناهضة للانتداب الفرنسي، التي كان ابن عمّه لطفي الحفار أحد قادتها الكبار. وبتعاون معه على تأسيس جريدة الإنشاء اليومية سنة 1936، لتكون ذراعاً إعلامياً للكتلة ورئيسها هاشم الأتاسي.
صحيفة الإنشاء
صدر العدد الأول من الإنشاء في 18 تشرين الثاني 1936 وعند تولّي لطفي الحفار رئاسة الحكومة السورية في نيسان 1939، انفصل عن الجريدة وأصبح وجيه الحفار مسؤولاً وحيداً عن الإنشاء. حققت الصحيفة نجاحاً جماهيراً واسعاً بدمشق، وأصبحت من أكثر الصحف اليومية مبيعاً ورواجاً.
أيد وجيه الحفار انتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية سنة 1943 وعارض الانقلاب العسكري الذي أطاح به بعد ست سنوات. أمر مهندس الانقلاب حسني الزعيم باعتقال الحفار وزجه في سجن المزة، وأوقف ترخيص الإنشاء. وبعد سقوط الزعيم وإعدامه في 14 آب 1949 عادت الإنشاء إلى الصدور وأنشأ وجيه الحفار شركة مساهمة لطباعة ونشر مجموعة من الصحف السورية اليومية: الأيام، القبس، ألف باء، الإنشاء.
نهاية الإنشاء
أُغلقت جريدة الإنشاء أبوابها في زمن الوحدة السورية المصرية بسبب معارضتها لسياسات جمال عبد الناصر الاشتراكية ولكنها عادت إلى الصدور في مطلع مرحلة الانفصال سنة 1961. ثم جاء الإغلاق الثالث والأخير في 8 آذار 1963، بعد وصول مجموعة من الضباط الناصريين والبعثيين إلى الحكم. وعدوا باستعادة الوحدة ومعاقبة كل من أيد عهد الانفصال. صدر قرار العزل المدني عن مجلس قيادة الثورة وطال وجيه الحفار مع عدد من الصحفيين والسياسيين، كان من بينهم الرئيس لطفي الحفار. الكبار. اعتزل وجيه الحفار العمل الصحفي من بعدها وانتقل للعيش في السعودية.
مؤلفاته
وضع وجيه الحفار كتاباً بعنوان الدستور والحكم في الجمهورية السورية، صدر في دمشق سنة 1948، وكتب مقدمة كتاب لصديقه الأديب حنّا مينه، عن تجربتهما المشتركة في سجن المزة أيام حسني الزعيم، ولكنّه بقي مخطوط ولم ينُشر.
الوفاة
توفي وجيه الحفار عن عمر ناهز 57 عاماً سنة 1969.