أدباء وكتابسياسيون ورجال دولة

بدوي الجبل

شاعر وسياسي سوري

محمد سليمان بن سليمان الأحمد، أو بدوي الجبل (1 كانون الثاني 1903 – 19 آب 1981)، شاعر وسياسي سوري وكان أحد أعلام الشعر العربي الحديث. شارك في تأسيس الحزب الوطني سنة 1947 وتسلّم حقائب وزارية في مطلع عهد الاستقلال. ذاع شعره في الوطن العربي وتجسّدت فيه المدرسة الكلاسيكي الشعرية، وغنت قصائده المطربة اللبنانية فيروز وغناها المطرب العراقي ناظم الغزالي.

البداية

ولد بدوي الجبل في قرية ديفة بمحافظة اللاذقية، ويعود نسبه إلى ملوك اليمن. نشأ في بيئة دينية وأدبية، وكان والده الشيخ سليمان الأحمد فقيهاً وأديباً وأحد مؤسسي مجمع اللغة العربية بدمشق.

درس بدوي الجبل اللغة العربية على يد والدهِ وكان له الأثر الأكبر في تأهيله الفكري والديني. وبعد إتمامه المرحلة الإعدادية في مدارس اللاذقية، أُرسله والده إلى دمشق لإكمال دراسته في مكتب عنبر. وفيها تعرف البدوي على مؤلفات الجاحظ وتأثر بالبحتري والمتنبي وغيرهم من الشعراء الكبار. وعندما سؤل عن بداياته الأدبية قال: “نشأتُ في بيت علم وفقه وأدب. تأثرت وأول ما تأثرت بالقرآن الكريم. إنّ الله وحده هو الذي يخلق الشاعر. لقد آمنت بالعروبة لأني آمنت بالحب والخير والجمال.”

نشاطه السياسي في زمن فرنسا

انخرط بدوي الجبل في العمل السياسي باكراً، وكان من الداعمين لمشروع تقسيم سورية إلى دويلات في مطلع عهد الانتداب الفرنسي. نادى باستقلال جبل العلويين ولكنه سرعان ما غيّر من موقفه وطالب بتوحيد تلك المنطقة مع بقية الأراضي السورية. ساند الشيخ صالح العلي في ثورته وألقي القبض عليه ليقضي ستة عشر شهراً بين معتقلات حمص وبيروت وجزيرة أرواد. وحين زار الكولونيل الفرنسي نجير سجن أرواد رأى الفتى السجين الذي كان عمره لم يتجاوز السادسة عشرة، فقال: “إن هذا خطأ…بل فضيحة. كيف يُحْكَم على فتى في هذه السن بالسجن ثلاثين عاماً؟”

أُطْلِقَ سراحه بدوي الجبل سنة 1922 في نهاية الثلاثينيات انضم رسمياً إلى الكتلة الوطنية المعارضة للانتداب الفرنسي. نُفي إلى العراق بسبب مساندته ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الإنكليز سنة 1940، وعند عودته إلى سورية اعتقل مجدداً من قبل الفرنسيين في قلعة كسب. تحالف مع الرئيس شكري القوتلي سنة 1943 ودخل المجلس النيابي على قوائم الكتلة الوطنية، وأعيد انتخابه سنة 1947 ولدورة ثالثة عام 1949.

بدوي الجبل بين الرئيس سعيد الغزي والرئيس فارس الخوري سنة 1955.
بدوي الجبل بين الرئيس سعيد الغزي والرئيس فارس الخوري سنة 1955.

وزيراً في عهد الاستقلال

وبعد جلاء القوات الفرنسية عن سورية شارك بدوي الجبل في تأسيس الحزب الوطني كوريث سياسي للكتلة الوطنية، ورفض تأييد الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس القوتلي في 29 آذار 1949. كما عارض حكم أديب الشيشكلي سنة 1953 فأمر الأخير بإلقاء القبض عليه ولكنّ محافظ اللاذقية سعيد السيّد رفض تنفيذ الأمر وقام بتهريبه بسيارته الحكومية إلى لبنان. وبعد سقوط الشيشكلي وهربه خارج الأراضي السورية عاد بدوي الجبل إلى دمشق وفي 1 آذار 1954 سمّي وزيراً لصحة في حكومة صبري العسلي الأولى، ممثلاً عن الحزب الوطني. وفي 29 تشرين الأول 1954 حمل نفس الحقيبة في حكومة فارس الخوري الرابعة والأخيرة قبل تعيينه وزيراً للدعاية والأنباء في حكومة الرئيس سعيد الغزي يوم 13 أيلول 1955.

قصيدة كافور بخط يد بدوي الجبل سنة 1961.
قصيدة كافور بخط يد بدوي الجبل سنة 1961.

الوحدة والانفصال

أيد بدوي الجبل قيام الوحدة السورية – المصرية سنة 1958 ولكنّه سرعان مع انقلب ضدها وطالب بإسقاطها بسبب الدولة البوليسية التي ظهرت في سورية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. قضى سنوات الوحدة متنقلاً بين لبنان وتركيا ومنها هجا عبد الناصر بقصيدة كافور الشهيرة في 1 تموز 1961، ثم في قصيدة فرعون. أيد انقلاب الانفصال الذي أطاح بجمهورية الوحدة يوم 28 أيلول 1961، وقد تسبب ذلك بتجريده من حقوقه المدنية من قبل مجلس قيادة الثورة يوم 8 آذار 1963 قبل اعتقاله.

لقبه وأشعاره

لُقّب محمد سليمان الأحمد ببدوي الجبل، وقد ابتكر هذه التسمية الصحفي الفلسطيني يوسف العيسى (صاحب جريدة ألف باء) عندما قال: “أنت في ديباجتك بداوة وأنت ابن الجبل.” وبهذه الكلمات وُلِدَ لقب “بدوي الجبل” الذي ظهر مع أولى قصائده المنشورة ورافقه حتى الممات. وللبدوي لقب آخر وهو “شاعر العربية” الذي أطلقه عليه السياسي الفلسطيني أكرم زعيتر.

ذاع صيته في الأوساط العربية كأحد أهم رموز الشعر العربي في القرن العشرين، وغنت له فيروز قصيدة من نعيماتك، كما غنى له ناظم الغزالي قصيدتي “يامنكري مجد العروبة و”افدي شمائل قومي.” وأخيراً طلبت أم كلثوم أن تغني من أشعاره ولكنّه رفض طلبها بسبب إصرارها على تغيير عنوان قصيدة شقراء.

وفاته

توفي بدوي الجبل بدمشق في 19 آب 1981 ونقل إلى قرية السلاّطة ليدفن بجوار والده.

قصائده

المناصب

وزيراً للصحة (1 آذار – 19 حزيران 1954)

وزيراً للصحة (29 تشرين الأول 1954 – 13 شباط 1955)
وزيراً للدعاية والأنباء (13 أيلول 1955 – 14 حزيران 1956)
  • سبقه في المنصب: لا يوجد
  • خلفه في المنصب: أُلغي المنصب

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !