حكومة عطا الأيوبي الأولى، جاءت إثر تفاهم ثلاثي بين المفوض السامي الفرنسي هنري دي مارتيل ورئيس الجمهورية محمد علي العابد وزعيم المعارضة هاشم الأتاسي. قرروا مجتمعين عزل رئيس الحكومة تاج الدين الحسني عن منصبه واستبداله بالرئيس الأيوبي، الأكثر قبولاً لدى الشعب والنخب السياسية. وقد شُكّلت حكومة الأيوبي بتاريخ 24 شباط 1936 واستمرت في الحكم لغاية 21 كانون الأول 1936.
عانت الحكومة الجديدة من معارضة شرسة من الكتلة الوطنية، التي أغلقت أسواق دمشق احتجاجاً على تكليف الشيخ تاج برئاسة الوزراء. وعندما زار حلب برفقة رئيس الجمهورية قام زعماء الكتلة بشلّ حركة التجارة في المدينة ومنعهم من الصلاة في الجامع الكبير، قبل طردهم بالبيض الفاسد والهتافات المناهضة لفرنسا.
قصر البلّور، مطعم وملهى شهير كان موضعه بين برج الروس وحي باب توما، شيّد في مطلع الانتداب الفرنسي سنة 1921 وسمّي تيمناً بمطعم البلّور في باريس. كُرّمت فيه الأديبة الفلسطينية مي زيادة أثناء زيارتها إلى دمشق سنة 1922 وغنّت على مسرحه المطربة ماري جبران عام 1939. احتله الجيش الفرنسي في زمن الثورة السورية الكبرى وفي الأربعينيات استثمره شخص يُدعى خريستو دياب قبل إزالته وهدمه.
حكومة حقي العظم الثالثة والأخيرة، شُكّلت بتاريخ 3 أيار 1933 بعد انهيار التفاهم بين الكتلة الوطنية ورئيس الجمهورية محمد علي العابد، ولم يُشارك بها أي شخصية حزبية أو معارضة.
سليم جنبرت (مستقل – وزيراً للمعارف والأشغال العامة)
شاكر نعمت الشيباني (مستقل – وزيراً للمالية)
يحيى الأطه ليّ (مستقل – وزيراً للتجارة والزراعة)
في عهد هذه الوزراء تم استدعاء المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو إلى باريس في 14 تشرين الأول 1933، وعُيّن مكانه هنري دي مارتيل، الذي تقدم معاهدة صداقة فرنسية – سورية إلى مجلس النواب السوري وطلب المصادقة عليها على الرغم من تحفظات رئيس المجلس صبحي بركات وجميع نواب الكتلة الوطنية. وعندما أجهضت المعاهدة المطروحة من قبل مجلس النواب في تشرين الثاني 1933، قام دي مارتيل بحلّ البرلمان وإقالة حكومة حقي العظم يوم 7 آذار 1934.
ومن الأحداث التي شهدتها هذه الحكومة:
استقالة وزير الأشغال سليم جنبرت في 15 تشرين الثاني 1934 وتعيين لطيف غنيمة وزيراً للأشغال وتولّي حقي العظم حقيبة المعارف بنفسه، إضافة لرئاسة الحكومة ووزارة الخارجية.
إذاعة دمشق، محطة إذاعية سورية حكومية تتبع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، تبث من دمشق وتغطي كافة الأراضي السورية وجزء من أراضي الدول المجاورة، وهي ثاني إذاعة في الوطن العربي بعد صوت العرب في القاهرة، تأسست مطلع عهد الاستقلال سنة 1947.
في السنوات الأخيرة من الانتداب الفرنسي على سورية تأسست بدمشق إذاعة محلية في ساحة النجمة سنة 1942 انتقلت ملكيتها للحكومة السورية عند جلاء الفرنسيين سنة 1946. فيها تدرب الجيل المؤسس من المذيعين والإعلاميين ومنها تشكلت نواة إذاعة دمشق التي بدأت بثها في 3 شباط 1947، وكان مديرها المؤسس الشاعر سليم الزركلي. انطلاق البث كان بصوت الإعلامي الأمير يحيى الشهابي بجملته الشهيرة:
أيها الشعب الكريم، يا شعب البطولات والتضحية، هذه إذاعتكم، إذاعة الجمهورية السورية من دمشق، إذاعة القومية العربية، إذاعة كل العرب، تنقل صوتها إليك في أعيادك، الإذاعة السورية في دمشق تتحدث إليك.
كان البث الأول من مبنى مستأجر في شارع بغداد، احتلت الإذاعة طابقه الأرضي وظلّ صاحبه يسكن في الطابق العلوي. وعندما حاول صاحب البناء إخلائها لم يستطع فلجأ إلى إزعاج الإذاعة بالإيعاز إلى أهله بالضرب والدق في جرن الكبة للتشويش على البث أو إحداث أصوات للإزعاج. وفي عهد حسني الزعيم انتقلت إذاعة دمشق من شارع بغداد إلى مقرها الدائم في شارع النصر، بعد تعيين الإعلامي نشأت التغلبي مديراً لها في 30 آذار 1949.
برامج متنوعة
كانت الحكومة السورية تلجأ إلى إذاعة دمشق لتوعية الناس في شتى الأمور، ومنها الصحية، فعندما اجتاح وباء الكوليرا البلاد سنة 1948 نظمّت الإذاعة برامج عن الوباء وكيفية الوقاية منه. وأطلقت برامج مخصصة عن الموسيقى الكلاسيكية لرفع ذائقة المستمعين، وكان يقدمها أمين عام الرئاسة عبد الله الخاني. واشتهرت الإذاعة ببرامجها الفنية والتمثيليات الفكاهية لفنانين كبار مثل أنور البابا، الذي ظهر بشخصية “أم كامل” عبر الأثير قبل نقلها إلى شاشة التلفزيون سنة 1960، وكذلك فعل الفنان فهد كعيكاتي بشخصية “أبو فهمي.”
ومن أشهر الأعمال الكوميدية التي عرفتها إذاعة دمشق في مرحلة الستينيات كان مسلسل صابر وصبرية للفنان تيسير السعدي وزوجته صبا المحمودي. جميع هؤلاء جاءوا إلى الإذاعة بتزكية ودعم من نائب دمشق فخري البارودي، وله يعود الفضل في اكتشاف مطربين سوريين أصبحوا نجوماً بفضل إذاعة دمشق، مثل كروانوفتى دمشقورفيق شكري، إضافة لصباح فخري الذي كانت انطلاقته الأولى من إذاعة دمشق سنة 1948.
فترة الوحدة
عند قيام الوحدة بين سورية ومصر سنة 1958 تُوئمت إذاعة دمشق مع إذاعة القاهرة، التي كانت آنذاك من أهم وأكبر الإذاعات العربية. استفادت إذاعة دمشق من هذه الخطوة، وأقيمت المسابقات والدورات التدريبية والتبادل الإعلامي بين الإذاعتين، مثل مسابقة لاختيار مذيعين، ومعلقين سياسيين، وكُتّاب إذاعة، ومخرجين وممثلين، وغيرها من الأنشطة الإذاعية بإشراف لجان مشتركة بين الإذاعتين.
عاشت إذاعة دمشق حدثين هامين، أولهما الوحدة وثانيهما ولادة التلفزيون السوري سنة 1960. نظراً لنجاحه الكبير، أَثر التلفزيون سلباً على الإذاعة وسلبها خيرة الإعلاميين والمذيعين أمثال سامي جانوومروان شاهينوخلدون المالحوعادل خياطة، وفي مقدمتهم صباح قباني، مدير البرامج في إذاعة دمشق الذي انتقل إلى التلفزيون وعُيّن أول مدير له سنة 1960.
مع ذلك حاولت الإذاعة التقدم مستغلة الفرص التي تتيحُها لها إذاعة القاهرة إضافة إلى الجهد الكبير الذي بذله فؤاد الشايبويحيى الشهابي لكي تبقى الإذاعة واقفة على قدميها أمام التلفاز، الذي أصبح حلماً أمام جميع مذيعي الإذاعة.
برامج الإذاعة
قدمت إذاعة دمشق عبر تاريخها العديد من البرامج والمسلسلات الإذاعية التي تجاوزت شهرتها حدود سورية منها:
فؤاد شحادة، من المذيعين الرواد اشتهر بالنقل الخارجي.
طالب يعقوب، مذيع ومقدم برامج اشتهر ببرنامجه مسابقات على الهواء.
خلدون المالح، مقدم برنامج فكر تربح في مرحلة الخمسينيات.
فيروز والأخوين الرحباني
أول من اكتشف صوت فيروز في سورية كان مدير إذاعة دمشق أحمد عسة، وكان ذلك في زمن الرئيس أديب الشيشكلي. أراد عسة تحويل إذاعة دمشق إلى مؤسسة ثقافية وفنية، ترعى المواهب الشابة وتستقطب البارزين من أهل الفن والفكر. بدأت الإذاعة في عهده ببث أغاني فيروز في الساعة السابعة من الصباح الباكر وأوجدت عرفاً في سورية لا يزال قائماً حتى يومنا هذا. ساهم صباح قباني في الترويج لفيروزوالأخوين الرحباني أثناء إدارته لبرامج الإذاعة سنة 1953 وله يعود الفضل في شهرة عدد من الفنانين العرب، مثل عبد الحليم حافظونجاح سلام وغيرهم.
دور صباح قباني
ابتكر صباح قباني برنامج أحاديث يومية في إذاعة دمشق، فقراته لا تتجاوز مدتها الخمس دقائق، عن الفن والفكر والفلسفة والقانون، قدمها نخبة من المثقفين الشباب مثل الدكتور بشير العظمةوالدكتور أحمد السمّان. وقد أطلق صباح قباني، بالتعاون مع أحمد عسة، مجلّة “الإذاعة السورية،” كما أنشأ فرقة الإذاعة وشدد على تعلّم العازفين قراءة النوتة الموسيقية، بدلاً من الارتجال. وعمل على جعل لغة المذيعين سليمة لا تشوهها أخطاء نحوية، وتعاقد مع الشاعر الفلسطيني حسن البحيري ليجلس مع كل مذيع ويُراجع معه النشرة الإخبارية كلمة بكلمة، قبل دخول الأستوديو.
الانقلابات العسكرية
كانت إذاعة دمشق وقبل إطلاق التلفزيون السوري سنة 1960 أولى أهداف كل الانقلابات العسكرية التي مرّت على سورية ابتداء من حسني الزعيم في 29 آذار 1949 وصولاً للانقلاب على أديب الشيشكلي في 25 شباط 1954. سيق الأمير يحيى الشهابي مخفوراً لتلاوة البلاغ رقم واحد يوم انقلاب الزعيم على الرئيس شكري القوتلي واعتقل مدير الإذاعة فؤاد الشايب لرفضه بث البيان. وفي عهد الشيشكلي ، استخدمت إذاعة دمشق لإيصال خطبه إلى كل بيت سوري وكان أول رئيس يستخدم الإذاعة لأغراض دعائية وسياسية.
إذاعة دمشق اليوم
في سنوات إذاعة دمشق الأولى لم يكن البث يغطي سوى أماكن محدودة من سورية، فتم تركيب أجهزة إرسال في كل المحافظات، ومن ثم تقوية البث الذي ليغطي جميع أنحاء سورية لاحقاً، وحالياً يتم بث الإذاعة باللغة العربية لتغطي سورية وجوارها عبر موجات FM و AM وعبر الأقمار الاصطناعية وعبر الإنترنت لتصل إلى كافة أرجاء العالم، إضافة إلى برامج موجهة للناطقين باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعبرية والألمانية والروسية والتركية تبث عبر محطات تقوية وإعادة بث.
سوق الصاغة، هو سوق تاريخي مختص بصياغة وبيع المعادن الثمينة والمجوهرات في مدينة دمشق القديمة. اسمه القديم هو سوق القوافين، والقواف هو بائع أصناف النعال والأحذية التقليدية، وكان يجاوره من جهة الشرق سوق الصاغة القديم الذي احترق عام 1960 وانتقل تجاره إلى هذا السوق بعد إضمحلال مهنة القواف، وهذا هو السبب لوجود بعض محلات بيع الأحذية في هذا السوق، ومجاورة الخشب للذهب في سوق واحد.
الموقع
يقع سوق الصاغة مقابل باب الجامع الأموي الجنوبي المعروف بباب الزيادة، وهو سوق نصفه مكشوف والنصف الآخر مغطى، تشغله محلات بيع الذهب والمجوهرات والتحف الشرقية وبضع محلات لبيع الأحذية التقليدية.
ويشار إلى أن جمعية صياغة الذهب في «دمشق» قسمت السوق إلى قسمين: «الصاغة الجوانية» وفيها يباع اللؤلؤ والجواهر، و«الصاغة البرانية» وفيها تباع الأساور والخواتم.
المعالم
يتألف «سوق الصاغة» من مجموعة مصاطب كبيرة يتوزع عليها بائعو المجوهرات، وكشفت اللقى الأثرية في المكان أنه يعود إلى الفترة الأيوبية وقد يكون أقدم من ذلك.
وقد ضم السوق قديماً 72 محلاً، إلا أنه وفي عام 1960 م. شب فيه حريق هائل خرب قسماً كبيراً منه، يحده من الشمال مجموعة من الدكاكين، ومن الشرق عدد من البيوت السكنية ومن الجنوب ما تبقى من خان السفرجلاني.
تاريخه
ذكر المؤرخون أن «معاوية بن أبي سفيان» مؤسس الدولة الأموية بنى لنفسه قصراً في هذه المنطقة، وبين عامي 1913-1974م تشكلت بعثة وطنية بإدارة «نسيب صليبي» وباشرت أعمالها في الجانب الشرقي ضمن مساحة قدرها 20م طولاً و9م عرضاً، وتركزت الأعمال الأولية بفك المصاطب الواقعة ضمن المساحة المذكورة فظهرت أساسات مغموسة بالحجارة الكلسية القاسية، إضافة إلى أحجار بازلتية وبعض فقرات من أعمدة غرانيتية بلونها الرمادي ورحى طواحي بازلتية مستديرة الشكل وأقنية مائية، وفي عام 1974م اكتشفت البعثة منهل ماء أطلق عليه «معبد حوريات الماء» يتألف من أربع فتحات عرض كل منها 590سم عثر بداخله على أنابيب مازالت في أماكنها الأساسية.
أول نشوء لسوق «الصاغة» في دمشق كان في العهد «الأيوبي» حينما ظهرت سوق الصائغين قبلي الجامع الأموي في قيسارية مستقلة، أما في عهد «المماليك» فقد ازدهرت هذه الصناعة كثيراً، وكان للصاغة في أواخر العهد «الأيوبي» سوقان: الصاغة العتيقة وسوق اللؤلؤ عند سوق الحدادين، والصاغة الجديدة في القيسارية التي أنشئت عام 631هـ قبلي النحاسين، وقد جددت شرقي هذه الصاغة الجديدة وسكن فيها الصوّاغ وتجار الذهب والجواهر.
حكومة حقي العظم الثانية، جاءت بتكليف من رئيس الجمهورية محمد علي العابد في 15 حزيران 1932، بعد خسارة العظم في الانتخابات الرئاسية. وكانت حكومة حقي العظم الأولى قد شُكّلت في مطلع عهد الانتداب الفرنسي، عندما كان هو حاكماً على دولة دمشق نهاية عام 1920.
استقالت الحكومة في 19 تشرين الثاني 1931 ولكنّ المفوض السامي طلب من الوزراء الاستمرار بالعمل بشكل انتقالي للإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة، وقام بتعيين بديع مؤيد العظم رئيساً بالوكالة خلفاً للشيخ تاج. عند اتمام الانتخابات، عقد المجلس النيابي الجديد اجتماعاً في 11 حزيران 1932 وقام بانتخاب محمد علي العابد رئيساً للجمهورية. تسلّم حقي العظم، حاكم دولة دمشق الأسبق، مهام رئاسة الحكومة خلفاً لبديع مؤيد العظم.
معلومات عامة
رئيس الدولة: لا يوجد، بنوب عنه المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو
في عهد هذه الحكومة صدر قرار من المفوض السامي بحلّ الجمعية التأسيسية وقام بفرض نسخة معدلة من دستور 1928، فيها جميع المواد التي كان هاشم الأتاسي قد اعترض عليها مسبقاً والتي تعترف بشرعية الانتداب الفرنسي على سورية.
معلومات عامة
رئيس الدولة: لا يوجد، بنوب عنه المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو
حكومة الشيخ تاج الدين الحسني الأولى، شُكّلت في 15 شباط 1928، بعد استقالة حكومة الداماد أحمد نامي. مع استقالة الداماد، شغر منصب رئيس الدولة السورية ولكنّ سلطة الانتداب الفرنسي رفضت تعيين الشيخ تاج رئيساً واكتفت بتسميته رئيساً للحكومة. وكانت حكومة الشيخ تاج أول حكومة سورية تشارك بها المعارضة الممثلة يومها بالكتلة الوطنية وأطول الحكومات السورية عُمراً في زمن الانتداب الفرنسي، حيث استمرت لغاية 14 آب 1930.
عقدت الجمعية التأسيسية أول اجتماع لها في 9 حزيران 1928 وبعد أسبوعين تمكنت من إنجاز دستور عصري مؤلف من 116 مادة، ليس فيه أي ذكر أو إشارة إلى سلطة الانتداب الفرنسي على سورية. اعترض المندوب السامي هنري بونسو على مواد الدستور وطلب تعديلها وإضافة مادة تعترف بشرعية الانتداب، وعندما رفض هاشم الأتاسي قبول طلبه، صدر قرار بحلّ الجمعية التأسيسية إلى أجل غير معين. أما على الصعيد العمراني، فقد تمكن الشيخ تاج من خلال حكومته الأولى من تدشين عدة أبنية حكومية، ومنها بناء البرلمان في شارع العابد بدمشق ودور السرايا في إدلبوعفرينوجرابلسوالباب في الشمال، ودوماوقطنا في ريف دمشق.
معلومات عامة
رئيس الدولة: لا يوجد، ينوب عنه المفوض السامي هنرب بونسو