منير الريّس (1912-1992)، صحفي سوري من مدينة حماة ومؤسس جريدة بردى الدمشقية. صدرت صحيفته بشكل منتظم من سنة 1945 ولغاية قيام الوحدة السورية المصرية عام 1958 وعادت في عهد الانفصال ليتم إغلاقها بشكل نهائي في آذار 1963 عند صدور قرار عن مجلس قيادة الثورة بوقف الصحافة الخاصة في سورية. وفي سنة 1949 كانت له تجربة قصيرة في إصدار جريدة الانقلاب المؤيدة لحسني الزعيم والناطقة باسمه إبان انقلابه على رئيس الجمهورية شكري القوتلي. تزوج من المُدرّسة ثريا الحافظ وهو ابن عم الصحفي نجيب الريّس، مؤسس ورئيس تحرير جريدة القبس.
البداية
ولِد منير الريّس في حماة وتلقى علومه في الجامعة السورية. عَمل في الشعبة السياسيّة التابعة لمديرية الشرطة ومُذيعاً في إذاعة دمشق. راسل العديد من الصحف اللبنانية، ومنها النهار والحياة، وعمل محرراً في جريدة الأيام السورية. حمل السلاح في الثورة السورية الكبرى وشارك في ثورة الحاج أمين الحسيني في القدس سنة 1936. حكمت عليه السلطات البريطاني بالإعدام فهرب إلى ألمانيا وعاش في برلين.
جريدة بردى
عاد منير الريّس إلى دمشق مع نهاية الحرب العالمية الثانية وتشارك مع الصحفي جورج فارس في إصدار صحيفة بردى اليومية في كانون الأول 1945. كانت بردى من الصحف المعارضة لحكم الرئيس شكري القوتلي وعطّلت مرتين في عهده، كانت الأولى في 11 حزيران 1946 بقرار من وزير الداخلية صبري العسلي والثانية بأمر من الدكتور محسن البرازي، مدير مكتب رئيس الجمهورية. وتعرض الريّس لمحاولة اغتيال في 4 تشرين الثاني 1948 يوم تجهم عليه ابن أخ محسن البرازي وحاول تصفيته جسدياً. واشتهرت بردى بنصرة للمرأة ودعمها لحركات التحرر في العالم الثالث. خصص الريّس ركناً في الصحيفة لزوجته ثريا الحافظ، لتكتب فيها بشكل أسبوعي عن هموم المرأة السورية وحقوقها السياسية، وقدم لها دعماً كبيراً عند ترشحها للمجلس النيابي سنة 1953.
الأحزاب السياسية
انتسب الريّس في مرحلة الشباب إلى عصبة العمل القومي المعارضة للانتداب الفرنسي في سورية وفي سنة 1948 حضر الاجتماع التأسيسي لحزب الشعب المعارض للقوتلي، ولكنه انسحب ورفض الانتساب بسبب قلّة الود بينه وبين رئيس الحزب رشدي الكيخيا. وفي حرب فلسطين سنة 1948 انتسب رسمياً إلى الحزب التعاوني الاشتراكي الذي كان يقوده النائب الشاب فيصل العسلي.
جريدة الانقلاب
تحالف مع حسني الزعيم إبان انقلابه على الرئيس شكري القوتلي ولكن الأخير شمل بردى مع الصحف التي سُحبت رخصتها في عهده، ودعا الريّس إلى تأسيس صحيفة جديدة باسم الانقلاب، صدر عددها الأول منها في 23 أيار 1949. توقفت يوم سقوط الزعيم ومقتله في 14 آب 1949 فعاود العمل في جريدة بردى وأسس مع زميله وجيه الحفار شركة مساهمة لطباعة مجموعة من الصحف السورية. وفي سنة 1952 دمجت صحيفته مع جريدة المنار الجديد في عهد العقيد أديب الشيشكلي وصدرت مؤقتاً بإسم اللواء لغاية 30 كانون الأول 1953. عادت إلى شكلها القديم وهويتها المستقلة ولكنها توقفت عند قيام الوحدة السورية المصرية مع عدد كبير من الصحف اليومية، علماً أن منير الريّس لم يعارض الرئيس جمال عبد الناصر في سورية وكانت زوجته من أشدّ المُعجبين له.
السنوات الأخيرة والوفاة
عادت بردى إلى الصدور في عهد الانفصال، للتوقف ثانية وبشكل نهائي مع سائر الصحف السورية بعد انقلاب حزب البعث في 8 آذار 1963. انصرف بعدها إلى كتابة مؤلفه الموسوعي الشهير السجل الذهبي للثورات في المشرق العربي الذي صدر بثلاثة أجزاء في السنوات 1967-1977. وتوفي منير الريّس بدمشق عن عمر ناهز 80 عاماً سنة 1992.