أدباء وكتابصناعيون وتجار

داوود شيخاني

شيخ المنتجين السوريين

داوود شيخاني (1933 – 10 تموز 2010)؛ كاتب ومنتج سوري، وأحد المؤسسين لصناعة الدراما في الوطن العربي، ويعتبر من مؤسسي القطاع الخاص التلفزيوني في سوريا.

كان داوود شيخاني نمطاً فريداً من المنتجين يجمع إلى جانب تاريخه العسكري المنضبط، ومبادرته الفنية الريادية، اهتمامات ثقافية معمقة بالتراث والتاريخ ككاتب، وبإمكاننا القول أنه المنتج التلفزيوني الوحيد الذي كان يكتب أعماله ومواضيعه ويشرف على تنفيذها بنفسه، كان كثير القراءة والاضطلاع ومكتبته بالبيت أو بالمنزل محشورة بعدد كبير من الكتب العربية والعالمية.

ساهم داوود شيخاني في تأسيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون في سورية في تسعينيات القرن العشرين، والتي كان منوطاً بها تنظيم عمل شركات الإنتاج التلفزيوني الخاصة وحماية حقوقها، وقد عمل على صياغة أسسها القانونية بحكم تجربته الطويلة، كما ترأس هذه اللجنة لمدة أربع سنوات بين عامي 1992 – 1998، وكان عضواً فاعلًا في اتحاد المنتجين العرب.

طفولته

ولد داوود محمد خالد شيخاني في حي البحصة بدمشق عام 1933، تلقى ثقافته الاولى من نمط الحياة الاجتماعية الفريدة التي كان يعيشها المجتمع الدمشقي المعروف بغنى وثراء تقاليده وصرامتها في الآن نفسه. حي البحصة الذي نشأ فيه كان ملاصقاً لقلب دمشق النابض آنذاك: ساحة المرجة… تلك الساحة التي اختزلت تاريخ دمشق حتى ستينيات القرن العشرين.

حفظ بذاكرة الطفولة أغلب الأحداث الشعبية والسياسية آنذاك، من المظاهرات ضد الانتداب الفرنسي وحتى الاستقلال، استفاد من المكتبة القديمة في منزل جده حيث قرأ العديد من الكتب مما جعله يختزن في عقله الباطن ثقافة مختلفة الأفكار ظهر تأثيرها في أعماله لاحقًا.

شبابه

عايش داوود شيخاني أجواء الحياة العسكرية التي تداخلت مع الحياة السياسية في سورية، وكان لديه ميل لتيار القومية العربية دفع داوود شيخاني للالتحاق بالكلية العسكرية، مختلفاً مع وجهة نظر والده السياسية كواحد من الشباب الذين تأثروا بالمد القومي وآمنوا به بصدق.

وفي القاهرة درس العلوم العسكرية، ثم تخرج عام 1961 في زمن الجمهورية العربية المتحدة، لكن رؤيته النقدية العميقة دفعته لإعادة النظر بشعارات دولة الوحدة التي كانت تترجم على أرض الواقع بالنقيض تماماً، ولهذا أصبح لداوود شيخاني رأي مختلف عندما عايش تجربة الانفصال بين مصر وسورية، وقد عانى ما عاناه الضباط السوريون في مصر أيامها.

عاد مع أصدقائه إلى بلده ليتم نقلهم جميعًا إلى وظائف مدنية فنقل إلى وزارة الصناعة، وكان له دور بارز في التأسيس لتقاليد عمل صحية، وخصوصاً بعد أن حصل على منحة درس خلالها في إيطاليا، وحصل على درجة الماجستير في الإدارة والتنظيم (I.L.O) من منظمة العمل الدولية بين عامي 1967 و 1970.

البدايات

في الفترة ذاتها التي أوفد فيها إلى أوروبا أجرى دورة تدريبية في استوديوهات لندن، استعاد داوود شيخاني من خلالها ولعه القديم بالفن والأدب، وخصوصاً أنه كان يكتب القصة القصيرة وهو في مطلع شبابه، فاطلع على المسرح واستفاد مما كان يشاهده على شاشة التلفزيون البريطاني وتعمق في فهم عوالم الدراما الشكسبيرية، وقد سحرته من دون شك الصنعة الدرامية التي كانت مؤسسة على تقاليد راسخة، ومنطق درامي محكم، فكان لها أكبر الأثر في طريقة تعاطيه للكتابة الدرامية بعد ذلك، وقد كان إيمانه بالتاريخ والتراث كبيرًا، ولهذا انكب يقرأ في التاريخ العربي، ويختزن حصيلة معرفية من خزائنه بما شكل الأرضية لعمله الدرامي لاحقًا.

علاقة داوود شيخاني بالفن والإعلام، بدأت من إذاعة دمشق التي دخلها مراقباً ودرامياً وكاتباً في مطلع سبعينيات القرن العشرين، وقد كتب العديد من الأعمال الدرامية لإذاعة دمشق أمثال: الطيف الثاني – تمثيلية لم تتم – مواقف عربية… إلا أنه كان يعتد بمسلسل درامي إذاعي بعنوان: “اليد الخفية” تطرق فيه إلى جذور الصهيونية العالمية.

الأعمال الأولى

بدأ داوود شيخاني بالكتابة للتلفزيون في زمن الأبيض والأسود وكانت موضوعاته الأولى مستقاة من حياة الطبقة الشعبية الدمشقية فمثل كل دمشقي عريق يشكل نمط الحياة في أحياء دمشق القديمة البسيط والمعقد في آن، مادة ملهمة لأدب ودارما تمتلك جاذبية خاصة. لاشك أن داوود شيخاني في تمثيليات السهرة الأولى التي كتبها ك فندق الانشراح وبائع الألحان والنظافة من الإيمان، كان مشبعاً بطقوس الحياة الدمشقية الشعبية، قادرً على استنباط مفرداتها، وعلى تقديمها من منظور نقدي، يمزج بين الطرافة والرؤية المتفحصة للعيوب والمتناقضات الاجتماعية التي تكمن تحت السطح.

أول مسلسل تلفزيوني وقعه داوود شيخاني ككاتب كان بعنوان: ”حكايا الناس“ وقد أنتجه التلفزيون السوري عام 1973 في ثلاث عشرة حلقة، وأخرجه سليم موسى الذي قدم معه لاحقاً العديد من تمثيليات السهرة التي استلهم فيها التاريخ العربي ك ”النعمان بن المنذر“ التي أنتجت عام 1975، والتي كان محورها معركة ذي قار. وهكذا ما بين البيئة الشعبية التي تقترب من نبض الناس وحكاياتهم، وقصص التاريخ التي تلهمهم الثقة والاعتزاز بالماضي من أجل رؤية أفضل للمستقبل. تنوعت اهتمامات داوود شيخاني الذي قدم تالياً مسلسلًا بعنوان: ”نبيه ونبهان“ أخرجه سليم موسى، وأنتجه التلفزيون السوري عام 1976 في سبع حلقات وفيه قدم كوميديا شعبية تعتمد على صيغة الثنائي الكوميدي، فهد كعيكاتي (أبو فهمي) وعبد السلام الطيب وحققا نجاحاً طيباً.

شركة الإنتاج

لم يستطع داوود شيخاني أن يبقى أسير آلية إنتاج التلفزيون السوري المحدودة، التي تنتج ثلاثة أو أربعة مسلسلات تلفزيونية كل عام بميزانيات محدودة، ولم تكن القوانين السورية المقيدة تسمح بإنشاء شركات إنتاج تلفزيوني خاص لذا سافر إلى اليونان، وأسس شركته الخاصة للإنتاج التلفزيوني هناك عام 1977 تحت اسم (Sheikhani for Creative Vision)، وأنتج خلالها العديد من المسلسلات التلفزيونية العربية والأجنبية، وكانت باكورة إنتاجاتها مسلسل ”رحلة المشتاق“ الذي كان أول مسلسل تلفزيوني يلعب بطولته الفنان ياسر العظمة، والذي يعتبر تحديًا لنوع فريد من الإنتاج لم يسبقه إليه أحد، فقد كان حوار المسلسل كاملاً مُسجَّعا باللغة العربية الفصحى. فكان هذا العمل الريادي أول تجربة في الإنتاج الخاص السوري الهوية نصًا وتمثيلًا واخراجًا، إذا استثنيا تجربة دريد ونهاد وخلدون المالح في المسلسل الشهير ”صح النوم“ قبل ذلك بأعوام قليلة.

ثم تناول الفكر اليهودي وجذور الصهيونية العالمية من خلال مسلسلي ”بصمات على جدار الزمن“ و”حرب السنوات الأربع“ اللذان أخرجهما المخرج هيثم حقي وبعد سنوات طويلة ظل هذان العملان علامة فارقة في تجربة داوود شيخاني الطموحة. وقد استمر داوود شيخاني في اختيار الموضوعات الإشكالية والسياسية الحارة، حين قدم مع المخرج غسان جبري مسلسلا بعنوان ”طبول الحرية“ الذي ناقش فيه التمييز العنصري، وقد نال الجائزة الذهبية لاتحاد أفريقيا، ودبلج في لندن ليُعرض على المحطات الأجنبية، كأول عمل سوري إن لم يكن عربي يعرض على شاشات غربية.

في نهاية ثمانينات القرن العشرين، قدم داوود شيخاني كاتباً ومنتجاً كما دائماً، مسلسلًا اجتماعياً معاصرًا بعنوان: ”نهاية اللعبة“ أخرجه محمد فردوس أتاسي، وكان ذلك مقدمة لمشروع جديد وضخم ترفق مع عودته بشركته إلى دمشق عام 1992، التي كانت قد بدأت القوانين فيها تنفتح قليلا لتشجيع القطاع الخاص التلفزيوني، وهو سلسلته الشهيرة الموجهة لليافعين ”كان ياما كان“ بأجزائها الأربعة، وقد حصد كل جزء منها على العديد من الجوائز العربية والعالمية حيث كان ترتيب العمل الثاني عالميًا في مهرجان بريجينس في ألمانيا مما سمح بتسويقه إلى محطات أجنبية أيضًا.

أعماله

في التلفزيون

الأعمال التي بقيت في أرشيف التلفزيون العربي السوري (أسود وأبيض) ابتداءً من عام 1963

  • فندق الانشراح
  • حلاق الحارة
  • مع الناس
  • معركة ذي قار
  • بائع الألحان
  • النظافة من الإيمان
  • نبيه ونبهان
  • الحي الشرقي

كتاباته وإنتاجاته الخاصة في اليونان من المسلسلات العربية فقط

كتاباته وإنتاجاته الخاصة في سوريا

  • كان يا ما كان – الجزء الأول
  • كان يا ما كان – الجزء الثاني
  • طرائف العرب
  • أئمة الإسلام
  • حدث في هذا المكان
  • كان يا ما كان – الجزء الثالث
  • كان يا ما كان – الجزء الرابع
  • عرسان آخر زمان
  • قصص من التراث اليمني
  • الشيخ محي الدين العربي
  • معروف الإسكافي

الإذاعة

من الصعب حصر الأعمال التي كتبها للإذاعة السورية، نذكر منها:

  • اليـد الخفية (تاريخي)
  • الطيف الثاني (اجتماعي)
  • تمثيلية لم تتم (اجتماعي)
  • مواقف عربية (سلسلة)

السينما

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !