مجمع اللغة العربي في دمشق، هو أقدم مجمع أكاديمي للغة العربية في سورية وسائر البلدان العربية، تأسس في عهد الملك فيصل سنة 1919، وكان له دور كبير بالنهوض باللغة العربية والتعريب والترجمة وإصدار الدراسات والأبحاث. كانت أنشطة المجمع تُعقد منذ بداية تأسيسه في المدرسة العادلية التي تقع مقابل المكتبة الظاهرية داخل مدينة دمشق القديمة، وعام 1980 انتقل إلى مقره الجديد في حيّ المالكي غرب دمشق وما يزال فيه حتى اليوم.
التأسيس
تأسس مجمع اللغة العربية بدمشق بعد تحرير البلاد من الحكم العثماني وكان بداية يُعرف باسم “ديوان المعارف” برئاسة الصحفي والمؤرخ محمد كرد علي، وكان من مهامه العناية بمعارف وعلوم اللغة العربية وكذلك المكتبات الموجودة في دمشق. ثم تحول إلى مجمع علمي يهدف لإحياء وتنشيط اللغة من خلال مجموعة من المهام المتعلقة بالتأليف والترجمة والنشر والتدقيق والتصحيح. وقد شارك كرد علي في التأسيس: الكاتب أنيس سلوم، الطبيب مرشد خاطر، الكاتب متري قندلفت، المحامي والسياسي فارس الخوري، أمين سويد، سعيد الكرمي، سليم البخاري، إلياس قدسي، سليم عنحوري، عبد القادر المبارك، عبد القادر المغربي، طاهر الجزائري، مسعود الكواكبي، محمد بهجة البيطار، عارف النكدي، شفيق جبري.
مهام المجمع
بدأ المجمع بتأليف عدد من اللجان، منها لجنة لغوية أدبية تبحث في اللغة وآدابها وطرق ترقيتها، ولجنة علمية فنية تبحث في توسيع دائرة العلوم والفنون، ولجنة مختصة بالآثار وتتبعها والبحث عنها واقتنائها لصالح المجمع. وفي العقد الأول من تشكله كان من مهام المجمع تعريب لغة الدواوين وإدارات الدولة ومؤسساتها، ووضع المصطلحات المقابلة لأي كلمات تركية ما تزال متداولة في المجتمع، وكذلك مقابلات عربية لأي مصطلحات جديدة تفرضها التطورات العصرية.
وفي عام 2001 صدر القانون رقم (38) الذي حدد هوية المجمع وأغراضه ومهامه، وسمى لجانه العلمية الدائمة الست عشرة، وأجاز له تأليف لجان دائمة ومؤقتة أخرى، وعام 2008 صدر المرسوم التشريعي رقم (50) الذي أدخل مجموعة من الإضافات على القانون المذكور.
ومن مهام المجمع بشكل عام لخدمة اللغة العربية وتطويرها ونشرها:
- المحافظة على سلامة اللغة وجعلها ملائمة لحاجات لحياة المتطورة، والعمل على الحد من انتشار العامية في مختلف المجالات.
- وضع المصطلحات العلمية والفنية والأدبية والسعي في توحيدها ونشرها في سورية والوطن العربي.
- العناية بالدراسات العربية التي تتناول تاريخ الأمة العربية وحضارتها.
- العناية بإحياء تراث العرب في العلوم والفنون والآداب.
- النظر في أصول اللغة العربية وابتكار أساليب ميسرة لتعليمها وتوحيد طرائق كتابتها.
ويتألف المجمع هيكلياً من إدارة تضم رئيس المجمع ونائب رئيس المجمع وأمين المجمع، ومن دوائر وأقسام هي: مديرية الشؤون الإدارية ودار الكتب الظاهرية والبحوث والمكتبة والطباعة والمطبوعات، ومن لجان منها لجنة اللغة العربية وعلومها، ولجنة التدقيق اللغوي، ولجنة الترجمة، ولجنة المعاجم اللغوية، ولجنة المكتبة، ولجنة تنسيق المصطلحات وتوحيدها، ولجنة المخطوطات وإحياء التراث، ولجنة مجلة مجمع اللغة، إلى جانب لجان لمصطلحات مختلف التخصصات مثل الزراعية والتربوية والبيئية والهندسية والطبية وغيرها.
ويعقد أعضاء المجلس جلسة دورية كل أسبوعين، ويقيم المجمع ندوات علمية ومؤتمراً سنوياً، ويصدر مجلة فصلية محكمة تضم بحوث أعضائه ودراساتهم ومقالاتهم، وما يرد عليها من الأعضاء المراسلين أو العلماء والأدباء، ويسعى لاستصدار قانون لحماية اللغة العربية.
كما يصدر المجمع مجموعة من المطبوعات مثل المعاجم التخصصية والكتب التاريخية، إلى جانب مجلة المجمع التي تنشر بحوثاً ومقالات تصب ضمن أهداف المجمع بالمحافظة على سلامة اللغة العربية وجعلها مواكبة لتطورات الحياة.
رؤساء وأعضاء المجمع
تنوع رؤساء وأعضاء المجمع على مر السنوات سواء من حيث الاختصاصات ومجالات العمل، أو المناطق الجغرافية. وعموماً يجب أن يتصف عضو المجمع بالاطلاع الواسع على علوم اللغة العربية وآدابها، والإنتاج الأدبي أو العلمي الرفيع في مجال اللغة العربية، والتخصص في أحد ميادين المعرفة مع إتقان لغة أجنبية أو أكثر، والاهتمام بالتراث والمخطوطات العربية.
- محمد كرد علي (1919-1953)
- خليل مردم بك (1953-1959)
- الأمير صطفى الشهابي (1959-1968)
- الدكتور حسني سبح (1968-1986)
- الدكتور شاكر الفحام (1986-2008)
- الدكتور مروان المحاسني (2008-2022)
- الدكتور محمود السيد (2022 – )
أعضاء المجمع: منذ تأسيس المجمع بلغ عدد أعضائه قرابة التسعين، وتراوحت فترات عضويتهم بين عشرات السنوات أو بضعة أشهر. وفي المراحل اللاحقة معروف الأرناؤوط، محسن الأمين، منير العجلاني، جعفر الحسني، شكري فيصل، أمجد الطرابلسي، عدنان الخطيب، عبد الكريم اليافي، عبد الوهاب حومد، عادل العوا، ليلى الصباغ وهي أول امرأة تدخل مجمع اللغة العربية منذ تأسيسه وذلك عام 2000.