نجيب بن أحمد السراج (31 كانون الثاني 1923 – 18 حزيران 2003) موسيقار وملحن ومطرب سوري من مدينة حماة، يعد من نجوم سورية الأوائل في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين. أختار لنفسه لقب “فتى العاصي” وقدم أول أغانيه من التراث الحموي بهذا الاسم وقال فيه بعض النقاد إنه “عبد الوهاب سورية.”
البداية
ولد نجيب السراج في حماة ونشأ في عائلة من أصل تركي وكانت والدته “زاهيك أفرابيان” أرمينية، اتخذت اسم “ظريفة السراج.” أجبره والده على ترك الدراسة منذ الصف الثاني الابتدائي والعمل لدى عمه في مهنة الخياطة لمدة ست سنوات وذلك للمساعدة بإعالة العائلة مادياً. إلا أن ذلك لم يمنعه من ملاحقة أحلامه الموسيقية فتعلم عزف العود على يد الأستاذ الكفيف عبد الستار سلامة وتتلمذ عند الملحن يوسف بتروني والعازف عمر النقشبندي. افتتح محلاً لبيع “النفوتيه” في النهار وكان يغني ليلاً في بيوت حماة الثرية.
حياته المهنية
انتقل السراج إلى دمشق سنة 1941، بعد أشهر من افتتاح إذاعتها المحلية الفرنسية وعمل فيها في زمن الحرب العالمية الثانية. تتلمذ في دمشق على يد عازف الكلارينيت طارق مدحة وأخذ عنه أصول التدوين الموسيقي. وأضفى السراج ثوباً جديداً على الموشحات واهتم كثيراً بالمونولوج والقصيدة الشعرية. جاءت ألحانه العاطفية على إيقاعات بسيطة تكريساً للهوية المحلية، بعيداً عن التأثيرات المصرية التي كانت سائدة آنذاك، اعتمد على الموزع الشهير أندريا رايد لتوزيع ألحانه.
لحن لعدد من المطربين والمطربات مثل ماري جبران ومها الجابري وياسين محمود ومصطفى فؤاد، في أواخر العقد الرابع من القرن العشرين سجّل بعض أغنياته الشعبية في إذاعة الشرق الأدنى، وغنى في حفلة تتويج الملك حسين بن طلال في عمّان سنة 1953 بدعوة من الحكومة الأردنية.
السراج ممثلاً
في سنة 1944، انتقل السراج إلى التمثيل المسرحي وشارك في بطولة أوبريت “قيس وليلى الجديدان” التي عُرضت على مسرح سينما أمبير في طريق الصالحية وكانت من بطولته مع النجوم رفيق شكري وتوفيق العطري وعبد الوهاب أبو سعود. وفي مرحلة لاحقة تعاقد مع شركة جرلق وشارك في بطولة فيلم عابر سبيل سنة 1972، وكانت هذه تجربته السينمائية الوحيدة.
السراج في مصر
سافر نجيب السراج إلى مصر عام 1964 بصحبة المطرب رفيق شكري، والتقى بالموسيقار محمد عبد الوهاب. أطرب السراج عبد الوهاب بغنائه قصائد نزار قباني وتعرف على محمد القصبجي ورياض السنباطي وزكريا أحمد، المحيطين يومها بأم كلثوم، لحن عدداً من الأغنيات لـفايدة كامل ومحمد عبد المطلب ونجاة الصغيرة.
السراج في لبنان
بعد عودته من مصر زار لبنان، حيث عمل مع حليم الرومي في الإذاعة اللبنانية، ملحناً ومدرباً لفرقة الكورال. في الإذاعة اللبنانية اكتشف صوت المطربة أنطوانيت حداد.
أشهر أعماله تلحيناً
- قصيدة ليالي الشتاء (كلمات الشاعر كمال فوزي، أخرجها دريد لحام للتلفزيون)
- قصيدة باسم الفجر (كلمات الأديب مدحة عكاش)
- قصيدة فينا ننسى (غنتها المطربة مها الجابري)
- قصيدة إنك تنساني فلست تهواني (كلمات الشاعر وجيه البارودي)
- قصيدة سأتي في غدٍ (كلمات الشاعر وجيه البارودي)
- قصيدة يا بيتها (كلمات نزار قباني)
- سود عيونك سود (كلمات نزار قباني)
- قصيدة يسعد صباحك يا بدر (كلمات الفنان أنور البابا)
- الروابي الخضر (غناء المطربة كروان)
- يا وليفي (غناء المطربة كروان)
- حبيبي الأسمراني (غناء المطربة كروان)
- يا زمان (كلمات الشاعر عزت الحصري، غناء ماري جبران)
- قصيدة أدمنت حبك يا دمشق (كلمات الشاعر خليل خوري)
- قصيدة حمص كم غنيتك وردة وردة (كلمات الشاعر عيسى أيوب)
- قصيدة حماة في خاطري (كلمات الشاعر منذر لطفي)
- قصيدة هامت الأشواق (كلمات الشاعر حسين راجي)
- عربي (كلمات عبد الباسط الصوفي، تلحين وغناء نجيب السراج)
الوفاة
توفي نجيب السراج بدمشق في 18 تموز 2003، ودفن في تربة الشيخ رسلان.
