تلّة السمّاكة، يُعتقد أن هذا الموقع كان مركز مدينة دمشق في العصر الآرامية، وهي عبارة عن تلّة تبلغ أعلى بقعة في المدينة وترتفع عن سوية أرضها حوالي 10-12 متراً. أمّا تسمية “السمّاكة” فلا يُعرف مصدرها وقد تكون سريانية الأصل من جذر “سمّق” أي أحمر، ومنها “سمّاقوتا” أي الحُمرة أو الاحمرار.
الشهر: سبتمبر 2021
-
تلّة السمّاكة
-
حارة تلّة الحجارة
-
فوزي القاوقجي
فوزي بن عبد المجيد القاوقجي (19 كانون الثاني 1890 – 5 حزيران 1977)، ضابط سوري من أصول لبنانية، خاض الحرب العالمية الأولى مع الجيش العثماني قبل انتقاله إلى الجيش السوري في عهد الملك فيصل الأول. شارك في معركة ميسلون وكان أحد قادة الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين سنة 1925، كما شارك في ثورة فلسطين عام 1936 وثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الإنكليز عام 1941. عاش سنوات الحرب العالمية الثانية في ألمانيا موالياً للزعيم النازي أدولف هتلر، وبعد صدور قرار تقسيم فلسطين عينته جامعة الدول العربية قائداً عاماً لجيش الإنقاذ – وهي المحطة الأبرز في مسيرته – من كانون الأول 1947 ولغاية دخول الجيوش العربية النظامية أرض المعركة عشية إعلان دافيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل في 14 أيار 1948.
البداية
ولد فوزي القاوقجي في حي العطّارين في طرابلس الشام وكان والده ضابطاً في الجيش العثماني. دَرَس في الكلية الحربية في إسطنبول وعند تخرجه ضابطاً خيّالاً سنة 1912 التحق بالجيش العثماني. عُيّن في الموصل في كانون الثاني 1915 ونُقل بعدها إلى مدينة بئر السبع الفلسطينية، مترجماً للضباط الألمان العاملين مع الجيش العثماني. ومنها توجه إلى مدينة بيسان حتى نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1918.
مع الملك فيصل الأول
وحين سقطت دمشق في يد الحلفاء يوم 1 تشرين الأول 1918 انتقل إلى حمص ومنها إلى طرابلس التي وصلها في 16 تشرين الأول. مرّ الأمير فيصل – حكام سورية الجديد – يطرابلس ورُتّب اجتماع بينه وبين القاوقجي في منزل مفتي المدينة عبد الحميد كرامي. أعجب الأمير فيصل بشجاعته الاستثنائية ودعاه إلى دمشق ليكون أحد مؤسسي الجيش السوري. عُيّن قائداً لسرية خيالة في مدينة حماة، وبعد تتويج الأمير فيصل ملكاً على سورية في 8 آذار 1920 كُلّف بحماية داره الكائنة بمنطقة العفيف القريبة بدمشق. شارك في معركة ميسلون مع وزير الحربية يوسف العظمة وتمكن من إسقاط طائرة حربية فرنسية فوق مزرعة لآل الحسيبي في منطقة الصبورة. أستُشد العظمة في ميسلون وسقط حكم الملك فيصل وفرض الانتداب الفرنسي على سورية. أمّا فوزي القاوقجي، فقرر الانضمام إلى جيش الشرق الفرنسي وعُيّن قيه برتبة نقيب نهاية العام 1920.
الثورة السورية الكبرى
عمل مع الفرنسيين لغاية اندلاع الثورة السورية الكبرى سنة 1925، تاريخ انشقاقه عن جيش الشرق وانضمامه إلى صفوف سلطان باشا الأطرش. قاد مجموعة من الجنود المنشقين من معرة النعمان إلى مدينة حماة وفي 4 تشرين الأول 1925، بدأ بمهاجمة ثكنات الفرنسيين والاستيلاء على أسلحتهم. أرسلت فرنسا تعزيزات عسكرية من دمشق لفك الحصار عن حماة واستمرت المعارك مع القاوقجي لغاية 7 تشرين الأول 1925. استشهد يومها 334 من رجاله وحُكم عليه بالإعدام فهرب إلى تركيا ومنها إلى السعودية.
في السعودية (1927-1932)
مكث في الرياض أربع سنوات قام خلالها بتدريب وتأهيل الجيش السعودي، بتكليف من الملك عبد العزيز آل سعود. وفي السعودية أيضاً تزوج فتاة من آل العتيبة وأنجب منها فتاة سماها “سورية.”
في العراق (1932-1936)
وفي سنة 1932 انتقل إلى بغداد، وكان الملك فيصل قد ولّي حاكماً على العراق بعد خروجه من سورية، فاستقبل القاوقجي بقصره وكلّفه تأهيل الجيش العراقي والتدريس في مدرسة بغداد العسكرية. بقي مقيماً في بغداد لغاية اندلاع ثورة فلبسطينية ضد الإنكليز في نيسان 1936، بقيادة الحاج أمين الحسيني مفتي القدس.
ثورة فلسطين سنة 1936
أوفدته لجنة الدفاع عن فلسطين إلى القدس لمساندة الحاج أمين، ووصلها مع 150 من رجاله في 1 آب 1936. أعلن القاوقجي عن إطلاق “ثورة عربية من سورية الجنوبية” ضد الإنكليز والصهاينة، وخاض معارك عدة في فلسطين منها معركة بلعا في 3 أيلول 1936 ومعركة جبع في قضاء جنين يوم 24 أيلول 1936. ولكن مفتي القدس تعامل معه بحذر شديد وريبة، واتهمه بمحاولة شق صف الثوار الفلسطينيين. وقد أدى هذا التنافس الشخصي بينهما إلى حالة من الجفاء استمرت حتى وفاة الحسيني سنة 1974.
ثورة رشيد عالى الكيلاني
وبعد القضاء على الثورة الفلسطينية، عاد القاوقجي إلى العراق وعاش في بغداد حتى صدور قرار نفيه إلى كركوك بسبب قربه من رئيس الحكومة ياسين باشا الهاشمي، الذي أطيح به سنة 1936 بموجب انقلاب عسكري قاده الضابط العراقي بكر صدقي. وفي سنة 1941 شارك في ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الإنكليز في العراق، ما أدى صدور قرار إعدام بحقه من قبل القضاء العسكري العراقي. مُنع من دخول فلسطين والأردن ومصر، فحاول العودة إلى سورية متحدياً قرار الإعدام الصادر بحقه منذ سنة 1920. وتمكن من التسلل إلى بادية تدمر، فأغارت عليه الطائرات البريطانية في 9 حزيران 1941 وأصابته إصابة بالغة نُقل في إثرها إلى دير الزور، ثم إلى حلب وبعدها ألمانيا حيث خضع لعلاج طويل في هينزا كلينيك.
المرحلة الألمانية (1941-1947)
وصل ألمانيا في منتصف الحرب العالمية الثانية وأعلن عن دعمه المطلق للزعيم النازي أدولف هتلر. أقام القاوقجي في برلين وتزوج من سيدة ألمانية وحاول جاهداً الحصول على دعم عسكري من هتلر لحركات التحرر في الوطن العربي ولكنه تصادم مجداً من المفتي أمين الحسيني، المقيم أيضاً في برلين، والذي حذّر هتلر منه وقال: القاوقجي جاسوس بريطاني.” لم تقنع هتلر هذه الادعاءات، وبقي القاوقجي في برلين ضيفاً معززاً عند الرايخ الثالث لغاية انتهاء الحرب العالمية الثانية وسقوط العاصمة الألمانية بيد الحلفاء مع انتحار هتلر في 30 نيسان 1945. اعتقله الجيش السوفيتي في 29 أيار 1946 وأطلق سراحه بعد شهرين ووضعه قيد الإقامة الجبرية. بقي في برلين حتى سنة 1947، عندما سُمح له بالمغادرة فشدّ الرحال إلى القاهرة ومن بعدها توجه إلى طرابلس، ومنها إلى بيروت وصولاً إلى دمشق.
مع جيش الإنقاذ (1947-1948)
وفي دمشق واستقبل استقبال الفاتحين من قبل رئيس الجمهورية شكري القوتلي، الذي خصص له راتباً تقاعدياً بصفته أحد المحاربين القدامى ضد الفرنسيين. ولكن القاوقجي أعلن أنه لا يرغب بالتقاعد وطلب إلى القوتلي ترشيحه لقيادة جيش الإنقاذ الذي شكلته جامعة الدول العربية في أعقاب صدور قرار تقسيم فلسطين عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947.
وافق الملك فاروق والملك عبد العزيز آل سعود على اسم القاوقجي، وعين قائداً لجيش المتطوعين العرب في فلسطين. وقد عمل تحت امرته عدداً من المتطوعين السوريين الذين أصبحوا بعد سنوات أعلاماً في مجالاتهم المختلفة، مثل أديب الشيشكلي وأكرم الحوراني ونائب الرقة الأديب عبد السلام العجيلي وميشيل عفلق، مؤسس حزب البعث. خاض القاوقجي معارك طاحنة في فلسطين، كانت أبرزها معركة المالكية في الجليل الأعلى ومعركة مستعمرة مشمار هعيمق في آذار 1948، التي حاصرها وظل يقصفها 36 ساعة متواصلة. وعد القادة العرب بتحرير حيفا من العصابات الصهيونية ولكنه لم يفلح بسبب معارضة القادة الفلسطينيين له الذين رفضوا العمل تحت أمرته، وفي مقدمتهم عبد القادر الحسيني وحسن سلامة والمفتي أمين الحسيني. استمر القاوقجي في عمله ولكن دوره العسكري تراجع بعد دخول الدول العربية الحرب النظامية الحرب وذلك بعد إعلان دافيد بن غوريون ولادة دولة إسرائيل في 14 أيار 1948. تولت القيادات العسكرية الحكومية زمام الأمور وفي 26 تشرين الأول 1948 استقال القاوقجي من منصبه وكلف أنور بنود بقيادة جيش الإنقاذ من بعده.
التقاعد والوفاة
وبعد هزيمة العرب في حرب فلسطين أعلن القاوقجي اعتزاله العمل العسكري وانتقل للعيش في دمشق أولاً ثم في بيروت، حيث عرض عليه اللواء فؤاد شهاب سنة 1952 منصب خبير في الجيس اللبناني ولكنه رفض. غاب عن مسرح الأحداث بشكل كامل، وعند اشتداد المعارك جنوب بيروت في مطلع الحرب الأهلية اللبنانية، انتقل للعيش في منطقة فيردان، وفيها توفي عن عمر ناهز 87 عاماً في يوم 5 حزيران 1977. دفن في مسقط رأسه في طرابلس وأجريت له جنازة رسمية حضرها مبعوث خاص عن الرئيس السوري حافظ الأسد والرئيس اللبناني سليمان فرنجية، مع وفد رفيع من منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلاً عن ياسر عرفات.
التكريم
أطلق اسم فوزي القاوقجي على شارع رئيسي في كل من دمشق وحلب في سورية، وطرابلس والكورة في لبنان والعاصمة الأردنية عمّان، وسميت مدرسة باسمه في حماة، وأخرى في حلب تم افتتاحها سنة 1974.
مذكرات القاوقجي
جمعت الباحثة الفلسطينية الدكتورة خيرية قاسمية مذكرات فوزي القاوقجي في كتاب صدر قبل وفاته، وصدرت عدة كتب وأبحاث عن حياته، ومنها كتاب القائد للباحثة الدكتورة ليلى بارسونز سنة 2016.
المناصب
قائداً لجيش الإنقاذ (كانون الأول 1947 – تشرين الأول 1948)
- سبقه في المنصب: لا يوجد
- خلفه في المنصب: اللواء أنور بنّود
-
وديع مقعبري
وديع بن نقولا مقعبري (12 تموز 1924 – 31 كانون الثاني 2018)، ضابط سوري من مدينة اللاذقية وأحد مؤسسي الجيش السوري. خاض حرب فلسطين الأولى وعاصر عهد الانقلابات ولكنه لم يشارك بأية منها، وفي سنة 1957 سمّي آمراً لسلاح الطيران وبقي في منصبه لغاية انقلاب 8 آذار 1963. وكان من القلائل الذين استمروا في منصبهم من عهد الرئيس شكري القوتلي إلى عهد الرئيس ناظم القدسي، مروراً بالوحدة ورئيسها جمال عبد الناصر. وفي 1 نيسان 1962 كان اللواء مقعبري رئيساً لمؤتمر حمص الذي أقصى المقدم عبد الكريم النحلاوي عن الجيش وأوصى بعودة ناظم القدسي إلى رئاسة الجمهورية.
البداية
ولد وديع مقعبري في أسرة مسيحية أرثوذوكسية ودرس في مدارس اللاذقية. التحق بجيش الشرق التابع لسلطة الانتداب الفرنسي سنة 1943 وانشق عنه يوم العدوان الفرنسي على العاصمة دمشق في 29 أيار 1945. وعند تأسيس الجيش السوري في 1 آب 1945، كان في طليعة المنتسبين إليه. التحق بالقوى الجوية وكان من ضباطها الأوائل وساهم في إنشاء مدرسة خاصة لسلاح الطيران في مطار المزة العسكري يوم 16 تشرين الأول 1946، أي بعد ستة أشهر من جلاء القوات الفرنسية عن سورية.
سلاح الطيران في عهد الاستقلال
ورث مقعبري ورفاقه طائرات غير مخصصة للقتال عن الفرنسيين، من طراز Piper Cub PA-18 الأمريكية ذات المحرك الصغير، و Tiger Moth البريطانية. وكان مقعبري أول طيار سوري يحلّق منفرداً في سماء دمشق في عيد الجلاء الأول يوم 17 نيسان 1946. ونال لقب “شيخ الطيارين” الذي أطلقه عليه رئيس الجمهورية شكري القوتلي في 26 تشرين الأول 1946.
حرب فلسطين سنة 1948
في شباط 1948 تخرج وديع مقعبري من مدرسة الطيران التي شارك في تأسيسها والتحق بعد ثلاثة أشهر بالقوات السورية المقاتلة في حرب فلسطين. دخل الأجواء الفلسطينية بطائرته المدنية “هارفرد،” بعد أن عدّلها لتصبح حربية وأضاف عليها مقعد مخصص للطيار الحربي لكي يتمكن من إسقاط القنابل يدوياً فوق الأهداف الإسرائيلية، وكانت أيضاً من مخلفات الفرنسيين في سورية أو من بقايا معارك إيطاليا في ليبيا.
مديراً لمدرسة الطيران
رفض وديع مقعبري المشاركة في جميع الانقلابات العسكرية التي عصفت بسورية، ابتداءً من انقلاب حسني الزعيم على شكري القوتلي سنة 1949، وصولاً إلى الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم أديب الشيشكلي سنة 1954. وفي عهد حسني الزعيم أرسل إلى فرنسا لاتباع دورة عسكرية، استمرت من نيسان 1949 وحتى آب 1950. عاد بعدها إلى سورية وعُيّن مديراً لمدرسة الطيران الحربي في مطار النيرب (مطار حلب)، وكان ذلك في عهد الرئيس هاشم الأتاسي.
آمراً لسلاح الطيران وقائداً للقوى الجوية
وفي حرب السويس سنة 1956 كُلّف وديع مقعبري برصد طيران التجسس البريطاني أثناء طلعاته الجوية فوق الأراضي السورية. أسقط يومها طائرة كانبيرا بريطانية قادمة من قبرص وفي صيف العام 1957، عُيّن قائداً للقوى الجوية. انتقل إلى الجيش الأول في زمن الوحدة السورية المصرية سنة 1958، وهو جيش سورية في الجمهورية العربية المتحدة. سرّح الرئيس جمال عبد الناصر معظم الضباط السوريين المتمنين إلى حزب من الأحزاب السياسية، ومنهم رئيس الأركان الشيوعي عفيف البزري، ولكنه أبقى على مقعبري في منصبه لأن مستقل ولكونه لم يشارك في أي من الانقلابات العسكرية. عمل مقعبري على مسح الأراضي السورية في زمن الوحدة ووضع خرائط عسكرية حديثة للجيش الأول، إضافة لدراسة شاملة عن ضرورة تأسيس كلية حديثة للطيران، فيها فرع خاص للطيران المدني وآخر للعسكريين، مع قسم للفنيين.
مقعبري والانفصال
كان اللواء مقعبري خارج سورية عند انقلاب مجموعة من الضباط على جمهورية الوحدة في 28 أيلول 1961. وأثناء غيابه في موسكو شارك نائبه موفق عصاصة في انقلاب الانفصال، دون علمه أو موافقته. عاد مسرعاً إلى دمشق ورفض تأييد الانقلاب، ولكنه بالمقابل لم يعترضه. وفي المقابل، لم تطاله التسريحات التي أمر بها مهندس الانقلاب عبد الكريم النحلاوي وبقي في منصبه في سلاح الطيران.
مؤتمر حمص سنة 1962
وفي 28 آذار 1962، وقع انقلاب جديد في سورية، نفذه النحلاوي ضد رئيس الجمهورية ناظم القدسي، المنتخب حديثاً قبل ثلاثة أشهر. وفي هذه المرة لم يكتف مقعبري بعدم تأييد الانقلاب بل قرر الوقوف في وجهه، معتبراً أن تصرفات النحلاوي تضر بمصلحة الجيش السوري ووحدته. انضم إلى مجموعة من الضباط المعارضين للنحلاوي، بقيادة قائد الجيش اللواء عبد الكريم زهر الدين، وفي 1 نيسان 1962، دعا إلى اجتماع كبير في نادي ضباط المنطقة الوسطى، أطلق عليه اسم مؤتمر حمص، تقرر فيه نزع الشرعية عن انقلاب النحلاوي. ترأس مقعبري المؤتمر وتقرر فيه عودة الحياة النيابية والإفراج عن رئيس الجمهورية المعتقل في سجن المزة. عزل المؤتمر النحلاوي وأمر بنفيه خارج البلاد، وتكفل زهر الدين ومقعبري بتطهير المؤسسة العسكرية من أعوانه.
الاعتقال سنة 1963
عُزل اللواء وديع مقعبري عن منصبه وسرّح من الجيش بعد ثلاثة أيام من انقلاب 8 آذار 1963، الذي جاء بقيادة اللواء زياد الحريري مع مجموعة من الضباط الناصريين والبعثيين. دعوا إلى استعادة الوحدة مع مصر ووعدوا بمعاقبة كل من شارك في عهد الانفصال، من مدنيين وعسكريين. اعتُقل وديع مقعبري في 11 آذار 1963 ونقل إلى سجن المزة ليقضي فيه 111 يوماً قبل إطلاق سراحه من قبل رئيس الدولة أمين الحافظ. وتدخل لأجله يومها اللواء ذحافظ الأسد، أحد طلاب وديع مقعبري القدامى والذي تسلّم سلاح الطيران خلفاً للواء نور الله حاج إبراهيم في 1 أيار 1963.
الوفاة
اعتزل وديع مقعبري العمل العسكري من يومها وتفرغ للتجارة حتى نهاية التسعينيات. وعند تقاعده من العمل بشكل كامل انتقل للعيش في لبنان. عاد إلى دمشق بعد اندلاع الحرب السورية عام 2011 وفيها توفي عن عمر ناهز 94 عاماً في 31 كانون الثاني 2018.
المناصب
آمراً لسلاح الطيران (24 آب 1957 – 11 آذار 1963)
- سبقه في المنصب: العميد عزيز عبد الكريم
- خلفه في المنصب: اللواء نور الله حاج إبراهيم
-
محمد ناصر
محمد ناصر (1914 – 31 تموز 1950)، ضابط سوري من جبلة، كان أحد مؤسسي الجيش السوري وخاض حرب فلسطين الأولى سنة 1948، ضابطاً في جيش الإنقاذ ثم في القوات السورية النظامية. شارك في الانقلاب العسكري على الرئيس شكري القوتلي في 29 آذار 1949 وانقلاب سامي الحناوي على حسني الزعيم في 14 آب 1949. سمّي عضواً في مجلس العقداء وقائداً للسلاح الطيران، وكان معارضاً لسياسات العقيد أديب الشيشكلي. اغتيل سنة 1950 واتهم الشيشكلي بمقتله.
البداية
ولد محمد ناصر في قرية عين شقاق القريبة من جبلة ودرس في الجامعة الأميركية في بيروت، وفي كلية الحقوق في الجامعة السورية، وعند تخرجه سنة 1932 التحق بكلية حمص الحربية. انتسب إلى جيش الشرق التابع لسلطة الانتداب الفرنسي وانشق عنه في 29 أيار 1945، إبان العدوان الفرنسي على مدينة دمشق. وعند تأسيس الجيش السوري في 1 آب 1945 كان المقدم محمد ناصر في طليعة ضباطه.
حرب فلسطين الأولى
تطوع للقتال مع فوزي القاوقجي في جيش الإنقاذ نهاية عام 1947، وعندما دخل الجيش السوري أرض المعركة في 15 أيار 1948، عاد ناصر إلى صفوفه. تعرف يومها إلى رئيس الأركان حسني الزعيم وشاركه النقمة على الطبقة السياسية الحاكمة بدمشق التي حمّلت العسكريين وزر هزيمة الجيش السوري في فلسطين. حضر اجتماع برئاسة الزعيم في مدينة القنيطرة يوم 13 شباط 1945 تقرر فيه رفع عريضة إلى رئيس الجمهورية شكري القوتلي تطالب باعتقال ومحاكمة النائب فيصل العسلي، نظراً لتهجمه المتكرر في المجلس النيابي على قائد الجيش وأعوانه.
في عهد حسني الزعيم
وعندما رفض القوتلي الاستماع إلى مطالبهم، شارك محمد ناصر بالانقلاب العسكري الذي أطاح به يوم 29 آذار 1949، بقيادة حسني الزعيم. عينه الزعيم عضواً في مفاوضات الهدنة مع إسرائيل، التي شُكلت برعاية الأمم المتحدة، ولكنّ فراقاً حلّ بينهما عندما حاول الزعيم تجاوز الوفد المفاوض والتوصل إلى اتفاق سلام شامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون.
الخلاف مع أديب الشيشكلي
وفي 14 آب 1949 شارك العقيد ناصر في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالزعيم وعُيّن رئيساً للشعبة الثانية وعضواً في مجلس العقداء. كان خارج البلاد يوم وقوع الانقلاب الثالث في 19 كانون الأول 1949، الذي قاده العقيد أديب الشيشكلي ضد قائد الجيش اللواء سامي الحناوي. عارض طموحات الشيشكلي السياسية والعسكرية، وفكر الأخير بتسريحه ولكنّه لم يفعل، نظراً لشعبية محمد ناصر بين الضباط. فضّل إبعاده عن دمشق وأمر بتعينه ملحقاً عسكرياً في السفارة السورية في إيران. وعندما أمسك الشيشكلي بزمام الأمور، استدعاه من طهران وعينه آمراً لسلاح الطيران، علماً أن محمد ناصر كان ضابط مشاة، لا علم له بشؤون الطيران الحربي.
حادثة الاغتيال
وفي 31 تموز 1950 أطلق مجهولون النار على سيارة محمد ناصر عند مفرق كيوان وهو عائد من مركز قيادته في منطقة المزة. أصيب إصابة بالغة نُقل على أثرها إلى المستشفى الفرنسي. وأمام حشد من الضباط، ومنهم توفيق نظام الدين، أدخل أصبعه في فمه، الذي كان يسيل فيه الدم بغزارة، وكتب بدمه أسماء الجناة على سرواله العسكري: المقدم إبراهيم الحسيني، مدير الشعبة الثانية، ومعاونه عبد الغني قنوت، وكلاهما كانوا من رجال الشيشكلي الأوفياء. بعدها بدقائق، فارق محمد ناصر الحياة وهو في السادسة والثلاثين من عمره. شيّع من الجامع الأموي بموكب رسمي تقدمه رئيس الحكومة ناظم القدسي والشيشكلي ردُفن في مسقط رأسه في جبلة.
المحاكمة
شكّلت محكمة خاصة للتحقيق في الجريمة، برئاسة القاضي إسماعيل قولي، قررت تبرئة الحسيني وقنوت، بتدخل مباشر من الشيشكلي. وقيل يومها إن الشيشكلي أراد التخلص من محمد ناصر لأنه كان يشكل خطراً حقيقياً على شعبيته داخل المؤسسة العسكرية وسيكون عقبة في سعيه للوصول إلى الحكم، الذي تحقق بالفعل في تشرين الأول 1951، أي بعد سنة وأربعة أشهر من اغتيال محمد ناصر.
العائلة
تزوج محمد ناصر من نعمت الأيوبي، وهي سليلة عائلة دمشقية معروفة، وله منها بنت واحدة، الدكتورة صبا ناصر، التي كانت سفيرة سورية في فرنسا سنة 2002.
المناصب
آمراً لسلاح الطيران (19 كانون الأول 1949 – 31 تموز 1950)
- سبقه في المنصب: العقيد عبد الوهاب الحكيم
- خلفه في المنصب: العقيد راشد الكيلاني (بالوكالة)
-
بستان المسمار
المسمار، بستان قديم في مدينة دمشق، كان موضعه في مكان ثانوية جودت الهاشمي اليوم (مدرسة التجهيز الأولى)، وفيه حديقة مجاورة اسمها حديقة الشرف وبات اسمها اليوم حديقة التجهيز. وإلى الغرب منها كانت حديقة الدفتردار التي أصبحت اليوم حديقة الجلاء وتحول اسم البستان إلى “منطقة التجهيز” بعد افتتاح مدرسة التجهيز سنة 1931.
-
تحت القبو
تحت القبو، محلّة في منطقة باب شرقي، غربي جادة جعفر، في نهايتها قبو كبير فيه باب كان يفض إلى خارج سور دمشق.
-
تحت القناطر
تحت القناطر، منطقة بين محلّة الخراب (حارة الأمين) ومئذنة الشحم، عند مدخل مكتب عنبر. فيها مسجد كان موضعه تحت قناطر رومانية قديمة.
-
فؤاد القضماني
أحمد فؤاد بن عبد القادر القضماني (1905 – 27 كانون الثاني 1981)، محام سوري وأحد مؤسسي نقابة المحامين بدمشق واتحاد المحامين في سورية. انتخب رئيساً لاتحاد المحامين سنة 1938 وبعدها بأربع سنوات، نقيباً للمحامي دمشق قبل تعيينه سفيراً في الأردن في عهد الرئيس شكري القوتلي سنة 1956.
البداية
ولد فؤاد القضماني في دمشق وكان والده قاضياً شرعياً في المحاكم العثمانية. دَرَس في مدرسة التجهيز الأولى ونال شهادة بالحقوق من الجامعة السورية. نشط في المظاهرات الطلابية المناهضة للانتداب الفرنسي وانتسب في شبابه إلى حزب الشعب وكان من أنصار زعيمه الدكتور عبد الرحمن الشهبندر.
العمل النقابي
شارك فؤاد القضماني في تأسيس اتحاد المحامين وانتخب رئيساً له بالإجماع يوم 23 نيسان 1938. وفي سنة 1942 كان أحد مؤسسي نقابة محامي دمشق وانتُخب رئيساً لها لمدة عام قبل تجديد ولايته مرة ثانية ما بين 1946-1950. كانت له مساهمة كبيرة في وضع قانون تقاعد المحامين وإنشاء خزان خاصة للتقاعد. جال على عواصم الدول العربية وحصل على تبرع كبير من الملك فاروق لإنشاء مكتبة نقابة المحامين بدمشق. انتُخب نائباً لرئيس منظمة المحامين الدولية في نيويورك وفي 12 آب 1944، نظّم أول مؤتمر للمحامين العرب بدمشق، برعاية وحضور رئيس الجمهورية شكري القوتلي.
سفيراً في الأردن
وبعد عودة الرئيس القوتلي إلى الحكم سنة 1956، عينه سفيراً في الأردن. شهدت فترة عمله في عمّان تقارباً كبيراً بين البلدين، مع تبادل الزيارات بين القوتلي والملك حسين. أنهي تكليفه في 21 آب 1957 وعاد إلى دمشق للعمل في المحاماة والعمل النقابي.
الوفاة
توفي فؤاد القضماني في دمشق عن عمر ناهز 76 عاماً في 27 كانون الثاني 1981.
المناصب
نقيب محامي دمشق (1942-1943)
- سبقه في المنصب: محمد سعيد محاسني
- خلفه في المنصب: مظهر القوتلي
نقيب محامي دمشق (1946-1950)
- سبقه في المنصب: الدكتور سامي الميداني
- خلفه في المنصب: الدكتور أسعد محاسن
-
إبراهيم ماخوس
إبراهيم ماخوس (1925-10 أيلول 2013)، سياسي سوري من قرى ريف اللاذقية، كان عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ووزيراً للصحة ثم للخارجية في عهد الرئيس نور الدين الأتاسي. شارك في الثورة الجزائرية وكان أحد أركان الحكم في زمن اللواء صلاح جديد ومن رموز انقلاب 23 شباط 1966. شهد عهده في وزارة الخارجية هزيمة سورية والعرب في حرب حزيران عام 1967.
البداية
ولد إبراهيم ماخوس في اللاذقية ودرس الطب في الجامعة السورية. انتسب في شبابه إلى حزب البعث وتطوع للقتال في حرب فلسطين الأولى مع مؤسس الحزب ميشيل عفلق. وفي منتصف الخمسينيات التحق بحرب التحرير الجزائرية، مع رفاقه البعثيين الأطباء نور الدين الأتاسي ويوسف زعيّن، وحارب مع بهواري بومدين. أيّد الوحدة السورية المصرية عند قيامها سنة 1958 وعارض الانقلاب العسكري الذي أطاح بها في 28 أيلول 1961.
انقلاب 23 شباط 1966
بعد يوم واحد من انقلاب 8 آذار 1963، سمّي إبراهيم ماخوس وزيراً للصحة في حكومة صلاح الدين البيطار الأولى لغاية 14 أيار 1964. وعند تعين صديقه الدكتور يوسف زعيّن رئيساً للحكومة في أيلول 1965، أصبح الدكتور ماخوس وزيراً للخارجية، ولكن هذه الحكومة لم تستمر إلا أشهر معدودة فقط. تحالف مع اللواء صلاح جديد، الذي قاد انقلاباً عسكرياً ضد رئيس الدولة أمين الحافظ والقادة المؤسسين لحزب البعث في 23 شباط 1966. اعتقل أمين الحافظ ونُفي ميشيل عفلق وصلاح البيطار خارج سورية. فرض صلاح جديد نظاماً اشتراكياً متطرفاً على سورية ونصّب الدكتور نور الدين الأتاسي رئيساً للدولة، وعيّن الدكتور يوسف زعيّن رئيساً للحكومة. انتُخب إبراهيم ماخوس عضواً في القيادة القطرية وتولّى حقيبة الخارجية مجدداً في حكومة يوسف زعيّن الثانية وسمّي نائباً لرئيس الحكومة.
في عهده استأنفت العلاقات الدبلوماسية مع مصر بعد قطيعة دامت منذ عام 1961 وتم التوقيع على اتفاقية دفاع مشترك مع الرئيس جمال عبد الناصر. عيّن إبراهيم ماخوس المفكر البعثي سامي دروبي سفيراً في القاهرة، وتبادل السفراء مع كل من فيتنام وكوريا الشمالية. داخلياً أشرف ماخوس على تطهير وزارة الخارجية من معظم الموظفين القدامى، وتحديداً المستقلين غير الحزبيين، واستبدلهم بأعضاء عاملين في حزب البعث.
نكسة حزيران 1967
كان الحدث الأبرز في عهد إبراهيم ماخوس إندلاع حرب حزيران سنة 1967، التي أدت إلى هزيمة العرب مجتمعين واحتلال هضبة الجولان وسيناء والضفة الغربية والقدس الشرقية. وبعد الهزيمة، توجه الوزير ماخوس إلى نيويورك مع الرئيس نور الدين الأتاسي وألقى خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، معلناً قرار سورية المضي في حرب الاستنزاف ضد إسرائيل لاستعادة الجولان وبقية الأراضي المحتلة في حرب حزيران.
مكتب الفلاحين في القيادة القطرية
بعد مغادرته وزارة الخارجية سنة 1968، عُيّن ماخوس رئيساً لمكتب الفلاحين في القيادة القطرية، وأشرف بنفسه على مصادرة أراضي الملاكين القدامى وإعادة توزيعها على الفلاحين. وكان يفتخر أن الدولة السوري صادرت أراضٍ زراعية في عهده أكثر من كل مصادراتها منذ أن بدأ العمل بقانون الإصلاح الزراعي في زمن الوحدة سنة 1958.
المنفى والوفاة
هرب إبراهيم ماخوس خارج سورية بعد وصول حافظ الأسد إلى الحكم في 16 تشرين الثاني 1970. عاش سنوات طويلة في الجزائر، طبيباً جراحاً في مستشفياتها، وتوفي في منفاه الجزائري عن عمر ناهز 88 عاماً يوم 10 أيلول 2013.
المناصب
وزيراً للصحة (9 آذار – 11 أيار 1963)
- سبقه في المنصب: نبيل الطويل
- خلفه في المنصب: الدكتور عبد الرزاق الشققي
وزيراً للصحة (4 آب 1963 – 14 أيار 1964)
- سبقه في المنصب: الدكتور عبد الرزاق الشققي
- خلفه في المنصب: الدكتور مظهر العنبري
وزيراً للخارجية (22 أيلول – 27 كانون الأول 1965)
- سبقه في المنصب: الدكتور حسان مريود
- خلفه في المنصب: صلاح الدين البيطار
نائباً لرئيس الحكومة (22 أيلول – 27 كانون الأول 1965
- سبقه في المنصب: الدكتور نور الدين الأتاسي
- خلفه في المنصب: لا يوجد
وزيراً للخارجية (1 آذار 1966 – 28 تشرين الأول 1968)
- سبقه في المنصب: صلاح الدين البيطار
- خلفه في المنصب: محمد عيد عشاوي
نائباً لرئيس الحكومة (1 آذار 1965 – 28 تشرين الأول 1968)
- سبقه في المنصب: لا يوجد
- خلفه في المنصب: لا يوجد