الشهر: مايو 2023

  • المدرسة العمرية

    المدرسة العمرية، مدرسة دينية قديمة في حيّ الصالحية بجانب جامع الحنابلة، سمّيت نسبة إلى  الذي بناها عام 1306. تقع بين مسجدي الشيخ محييّ الدين بن عربي والشيخ عبد الغني النابلسي، في منعطف ضيِّق يسمَّى دخلة العمرية، وتُعد أول جامعة إسلامية في بلاد الشّام بسبب موقعها العلمي ونظامها المدرسي والعلماء الذين تخرجوا منها.

    بناءها

    باشر الشيخ أبو عمر قدامة المقدسي ببناء المدرسة على ضفة نهر يزيد، مع عشر حجرات لسكن عائلته. كان موقعها الأصلي أصغر مما هو عليه اليوم ووسعت من قبل الشيخ المرادي قاضي القضاة وأصبحت تتكون من 360 حجرة. وبهذا أصبحت المدرسة العمرية من أكبر المدراس في دمشق وكثرت أوقافها وتوفرت لها الواردات الكبيرة.

    وصف المدرسة

    المدرسة قديماً كانت مؤلفة من طابقين، الطابق العلوي للخلاوي من الفقراء بجهته الغربية، وفيها مقبرة بجهتها الشمالية، أما الطابق السفلي فكان يحوي الميضأة التي بنيت جهة القبلة، وحرماً للصلاة ومقصورة كبيرة لقراءة القرآن، إضافة لمكتبة عامرة ضمّت أهم الكتب في شتى العلوم ونوادر المخطوطات الثمينة، وفيها كانت تُنسخ المصاحف يدوياً. للمدرسة أبواب مطلّة على الشرق والغرب، وباب كبير من جهة الغرب. بنيت في المدرسة خزائن جدارية لوضع المصاحف والكتب وكان صحن المدرسة مبلّط بحجر أسود ومزي فيه بئر ماء وسقاية. وقبالة الزاوية الغربية للصحن هناك صفة لتفريق اللحم والخبز، وبالطريق الغربي يوجد المطبخ والميضأة الكبرى.

    خدمات المدرسة

    بدايةً كانت المدرسة وقفاً للعلوم الشرعية للمذهب الحنبلي، وافتتحت فيها أقسام مستقلة للمذاهب الأربعة بعد مدّة أوجد فيها قسماً للمكفوفين وقسماً للأطفال، وكانت الدروس والتلاوات مستمرة في لليل والنهار. كما يوجد بها سكن داخلي للطلاب، حيث يقدم لهم الطعام واللباس، ويجدون فيها جميع المرافق اللازمة مما لا يوجد كثير منه في أهم المدارس والمعاهد العلمية اليوم، حتى قيل إنه لم يكن شيء من أنواع البر إلا وهو موضوع في العمرية. ويذكر المؤرخون أن طلابها كانت لهم حرمة تامة في البلد بحيث أن من دخل المدرسة آمن ولو كان طالبه نائب الشّام.

    لم يقتصر دور المدرسة على التدريس بل لعبت دوراً اجتماعياً يشبه دور المؤسسات والجمعيات الخيرية المعاصرة، فاستفاد من خدماتها النازلون فيها من المدرسون والملقنون والمعيدون والمكفوفون وأفراد من المجتمع الصالحاني. فكان يوزع فيها كل يوم ألف رغيف، وبطيخ للجميع، وتقدم الفواكه والحلوى.

    نظامها الداخلي

    كانت بمثابة جامعة لها نظام دقيق لإدارة شؤونها ابتداءَ من شؤون موظفيها الذين لهم رواتب وسجلّات للطلاب الذين لديهم أيضاً سجلّات وتفقد وكان لا يقبل فيها إلا من تمتع بالسلوك الحسن والأدب والتقوى، وكان لشيخها رتبة عالية تعادل رتبة مدير الجامعة هذه الأيام، وكان مدرسوها وشيوخها من أعاظم الشيوخ، وما من حنبلي في دمشق أو فلسطين إلا وأخذ منها علماً وافراً، حتى كانت الرحلة إليها من الأقطار الإسلامية شرقاً وغرباً مما يتنافس فيه المتنافسون.

    أما عند تمويلها فقد أوقف المحسنون الأوقاف اللازمة لها، لكي تفي بمتطلبات مناهجها في التعليم، وكانت من الكثرة بحيث لا يمكن حصرها ولا طرائق صرفها، ولم تكن تخلو سنة إلا ويحدث فيها وقفٌ جديد لتحقيق غايةٍ علمية معينة.

    المدرسة اليوم

    لا تزال المدرسة حالياً تحتفظ بهيئتها في الطابق الأرضي، أما بقية طوابقها فقد تهدمت. لا يزال جدار المدرسة القبلي الحجري قائماً، ولها بابان أحدهما في غربها وفيه الباب الرئيسي، والثاني في شرقها وفيه بابُ صغير كان يوصل إلى أقسامها الشرقية. وفي عام 1945 جمع نائب دمشق فخري البارودي مبلغ 6500 ليرة سورية من أهل الخير، ورمم اثنتين وعشرين غرفة جعلها صالحةً للسكن، ولكنَّ تراجعها لم يتوقَّف حتى وصلت إلى الحال المرير الذي هي عليه اليوم.

  • القاعة

    القاعة، مجموعة أزقة في الميدان الفوقاني، سمّيت بهذا الاسم نسبة لقاعة النشاء التي كانت فيها والتي تعود ملكيتها لآل شموط وآل النشواتي.

  • العدوي

    العدوي، منطقة سكنية كبيرة تقع إلى شمال شارع بغداد، كانت جزءاً من بساتين الديوانية التي تعود ملكيتها لأسرة العدوي. أشتد العمار بالعدوي في منتصف القرن العشرين، وأقيمت فيها حديقة حيوانات ومستشفى دار الشفاء، إضافة لأوتوستراد العدوي وعدد كبير من العمارات السكنية والحكومية، ومنها وزارة النفط السورية.

     

  • جامع وضريح الشيخ محييّ الدين بن عربي

    جامع وضريح الشيخ محييّ الدين بن عربي، يقع على سفح جبل قاسيون الشرقي في الصالحية القديمة، منطقة أبو جرش، على ضفاف نهر يزيد. وهو ضريح الشيخ المتصوّف محييّ الدين بن عربي نسبة إلى الشيخ المتصوف محيي الدين بن عربي، ويُعرف الجامع بجامع السليمي نسبة إلى السلطان العثماني سليم الأول الذي أمر ببنائه.

    تاريخه

    كان في موضع الضريح والجامع تربة للقاضي محييّ الدين بن الزكي، دُفن فيها الشيخ محيّ الدين بن العربي عند وفاته فتحول اسمها من “تربة القاضي محيي الدين بن الزكي” إلى “تربة الشيخ محييّ الدين.” وعندما دخلت الجيوش العثمانية دمشق أمر السلطان سليم الأول ببناء جامع فوق مرقد الشيخ محيّ الدين بن عربي، تكريماَ له بعد أن كان مجرد بناء متواضع فيه منبر صغير ومحراب. بعث ولّي الدين بن الفرفور الدمشقي الشافعي ومعه المعلّم السلطان شهاب الدين بن العطار إلى دمشق لوضع مخططات بناء الجامع واشتروا بيت خير بك دوادار منشئ الحاجبية بالصالحية من مالكه رزق الله الحنبلي الصالحي، ليوسعوا به الجامع، كما هدموا حمام كان بجانبه يدعى حمام الجورة وأضافوا مساحته لمساحة الجامع. بعد الانتهاء من بناء الجامع، عُيّن منلا عثمان بن منلا شمس الحنفي خطيباً للجامع ، أما الامامة فكانت من نصيب شمس الدين بن طولون الحنفي.

    وصف الجامع

    باب الجامع مبني من الحجارة الأبلقية التي كتب عليها: “الحمد لله أمر بإنشاء هذا الجامع الشريف الإمام الأعظم ملك العرب والعجم خادم الحرمين الشريفين السلطان سليم بن السلطان بايزيد بإشارة محمد بدرخان خلد الله ملكه وسلطانه وكان ابتداء عمارته في تاسع شوال سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة هجرية والفراغ منه في الرابع والعشرين من المحرم سنة أربع وعشرين وتسعمائة”.

    ترتفع المئذنة فوق الباب الرئيسي للجامع مباشرة وتعتبر هذه المئذنة أم المآذن العثمانية بدمشق، ذات رأس مخروطي فجذعها مملوكي الطراز مثمن الأضلاع تقطعه الأشرطة التزيينية، وفي منتصفها نوافذ صماء تزينية ذات أقواس ثلاثية الفصوص في كل ضلع، وتأخذ شرفتها شكل الجذع المثمن محمولة على مساند من المقرنصات. وصحن الجامع مرصوف بالرخام الملون والحجر الأبيض والأصفر، يتوسطه بحرة ماء للوضوء مسدسة الأضلاع مقابلة لجدار حرم بيت الصلاة.

    في الجهة الجنوبية يقع الحرم المسجدي الذي يقوم على خمس قناطر وأربع أعمدة جيء بهم من عمارة نائب الشام جان بلاط وفوق القناطر الأربع تتوضع قناطر خمسة أصغر حجمًا، والجامع محرابه خشبي وقبته مكسوة بالقيشاني وله مئذنة، وتزين جدران الجامع الكثير من اللوحات البلاطية منها ما هو ذو طراز دمشقي عثماني ومنها ما هو ذو طراز دمشقي مملوكي. ومدفون ضمن حرم الجامع عدد من العلماء منهم محمد سكر.

    في الزاوية الجنوبية الشرقية للجامع هناك درج حجري عريض ينزل منه إلى قبة ضريح الشيخ محي الدين، حيث يتوسط الضريح الغرفة المزخرفة، وحول القبر شبكة من الفضة المزخرفة ويزين جدران الضريح ألواح القيشاني البديعة من الصناعة الدمشقية الصرفة, وإلى جانب قبره هناك قبري ولديه سعد الدين وعماد الدين وإلى اليمين قليلًا قبر محمود سري باشا صهر الخديوي إسماعيل وقبر الأمير عبد القادر الجزائري وبقي ضريحه الخشبي فارغاً في موضعه بعد نقل رفاته إلى بلاده الجزائر. للقبو شباكان أحدهما قبلي مطل على الجنينة وآخر شرقي مطل على قبر الشيخ محمد الخنفي، كما يوجد باب للمئذنة.

    تم تزويد الجامع قديماً بناعورة ذات بكرات، ما زالت قائمة حتى اليوم سميت بناعورة الشيخ محي الدين كانت مهمتها رفع مياه نهر يزيد وهي من الابتكارات والاثار الإسلامية الهامة، كما يوجد بجانب الجامع التكية السليمانية كانت تزود الفقراء بالطعام والشراب.

  • الأحد عشرية

    الأحد عشرية، أو الإدعشرية، محلّة خارج الباب شرقي إلى جهة الشرق، تعود تسميتها إلى طاحون الأحد عشرية القديم الموجود فيها منذ القرن السادس الهجري. لم تتغير هذه التسمية مع مرور الأيام، ولا أحد يعرف سببها، والاحتمال الوحيد – بحسب الدكتور قتيبة الشهابي والمؤرخ أحمد إبيش – هو أن يكون الاسم سابقاً للعصور الإسلامية.

  • جامع الحنابلة

    جامع الحنابلة المظفري، هو جامع تاريخي في حيّ الصالحية داخل زقاق الحنابلة بمنطقة أبو جرش، محاذياً لشارع الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ محيّ الدين بن عربي، وهو أول جامع أيوبي في دمشق وثاني أكبر جوامع دمشق بعد الجامع الأموي. أطلق عليه عدة أسماء عبر التاريخ، ومنها جامع الصالحاني نسبة لأبي صالح الحنبلي، وجامع الحنابلة لأن أبناء الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي هم الذين أسسوا بناءه، وكانوا على مذهب الإمام أحمد بن حنبل. وعُرف أيضاً بالجامع المظفري نسبة إلى متمم بنائه الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري، زوج خاتون شقيقة السلطان صلاح الدين الأيوبي.

    بناء الجامع

    دعا لبناء الجامع الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي أحد أئمة المقادسة، وقد تولّى أمر البناء والإنفاق عليه الشيخ أبو داود محاسن الفامي، ابتداء من 19 تموز 1202. لكن الأموال التي جمعت لأجله لم تكن كافية لمتابعة البناء، فبلغ الخبر مظفر الدين كوكبوري أن الحنابلة بدمشق شرعوا في عمل جامع بسفح قاسيون، وإنهم عاجزون عن إتمامه، فأرسل الأمير على فوره مع حاجب من حجابه يسمى شجاع الدين الإربلي ثلاث آلاف دينار أتابكية لإتمام عمارة الجامع وأخبرهم أن ما تبقى منها يُشتري به أوقافاً للمسجد توقف عليه. أكمل الشيخ أبو عمر المقدسي بناءه ووضع آخر حجر في مئذنته في 2 من كانون أول 1213. جعلوا منبره العظيم المميز ذا ثلاث درجات كدرج منبر النبي (ص) وبدأت الصلاة فيه عام 1213 وكان الشيخ أبو عمر المقدسي أول من ولّي خطابته.

    ثم إن الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري عاود فأرسل ألف دينار لسياق الماء إلى الجامع من قرية برزة، فمنعهم الملك المعظم بن سيف الدين أيوب ملك دمشق، واعتذر لهم بأن في طريقه قبوراً كثيرة للمسلمين، فصُنع له بئراً ذو ماء زلال، ووقف عليه أوقافاً تقوم به، وما زال البئر باق إلى الآن ولكن للأسف جف مائه.

    وصف الجامع

    تم تصميم وتخطيط مساقط الجامع بشكل مشابه لتصميم وتخطيط مساقط الجامع الأموي بدمشق، تبلغ مساحته نحو 925م2.

    واجهة الجامع الأمامية الغربية: حجرية فيها نافذتان كبيرتان تطلان على زقاق الحنابلة غنية باللوحات المنحوتة الغنية بالزخارف الجصية الأنيقة على هيئة نباتات زهرية مرسومة بشكل فني وعليها رسومات داخل القوصرة، وهي مثلث في أعلى واجهة المبنى، وقد انمحى معظمها ولم يبق منها الآن إلا ما على الباب الأيمن الثاني، يتوسطها الباب الغربي الكبير عليه لوحة التأسيس. يتصل المدخل الرئيسي للجامع برواق جميل ذو أربعة قناطر كبيرة تحمل قبة صغيرة وهذه القناطر من أساس بنيان الجامع القديم ذوات الأحجار القديمة، كما يتصل رواق المدخل مع الجدار الشمالي لحرم بيت الصلاة وهو مبني من الحجارة المتناوبة الأبلقية الشكل أي الحجارة البيضاء والسوداء البازلتية والمزية أي ذات اللون الرماني.

    صحن الجامع: مستطيل الشكل وموجود في الجهة الشمالية للبناء مع المنارة المبنية في الضلع الشمالي من الصحن مفروش بالحجارة العادية، وتشبه تقسيماته تقسيمات وأجزاء صحن الجامع الأموي الكبير من حيث أروقة الصحن المحمولة على قناطر وكذلك النوافذ القوسية فوق القناطر، بالإضافة إلى شكل ميضأة الجامع القديمة، وتوضع مكان المئذنة كما هي مئذنة العروس بالأموي.

    أرضية الجامع: تغيرت بعد الترميمات التي طرأت عليها، فصارت مفروشة بالرخام الأبلقي البديع ذو الأشكال الهندسية المتداخلة، وغابت مظلة الميضأة بوسط صحن الجامع، وصار فيها بحرة مربعة الشكل مطوقة بعقد رخامي ومحمولة على أرضية الصحن يصب فيها الآن مياه عين الفيجة.

    الأعمدة القديمة المتراكبة بصحن الجامع: فهي من بنيان الجامع القديم وقد شيدت آنذاك آخذة طابع الأعمدة الرومانية أو البيزنطية القديمة، بالإضافة إلى الأقواس المبنية فوق الأعمدة والمتعددة، والتي يعلوها نوافذ قوسيه الشكل. يوجد في شرقي وغربي الصحن إيوانان عظيمان يقوم كل منهما على خمس قناطر وقواعد وأعمدة قديمة، وفي الجهة الشمالية إيوان يقوم على خمس قناطر من ورائها ثلاث قناطر أخرى، والى جانبها المنارة المربعة الجميلة. كما أن للجامع باب شرقي مقابل الباب الغربي.

    محراب الجامع: مبني من الحجر، ولكنه مشوه بالدهان وتم تحديثه في العصر العثماني، مرتفع القامة محفور في حائط القبلة يحيطه إطار مزخرف بشكل هندسي مزين بجملة من الآيات القرآنية.

    منبر الجامع: خشبي الصنع أية من آيات الفن الخشبي المحفور، وهو من أقدم و أندر وأجمل المنابر الموجودة في بلاد الشام ومصر قاطبة بعد منبر صلاح الدين الأيوبي. يوجد أعلى هذا المنبر لوحة خشبية حولها كتابة، نصُّها: “اللهم أدم دولة مولانا الإمام ابن الإمام وصاحبها البرده والقضيب والحسام الذي ليس للمسلمين أميراً سواه ولا خليفة أبي العباس أحمد أدام الله أيامه أدم اللهم النعمة والتمكين ببقاء الملك العادل سيف الدنيا والدين خليل أمير المؤمنين أبي بكر بن أيوب أدام الله أيامه ونشر في الخافقين أعلامه.”

    سقف الجامع: مصنوع من الخشب ومغطى بطبقة من التبن والكلس.

    مئذنة الجامع: بنيت سنة 1213م، ونُقش اسم المظفر عليها. تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن جامع الحنابلة كان له مئذنتان: جنوبية وشمالية؛ إلا أن زلزالاً ضرب بلاد الشام سنة 1759م أطاح بالمئذنتين؛ تم بعدها إعمار المئذنة الشمالية، وقد شُيِّدت تلك المئذنة على غرار الطراز الأيوبي؛ فهي مربعة الجذع بسيطة الشكل خالية من المقرنصات والعناصر الزخرفية مطلية بالجص الأبيض. والمئذنة شاهقة الارتفاع يتخلل جذعها المربع نوافذ ضيقة، وشرفتها تساير أضلاع الجذع، ولا تبرز عنه، وهي مسيجة بدرابزين خشبي جُدِّد مع المئذنة في العصر العثماني، ويغطي الشرفة مظلة مربعة الشكل بسيطة، يعلوها بدن دائري مكوّن من أنصاف الأعمدة والعقود، وقمة المئذنة على شكل خوذة يعلوها هلال.

    الواجهة الشرقية للجامع: وهو باب آخر كُتبت عليه: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر} هذا ما أمر بعمله تقرباً إلى الله تعالى وطلب ثوابه العبد الضعيف الفقير إلى رحمته المعروف بذنوبه الراجي إمداد عفوه وتوبته كوكبوري بن علي بن بكتكين صاحب أربيل غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر بمحمد وآله بتولي الفقير إلى رحمة الله محاسن بن سليمان القلانسي ولله الحمد والمنة وصلى الله على محمد وآله».

    الجامع عبر العصور

    تعرض جامع الحنابلة لهجوم تتري بقيادة غازان بن أرغون ملك التتار عام 1299، حيث نال المسجد ما نال بلاد الشّام من خراب. وتعرض للتخريب مجدداً في 25 آب 1343 عندما وقع حريق عظيم بسفح قاسيون احترق به سوق الصالحية وصل إلى الجامع المظفري مع جملة مهولة من الدكاكين، قاربت مائة وعشرين دكاناً. جرت أعمال ترميم كاملة للمسجد سنة 2002، وقد شارك بالمقدار الأكبر منها المحسن إسماعيل يوسف السعدي، وذلك بحسب اللوحة الرخامية المثبتة عند مدخل الجامع.

    مكانة الجامع العلمية

    مثل جامع الحنابلة نهضة عليمة شاملة، قام بها المهاجرون المقادسة في الصالحية، على أن ظاهرة سماع الحديث، ثم قراءته رواية ودراية كانت من الأمور التي تميز بها المقادسة في الصالحية، حيث كانوا يُسمعون أولادهم منذ الصغر، فكانوا يسعون إلى كبار العلماء من سكان دمشق والواردين إليها، يتلقوا عنهم في الجامع المظفري الذي درِّس فيه طائفة عظيمة من العلماء منهم مشاهير العلماء الذين سكنوا الصالحية أمثال: أحمد بن عبيد الله بن أحمد المقدسي الحنبلي و العماد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي وعبد الرحمن بن عبد الجبار القدسي الحنبلي و أحمد بن علي بن الحسن الجزري و محمد بن علي بن طولون الدمشقي.

    كما قامت بين جنبات الجامع حلقات الدروس ومجالس لعلماء الحديث والحُفَّاظ والمؤرّخين والفقهاء وغيرهم في شتى النواحي العلمية، ومنهم على سبيل المثال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية صاحب كتاب “الفتاوى،” والمؤرخ إسماعيل بن عمر والمعروف بابن كثير الدمشقي صاحب كتاب البداية والنهاية، وأحمد بن علي بن محمد ابن حَجَر العسقلاني صاحب كتاب فتح الباري؛ حيث أسهم هذا الجامع في نهضة علمية شاملة في دمشق وبلاد الشّام.

  • حيدر الكزبري

    حيدر الكزبري
    حيدر الكزبري

    حيدر الكزبري (1920-1996)، ضابط سوري من دمشق وأحد قادة الانقلاب العسكري الذي أطاح بجمهورية الوحدة يوم 28 أيلول 1961.

    البداية

    ولد حيدر الكزبري في دمشق ونشأ في أسرة لها مكانة مرموقة. درس في كلية حمص الحربية وانتسب إلى جيش الشرق في زمن الانتداب الفرنسي. وبعد تحرير البلاد وجلاء القوات الفرنسية سنة 1946 كان في طليعة الضباط الذين شكلوا الجيش السوري. ترقّى في مراتبه العسكرية بشكل متتابع، ولم يشارك في أي من الانقلابات التي حصلت في سورية ما بين 1949-1954. وفي أثناء الوحدة السورية – المصرية عُيّن قائداً لحرس البادية على الحدود السورية – العراقية، قبل تعيينه مسؤولاً عن شؤون القبائل سنة 1960.

    انقلاب 28 أيلول 1961

    على الرغم من إعجبابه بالرئيس جمال عبد الناصر في مطلع عهد الجمهورية العربية المتحدة إلا أنه بدأ يفقد ثقته بالعهد بسبب تجازوات الضباط المصريين في سورية، وفي مقدمتهم المشير عبد الحكيم عامر حاكم الإقليم الشمالي. عارض قرار الإصلاح الزراعي الذي صدر في أيلول 1958 ورفض تأييد قرارات التأميم في تموز 1961. تعاون مع مجموعة من الضباط المحبَطين والغاضبين وشكلوا ما بات يعرف بشلّة “الشّوام.” وبقيادة المفدم عبد الكريم النحلاوي قرروا القيام بانقلاب لتصحيح أوضاع الوحدة والتخلص من المشير عامر، دون التفكير أنهم سيقضون على الجمهورية العربية المتحدة.

    وعند ساعة الصفر تقدّم حيدر الكزبري من معسكر الفدائيين الفلسطينيين القريب من دمشق وأمر جنوده بإحاطته وتجميده، ثم تابع تقدمه إلى العاصمة السورية قادماً من شارع حلب، واجتاز طريق شارع بغداد – شارع العابد – أبو رمانة للوصول إلى منزل عبد الحكيم عامر الواقع في ساحة عدنان المالكي. لاقى مقاومة خفيفة من حراسة المشير وتمكن من احتلال المنزل، ليجد أن عبد الحكيم عامر لم يكن موجوداً فيه بل في مبنى القيادة العامة. بدأت بعدها مفاوضات مباشرة مع النشير عامر، وعندما لم تؤتي بأي نتيجة قام الكزبري ورفاقه بالسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين. طردوا جميع الضباط المصريين من سورية، وتولى الكزبري مهمة إجلاء المشير عامر بنفسه.

    التمهيد للانتخابات النيابيّة

    وما إن تولّى الضباط “الشّوام” زمام الأمور حتى اندلعت الخلافات بينهم. دعا البعض إلى عودة الرئيس السابق شكري القوتلي إلى الحكم، وهو شريك عبد الناصر في صناعة الوحدة، ولكن الكزبري رفض وطالب بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة. عُيّن الدكتور مأمون الكزبري رئيساً للحكومة في 29 أيلول 1961، وهو من أقرباء حيدر الكزبري، وكان من المفترض أن تشرف حكومته على الانتخابات ولكنّه أجبر على الاستقالة قبل موعدها. أطيح به قبل أيام معدودة من اعتقال حيدر الكزبري واتهامه من قبل شعبة مخابرات الجيش  بتقاضى مبلغاً كبيراً من المال من الأردن لقاء مؤازرته حركة 28 أيلول.

    اعتقال حيدر الكزبري

    كانت علاقة الكزبري قد سائت مع عبد الكريم النحلاوي، مهندس انقلاب الانفصال، بسبب كثرة تدخلات الأخير في الشؤون السياسية وإبعاده لعدد كبير من الضباط الأكفاء. وجاء أمر اعتقال الكزبري من النحلاوي شخصياً، وكذلك كل التهم الموجهة إليه. نفذت أوامر النحلاوي بالحيلة، وطلب من المقدم فخري عمر رئيس الشرطة العسكرية إيهامه أن صديقه المعتقل عبد الحميد السراج، النائب السابق للرئيس عبد الناصر، مضرب عن الطعام ومشرف على الموت. اتجه حيدر الكزبري مع فخري عمر إلى سجن المزة للقاء السراج وإقناعه بالعدول عن الإضراب، وعند دخوله الزنزانة لم يجد السراج فيها وأغلق الباب عليه ليصبح هو السجين في سجن المزة. وفي شهادته على قناة الجزيرة بعد سنوات طويلة، تحدث عبد الكريم نحلاوي عن حادثة اعتقال الكزبري وقال:

    حيدر الكزبري ضابط وطني ومخلص لكنّه قام ببعض الأخطاء التي تمادى بها  إثر إقالة مأمون الكزبري رئيس الوزارة وقد حذّرته عند قيامه بهذه الأخطاء، لكنّه لم يرتدع فتمّ استبعاده من قيادة وحدة حرس البادية وسجنه ومن ثمّ تسريحه.

    أطلق سراحه بعد مدة قصيرة، بعد تبرئته من كل التهم الموجهة إليه ونفي النحلاوي خارج البلاد بسبب محاولته القيام بانقلاب جديد ضد رئيس الجمهورية ناظم القدسي في 28 آذار 1962. سرّح الكزبري من الجيش وغاب عن أي نشاط عسكري وسياسي، ومع ذلك جرّد من حقوقه المدنية في أعقاب انقلاب 8 آذار 1963 واعتقل مجدداً ثم أطلق سراحه ليعتقل مرة ثالثة في تموز 1963 إثر محاولة انقلاب فاشلة قام بها الضابط الناصري جاسم علوان. أمرت القيادة العسكرية يومها باعتقال كل المعارضين لحكم البعث، سواء كانت لهم علاقة بانقلاب جاسم علوان أم لا، وشمل القرار حيدر الكزبري الذي أودع في سجن المزة للمرة الثالثة في حياته.

    الوفاة

    وبعد الإفراج عنه نهاية العام 1963 غاب حيدر الكزبري نهائياً عن المشهد وتوفي بدمشق عن عمر ناهز 76 عاماً سنة 1996.

     

  • تيسير السعدي

    تيسير السعدي
    تيسير السعدي

    تيسير بن حمدي السعدي (1917 – 11 تشرين الأول 2014)، ممثل ومخرج سوري من دمشق وأحد مؤسسي إذاعة دمشق. شكل ثنائي فني مع زوجته صبا المحمودي في برنامج صابر وصبرية، أحد أنجح المسلسلات الإذاعية السورية وأشهرها في مرحلة الخمسينيات من القرن العشرين. عمل في القاهرة مع يوسف وهبي ونجيب الريحاني، وشارك في بطولة فيلم الهانم مع فاتن حمامة سنة 1948. لقّب بعميد الفنانين السوريين، وشيخ كار الممثلين الإذاعيين، واستمرت مسيرته المهنية طيلة ستة عقود ونيّف وكانت آخر مشاركاته الفنية كرواي في مسلسل الزير سالم سنة 2000، وقبلها كممثل في مسلسل أيام شامية الشهير مع المخرج بسام الملّا سنة 1992.

    البداية

    ولد تيسير السعدي في حيّ ساروجا، وكان والده يعمل خبازاً ويملك فرنين، الأول بسوق الخيل والآخر بمحلّة السنجقدار. أما جده يوسف السعدي فقد أتى إلى دمشق من الأناضول وتسلّم فيها مشيخة الطريقة السعدية. درس تيسير السعدي في كتّاب سوق الحرير القريبة من قصر العظم، وكان يتردد على الزاوية السعدية في منطقة الميدان مع أبيه لإقامة حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم. التحق بمدرسة البحصة الحكومية وأكمل دراسته في مكتب عنبر أولاً ثم في مدرسة اللايك، قبل الانضمام إلى المدرسة التجارية الإيطالية في منطقة عرنوس.

     

    تيسير السعدي في طفولته
    تيسير السعدي في طفولته

    كان منزل آل السعدي في سوق ساروجا محاطاً بالمقاهي والمسارح وخيمة “الكراكوز” التي كان يعمل فيها “الكراكوزاتي” علي حبيب، معلّم رائد المسرح السوري أبو خليل القباني. ووسط هذه الأجواء نشأ السعدي وأُغرم بفن “الكراكوز” وخيال الظل. تتلمذ على يد أبناء الكراكوزاتي علي حبيب، وكان يحضر باستمرار فصول خيال الظل منذ كان في السابعة من عمره وحتى الرابعة عشرة.

    وفي مدرسة اللاييك تعرف السعدي على المسرح الغربي والفن التشكيلي والموسيقى الكلاسيكية، كما أتقن اللغة الفرنسية. وفي سنة 1934، زارت فرقة فرنسية مدينة دمشق لتقديم مسرحية أوديب ملكاً، من بطولة النجم الفرنسي جان أوليفير، واختير السعدي، وهو طالب في المرحلة الإعدادية في مدرسة اللايك، للمشاركة في العرض مع الممثلين الفرنسيين.

    مجنون ليلى

    أنضم بعدها إلى فرقة عبد الوهاب أبو سعود المسرحية ثم إلى نادي الفنون الجميلة الذي كان يديره الفنان وصفي المالح، وفي سنة 1943، كانت له بطولة مطلقة في مسرحية مجنون ليلى الغنائية لأمير الشعراء أحمد شوقي. لعب السعدي دور قيس ابن الملوح وقدّمت الممثلة ماري البغدادي دور حبيبته ليلى العامرية. عُرضت المسرحية في صالة سينما عائدة خلف السراي الحكومي في ساحة المرجة، واستغل الفنانون المشاركون بالعرض حضور رئيس الحكومة سعد الله الجابري ونائب دمشق فخري البارودي للفت انتباه الدولة السورية إلى معاناتهم وحاجاتهم. وبعد انتهاء العرض، دعاهم الرئيس الجابري لمقابلته ووعد بتلبية كل مطالبهم. وأتخذ رئيس الجمهورية شكري القوتلي يومها قراراً بإرسال السعدي إلى القاهرة، مع كل من وصفي المالح والرسام نصير شورى، لكي يستفيدوا من تجربة الفنون في مصر.

    التجربة المصرية

    عجزت السفارة السورية في القاهرة على تأمين مستلزماتهم المادية، فقام الرئيس القوتلي بتمويل البعثة بنفسه، وقدم لهم 500 ليرة سورية نفقات سفر وراتب شهري مقداره 300 ليرة سورية للشخص الواحد. تولّى رعايتهم جميل مردم بك، الذي كان يتنقل بين القاهرة والإسكندرية للإشراف على تأسيس جامعة الدول العربية، وطلب من أحد موظفي السفارة، وهو الشاعر الشاب نزار قباني، أن يرافقهم ويعرفهم على كبرى الأستوديوهات والفنانين والمخرجين المصريين. كان نزار مولعاً بالمسرح وكانت تربطه بالنجم المصري يوسف وهبي علاقة متينة، فتوسط لديه لكي ينضم السعدي إلى فرقته، فرقة رمسيس، الأشهر في القاهرة يومها، ثم إلى فرقة نجيب الريحاني في دار الأوبرا المصرية. وفي مصرتتلمذ السعدي في المعهد العالي لفن التمثيل على يد الدكتور طه حسين وتعلّم منه تاريخ المسرح اليوناني.

    وأثناء تواجده في القاهرة، تعرف على المنتجة اللبنانية – المصرية آسيا داغر، صاحبة شركة لوتس للإنتاج، التي عينته مساعد مخرج في فيلم الهانم سنة 1947 وأسندت إليه دوراً رئيسياً إلى جانب فاتن حمامة ومحمد عبد القدوس. وفي هذه الفترة من حياته، عمل السعدي في صالة بديعة مصابني وكازينو دي باري لمدام مارسيل، إضافة لعمله في شركة لوتس.

    وعن تجربته في مصر يقول السعدي:

    في العام 1945 سافرت بالقطار إلى مصر لمتابعة الدراسة الأكاديمية الفنية، وأذكر وقتها أن الأديب شكيب الجابري أعطاني كتاب توصية لصديقه الممثل سليمان نجيب مدير الأوبرا المصرية آنذاك، وعندما قابلته وأعطيته الكتاب قام بالاتصال مع مدير المسرح زكي طليمات من أجل الاهتمام بي، ومن الفنانين الذين كانوا أثناء دراستي فاتن حمامة، سميحة أيوب، سعيد أبو بكر. طبعا خلال فترة الدراسة التي استمرت أربع سنوات لم يكن عندي المال الكافي مما اضطرني للعمل كومبارس لسد احتياجاتي.

    الفرقة السورية للتمثيل والموسيقى

    وبناء على تجربته الناجحة في فيلم الهانم عاد السعدي إلى دمشق للمشاركة في فيلم نور وظلام، كفنّي فقط وليس كممثل، وهو ثالث فيلم روائي سوري طويل، أنتج سنة 1948 وكان من إخراج نزيه الشهبندر. كما شارك في تأسيس “الفرقة السورية للتمثيل والموسيقى” مع ممتاز الركابي وعبد الهادي الدركزللي، التي استمرت حتى سنة 1972 وخرّجت نجوم كبار مثل أنور البابا ونجاح حفيظ ورفيق السبيعي. قدّمت الفرقة مئات من العروض المسرحية، مثل “أم كامل في الجبهة” سنة 1948 و”يوم من أيام الثورة” عام 1961. ويسجّل لصالح الفرقة السورية للتمثيل والموسيقى أنها عكست في أعمالها المتغيرات الاجتماعية والسياسية في مرحلة ما بعد الاستقلال، وقدّمت لأول مرة العرض المسرحي المتكامل، بعد أن كان المسرح يُقدّم كفاصل كوميدي قصير يلي فقرات الغناء والرقص والمونولوغ، كما أنها في فترة الخمسينيات تأثرت بالأفكار الاشتراكية، وتناولت مشكلات الشرائح الاجتماعية المسحوقة.

    صابر وصبرية

    انتقل بعدها تيسير السعدي إلى إذاعة الشرق الأدنى البريطانية في يافا، وانضم إلى إذاعة دمشق، ممثلاً ومخرجاً. وفي سنة 1953 قدم عبر أثير إذاعة دمشق مسلسل صابر وصبرية الشهير، الذي ذاع صيته بدمشق وحقق نجاحاً جماهيرياً كاسحاً، وكان من إخراجه، وقد شاركته البطولة زوجته الفنانة صبا المحمودي بدور “صبرية.” شغل منصب رئيس دائرة المنوعات في إذاعة دمشق، لكن نشاطه الأكبر كان في التمثيل والإخراج، بعد أن شكل ثنائي فني مع القاص الشعبي حكمت محسن وقدما معاً أعمالاً مميزة، لم تقل نجاحاً ورواجاً عن صابر وصبرية، مثل “يا آخذ القرد على مالو” و”نهاية سكير.”

    في مسلسل أيام شامية سنة 1992.
    في مسلسل أيام شامية سنة 1992.

    في التلفزيون

    وبعد انطلاقة التلفزيون السوري في زمن الوحدة مع مصر سنة 1960، أنتقل السعدي إلى الشاشة الصغيرة. شارك في الجزء الثاني من مسلسل صح النوم مع الثنائي دريد لحام ونهاد قلعي سنة 1973، وعند مرض نهاد قلعي أثناء عرض مسرحية غربة اختير السعدي للعب دوره – دور البطولة – إلى جانب دريد لحام. ومن أعماله التلفزيونية كان مسلسل تجارب عائلية مع المخرج علاء الدين كوكش سنة 1981، ومسلسل الطبيبة مع المخرج فردوس الأتاسي عام 1988. تنوعت أدواره بين الكوميدية والدرامية التاريخية، وفي سنة 1979 لعب دور عبد الرحمن الداخل في مسلسل صقر قريش. وفي العام 1992 قدم آخر أدواره، “أبو ظاهر المنجد” في مسلسل أيام شامية، الذي أسس لمرحلة أعمال ما عُرف بأعمال البيئة الشامية وكان من إخراج بسام الملّا. وكانت آخر مشاركاته الفنية قبل الاعتزال في دور الراوي في مسلسل الزير سالم، من إخراج حاتم علي سنة 2000.

    الوفاة

    توفي تيسير السعدي في منزله بدمشق عن عمر ناهز 97 عاماً صباح يوم 11 تشرين الأول 2014. وكان قبل وفاته قد كرّم ضمن فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية عام 2018، حيث صدر كتاب عن حياته بعنوان تيسير السعدي: ممثل بسبعة أصوات للدكتورة ميسون علي. وفي سنة 2010 صدر كتاب ثان بعنوان تيسير السعدي: ذاكرة القرن العشرين للكاتب وفيق يوسف. وفي تشرين الثاني 2010، نال جائزة أدونيا السورية لمسيرته الفنية، والتي قدمها له الفنان دريد لحام.

    الأعمال المسرحية

    تيسير السعدي في أيامه الأخيرة.
    تيسير السعدي في أيامه الأخيرة.
    • مسرحية أتاتورك (1938 – إخراج أنور المرابط)
    • مسرحية جريمة الآباء (1938 – إخراج وبطولة)
    • مسرحية أم كامل في الجبهة (1948)
    • مسرحية زوجتي رقم 2 (1949 – إخراج وبطولة)
    • مسرحية شقة للإيجار (1960 – إخراج وبطولة)
    • مسرحية يوم من أيام الثورة السورية (1961 – إخراج وبطولة)
    • مسرحية الكرسي المخلوع (1967 – إخراج وبطولة)
    • مسرحية غربة (1976، إخراج دريد لحام)

    الأعمال الإذاعية

    • مسلسل يا آخذ القرد على مالو (1952 – إخراج وبطولة)
    • مسلسل نهاية سكير (1952 – إخراج وبطولة)
    • مسلسل صابر وصبرية (1953 – إخراج وبطولة)
    • مسلسل تحت الشباك (1954 – إخراج)
    • مسلسل يا مستعجل وقف لقلّك (1954 – إخراج وبطولة)

    الأعمال التلفزيونية

    الأعمال السينمائية

  • بيت العقّاد

    بيت العقّاد أو المعهد الثقافي الدنماركي، يقع في سوق الصوف جنوب الشارع المستقيم داخل مدينة دمشق القديمة، ويُعد من أهم البيوت القديمة في دمشق.

    التاريخ

    يعود تاريخ بيت العقاد إلى العهد المملوكي، وتم بناؤه على مراحل عديدة ابتداء من منتصف القرن الخامس عشر، مروراً بالعهد العثماني. وفي بداية القرن العشرين جدده مالكه عبد القادر العقاد قبل أن تترك العائلة البيت ويتحوّل إلى مدرسة زينب فواز للبنات. واستمر كمدرسة حتى سبعينيات القرن العشرين حين هُجر وأهمل تماماً.

    وفي التسعينيات تم استئجاره من قبل وزارة الثقافة ومجموعة من الجامعات الدنماركية، وبدأت أعمال ترميمه عام 1998 بمشاركة خبراء وعمال دنماركيين وسوريين، لتنتهي ويتم افتتاحه تحت اسم “المعهد الثقافي الدنماركي” عام 2000. احتضن بيت العقاد الكثير من الأنشطة الثقافية المتنوعة بين رسم وموسيقا وأدب وفن تشكيلي وغيرها، وكان مركزاً للطلاب الأجانب الراغبين بالدارسة في سوريا أو زيارتها لأغراض تعليمية وثقافية.

    الطراز المعماري

    يتألف بيت العقاد من طابقين، ويضم إيواناً وفسحة سماوية تتوسطها بحرة كبيرة ملبسة بالرخام، وتضم لوحة جدارية كبيرة تعود للعهد المملوكي وتتميز بألوانها ومنها الأسود والأحمر والأصفر، ومجموعة من الغرف التي تنتمي لحقب تاريخية مختلفة، وتتميز بالزخارف الغنية سواء على جدرانها أو أسقفها. وكانت العديد من هذه الغرف تستخدم لإقامة الطلاب أو كمكتبة وفضاء للعمل والقراءة.

    كما يقع البيت على أنقاض جزء من المسرح الروماني في دمشق وهو أمر تبين أثناء عمليات الترميم التي جرت عليه قبيل افتتاح المعهد الدنماركي، إذ عُثر على بقايا من حجارة المسرح تحته.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !