السنة: 2025

  • هالة القوتلي

    هالة بنت شكري القوتلي (1939)، فنانة تشكيلية سورية، رسمت دمشق القديمة ودبي القديمة، وأقامت معرضاً خاصاً لتخليد والدها في الذكرى الأولى لرحيله عام 1968.

    السيرة

    ولدت هالة القوتلي في دمشق، قبل خمس سنوات من انتخاب والدها شكري القوتلي رئيساً للجمهورية. اكتشفت موهبتها الفنية باكراً وكانت ترسم على كل ما تراه في المنزل، بما في ذلك والديها. أقامت أول معرض لها في دمشق عام 1961، ثم سافرت إلى إيطاليا للدراسة في أكاديمية روما للفنون الجميلة، وبعدها في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق.

    بعد خروج الأسرة من دمشق عقب انقلاب البعث عام 1963، أقامت ثاني معرض لها في صالة فينسيا في بيروت عام 1965، ثم معرض مخصص للوحات زيتية عن مسيرة أبيها، أقيم في الذكرى الأولى لرحيله. تتالت المعارض في صالة كارلتون (دبي 1971)، صالة دروانت (باريس 1979)، وصالة روشان (لندن 1991). وفي عام 2001، قامت بإعادة طباعة كتاب شكري القوتلي يخاطب أمته في إمارة الفجيرة، بعد ثلاثين عاماً من صدور طبعته الأولى في بيروت عام 1971.

  • الأمير حسن الأطرش

     

    حسن الأطرش (1905- 1 أيلول 1977) سياسي سوري وأمير جبل الدروز، شارك في الثورة السورية الكبرى (1925-1927) وتولى وزارة الدفاع في منتصف الحرب العالمية الثانية، ليكون ثاني وزير درزي بعد عبد الغفار باشا الأطرش. كان قبلها محافظاً في جبل الدروز في عهد الرئيس هاشم الأتاسي، وقد تزوج من المطربة أسمهان، وعمل معها على تسهيل دخول القوات البريطانية إلى سورية عام 1941، لطرد قوات فيشي الموالية لأدولف هتلر. في مرحلة الاستقلال، كان أحد أعضاء الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور عام 1950، ثم عارض حكم أديب الشيشكلي وسجن عام 1953، ليُعين من بعدها وزيراً للزراعة في حكومة صبري العسلي الأولى التي شُكلت عقب استقالة الشيشكلي عام 1954. بعدها بعام، لجأ إلى لبنان عند اتهامه بالضلوع في “المؤامرة العراقية” التي كانت تطمح للانقلاب على الرئيس شكري القوتلي، أو اجباره إما التخلي عن تحاله مع الاتحاد السوفيتي والرئيس المصري جمال عبد الناصر.

    البداية

    ولد الأمير حسن الأطرش في قرية عرى، ودرس في مضافات جبل الدروز على يد المشايخ والأعيان. تسلم من ابن عمه الأمير حمد الأطرش عام 1926 المسؤولية الاجتماعية في قيادة الجبل، بعد استشهاد الأخير في معارك الثورة السورية الكبرى. خاض الأطرش الشاب بعض هذه المعارك، منها معركة تل الخروف ومعركة رساس.

    الزواج من أسمهان

    في عام 1934، تزوج الأمير حسن من الأميرة آمال الأطرش (أسمهان) التي كانت في أوج شهرتها في مصر آنذاك. اشترط عليها اعتزال الغناء والانتقال للعيش معه في جبل الدروز، وبدورها، اشترطت أسمهان ألا يتخذ الأمير زوجة ثانية، وأن يسمح لها بالإقامة في القاهرة أثناء فصل الشتاء. لكن زواجهما لم يستمر أكثر من ست سنوات، أنجبت أسمهان خلاله ابنتها الوحيدة كاميليا الأطرش، ثم عادت إلى القاهرة لإكمال مسيرتها الفنية.

    الأطرش والسياسة

    في عام 1936، انتخب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية وأعاد ضم جبل الدروز إلى سورية، منهياً الاستقلال الإداري والسياسي القائم في الجبل منذ عام 1920. عُين الوجيه الدمشقي نسيب البكري محافظاً في جبل الدروز، وعلى الرغم من العلاقة المتينة بينه وبين آل الأطرش، نظراً لمشاركتهم النضال ضد الفرنسيين في الثورة السورية الكبرى، إلا أن الأمير حسن طلب بإعفائه، وبأن تكون حاكمية الجبل لشخصية درزية حصراً. استبدل البكري بتوفيق الأطرش، ثم ببهيج الخطيب، ومن ثم بالأمير حسن في تشرين الثاني 1937.

    الأمير حسن وزوجته أسمهان عام 1941.
    الأمير حسن وزوجته أسمهان عام 1941.

    الحرب العالمية الثانية

    بعد سقوط باريس بيد الجيش الألماني عام 1940، أصبحت سورية تحت سلطة حكومة فيشي التابعة لألمانيا النازية. تدخلت بريطانيا من أجل طرد فيشي من سورية، بالتعاون مع قوات فرنسا الحرة التابعة للجنرال شارل ديغول. طلب إلى الأمير حسن مساندة الجيش البريطاني القادم من إمارة شرق الأردن، وفتح الطريق أمامه في جبل الدروز. تجاوب الأمير مع الإنكليز، وكان قد عاد وتزوج من أسمهان مرة ثانية عام 1941، فكانت صلة الوصل بينه وبين الضباط الإنكليز. بعد تحرير سورية من فيشي، دُعي الأمير وأسمهان لمقابلة ديغول أثناء زيارته إلى سورية، وعند وفاة عبد الغفار باشا الأطرش في 9 آذار 1942، اختير لخلافته في وزارة الدفاع.

    كانت وزارة الدفاع شكلية، ليس فيها لا جيش ولا مؤسسة عسكرية، وقد شغل الأطرش في هذا المنصب في حكومة حسني البرازي أولاً، ثم في حكومة جميل الألشي التي شهدت وفاة رئيس الجمهورية تاج الدين الحسني في 17 كانون الثاني 1943. عاد عام 1944 إلى حاكمية جبل الدروز وصادق على القرار النهائي بضم المنطقة إلى سورية.

    معارضة حكم الشيشكلي (1953-1954)

    في عهد الاستقلال، انتخب عضواً في الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور عام 1950، وعارض حكم الرئيس أديب الشيشكلي. اعتقله الشيشكلي في 24 كانون الثاني 1954، بتهمة المشاركة في مؤتمر المعارضة بحمص الذي دعا إليه رئيس الجمهورية السابق هاشم الأتاسي. بعد سقوط الشيشكلي، عُين الأمير حسن وزيراً للزراعة في حكومة صبري العسلي عام 1954، ثم وزيراً للدولة عام 1955، وأعيد انتخابه نائباً عن جبل العرب في آخر برلمان شكل قبل الوحدة السورية المصرية عام 1958. وفي عام 1954، وضع مقدمة كتاب من أسرار الشيشكلي، تأليف الكاتب الدرزي نديم أبو إسماعيل.

    المؤامرة العراقية

    لم يرضى الأمير حسن عن التقارب السوري السوفيتي في خضم الحرب الباردة، ولا عن التقارب مع جمال عبد الناصر. فضل أن تقوم وحدة بين سورية والعراق، وكان أحد المتصلين بالأمير عبد الإله للحصول على دعم مالي وسياسي للقيام بانقلاب عسكري في سورية. ترأس المجموعة النائب الحلبي ميخائيل إليان، وانضم إليها الأمير حسن الذي وعد بتجنيد 500 مقاتل درزي لدخول دمشق وتصفية عدد من الشخصيات المحسوبة على المعسكر المعادي للغرب، مثل رئيس البرلمان أكرم الحوراني ومدير المكتب الثاني العقيد عبد الحميد السراج. أصبح الأمير أحد أبرز المخططين لهذه العملية، ما أجبره على التعاون مع صلاح الشيشكلي، شقيق الرئيس الأسبق والمتورط معه – حسب ما قيل في الجبل – في العدوان على الدروز عام 1953. اكتشف عبد الحميد السراج خيوط هذه المؤامرة فأمر باعتقال كل من شارك بها، ما أجبر الأمير حسن على الهرب إلى لبنان حيث بقي مقيماً حتى انهاء الوحدة المصرية – السورية عام 1961.

    الوفاة

    توفي الأمير حسن الأطرش في 1 أيلول 1977، عن عمر 72 عاماً، وقد ظهرت شخصيته في مسلسل أسمهان عام 2008، حيث لعب دوره الممثل السوري عابد فهد فيما لعبت الفنانة سلاف فواخرجي دور أسمهان.

    المناصب الرسمية

    المنصب الفترة سبقه خلفه
    محافظ جبل الدروز 1941-1937 بهيج الخطيب
    وزير الدفاع 10 آذار 1942 – 24 آذار 1943 عبد الغفار الأطرش عطا الأيوبي
    محافظ جبل الدروز 1948-1944 توفيق الأطرش سليمان نصار
    وزير زراعة 1 آذار – 19 حزيران 1954 عبد الرحمن الهنيدي نهاد القاسم
    وزير دولة 13 أيلول 1955 – 14 حزيران 1956 لا يوجد محمد العايش

     

     

  • أمين الحافظ

    محمد أمين الحافظ (1921 – 17 كانون الأول 2009)، ضابط سوري من حلب، عُيّن رئيساً للدولة السورية في مطلع عهد البعث عام 1963، واستمر في الحكم حتى الانقلاب عليه وسجنه في حركة 23 شباط 1966 التي قادها اللواء صلاح جديد. شغل رئاسة الوزراء مرتين وعضوية اللجنة العسكرية، وقد شهدت ولايته اندلاع أول مواجهة مسلحة مع الإخوان المسلمين في مدينة حماة، وإلقاء القبض على الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، كما صدرت قرارات التأميم بحق عدد كبير من التجار والصناعيين، على غرار القرارات الاشتراكية التي أصدرها الرئيس جمال عبد الناصر في زمن الوحدة السورية المصرية. نُفي إلى العراق، وعاش ضيفاً على صدام حسين من عام 1979 ولغاية سقوط النظام العراقي عام 2003.

    البداية

    ولد أمين الحافظ في حي البياضة في حلب، وكان والده ضابطاً في الشرطة السورية. التحق بالكلية الحربية في حمص وخاض حرب فلسطين عام 1948، كما شارك في الانقلاب على الرئيس أديب الشيشكلي عام 1954، يومhgg كان في كتيبة مشاة درعا. عُيّن بعدها قائداً عسكرياً في مدينة دير الزور، ثم مديراً لكلية حمص الحربية. شارك في الوفد العسكري الذي سافر إلى القاهرة في كانون الثاني 1958 للمطالبة بإقامة وحدة فورية مع مصر، برئاسة جمال عبد الناصر.

    الوحدة والانفصال (1958-1963)

    في عهد الوحدة التي بدأت في شباط 1958، عُيّن الحافظ مدرساً في الكلية الحربية في القاهرة، حيث اجتمع مع مجموعة من الضباط السوريين البعثيين المعينين حديثاً في مصر، الذين أخبروه أنهم بصدد تشكيل “لجنة عسكرية” لحماية الوحدة من أعدائها. ضمت اللجنة محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد وغيرهم، الذين وثقوا بالحافظ واعتبروه صديقاً لهم وحليفاً، رغم أنه لم يكن عضواً في حزب البعث. بقي الحافظ على صلة وثيقة بهم، وعارض معهم انقلاب الانفصال الذي أطاح بجمهورية الوحدة في 28 أيلول 1961. عاد إلى دمشق وعُين في كانون الأول 1961 ملحقاً عسكرياً في بوينس آيرس.

    الحافظ وزيراً (آذار – تموز 1963)

    في أعقاب انقلاب اللجنة العسكرية المدعوم من ضباط ناصريين في 8 آذار 1963، استُدعي أمين الحافظ إلى دمشق وعُيّن وزيراً للداخلية في حكومة صلاح البيطار الأولى. فُرضت الأحكام العرفية، وطُلب من الحافظ تطبيقها بصرامة، مع قرار العزل السياسي بحق معظم السياسيين القدامى، ومنهم رئيس الجمهورية ناظم القدسي ورئيس الوزارة خالد العظم. اختلف ضباط البعث مع رفاقهم الناصريين، وفي الفترة ما بين 28 نيسان و2 أيار، بدأوا بتسريحهم من مواقع حساسة في الجيش. نزل الناصريون إلى الشارع في حلب يوم 9 أيار 1963، وتدخل الحافظ لقمعهم، مما أسفر عن سقوط 50 قتيلاً في صفوفهم.

    انقلاب جاسم علوان (18 تموز 1963)

    استمرت عملية تطهير المؤسسة العسكرية من الناصريين، وفي 23 حزيران 1963، عُزل رئيس الأركان زياد الحريري أثناء تواجده في الجزائر، وعُيّن الحافظ خلفاً له بالوكالة، مع تعيينه عضواً في اللجنة العسكرية. وفي 18 تموز 1963، حاول الضابط الناصري جاسم علوان الانقلاب على النظام القائم منذ 8 آذار، وتصدى له أمين الحافظ أمام مبنى التلفزيون في ساحة الأمويين. حصلت مواجهات دامية، قُتل على إثرها عشرات الجنود والمدنيين، واعتقل جاسم علوان. تدخل جمال عبد الناصر لإطلاق سراحه، ورفض رئيس مجلس قيادة الثورة الفريق لؤي الأتاسي المصادقة على قرارات الإعدام بحق أعوانه والمشاركين معه في الانقلاب الفاشل. وفي 27 تموز، عُيّن أمين الحافظ خلفاً للوئي الأتاسي، رئيساً لمجلس قيادة الثورة ثم رئيساً للمجلس الرئاسي وللدولة السورية.

    المواجهة مع الإخوان المسلمين (1964)

    دخل الحافظ في مواجهة مع الإخوان المسلمين، الذين اعتصموا داخل جامع السلطان في حماة في نيسان 1964، ودعوا إلى الجهاد ضد نظام البعث. حاولت الدولة مفاوضة زعيمهم الشيخ مروان حديد، وعندما لم يستجب، أمر الحافظ بقصف الجامع ودمّر مأذنته، مما أدى إلى مقتل 40 شخصاً داخله. اعتقل حديد ونُقل مقيّداً إلى دمشق، وشُكّلت محكمة عسكرية لمحاكمته، برئاسة الرائد مصطفى طلاس. قبل إصدار أحكام الإعدام بحق واحد وعشرين معتقلاً، طلب أمين الحافظ التحدث مباشرة مع مروان حديد فأُحضر مكبلاً إلى السرايا. طلب حديد أن تكون خصومته “شريفة،” فقبل الحافظ وتقبّل كلامه القاسي، ثم أمر بإطلاق سراحه، كما وافق على تعويض منكوبي أهالي حماة.

    عهد أمين الحافظ (1963-1966)

    أرسل رئيس الوزراء صلاح البيطار إلى بغداد للتفاوض على إقامة وحدة اقتصادية كاملة مع العراق في 2 أيلول 1963، واستقبل الرئيس العراقي عبد السلام عارف في دمشق في 18 تشرين الأول 1963. عُقد المؤتمر القومي السادس في دمشق بين 5 و23 تشرين الأول 1963، وفيه ظهر تيار يميني وآخر يساري داخل حزب البعث. استقالت حكومة البيطار في تشرين الثاني 1963 وشكّل الحافظ الحكومة بنفسه، التي أصدرت عفواً عن الجرائم السياسية المرتكبة منذ 8 آذار 1963. تألّفت لجنة لوضع دستور مؤقت، أُعلن عنه في 25 نيسان 1964، وتأسس مجلس رئاسي من خمسة أشخاص، برئاسته. أعاد تعيين البيطار رئيساً للحكومة من أيار إلى تشرين الأول 1964، ثم عاد وشكّل الحكومة بنفسه حتى 23 أيلول 1965. على الصعيد الدولي، سافر أمين الحافظ إلى باريس مع الرئيس الفرنسي شارل ديغول في 11 تشرين الثاني 1965.

    أما داخلياً، فكانت أهم القرارات التي صدرت في عهده:

    تأميم المصانع والشركات

    في 25 أيار 1964، أمّم الرئيس الحافظ ما تبقى من مصانع النسيج في سورية، ومعها الشركة العربية لصناعة الأخشاب (اللاذقية)، ومعامل الشهباء للمغازل والمناسج (حلب)، وشركة الدبس (دمشق). ثم جاءت قرارات التأميم الأوسع في 2 كانون الثاني 1965، وضمت سبع شركات في حلب، وثلاثة في حمص، وواحدة في حماة، وعشر في دمشق. على رأس القائمة كان معمل الإسمنت في دمّر، وهو أول مصنع حديث في سورية، وشركة الصناعات الزجاجية، وشركة صنع السكر، وشركة الكابلات، وشركة الصناعات الحديثة. كان هذا القرار بمثابة “هدية للشعب” بمناسبة رأس السنة الميلادية، كما وصفه مصطفى طلاس، قائد المنطقة الوسطى في حينها، الذي أضاف قائلاً: “ولكن هذه المراسيم، على عدالتها وصحتها، كانت تحمل جانباً من الظلم وأكل أموال الناس بالباطل. ذلك أن عدداً كبيراً من الشركات كانت لا تستحق أن يُذكر اسمها في المرسوم.”

    في نهاية شهر كانون الثاني، أمّمت الدولة 92 شركة ومصنعاً: اثنتان وثلاثون منها في دمشق وحلب. في 18 شباط 1965 صدر قرار تأميم جديد وشمل أربعين مؤسسة اقتصادية، 14 في دمشق و19 في حلب. وفي نيسان 1965، صادرت الدولة جميع محالج القطن في البلاد: ثلاثة في إدلب، واحدة في دير الزور، ثلاثة في حمص، واحدة في الرقة، أربعة في محردة، اثنان في السلمية، ثلاثون في حلب، و11 في حماة.

    اعترض تجار دمشق على قرارات التأميم، وفي 27 كانون الثاني 1965 قاموا بإضراب وأغلقوا متاجرهم. ردّ أمين الحافظ بإرسال الحرس القومي إلى الأسواق لكسر أقفال المتاجر وإجبار أصحابها على فتحها، وخطب موجهاً كلامه إلى التجار: “سنسحقهم… سنسحقهم باسم الشعب. سنسحق هؤلاء المتآمرين بأحذيتنا. إن الأموال التي هربها رجال الأعمال إلى الخارج ستعود أو يبقون في السجون حتى يموتوا كالكلاب.” اعتبر أن مجموعة من التجار البارزين كانوا وراء الأحداث الأخيرة، فأمر بمصادرة أملاكهم وباعتقال من لم يهرب منهم إلى لبنان، كما جُمّد العمل في غرفة تجارة دمشق إلى أجل غير مسمى. ولكن عند سؤاله عن هذه القرارات في لقائه مع قناة الجزيرة عام 2001، اعترف الحافظ بأن معظم هذه المؤسسات لم تكن تستوفي شروط التأميم، فبعضها كان صغيراً لا يتعدى أن يكون ورشة أو دكاناً. قال إنه استند إلى دليل الهاتف لمعرفة الشركات القائمة يومها، لا إلى أي دراسة علمية، فأمر بمصادرة كل مؤسسة كُتب إلى جانبها وصف: “معمل”

    أمين الحافظ ويجلس إلى جانبه ميشيل عفلق ثم نور الدين الأتاسي.
    أمين الحافظ ويجلس إلى جانبه ميشيل عفلق ثم نور الدين الأتاسي.

    قضية إيلي كوهين

    كان اعتقال الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في 24 كانون الثاني 1965 أبرز حدث في رئاسة أمين الحافظ، والذي كان قد دخل البلاد باسم “كامل أمين ثابت” المستعار، على أنه مغترب ثري سوري مقيم في الأرجنتين. أرسله جهاز الموساد الإسرائيلي إلى بوينس آيرس عام 1961، ومنها دخل دمشق في شباط 1962. قيل إنه تعرّف عليه في الأرجنتين، ونسجت حولهما قصص وأساطير كثيرة، تقول بأن الحافظ أراد تعيينه وزيراً في حكومته، وبأنه سمح له بزيارة الجبهة السورية الإسرائيلية، حيث شاهد حيثيات عسكرية قام بنقلها إلى تل أبيب، ما ساهم في هزيمة الجيش السوري في حرب عام 1967.

    في لقائه مع الإعلامي المصري أحمد منصور على قناة الجزيرة عام 2001، نفى الحافظ هذه العلاقة بشدة، وقال إنه لم يصل إلى الأرجنتين إلا بعد سفر كوهين إلى دمشق في شباط 1962. أنكر الحافظ معرفته بالرجل إلا بعد اعتقاله، حيث التقى به وسأل: “أنت والله… إيش اسمك والله؟”

    – أجابه كوهين: “كامل أمين ثابت”.

    -أمين الحافظ: “شو بتشتغل؟”

    كوهين: “أنا تاجر عربي مسلم من الأرجنتين.”

    -أمين الحافظ: “إذن اقرأ لنا الفاتحة.”

    كوهين: “بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن….”

    وحين توقف سأله الحافظ: “ليش توقفت؟” أجابه كوهين بأنه نسي التتمة، فقال الرئيس السوري: “والله… في مسلم بعمرك ما بيعرف الفاتحة؟” مع ذلك، انتشرت إشاعات كثيرة أثناء محاكمة كوهين وقبل إعدامه في دمشق في 18 أيار 1965. رد الحافظ على هذه الشائعات في لقاء صحفي مع مجلة “الأسبوع العربي” في دمشق، نُشر في 21 أيار 1965:

    لقد وردتنا ألوف البرقيات التي ترجونا بالحفاظ على رأس كوهين… مداخلات، وساطات، وإغراءات. كنا نبتسم ونكتفي بالابتسام من القصص والإشاعات التي كان يروجها بعضهم كذباً وافتراء. قالوا إن كوهين كان صديقاً للأستاذ صلاح البيطار، وإنه سافر معه إلى الأردن. لقد قالوا إننا نعرف كوهين منذ أمد بعيد، وإن لكوهين صلات وثيقة ببعض الرسميين. ليقولوا ما يشتهون، أما نحن فنقول لهم بكل صدق إننا تعرفنا فعلاً على كوهين، ولكن بعد اعتقاله بأيام قليلة. وأنا شخصياً واجهته في السجن، وكان التحقيق وقتها في أوله.

    انقلاب 23 شباط 1966

    في 23 شباط 1966، وقع انقلاب عسكري في دمشق، بقيادة اللواء صلاح جديد، استهدف كلاً من رئيس الدولة وميشيل عفلق وصلاح البيطار. بقيادة الرائد سليم حاطوم، يعاونه الضابط الشاب رفعت الأسد، هاجمت مجموعة عسكرية منزل أمين الحافظ في منطقة الروضة. خرج عليهم بالرشاش وقاومهم مقاومة شرسة، أُصيبت فيها ابنته في عينها، قبل اعتقاله ونقله إلى سجن المزة. بقي في السجن حتى إطلاق سراحه ونفيه إلى لبنان في 9 حزيران 1967.

    المرحلة العراقية

    عند وصول حافظ الأسد إلى السلطة، حُكم على أمين الحافظ بالإعدام في آب 1971، ثم خُفف الحكم إلى السجن المؤبد في تشرين الثاني من العام نفسه. ومع وصول صدام حسين إلى الحكم في العراق عام 1979، انتقل الحافظ للعيش في بغداد مع ميشيل عفلق، فيما فضل صلاح البيطار العيش في فرنسا، حيث اغتيل عام 1980. تعامل صدام حسين باحترام شديد مع أمين الحافظ، وكان الرجل حاضراً في المناسبات الاجتماعية والسياسية. وفي نيسان 2001، ظهر من بغداد في برنامج شاهد على العصر على قناة الجزيرة، ليدافع عن النظام العراقي، ويهاجم حافظ الأسد، بعد عشرة أشهر على وفاته.

    الرئيس أمين الحافظ في سنواته الأخيرة.
    الرئيس أمين الحافظ في سنواته الأخيرة.

    السنوات الأخيرة

    هرب الحافظ من بغداد مع بدء الغزو الأمريكي عام 2003، وظلّ عالقاً في المنطقة الحدودية إلى أن سُمح له بدخول سورية بعد 36 سنة من الغياب. فُرضت عليه شروط صارمة، منها عدم التحدث مع الإعلام أو ممارسة النشاط السياسي، باستثناء وضع مقدمة لكتاب جعلوه جاسوساً رغماً عنه (عن قضية إيلي كوهين)، صدر في دمشق عام 2005، من تأليف مدير مكتبه الأسبق، منذر موصللي.

    الوفاة

    عاش أمين الحافظ سنواته الأخيرة في حلب حتى وفاته في 17 كانون الأول 2009، عن عمر ناهز 88 عاماً. وفي عام 2019، أنتجت شبكة نتفليكس مسلسلاً قصيراً عن حياة كوهين، ولعب الممثل الفلسطيني الأمريكي وليد زعيتر شخصية أمين الحافظ.

    المنصب الفترة سبقه خلفه
    وزير الداخلية 9 آذار – 4 آب 1963 عزيز عبد الكريم نور الدين الأتاسي
    وزير الدفاع 8 تموز – 4 آب 1963 زياد الحريري عبد الله زيادة
    رئيس الحكومة 13 تشرين الأول 1963 – 4 أيار 1964 صلاح البيطار صلاح البيطار
    رئيس الحكومة 3 تشرين الأول 1964 – 23 أيلول 1965 صلاح البيطار يوسف زعين
    رئيس الدولة 27 تموز 1963 – 23 شباط 1966 لؤي الأتاسي نور الدين الأتاسي

     

     

  • محمود الأيوبي

    الرئيس محمود الأيوبي

    محمود بن صالح الأيوبي (1932 – 11 تشرين الأول 2013) سياسي سوري من دمشق، كان عضواً في اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي. عُيّن نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للتربية في وزارة حافظ الأسد من 21 تشرين الثاني 1970 حتى 3 نيسان 1971، ثم أصبح رئيساً للحكومة من 23 كانون الأول 1972 حتى 7 آب 1976.

    البداية

    وُلد محمود الأيوبي في دمشق ودرس الحقوق في جامعتها، حيث انتمى إلى حزب البعث في منتصف خمسينيات القرن العشرين. عُيّن نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للتربية بعد انقلاب حافظ الأسد على رئيس الدولة نور الدين الأتاسي في تشرين الثاني 1970، ثم أصبح رئيساً للحكومة في 23 كانون الأول 1972.

    حكومة الأيوبي

    أشرفت حكومة الأيوبي على الاستفتاء الشعبي لإقرار الدستور السوري، الذي تضمن المادة الثامنة التي منحت حزب البعث حق “قيادة الدولة والمجتمع.” كما شهدت فترة حكومته اندلاع حرب تشرين عام 1973، وجولات وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر لفك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل، بالإضافة إلى زيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إلى دمشق في حزيران 1974، ودخول القوات السورية إلى لبنان في 1 حزيران 1976.

    الوفاة

    أُقيلت الحكومة في 7 آب 1976، واختفى محمود الأيوبي تماماً عن المشهد العام حتى وفاته في دمشق يوم 11 تشرين الأول 2013، عن عمر ناهز 81 عاماً.

    المناصب الرسمية

    المنصب الفترة سبقه خلفه
    وزير التربية 21 تشرين الثاني 1970 – 3 نيسان 1971 سليمان الخش عدنان بغجاتي
    رئيس الحكومة 23 كانون الأول 1972 – 7 آب 1976 عبد الرحمن الخليفاوي عبد الرحمن الخليفاوي

     

     

     

  • حسني الصواف

     

    حسني بن أحمد الصواف (1906-1988)، مصرفي سوري ورجل دولة، شارك في تأسيس مصرف سورية المركزي بين عامي 1953 و1956، وأصبح ثاني حاكمٍ له عام 1961. كما تولّى منصب وزير الاقتصاد في حكومة المديرين التي شكلها حسني الزعيم عام 1949، ثم شغل المنصب مرة أخرى خلال عهد الوحدة مع مصر عام 1961.

    البداية

    وُلد حسني الصواف في دمشق، وكان والده من تجار النسيج المعروفين. درس الاقتصاد والتجارة في الجامعة الأمريكية ببيروت، وعمل في القسم المالي بالجامعة، ثم أصبح أستاذاً محاضراً في كلية الاقتصاد من تشرين الأول 1927 ولغاية شباط 1945.

    العودة إلى سورية

    اختاره رئيس الحكومة فارس الخوري ليكون مستشاراً للوفد السوري الدائم في الأمم المتحدة عام 1945، ثم عاد إلى دمشق وعُيّن أميناً عاماً لوزارة المالية. وعندما قام حسني الزعيم بانقلابه على الرئيس شكري القوتلي في 29 آذار 1949، أصبح الصواف وزيراً في حكومة المديرين التي شكلها الزعيم حتى 19 نيسان 1949.

    حاكم المصرف المركزي السوري (19611963)

    انضم الصواف إلى لجنة تأسيس مصرف سورية المركزي عام 1953، وعمل مع حاكمه الأول الدكتور عزت الطرابلسي على افتتاحه في 1 آب 1956. وفي 18 آذار 1960، عيّنه الرئيس جمال عبد الناصر وزيراً للاقتصاد خلال فترة الوحدة السورية المصرية، وكلّفه بوضع أساسات مصرف مركزي للجمهورية العربية المتحدة، إلا أن المشروع لم يُنفَّذ بسبب معارضة الصواف لسياسة التأميم التي اتبعها عبد الناصر.

    في شباط 1961، نقله عبد الناصر إلى مصرف سورية المركزي خلفاً للدكتور عزت الطرابلسي، وبقي الصواف في منصبه حتى انقلاب البعث عام 1963، حيث تمت إقالته بسبب مواقفه المناهضة للسياسة الاشتراكية.

    الوفاة

    عمل الصواف في سنواته الأخيرة في جمعية المبرة الخيرية، وساهم في إنشاء مقر جديد لـجمعية ميتم سيد قريش، كما كان أحد مؤسسي جمعية دار السعادة للمسنين. توفي في دمشق عام 1988 عن عمر ناهز 82 عاماً.

    المناصب

    مديراً للاقتصاد، مرتبة وزير (30 آذار – 19 نيسان 1949)
    • سبقه في المنصب: حنين صحناوي (وزير)
    • خلفه في المنصب: حسن جبارة (وزير)
    وزير الاقتصاد (18 آذار 1960 – 12 شباط 1961)

    سبقه في

    • سبقه في المنصب: خليل كلاس
    • خلفه في المنصب: أكرم الديري
    حاكم سورية المركزي (12 شباط 1961 – 7 أيار 1963)

     

  • رشيد طليع

     

    رشيد بن حسن ناصيف طليع (1877 – 17 أيلول 1926)، سياسي لبناني شغل مناصب رفيعة في الدولة العثمانية، وأصبح مديراً لشؤون الداخلية في سورية عام 1919، بمرتبة وزير. انتقل بعدها إلى عمّان وعُين أول رئيس حكومة في إمارة شرق الأردن في 11 نيسان 1921، ثم شكل حكومة ثانية قبل أن يعود إلى سورية ويُشارك في معارك الثورة السورية الكبرى مع سلطان الأطرش، حيث استُشهد في قرية الشبكي يوم 17 أيلول 1926.

    البداية

    وُلِد رشيد طليع في لبنان، وكان عمه الشيخ حسين طليع، شيخ عقل الموحدين الدروز. درس في جامعة دار الفنون في إسطنبول ودخل العمل الحكومي، فتولّى منصب متصرف في حوران، ثم في طرابلس الشام، وبعدها في اللاذقية. انتقل إلى دمشق مع هزيمة الجيش العثماني وتنصيب الأمير فيصل بن الحسين عام 1918، وأصبح حاكماً عسكرياً على مدينة حماة.

    مديراً للداخلية في سورية (1919)

    تعاون الأمير فيصل مع عدد من السياسيين غير السوريين، مثل ياسين الهاشمي العراقي الذي عُيّن رئيساً لمجلس الشورى العسكري، وسعيد الحسيني الذي أصبح وزيراً للخارجية، وعيّن رشيد طليع مديراً لشؤون الداخلية في حكومة المديرين الأولى التي شكّلها فيصل في 4 آب 1919. وفي 26 كانون الأول 1920، عُيّن مديراً للداخلية في حكومة المديرين الثانية برئاسة الأمير زيد، التي أشرفت على تتويج الأمير فيصل ملكًا في 8 آذار 1920.

    المرحلة الأردنية (1920-1921)

    بعد سقوط الحكم الفيصلي وفرض الانتداب الفرنسي على سورية في تموز 1920، حكمت فرنسا على رشيد طليع بالإعدام، فهرب إلى عمّان. وبعد تنصيب الأمير عبد الله بن الحسين حاكماً على إمارة شرق الأردن، عُيّن طليع أول رئيساً للحكومة في 1 نيسان 1921. جاء بعدد من الشخصيات السورية، مثل حسن الحكيم الذي عينه وزيراً للمالية، ومظهر رسلان الذي أصبح وزيراً للمعارف. اتُهم بدعم الثورات المشتعلة في سورية ضد الفرنسيين، وضغطت بريطانيا على الأمير عبد الله لإقالته في 5 آب 1921.

    الوفاة

    عاد رشيد طليع إلى سورية مع اندلاع الثورة السورية الكبرى عام 1925، وحمل السلاح في وجه فرنسا مع سلطان باشا الأطرش. وفي 17 أيلول 1926، استُشهد في قرية الشبكي القريبة من مدينة السويداء.

    التكريم

    أُطلق اسم رشيد طليع على مدرسة للبنين في عمّان، وشارع في منطقة المصيطبة في بيروت، وشُيّد له نصب تذكاري في قرية الشبكي، كما صدرت مؤلفات عن حياته ومنها:

    المناصب الرسمية

    المنصب الفترة سبقه خلفه
    مدير شؤون الداخلية (مرتبة وزير) 4 آب 1919 – 9 آذار 1920 أول من تولاه رضا الصلح (وزيراً)
    رئيس حكومة الأردنية 11 نيسان – 5 آب 1921 أول من تولاه مظهر باشا رسلان

     

     

     

  • رضا الصلح

    رضا بن أحمد الصلح (1861-1935)، سياسي لبناني من صيدا، تقلّد مناصب إدارية رفيعة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وانتُخب نائباً عن بيروت في مجلس المبعوثان عام 1908. بعد تحرير سورية من الحكم العثماني، انتُخب عضواً في المؤتمر السوري العام، وعُيّن وزيراً للداخلية في حكومة رضا باشا الركابي، ثم رئيساً لمجلس الشورى لفترة وجيزة دامت ثلاثة أيام. عاد إلى منصبه الوزاري في حكومة هاشم الأتاسي، التي شهدت معركة ميسلون وسقوط الحكم الفيصلي في سورية. هو والد رياض الصلح، رئيس وزراء لبنان في نهاية مرحلة الانتداب، وجدَّ الأمير الوليد بن طلال، نجل ابنته علياء الصلح.

    البداية

    وُلد رضا الصلح في صيدا، وكان والده أحمد باشا من أبرز السياسيين في عصره، بينما جدّه حسن تقي الدين الحصني مفتي دمشق في أربعينيات القرن التاسع عشر. تلقى تعليمه في مدارس صيدا، ثم التحق بالعمل الإداري عام 1880 كاتباً في ديوان ولاية بيروت. وفي أيار 1883، عُيّن مديراً لناحية صيدا، وكان له دور بارز في تأسيس أول مدرسة حكومية في النبطية.

    المناصب الإدارية في المرحلة العثمانية

    تدرج في السلم الوظيفي بين عامي 1885 و1900، فتولى مناصب قائمقام في صيدا والمرقب ومرجعيون وصور، ثم عُيّن في مدينة إصلاحية بجنوب الأناضول، قبل أن يعود إلى صيدا مرة أخرى في 23 تموز 1898. وفي 9 تشرين الأول 1900، نُقل إلى بعلبك، ثم أصبح متصرفًا لكربلاء عام 1902، فسالونيكا في اليونان (معقل جمعية الاتحاد والترقي السرية). استُدعي إلى إسطنبول لمقابلة السلطان عبد الحميد الثاني، وفي 11 نيسان 1907، عُيّن متصرفًا لمدينة بروزة اليونانية.

    بعد انقلاب 1908، انتُخب نائباً في مجلس المبعوثان، وحضر الجلسة الافتتاحية في 17 كانون الأول. اختلف مع سياسة جمعية الاتحاد والترقي وعارض حملة التتريك حتى أصدرت السلطات العثمانية أمراً باعتقاله في آب 1915. رفض الاعتقال وقاوم الجنود، فأصاب أحدهم بسكين قبل أن يُلقى القبض عليه. سجنه جمال باشا (قائد الجيش الرابع العثماني في سورية)، ثم قام بنفيه مع أسرته إلى الأناضول حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918.

    في عهد الملك فيصل (1918-1920)

    بعد سقوط دمشق بيد القوات العربية عام 1918، بايع رضا الصلح الأمير فيصل بن الحسين، وعُيّن حاكماً لصيدا. ترشح لعضوية المؤتمر السوري العام وفاز بمقعد نيابة بيروت عام 1919، بينما مثل ابنه رياض صيدا وابن عمه عفيف صور. ضمت الحكومة السورية شخصيات عربية من غير السوريين، مثل المستشار نوري السعيد (عراقي)، ورئيس مجلس الشورى العسكري ياسين الهاشمي (عراقي)، ووزير الخارجية سعيد الحسيني (فلسطيني). في 9 آذار 1920، اختاره الفريق رضا الركابي وزيراً للداخلية في أول حكومة تشكلت بعد تتويج فيصل ملكًا. ثم صدر قرار بتعيينه رئيساً لمجلس الشورى في 3 أيار 1920، لكنه عاد سريعاً إلى منصبه الوزاري بعد يومين وبقي فيه حتى سقوط الحكم الفيصلي إثر معركة ميسلون في 24 تموز 1920.

    الوفاة

    عاد رضا صيدا فيها توفي عام 1935.

    المناصب الرسمية

    المنصب الفترة سبقه خلفه
    وزير الداخلية 9 آذار – 26 تموز 1920 رشيد طليع عطا الأيوبي
    رئيس مجلس الشورى 5-3 أيار 1920 عبد القادر مؤيد العظم علاء الدين الدروبي

     

  • رشيد رضا

     

    محمد رشيد بن علي رضا (23 أيلول 1865 – 22 آب 1935)، مفكر إسلامي، داعية، وأحد رواد الإصلاح في مطلع القرن العشرين. يعتبره كثيرون خليفة للشيخ محمد عبده، وقد طالب بالحفاظ على الخلافة الإسلامية بعد القضاء عليها في تركيا عام 1924، ونبذ العلمانية في محاربة الاستعمار الأوروبي. أسس مجلة المنار في القاهرة عام 1898، التي حققت نجاحاً باهراً في العالم الإسلامي وألهمت جيلاً كاملاً من المفكرين الإسلاميين، وفي مقدمتهم الإمام حسن البنا، مؤسس الإخوان المسلمين.

    انتُخب في أيار 1920 رئيساً للمؤتمر السوري العام، وصادق على الدستور الملكي قبل احتلال سورية وفرض الانتداب الفرنسي عليها في 24 تموز 1920. شارك بعدها في تأسيس المؤتمر السوري الفلسطيني في جنيف، وعمل مع أركان الحركة الوطنية السورية ضد الاحتلال البريطاني في فلسطين، والفرنسي في سورية ولبنان.

    البداية

    وُلِد رشيد رضا في قرية القلمون اللبنانية القريبة من طرابلس الشّام، وكان والده إمام المذهب الشافعي في مسجدها. قرأ على يده وحفظ القرآن الكريم، كما تعلّم مبادئ القراءة والكتابة والحساب. درس في المدرسة الرشيدية الابتدائية في طرابل ، ثم في المدرسة الوطنية الإسلامية، حيث توثّقت علاقته بمؤسس هذه المدرسة، الشيخ حسين الجسر. وفي عام 1887، حصل على إجازة منه لتدريس العلوم الشرعية، وإجازة ثانية لرواية الحديث عن الشيخ محمود نشابة.

    مجلة المنار

    بدأ دعوته من قرية القلمون، وأصبح خطيباً في مسجدها، حيث تعرّف على محمد عبده وأصبح من مريديه، حين كان الأخير منفياً في بيروت بسبب دوره في الثورة العرابية في مصر. وتوثّقت الصلة بينهما، وحاول الشيخ رشيد لقاء جمال الدين الأفغاني، لكن جهوده توقفت عند حدود تبادل الرسائل. وبعد عودة محمد عبده إلى مصر، هاجر رشيد رضا إلى القاهرة واستقر بها اعتباراً من 3 كانون الثاني 1898. كانت المرحلة المصرية هي الأكثر إنتاجاً وتأثيراً في تفكيره ومنهجه الإصلاحي. وفي شهر آذار من العام نفسه، أسس مجلة المنار، على غرار مجلة العروة الوثقى التي كان يصدرها الأفغاني مغ محمد عبده.

    أشار رضا في العدد الأول إلى أن مجلته تهدف إلى الإصلاح الديني والاجتماعي في العالم الإسلامي. وإلى جانب المقالات العامة في الدين والأخلاق والسياسة، أفردت المنار باباً خاصاً لنشر تفسير محمد عبده، كما تضمّنت أبواباً أخرى لنشر الفتاوى والإجابة على ما يرد إلى بريد القراء من أسئلة فقهية وعقائدية. تخصصت المنار في تغطية أخبار الأمة الإسلامية، والتعريف بأعلام الفكر والسياسة في العالم العربي والإسلامي. وقد حققت نجاحاً واسعاً في الوطن العربي كله، جعل من رشيد رضا أحد أبرز المفكرين في عصره، وأكثرهم نفوذاً بعد الأفغاني وعبده.

    نشاطه السياسي

    في عام 1897، أسس بالتعاون مع رفيق العظم جمعية سياسية في القاهرة، تدعو إلى توحيد الأمة الإسلامية تحت عرش الدولة العثمانية. أيد السلطان عبد الحميد الثاني في البداية، ثم سرعان ما انقلب ضده وبارك انقلاب عام 1908 الذي فرض عليه استعادة العمل بالدستور العثماني المُعطَّل منذ سبعينيات القرن التاسع عشر. في تشرين الأول 1909، زار إسطنبول بعد تنحية عبد الحميد عن العرش وطرح فكرة إنشاء مدرسة خاصة لتأهيل دعاة الإسلام في العالم، ولكن جمعية الاتحاد والترقي لم توافق على مقترحه. ثم كانت سياسة التتريك التي عارضها رشيد رضا بشدة، ما خلّف نفوراً بينه وبين الاتحاديين تطوّر إلى خصومة وقطيعة كاملة. اتهمهم بإضعاف الدولة العثمانية، وبتأييد الدول الأوروبية التي تريد النيل من هيبة الخلافة الإسلامية وبث الفوضى.

    بدأ الشيخ رضا في دعوته لإعطاء الولايات العربية قدراً من الاستقلالية، فوجّه له الاتحاديون تهمة السعي للانفصال عن الدولة. وصفهم بالملحدين، ونبّه في كتاباته إلى أن سياساتهم ستؤدي إلى انهيار الدولة، وبأنهم أصبحوا أداة في يد الدول الغربية التي تطمح إلى تمزيق دولة الخلافة، تمهيداً للقضاء عليها. وفي آذار 1914، اتهم جمعية الاتحاد والترقي بدعم الصهيونية، وبأنها لا تمانع إقامة دولة يهودية في فلسطين.

    رئيساً للمؤتمر السوري العام

    وعند اندلاع الثورة العربية الكبرى عام 1916، تواصل رشيد رضا مع الشريف حسين، سعياً لإقامة دولة عربية. وعندما أصبح ابنه الأمير فيصل حاكماً على سورية بعد تحريرها من الحكم التركي، قدّم له رشيد رضا البيعة وأصبح عضواً في المؤتمر السوري العام سنة 1919. انتقل للعيش في دمشق يوم 8 شباط 1920، وحضر مراسيم تتويج فيصل ملكاً على سورية في 8 آذار 1920. بعدها بشهرين، انتُخب رئيساً للمؤتمر، خلفاً لهاشم الأتاسي الذي سُمّي رئيساً للحكومة في 5 أيار 1920.

    انضم رضا إلى كتلة المحافظين في المجلس، معارضاً للنهج العلماني الذي تبنّاه عدد من النواب الشباب، مثل سعد الله الجابري ورياض الصلح. وقد قال لهم: “إن أُعلنت حكومة لا دينية، يفهم منها جميع المسلمين أنها حكومة كفر وتعطيل… غير شرعية… يجب إسقاطها.” كما علّق أمام نائبه وزميله الشيخ عبد القادر الخطيب قائلاً: “الأفندية (في إشارة إلى الأعيان والشباب) يجدون صعوبة في تقبّل فكرة أن يكون رئيس مجلسهم رجل دين معمّم يرتدي لِفّة كبيرة على رأسه.”

    الدستور السوري الملكي

    في عهده، شُكّلت لجنة لصياغة الدستور الملكي برئاسة هاشم الأتاسي، الذي لم يُعجب الملك فيصل ومن سار بركبه من الوطنيين الشباب. نصّ الدستور الجديد على جعل فيصل ملكاً دستورياً مقيد الصلاحيات، خاضعاً للمساءلة والاستجواب من مجلس النواب. جاء في مواد الدستور أنه يحق لثلث أعضاء المجلس اختيار خليفة الملك عند وفاته (في حال عدم وجود وليّ للعهد من أبنائه)، وبأنه بحاجة إلى موافقة غالبية أعضاء المجلس قبل إعلان الحرب أو إبرام أي اتفاقيات دولية.

    وقد فاجأ رشيد رضا خصومه بعدم الاعتراض على المادة 13 من الدستور، التي نصّت على حرية المعتقد والأديان، ولم يُصر على أن تكون الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع في المملكة السورية. الذكر الوحيد لدين الإسلام كان في مادة دين الملك، وهي المادة الثالثة التي جاء فيها: “حكومة المملكة العربية السورية حكومة ملكية مدنية نيابية عاصمتها دمشق ودين ملكها الإسلام.” دافع رشيد رضا عن موقفه أمام المحافظين من أنصاره، قائلاً إنه وبتحييد الدين عن الدستور كان يسعى لسحب ذريعة التدخل في شؤون سورية المستقبلية من الدول الأوروبية، بحجة حماية الأقليات، كما حدث في دمشق بعد فتنة العام 1860. وكان يُشير طبعاً إلى إرسال قوات فرنسية إلى السواحل السورية يومها لحماية المسيحيين بعد تعرّضهم لمذبحة كبيرة في تموز 1860.

    قبل توجّه قواته إلى معركة ميسلون في 24 تموز 1920، اجتمع الملك فيصل برشيد رضا، الذي أبلغه قرار السلطة التشريعية رفض التنازل أمام الفرنسيين، وأن ذلك يكون تماشياً مع الدستور الجديد الذي أقره المؤتمر السوري. هدّد فيصل بحلّ المجلس، ولكن رضا قال له: “لا يمكنك أن تفعل ذلك.” غضب فيصل عند سماعه هذا التحدي، وتساءل: “من أنتم؟ أنا الذي خلقت سورية!” فردّ الشيخ رضا عليه بغضب: “أأنت خلقت سورية؟ سورية خُلقت قبل أن تُخلق!” وقد علّق الشيخ رضا على هذا الحديث في مذكراته، واصفاً فيصل بالمتعجرف و”المجنون.”

    سقوط الحكم الفيصلي والعودة إلى مصر

    رفض رشيد رضا دعوة الأمة إلى الجهاد ضد الفرنسيين، حرصاً على حياة الناس، وقال إنه لا يرى فائدة من دخول السوريين في مواجهة عسكرية مع فرنسا، لأن نتائجها لن تكون لصالحهم. حصلت المواجهة العسكرية في معركة ميسلون يوم 24 تموز 1920، حيث هُزم الجيش السوري – كما توقّع رشيد رضا – وخُلع الملك فيصل عن العرش. هرب الملك إلى درعا جنوب البلاد، وفي 1 آب 1920، عبر الحدود إلى فلسطين. أما رشيد رضا فقد بقي في دمشق حتى 23 آب، وعاد بعدها إلى مصر لمزاولة نشاطه الدعوي. وقد أرسل خطاباً إلى عصبة الأمم في أيلول 1920، استنكر فيه الاحتلال الفرنسي لسورية، ووقّعه بصفته رئيساً للمؤتمر السوري المنحل منذ شهر تموز.

    المؤتمر السوري الفلسطيني

    تعاون رشيد رضا مع قادة الحراك الوطني في القاهرة، مثل الأمير ميشيل لطف الله وعبد الرحمن الشهبندر، و في 21 أيلول 1921، شارك في تأسيس المؤتمر السوري الفلسطيني في جنيف،، المناهض للاحتلال الأجنبي في الوطن العربي. كان هذا المؤتمر مدعوماً من قبل الشريف حسين وأولاده، فيصل بعد تنصيبه ملكاً على العراق، والأمير عبد الله بعد تأسيسه إمارة شرق الأردن. ولهذا السبب رفض الأمير عبد العزيز آل سعود دعم المؤتمر، ما أدى إلى انشقاق بعض الأعضاء وتأسيس فرح لهم يدعو إلى الاستقلالية عن الأسرة الهاشمية. عرف هذا الفرع بلجة عابدين، بسبب قرب موقعها من قصر عابدين، وقد ضم شكري القوتلي والأمير شكيب أرسلان والحاج أمين الحسيني.

    السنوات الأخيرة والوفاة

    عارض محاولات الشريف حسين تنصيب نفسه خليفة على الأمة الإسلامية بعد إلغاء المنصب في تركيا سنة 1924، وقدم دعماً كبيراً للأمير عبد العزيز في حربه على مملكة الحجاز. أيد ابن سعود والفكر الوهابي، وكان من أشد المتحمسين لإقامة المملكة العربية السعودية قبل وفاته في القاهرة عن عمر 69 عاماً، إثر نوبة قلبية في 22 آب 1935

    مؤلفاته

    الكتب التي حققها

    المناصب

    رئيس المؤتمر السوري (5 أيار – 24 تموز 1920)

     

     

  • حي الموصللي

    الموصللي، حيّ سكني ضمن محلّة القرشي في الميدان الوسطاني، يُنسب إلى جامع الموصللي الذي أنشأه أحد أفراد أسرة الشيبانية الموصللي الصوفية.

  • الملكة حزيمة

     

    حزيمة بنت ناصر (1884 – 27 آذار 1935) زوجة الملك فيصل الأول وملكة سورية عام 1920، ثم ملكة العراق من عام 1921 وحتى وفاتها. وهي والدةُ الملك غازي، وجدة الملك فيصل الثاني آخرِ ملوك العراق، إضافة إلى كونها شقيقةَ الملكة مصباح، زوجة عبد الله بن الحسين ملكِ الأردن.

    البداية

    وُلدت الأميرة حَزيمة في مكة المكرمة، وكان والدُها الشريف ناصر أحدَ أعيان الأسرة الهاشمية في الحجاز وشقيق الشريف حسين بن علي. تزوّجت من الأمير فيصل بن الحسين عام 1904، بينما تزوّجت شقيقتُها مصباح من أخيه الأمير عبد الله. عاشت طفولتَها وشبابَها في مك ، مع زيارات متقطعة إلى إسطنبول بعد انتخاب زوجها نائباً في مجلس المبعوثان سنة 1908. ولازمت مكة عند اندلاع الثورة العربية الكبرى سنة 1916، وبعد انهيار الحكم العثماني في سورية عام 1918، انتقلت إلى دمشق مع أولادها:

    المرحلة السورية

    في كتاب سكة الترامواي، يصف المؤرخ السوري سامي مروان مبيّض حياةَ الأميرة حَزيمة في دمشق قائلاً:

    دُهشت حَزيمة بمقدار التقدم والرقيّ الذي وجدته في دمشق، وأول ما وقع على ناظريها كان أعمدةَ الكهرباء الممتدةَ على طول شوارع المدينة، والتي لم تكن قد رأت مثلَها من قبل إلّا في إسطنبول. حضر سائقٌ شركسي إلى محطة الحجاز لنقلها مع أولادها إلى القصر الملكي في منطقة المهاجرين، رافعاً علمَ الثورة العربية الكبرى على سيارته. كانت السياراتُ قليلةً جداً في دمشق يومئذٍ، ولم يكن فيها إلّا عددٌ محدودٌ من شرطة المرور، بأيديهم شاراتٌ يدويةٌ حمراء وخضراء، يرفعونها على مفارق الشوارع الكبرى لتنظيم حركة السير. أدّوا لها تحيةَ احترام عند مرورها أمامهم، بصفتها ملكةَ سورية الجديدة.

    بعد أيام من وصول الأميرة حَزيمة إلى دمشق، جاء وفدٌ نسائي للترحيب بها، تتقدمه زهراء اليوسف شقيقةُ عبد الرحمن باشا اليوسف، وأسماء عيد، زوجةُ وزير المالية فارس الخوري. تفاجأت الأميرة بلباسِ ضيفاتها، فجميعهن دخلن سافراتِ الرأس والوجه، على الرغم من وجود الحرّاس والخدم في القصر.

    ويضيف مبيّض:

    استقبلت حَزيمة ضيفاتِها بغطاءِ الرأس التقليدي الذي كانت ترتديه في منزل عمّها في مكة، ظناً منها أنه فرضٌ مُلزمٌ في مدينة إسلامية لُقّبت بـشام شريف أيام الحكم التركي. وتبيّن لها أن جميع السيدات الضيوف كنّ متعلماتٍ، يجيدنَ القراءة والكتابة، وبعضهنّ يتقن الفرنسية والإنجليزية معاً. لم يطلبنَ منها أي خدمة أو وساطة، بل جئن ليعرضنَ خدماتهن عليها. حدّثنها عن أنفسهن وعن مدينتهن، وفتحن لها أبوابَ بيوتهن، وتعاملن مع أسرتها برفقٍ شديد، بلغ في بعض الأحيان درجةَ الشفقة، كون إحدى بناتها معوّقة، وهي الأميرة رفيعة، التي كانت تُعاني من شللٍ كاملٍ نتيجةَ سقوطها من يد إحدى الخادمات وهي رضيعة.

    الخروج من دمشق

    في 8 آذار 1920، تُوّج الأمير فيصل ملكًا، وأصبحت الأميرة حَزيمة ملكةً على سورية، لكنها لم تظهر معه في العلن، ولم تقم بأي دور سياسي، مقتصرةً نشاطَها على المناسبات الاجتماعية المخصصة للنساء. وبعد سقوط الحكم الفيصلي في سورية في 24 تموز 1920، عادت حَزيمة مع أولادها إلى مك ، ثم انتقلت للعيش في العراق عام 1924، بعد ثلاث سنوات من مبايعة زوجها ملكًا.

    الملكة الأم

    بعد وفاة الملك فيصل في 8 أيلول 1933، أصبحت حَزيمة “الملكةَ الأم” في المملكة العراقية، إثر مبايعة ابنها الوحيد غازي ملكًا. توسّع نشاطُها في العراق، حيث رعت جمعيةَ نهضة المرأة العراقية، ومؤتمرَ المرأة الشرقية الذي عُقد في بغداد سنة 1932، وألقت فيه كلمةَ الافتتاح. وعانت كثيراً في سنواتها الأخيرة من هروب أكبر بناتها، الأميرة عزة، إلى أوروبا للزواج من رجلٍ أجنبي، ما أدّى إلى طردها من الأسرة الهاشمية، ومن العراق.

    الوفاة

    تُوفيت الأميرة حَزيمة في بغداد يوم 21 آذار 1935 ودفنت في المقبرة الملكية في الأعظمية، بعد عامين على وفاة زوجها، وقبل أربع سنوات من وفاة ابنها الملك غازي في حادث سير سنة 1939.

    المناصب

    ملكة سورية (8 آذار – 24 تموز 1920)
    • سبقها في المنصب: لا يوجد
    • خلفها في المنصب: ألغي المنصب
    ملكة العراق (21 آب 1921 – 27 آذار 1935)

    لقراءة المزيد

    • سامي مروان مبيّض، سكة الترامواي: طريق الحداثة مر بدمشق (دار رياض نجيب الريس، بيروت 2023)
    • علي العلاوي، فيصل العراق (باللغة الإنجليزية، جامعة يال 2014)

     

     

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !