زهراء بنت محمد اليوسف (1895-1971)، حرم رئيس الجمهورية محمد علي العابد وسيدة سورية الأولى من سنة 1932 ولغاية عام 1936. على عكس كل من سبقها من زوجات رؤساء الدولة، كانت الأولى في نشاطها المجتمعي قبل رئاسة زوجها وبعد استقالته من المنصب، وذلك عبر ترأسها جمعية نقطة الحليب منذ سنة 1923.
البداية
ولدت زهراء اليوسف في منطقة سوق ساروجا وكان والدها محمّد باشا اليوسف من الأعيان، أما جدها محمد شمدين آغا فكان زعيم أكراد الشّام وأمير محمل الحج الشامي في القرن التاسع عشر. تزوجت من محمد علي العابد بعد عودته من دراسته الجامعية في باريس، وهو نجل أحمد عزت باشا العابد، كبير أمناء السلطان عبد الحميد الثاني.
السفر إلى الولايات المتحدة
عُيّن العابد سنة 1908 سفيراً للدولة العثمانية في الولايات المتحدة الأمريكية وسافرت معه اليوسف إلى واشنطن، حيث اجتمعت بزوجة الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت وكانت أول سيدة سورية تدخل البيت الأبيض. ولكن إقامتهما في أمريكا لم تدُم إلا أسابيع محدودة فقط وأجبرا على المغادرة إبان الانقلاب العسكري الذي أطاح بالسلطان عبد الحميد سنة 1908 ومعه والد زوجها أحمد عزت العابد. عزل السفير العابد عن منصبه وتوجه برفقة زوجته إلى أوروبا ليقضيا عقداً كاملاً بين باريس ولندن، إلى حين انتهاء الحرب العالمية الأولى وسقوط الحكم العثماني بدمشق سنة 1918.
جمعية نقطة الحليب
عادت اليوسف إلى دمشق مع تعيين زوجها وزيراً في حكومة رئيس الدولة صبحي بركات، الذي تزوج من ابنتها ليلى العابد سنة 1924. شاركت نخبة من سيدات دمشق بتأسيس جمعية نقطة الحليب، بعد سنتين من فرض الانتداب الفرنسي على سورية، التي هدفت إلى توفير حليب البقر الطازج للأسر المحتاجة في دمشق وريفها. انتُخبت اليوسف رئيسة للجمعية، وفي عامها الأول وزعت ما لا يقل عن ثمانية آلاف علبة حليب في العاصمة السورية وحدها، وكانت تجمع أعضاء مجلس الإدارة إما في قصر زوجها في سوق ساروجا أو في سراي عائلتها القريب منه في الحيّ نفسه. وضمّت الجمعية في عهده ابنة أخيها وجيهة اليوسف (حرم حسين إبيش) وسبع سيدات من آل العظم كانت أبرزهن فائزة العظم، أرملة شقيقها عبد الرحمن اليوسف الذي اغتيل في مطلع عهد الانتداب سنة 1920.
سيدة سورية الأولى (1932-1936)
عند انتخاب محمد علي العابد رئيساً للجمهورية سنة 1932، نشطت زهراء اليوسف في الحقل العام وانتُخبت رئيسة فخرية لمنظمة الصليب الأحمر الدولية في سورية الذي منحها وسامه المُذهّب، تكريماً لجهودها الإنسانية، لتصبح أول سيدة سورية تحمل وساماً دولياً من هذا النوع. ولها من الرئيس العابد أربع أولاد وهم:
- نصوح العابد
- محمود مختار العابد
- ليلى العابد
- شريفة العابد
الوفاة
وبعد استقالة محمد علي العابد من الرئاسة نهاية عام 1936 غادر من أسرته إلى مدينة نيس الفرنسية وفيها توفي بعد ثلاث سنوات. عادت زهراء اليوسف إلى دمشق واستأنفت نشاطها في الجمعيات الخيرية لغاية قيام الوحدة السورية المصرية سنة 1958. وفي عهد الرئيس جمال عبد الناصر صودرت أملاكها وأملاك زوجها فغابت اليوسف عن أي نشاط من بعدها لغاية وفاتها بدمشق سنة 1971.
المناصب
سيدة سورية الأولى (11 حزيران 1932 – 21 كانون الأول 1936)
- سبقها في المنصب: لا يوجد
- خلفها في المنصب: وردة شان الأتاسي