الشهر: فبراير 2021

  • زهراء اليوسف

    السيدة الأولى زهراء اليوسف
    السيدة الأولى زهراء اليوسف

     

    زهراء بنت محمد اليوسف (1895-1971)، حرم رئيس الجمهورية محمد علي العابد وسيدة سورية الأولى من سنة 1932 ولغاية عام 1936. على عكس كل من سبقها من زوجات رؤساء الدولة، كانت الأولى في نشاطها المجتمعي قبل رئاسة زوجها وبعد استقالته من المنصب، وذلك عبر ترأسها جمعية نقطة الحليب منذ سنة 1923.

    البداية

    ولدت زهراء اليوسف في منطقة سوق ساروجا وكان والدها محمّد باشا اليوسف من الأعيان، أما جدها محمد شمدين آغا فكان زعيم أكراد الشّام وأمير محمل الحج الشامي في القرن التاسع عشر. تزوجت من محمد علي العابد بعد عودته من دراسته الجامعية في باريس، وهو نجل أحمد عزت باشا العابد، كبير أمناء السلطان عبد الحميد الثاني.

    السفر إلى الولايات المتحدة

    عُيّن العابد سنة 1908 سفيراً للدولة العثمانية في الولايات المتحدة الأمريكية وسافرت معه اليوسف إلى واشنطن، حيث اجتمعت بزوجة الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت وكانت أول سيدة سورية تدخل البيت الأبيض. ولكن إقامتهما في أمريكا لم تدُم إلا أسابيع محدودة فقط وأجبرا على المغادرة إبان الانقلاب العسكري الذي أطاح بالسلطان عبد الحميد سنة 1908 ومعه والد زوجها أحمد عزت العابد. عزل السفير العابد عن منصبه وتوجه برفقة زوجته إلى أوروبا ليقضيا عقداً كاملاً بين باريس ولندن، إلى حين انتهاء الحرب العالمية الأولى وسقوط الحكم العثماني بدمشق سنة 1918.

    جمعية نقطة الحليب

    عادت اليوسف إلى دمشق مع تعيين زوجها وزيراً في حكومة رئيس الدولة صبحي بركات، الذي تزوج من ابنتها ليلى العابد سنة 1924. شاركت نخبة من سيدات دمشق بتأسيس جمعية نقطة الحليب، بعد سنتين من فرض الانتداب الفرنسي على سورية، التي هدفت إلى توفير حليب البقر الطازج للأسر المحتاجة في دمشق وريفها.  انتُخبت اليوسف رئيسة للجمعية، وفي عامها الأول وزعت ما لا يقل عن ثمانية آلاف علبة حليب في العاصمة السورية وحدها، وكانت تجمع أعضاء مجلس الإدارة إما في قصر زوجها في سوق ساروجا أو في سراي عائلتها القريب منه في الحيّ نفسه. وضمّت الجمعية في عهده ابنة أخيها وجيهة اليوسف (حرم حسين إبيش) وسبع سيدات من آل العظم كانت أبرزهن فائزة العظم، أرملة شقيقها عبد الرحمن اليوسف الذي اغتيل في مطلع عهد الانتداب سنة 1920.

    زهراء اليوسف مع زوجها الرئيس محمد علي العابد.
    زهراء اليوسف مع زوجها الرئيس محمد علي العابد.

    سيدة سورية الأولى (1932-1936)

    عند انتخاب محمد علي العابد رئيساً للجمهورية سنة 1932، نشطت زهراء اليوسف في الحقل العام وانتُخبت رئيسة فخرية لمنظمة الصليب الأحمر الدولية في سورية الذي منحها وسامه المُذهّب، تكريماً لجهودها الإنسانية، لتصبح أول سيدة سورية تحمل وساماً دولياً من هذا النوع. ولها من الرئيس العابد أربع أولاد وهم:

    الوفاة

    وبعد استقالة محمد علي العابد من الرئاسة نهاية عام 1936 غادر من أسرته إلى مدينة نيس الفرنسية وفيها توفي بعد ثلاث سنوات. عادت زهراء اليوسف إلى دمشق واستأنفت نشاطها في الجمعيات الخيرية لغاية قيام الوحدة السورية المصرية سنة 1958. وفي عهد الرئيس جمال عبد الناصر صودرت أملاكها وأملاك زوجها فغابت اليوسف عن أي نشاط من بعدها لغاية وفاتها بدمشق سنة 1971.

    المناصب

    سيدة سورية الأولى (11 حزيران 1932 – 21 كانون الأول 1936)

     

  • علاء الدين الدروبي

    الرئيس علاء الدين الدروبي
    الرئيس علاء الدين الدروبي

     

    علاء الدين بن عبد الحميد باشا الدروبي (1870 – 21 آب 1920)، سياسي سوري من مدينة حمص، كان رئيساً لمجلس الشورى ثم رئيساً للوزراء في الأيام الأخيرة عهد الملك فيصل الأول، والأسابيع الأولى من الانتداب الفرنسي، قبل اغتياله في سهل حوران يوم 21 آب 1920.

    البداية

    ولِد علاء الدين الدروبي في حمص وكان والده عبد الحميد باشا من أعيان العهد الحميدي. دَرَس الحقوق والسياسة في المعهد الشاهاني الملكي في إسطنبول والتحق بالعمل الحكومي، سفيراً في البلقان ثمّ والياً على البصرة في 27 آذار 1913. بعد سقوط الحكم العثماني في نهاية شهر أيلول من العام 1918، بايع الشريف فيصلاً حاكماً عربياً على سورية وعُيّن والياً على دمشق ومستشاراً للحاكم العسكري رضا الركابي. وعند تتويج الأمير فيصل ملكاً على سورية في 8 آذار 1920، سمّي الدروبي رئيساً لمجلس الشورى، خلفاً للرئيس المؤسس عبد القادر مؤيد العظم.

     رئيساً للحكومة السورية

    بعد معركة ميسلون، وقبل مغادرة الملك فيصل إلى فلسطين، أصدر قراراً بتعيين علاء الدين الدروبي رئيساً للحكومة اعتباراً من 26 تموز 1920، مع تكليفه البقاء في دمشق ومفاوضة الفرنسيين، على أمل أن يتمكن من تعديل شروط الانتداب الفرنسي. صدر قرار تكليف الدروبي دون ذكر أسماء الوزراء، وكان لافتاً إلغاء منصب وزير الخارجية لرغبة سلطة الانتداب بتولي شؤون سورية الخارجية. اكتفى الدروبي بتعيين الشاعر فؤاد الخطيب مستشاراً للشؤون الخارجية، وعمل على إرضاء الفرنسيين في معظم قراراته وتسهيل توليهم زمام الأمور في سورية، مُشرّعاً بذلك سلطة الانتداب وطاعناً بالمهمة الأساسية التي كُلّف بها من قبل الملك فيصل.

    فرض رقابة صارمة على المراسلات وأمر بجمع السلاح من الأهالي ومنع موظفي الدولة من الانخراط بأي عمل سياسي أو حزبي. كما أمر بنفي معظم الموالين لفيصل خارج سورية وعندما أصدر الجنرال هنري غورو حكماً غيابياً بالإعدام بحقهم في 8 آب 1920، لم يتدخل الدروبي ولم يعترض. أغلقت حكومة الدروبي النادي العربي (مقر المؤتمر السوري العام)، وأمرت بحلّ اللجنة الوطنية العليا التي شكلها فيصل لتنظيم المقاومة الشعبية. ومن أبرز قراراته المصادقة على الغرامة المالية التي فرضها غورو على السوريين عقاباً لدعمهم فيصل خلال معركة ميسلون.

    التخلي عن فيصل

    كانت الضريبة الأقسى على حلب ودمشق (40 ألف دينار لكل منهما)، وحوران (15 ألف دينار ذهب). وجّه الدروبي إنذاراً شديداً لأهالي حوران بدفع المبلغ، مهدداً بمصادرة أملاكهم. وعندما علم بحفاوة استقبال فيصل في حوران أثناء توجهه إلى حيفا، أرسل له الرسالة التالية:

    أفادت السلطة الفرنسية أنها وضعت تحت أمر جلالتكم قطاراً خاصاً للسفر إلى حيفا أو عمّان، حسب اختياركم، دون التوقف في درعا، فأسترحم من جلالتكم، حفظاً لبلاد حوران من المصائب والخراب، تعجيل حركتكم مولاي.

    ألقت الطائرات الحربية الفرنسية مناشير على قرى حوران، تحذر من عواقب بقاء فيصل في المنطقة، وأقام الدروبي حفلة عشاء على شرف الجنرال غورو في السراي الكبير وسط ساحة المرجة بدمشق، مشيراً إلى فيصل بلقب “الشريف فيصل” (بدلاً من “جلالة الملك”)، وبرّر ذلك بالقول:

    اجتنبت إغضاب الجنرال المُحتفى به، الذي لم يعترف لا هو ولا دولته بالملكية التي أعلنتها سورية. وبما أنه ملك في نظرنا نحن العرب اكتفيت بنعته بالشريف، وهو النعت الذي يرافقه في جميع أدوار حياته أكان ملكاً أو أميراً.

    وأضاف في كلمته: “إن فرنسا تأتي سورية كصديق لا كمستعمر… إنكم وعدتم بأن تحترموا استقلال الشعب السوري وحريته وتعوّلوا على المودة والصدق المتبادلين، فمثلتم بذلك فكرة فرنسا، نصيرة الحرية والمدنية.” مع ذلك، احتفظ الدروبي ببعض الاستقلالية، فاعترض رسمياً في 9 آب 1920 على فصل أقضية بعلبك والبقاع وحاصبيا وراشيا عن سورية وإلحاقها جميعاً بلبنان الكبير اعتباراً من 1 أيلول.

    جريمة خربة غزالة

    عندما بلغت التقارير عن تحضير أهالي حوران لعصيان مسلح، توجه وفد حكومي برئاسة الدروبي وعضوية عبد الرحمن اليوسف (رئيس مجلس الشورى) وعطا الأيوبي (وزير الداخلية)، يرافقهم خطيب الجامع الأموي عبد القادر الخطيب وعبد الجليل الدرّة، أحد المدرسين القدامى في درعا. التقى الدروبي بمحافظ حوران أبو الخير الجندي، واعداً بإنهاء الاضطرابات، عند وصولهم إلى محطة خربة غزالة، هاجم مسلحون القطار فنزل الدروبي واليوسف محاولين الوصول إلى مدير المحطة طلباً للنجدة، فأصيبوا بطلقات قاتلة. وهناك رواية أخرى تذكر أن الدروبي قُتل في مقصورة الدرجة الثالثة بين الركاب، لا في المحطة.

    ظل الطريق إلى دمشق مغلقاً شهراً كاملاً، وتأخر وصول الجثامين حتى نهاية أيلول 1920. دُفن الدروبي في حمص بجنازة رسمية في 20 أيلول، حضرتها قطع عسكرية فرنسية ومفرزة درك سورية ناكسة السلاح، مع مفرزة من المشاة ومن فرسان الشرطة.

    المناصب

    رئيس مجلس الشورى (9 آذار – 26 تموز 1920)
    رئيس الحكومة السورية (26 تموز – 21 آب 1920)

    المصادر

    • خيرية قاسمية، الحكومة العربية في دمشق (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1982)
    • علي سلطان، تاريخ سورية 1918-1920: حكم فيصل بن الحسين (دار طلاس، دمشق 1996)
    • مجموعة كتاب، الحكومة العربية في دمشق: التجربة المبكرة للدولة العربية الحديثة (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة 2020)
    • محمد الأرناؤوط، من الحكومة إلى الدولة: تجربة الحكومة العربية في دمشق (الآن ناشرون، عمّان 2020)
    • يوسف الحكيم، سورية والعهد الفيصلي (دار النهار، بيروت 1996)

     

     

     

  • عادل العوا

     

    الأستاذ الدكتور عادل العّوا
    الأستاذ الدكتور عادل العّوا

    عادل بن عارف العوّا (1921 – 28 كانون الأول 2002) أستاذ جامعي سوري من دمشق وعضو مجمع اللغة العربية، شغل عمادة كلية الآداب في جامعة دمشق من سنة 1965 ولغاية عام 1973.

    البداية

    ولد عادل العوّا في دمشق ودرس في مدرسة مكتب عنبر أولاً ثم في جامعة السوربون في باريس، حيث نال شهادة الدكتوراة في الآداب والفلسفة سنة 1945. عاد إلى سورية وعمل مُدرّساً في ثانويات دمشق ودار المعلمين قبل المشاركة في تأسيس كلية الآداب في الجامعة السورية سنة 1946 وتعيينه مديراً للجنة التربية والتعليم في وزارة المعارف السورية.

    سنوات التدريس

    وفي سنة 1965 سمّي عميداً لكلية الآداب ورئيساً لقسم الفلسفة والعلوم الاجتماعية في الجامع السورية، بعد تحويل اسمها إلى جامعة دمشق. انتقل بعد تقاعده إلى عمّان وأصبح محاضراً في الجامعة الأردنية ومن ثم في الجامعة اللبنانية في بيروت، كما درّس في جامعة الجزائر وفي جامعة الكويت وجامعة هلسنكي في فنلندا.

    في مجمع اللغة العربية

    وفي 24 تشرين الثاني 1990، انتخب الدكتور عادل العّوا عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق. وقد نَشِطَ في متابعة أعمال مجلس المجمع وندواته، وكان عضواً في عدة لجان، منها النشاط الثقافي وتنسيق المصطلحات وتوحيدها ولجنة ألفاظ الحضارة ولجنة المخطوطات وإحياء التراث العربي. وفي سنة 2002 حصل على وسام الاستحقاق السوري من الرئيس بشار الأسد.

    المؤلفات

    وضع الدكتور العوّا عدة مؤلفات في حياته كان أبرزها:

    • الفكر الانتقادي لجماعة إخوان الصفا (بالفرنسية، بيروت 1948)
    • منتخبات إسماعيلية  (تحقيق، دمشق 1948)
    • المذاهب الأخلاقية، جزءان (دمشق 1958-1959)
    • القيمة الأخلاقية (دمشق 1960)
    • التجربة الفلسفية، جزءان (دمشق 1962)
    • معالم الكرامة في الفكر العربي (دمشق 1969)
    • الأخلاق (دمشق 1975)
    • الإنسان ذلك المعلوم (بيروت 1977)
    • عِلم الأديان وبنية الفكر الإسلامي (بالمشاركة، دمشق 1977)
    • أسس الأخلاق الاقتصادية (دمشق 1981)
    • المدخل إلى الفلسفة (بالمشاركة، دمشق 1982)
    • العمدة في فلسفة القيم (دمشق 1986)
    • المذاهب الفلسفية (دمشق 1987)
    • مقدمات الفلسفة (دمشق 1987)
    • أخلاق التهكم (دمشق 1989)
    • مذاهب السعادة (دمشق 1991)
    • المزاج الحضاري في الفكر العربي (دمشق 1992)
    • حقيقة إخوان الصفا (دمشق 1993)
    • لقاء القيم في الفكر العربي (دمشق 1993)
    • العلوم الإنسانية وإشكالية التاريخ (دمشق 1995)
    • آفاق الحضارة (دمشق 2001)
    • الفصائل العربية (دمشق 2002)
    • التسامح (دمشق 2002)

    الوفاة

    توفي الدكتور عادل العوّا بدمشق عن عمر ناهز 81 عاماً يوم 28 كانون الأول 2002.

     

     

     

  • ساحة ذي قار (ساحة آخر الخط)

     

    ساحة أخر خط المهاجرين
    ساحة أخر خط المهاجرين

    ساحة ذي قار (أو ساحة آخر الخط)، ساحة تقع في آخر الخط الغربي لشارع ناظم باشا في منطقة المهاجرين وسط مدينة دمشق. كانت آخر موقع يصله ترامواي المهاجرين واتخذها أهالي دمشق مُنتزهاً، وكانت تُشرف على القصر الجمهوري القديم الذي تم هدمه في سبعينيات القرن العشرين، المعروف بقصر مصطفى باشا العابد. سمّيت رسمياً بساحة ذي قار، نسبة إلى معركة ذي قار التي انتصر فيها العرب على الفرس في أوائل القرن السابع ميلادي.

  • المدرسة المرادية

     

    المرادية – أو المدرسة النقشبندية البرّانية – مدرسة في حارة الورد في محلّة بسوق ساروجا وسط مدينة دمشق، أنشأها العالم الشيخ مراد بن علي البخاري النقشبندي في العهد العثماني وكانت بالأساس خاناً للهو والفجور. حولها الشيخ مراد إلى مدرسة مرموقة سنة 1697، فيها مكتبة نفيسة بلغ عدد مجلّداتها 246 نُقلت فيما بعد إلى المكتبة الظاهريّة. شُبّهت المدرسة المرادية بالأزهر في مصر وأطلق عليها البعض لقب “أزهر دمشق.” ومُرادٌ بن عليّ هو سمرقنديّ الأصل والمولد، هاجر إلى الديار الهنديَّة وكانت حينذاك تحت حُكم السُلالة المغوليَّة التيموريَّة، فأخذ الطريقة النقشبنديَّة وتصوَّف وحجّ وتنقل بين البلدان الإسلامية واستوطن دمشق.

    وصف المدرسة

    تتكوَّن المدرسة من صحنٍ مفروش بالفسيفساء ومُصلَّى ومدفن. وإلى شمال الصحن وغربه سبع غُرف للمُجاورين وإلى الجنوب ثلاث قناطر ومن ورائها المُصلَّى، وهو مُؤلَّف من غُرفة واسعة ذات قوسٍ عظيم، وفيه محرابٌ ومنبر، وإلى يمين المحراب قبَّة فخمة بحيطانٍ مُزخرفة تحتها قبران كبيران.

    مصير المدرسة المرادية

    تعرضت المدرسة إلى دمار شديد وسقطت مئذنتها في زلزال عام 1759، وجاءت بعدها مرحلة طويلة من الإهمال والتهالك في عمارتها الأساسية. ظل الجامع قائماً وبحسب المؤرخ المعاصر أكرم حسن العلبي فإن إمام المسجد الشيخ أحمد رمضان كان مقيماً في إحدى غرف المدرسة سنة 1989 ولكن القسم الشرقي منها “اختلس بكامله وأصبح داراً للسكن.” ويضيف العلبي أنّ ملجأً بني أمام واجهتها القبليّة.

  • عارف النكدي

    عارف النكدي
    عارف النكدي

    عارف بن أمين النكدي (13 كانون الثاني 1877 – 23 آذار 1974)، قاضٍ وسياسي وأديب من جبل لبنان، تولّى رئاسة مجلس الشورى وقيادة الشرطة السورية في عهد الرئيس شكري القوتلي ثمّ أصبح محافظاً على جبل الدروز سنة 1948.

    البداية

    ولِد عارف النكدي في بعبدا بجبل لبنان وتعود نسبته إلى آل نكد، وهم عشيرة درزية معروفة تنتسب إلى قبيلة تغلب العربية المشهورة. درس في مدارس بيت الدين قبل تخصصه بالقانون وحصوله على رخصة للمرافعة أمام المحاكم اللبنانية سنة 1911. عُيّن كاتباً في محكمة الاستئناف ومستنطقاً لدى الهيئة الاتهامية ثمّ عضواً في محكمة الجنايات. ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914 أصبح قاضياً أولاً في بعبدا إضافة لعمله في الصحافة حيث أصدر مجلّة الميثاق الشهرية، وبعدها مجلّة اليوم.

    العمل القضائي

    بعد سقوط الحكم العثماني وإقامة حكومة عربية بقيادة الأمير فيصل بن الحسين سنة 1918، توجه عارف النكدي إلى دمشق بدعوة من وزير العدل جلال زهدي وعُين معاوناً للمدعي العمومي في محكمة الاستئناف ومُفتشاً في وزارة العدل السورية. وفي شباط 1928 عينه الوزير صبحي نيّال مديراً للأمور القانونية في وزارة العدل لغاية عام 1937، تاريخ تسلمه إدارة الوزارة.

    مديراً لمعرض دمشق

    وعمل النكدي في جريدة الأيام  الناطقة بلسان الحركة الوطنية في سورية ورئيساً لتحرير صحيفة اليوم البديلة التي كانت تصدرها الكتلة الوطنية كلما عُطّلت الأيام من قبل الرقابة الفرنسية. وكان محاضراً في كلية الحقوق بالجامعة السورية. وعند انتخاب محمد علي العابد رئيساً للجمهورية سنة 1932 قرر إنشاء معرض سنوي خاص للصناعات السورية، وعُيّن الأمير مصطفى الشهابي مديراً وسمّي عارف النكدي وكيلاً ونائباً لمدير المعرض.

    افتُتح المعرض في مدرسة التجهيز يوم 31 أيار 1936 وكان تحت رعاية الرئيس العابد وبحضوره. شاركت به دول عدة، منها تركيا وإيران ومصر وتونس والجزائر والمغرب والمملكة العراقية والهند والصين، إضافة لبعض الشركات الأميركية والبريطانية. قلّده الرئيس العابد وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة لدوره في إنجاح المعرض، وشكّل لجنة مؤلفة من النكدي والشهابي، ومعهم رئيس غرفة الصناعة خالد العظم لترتيب مشاركة سورية في معرض باريس الدولي لعام 1937.

    المناصب السياسية

    اعتقل عارف النكدي سنة 1939 بسبب مواقفه المتشددة ضد الانتداب الفرنسي وسجن في لبنان . وفي سنة 1945، عينه رئيس الجمهورية شكري القوتلي مديراً للشرطة والأمن العام، قبل تسميته رئيساً لمجلس الشورى في 1 آب 1946، وبعدها جاءت تسميته محافظاً على جبل الدروز في تشرين الثاني 1948 وتكليفه بإنهاء النزاع القائم يومها بين آل الأطرش وخصومهم المدعومين من قبل رئيس الحكومة جميل مردم بك. وبعد أيام من وصول حسني الزعيم إلى الحكم، صدر مرسوم بتسمية عارف النكدي نائباً للحاكم العسكري في السويداء ابتداء من 9 نيسان ولغاية إحالته على المعاش في 31 تموز 1949.

    محافظ جبل الدروز

    بذل النكدي جهده لنشر العلم في طائفته، ففتح عدداً كبيراً من المدارس في القرى الدرزية وأنشأ لها مجلة “الضحى.” وكان قبلها قد أنشأ في بيروت سنة 1941 بيت اليتيم ثم نقله إلى بلدة عبيه، ثم أنشأ بيتاً آخر في السويداء تركه للحكومة السورية بعد إحالته على المعاش سنة 1949. وفي لبنان جدد مدرسة الداودية الدرزية وربط بها 33 مدرسة ابتدائية، وأنشأ مدرسة للبنات في عبيه أسماها المدرسة التنوخية، ومدرسة مختلطة في بيروت أسماها المدرسة المعنية.

    العمل المجمعي

    تقاعد النكدي يومها وكرّس بقية حياته للتأليف والنشر والعمل في مجمع اللغة العربية الذي كان قد انتخب عضواً عاملاً فيه منذ 26 آذار 1923. أولى محاضراته في المجمع كانت سنة 1921 قبل انتخابه عضواً عاملاً فيه وجاءت بعنوان “القضاء والإسلام،” تلتها محاضرة عن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز سنة 1927 وأخرى بعنوان  “الأندلس عبرة وذكرى.” شارك في أعمال المؤتمر الأول للمجامع اللغوية العلمية المنعقد في دمشق سنة 1956، حيث ألقى محاضرة بعنوان “الفصحى والعامية” وفي سنة 1966 كلّف بالإشراف على مطبوعات المجمع.

    المؤلفات

    ترك النكدي ثلاثة كتب مطبوعة هي: “الموجز في علم الاجتماع” و”القضاء في الإسلام” وكتاب “معضلة الشرق” الذي ترجمه عن الفرنسية سنة 1920.

    الوفاة

    عاش عارف النكدي سنواته الأخيرة في لبنان وتوفي في عبيه عن عمر ناهز 88 عاماً يوم 23 آذار 1974. تكريماً لمنجزاته أطلقت وزارة التربية السورية اسم “عارف النكدي” على إحدى مدارس حيّ الميدان وسمّي شارع باسمه وسط مدينة السويداء.

    المناصب

    مدير الشرطة والأمن العام (15 تشرين الأول 1945 – 8 آب 1946)
    رئيساً لمجلس الشورى (8 آب 1946 – 2 كانون الثاني 1948)
    محافظ جبل الدروز (11 تشرين الثاني 1948 – 31 تموز 1949)
  • عبد الكريم اليافي

    عبد الكريم اليافي
    عبد الكريم اليافي

    عبد الكريم اليافي (1919 – 11 تشرين الأول 2008)، مُدرس وباحث في الفلسفة وعِلم الاجتماع، كان عضواً مجمع اللغة العربية بدمشق ومدرساً في الجامعة السورية، إضافة لعمله في منظمة اليونسكو وفي الجامعة اللبنانية في بيروت.

    البداية

    ولِد عبد الكريم اليافي في مدينة حمص ودَرَس في مدارسها، ثم في كلية الطب بالجامعة السورية، قبل أن يُغير الاختصاص ويسافر إلى فرنسا لدراسة الرياضيات والفيزياء في جامعة السوربون. حالت الحرب العالمية الثانية دون عودته إلى سورية، فأكمل دراسته في باريس ونال شهادة في علم المنطق وعلم النفس وعلم الاجتماع والأخلاق، مع شهادة الدكتوراه في الفلسفة سنة 1945.

    العمل في التدريس

    عاد عبد الكريم اليافي إلى سورية وعُيّن مُدرّساً في ثانويات حمص الحكومية قبل انتقاله إلى قسم الفلسفة وعِلم الاجتماع في الجامعة السورية سنة 1947. شارك في تأسيس اتحاد الكتاب العرب بدمشق سنة 1969 ودرّس في الجامعة الأردنية في الفترة ما بين 1967-1971. وفي عام 1974 سمّي خبيراً في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، وخبيراً مُعتمداً في منظمة اليونسكو. عَمل في بيروت لمدة عامين ثم عاد بعدها إلى وظيفته الأساسية في الجامعة السورية، بعد أن أصبح اسمها جامعة دمشق، مُدرّساً لمادة الجماليات ورئيساً لهيئة مُعجم العماد الموسوعي في اللغة والعلوم والفنون والإعلام حتى سنة 1992.

    في مجمع اللغة العربية

    عُين بعدها خبيراً في البحوث الإحصائية وانتخب عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق في أيلول 1976. وفي مطلع الثمانينيات، أصبح رئيساً تحرير مجلّة التراث العربي حتى عام 1995. شارك في لجان المجمع المختلفة، من لجنة المخطوطات وإحياء التراث إلى لجنة اللغة العربية والأصول ولجنة مشروع تعريب الرموز العلمية للمرحلة الجامعية في مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء.

    مؤلفاته

    أصدر عبد الكريم اليافي عدداً من المؤلفات العِلمية والأدبية في حياته، ومنها:

    التكريم

    في سنة 2002 حصل عبد الكريم اليافي على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى.

    الوفاة

    توفي عبد الكريم اليافي في دمشق عن عمر ناهز 89 عاماً في 11 تشرين الأول 2008.

     

     

     

  • شارع أبي رمانة

    شارع أبي رمانة
    شارع أبي رمانة

    شارع أبي رمّانة، شارع حديث أسفل منطقة المهاجرين، بدأ تنظيمه في الأشهر الأخيرة من الانتداب الفرنسي سنة 1945 وهو من أرقى شوارع العاصمة السورية اليوم. اعترافاً بدعم الحكومة البريطانية لاستقلال سورية ودعوتها للمشاركة في مؤتمر تأسيس الأمم المتحدة، أٌطلقت الدّولة السورية عليه اسم “شارع بريطانيا” ولكنه تحوّل إلى “شارع الجلاء” بعد جلاء القوات الفرنسية عن سورية في 17 نيسان 1946. مع ذلك ظلّ اسم “أبو رمانة” طاغياً على الشارع حتى اليوم.

    التسمية

    تعود تسمية شارع أبي رمّانة إلى شجرة رمّان كانت موجودة فيه قبل إعماره، تُخيّم فوق قبر أحد أولياء الله. وتقول إحدى الروايات الشعبية إن القبر يعود لرجل ثري وليس لوليّ، جاء إلى محلّة الصالحية للاستشفاء، وعند وفاته أقامت زوجته روضة حول قبره، لم يبق منها سوى شجرة رمّان.

    شارع أبي رمانة سنة 1948.
    شارع أبي رمانة سنة 1948.

    شارع الرؤساء

    اشترى رئيس الجمهورية حسني الزعيم منزلاً في شارع أبي رمانة ولكنه قتل قبل أن يسكنه في 14 آب 1949. شيّد بعدها الرئيس أديب الشيشكلي قصراً في آخر الشارع، المعروف اليوم بقصر الضيافة، وأقام فيه مدة قصيرة مع عائلته قبل الانقلاب عليه ونفيه خارج البلاد سنة 1954. وفي سنة 1955، أقام شكري القوتلي في شارع أبي رمانة بعد عودته إلى رئاسة الجمهورية، وكان منزله قريباً من قصر الضيافة، في مقر السفارة الأردنية لاحقاً. وأخيراً اتخذ الرئيس جمال عبد الناصر من قصر الضيافة مقراً لإقامته ومن على شرفته أعلن عن قيام الوحدة السورية – المصرية سنة 1958.

    معالم شارع أبي رمانة اليوم:

     

  • أبي جرش

    أبو جرش، من أقدم أحياء منطقة الصالحية بدمشق، يرد ذكره في بعض المصادر “أبي جرص،” وكانت له بساتين تمتد إلى شرقي الجبّة، أو ما يُعرف اليوم بساحة الميسات وشارع برنية. وهناك سوق يحمل الاسم نفسه بين المدرسة العُمرية وجامع الحنابلة.

     

  • صبري القباني

    الدكتور صبري القباني
    الدكتور صبري القباني

    صبري بن محمد القباني (1908-1973)، طبيب سوري من دمشق ورائد الصحافة الطبيّة في الشرق الأوسط، أسس وترأس تحرير مجلّة طبيبك من سنة 1956 ولغاية وفاته عام 1973. كانت طبيبك من أنجح المجلات السورية وحققت رواجاً كبيراً في معظم الدول العربية.

    البداية

    وُلِد صبري القباني في دمشق وهو سليل الجناح الفقير من عائلته القباني المعروفة. درس في المدارس الحكومية ونال شهادة في الطب من الجامعة السورية سنة 1931. عَمل طبيباً في الجيش العراقي طيلة تسع سنوات قبل عودته إلى دمشق سنة 1940 لافتتاح عيادة خاصة في محلّة السنجقدار. ترشّح في الانتخابات النيابية سنة 1947 ولم ينجح فتفرّغ للتدريس الجامعي وكتابة المقالات في الصحف السورية. وفي سنة 1949 عُيّن طبيباً خاصاً لحسني الزعيم، قائد الانقلاب الأول في سورية، كان وسيطاً بينه وبين أنطون سعادة، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي جاء إلى دمشق هرباً من مذكرة اعتقال في لبنان وحصل على لجوء سياسي.

    الدتور صبري القباني في عيادته الطبية.
    الدتور صبري القباني في عيادته الطبية.

    مجلّة طبيبك

    بدأ القباني نشاطه الإعلامي عبر برنامج “طبيبك خَلف المذياع” الذي بث عبر أثير إذاعة دمشق في مرحلة الخمسينيات وفي تشرين الثاني 1956 أسس مجلّة طبيبك الشهرية التي حقّقت نجاحاً باهراً في سورية وأصبحت توزع في لبنان والعراق ووصلت حتى إلى السودان والسعودية. أدخل عليها أبواب ثابتة مثل “تاريخ الطب” و”جمالك سيدتي،” إضافة لقسم “طبيبك في خدمتك” الذي صار من خلاله القباني يُجيب على رسائل القُراء في كلّ المواضيع. تحدث بإسهاب عن الدواء والرضاعة والإنجاب، عن النظافة في المنزل، وعن أمراض شائعة مثل السُمنة. شجّعت وصفاته الطبيّة كبرى شركات الدواء العالمية بأن تعلن في مجلّة طبيبك، ما حقق له نجاحاً مادياً قلّ نظيره في عالم الصحافة وأدى إلى إغلاق عيادته الطبية والتفرغ كلياً للمجلّة.

    مؤلفاته

    وضع صبري القباني عدة مؤلفات طبية ناجحة في حياته، جميعها من روح مجلّة طبيبك، مثل جمالك سيدتي (1969) والغذاء…لا الدواء (1971)

    الوفاة

    توفي الدكتور صبري القباني في بيروت عن عمر ناهز 55 عاماً في نيسان 1973 وخلفه في إدارة طبيبك نجله الدكتور سامي القباني، أحد أشهر أطباء الجراحة القلبية في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !