ولِد عبد المحسن الأسطواني في أُسرة عريقة اشتهر رجالها بالعِلم وتبوَّؤُوا أرفع المناصب الدينية. دَرَس على يد علماء دمشق ومنهم والده الشّيخ عبد القادر الأسطواني والشّيخ سليم العطار، مُدرّس البخاري في جامع سليمان باشا. كان مقرباً من مفتي دمشق الشّيخ محمود الحمزاوي الذي عينه أميناً للفتوى قبل وففاته بأسابيع سنة 1886.
أمين فتوى دمشق
حافظ الشيخ الأسطواني على منصبه على الرغم من كل التغيرات السياسية التي عصفت من حوله ومنها الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني وتنحيته عن العرش في نيسان 1909 وصولاً لاندلاعالحرب العالمية الأولى سنة 1914. انتُخب نائباً عن دمشق في مجلس المبعوثان في إسطنبول وبعد سقوط الحكم العثماني في سورية نهاية شهر أيلول من العام 1918، بايع الأمير فيصل حاكماً عربياً على البلاد. عينه الأخير نائباً لرئيس مجلس الشورى عبد القادر مؤيد العظم وفي عهده كان أحد مؤسسي الحزب السوري الوطني مع أمير الحج عبد الرحمن باشا اليوسف. نادى الحزب باستقلال سورية ووحدة أراضيها، ودعا إلى نظام ملكي دستوري، تكون السلطة العليا فيه لمجلس نيابي مُنتخب. أفتى بمبايعة فيصل الأول ملكاً على سورية – بناء على مقررات المؤتمر السوري العام – وحضر حفل تنصيبه في دار البلدية وسط ساحة المرجة في يوم 8 آذار 1920.
وفي عام 1928، عُيّن الشيخ الأسطواني قاضياً شرعياً في دمشق ثم رئيساً لمحكمة التمييز الشرعية. تزامن هذا التكليف مع محاولة فرنسا تمرير قانون جديد للأحوال الشخصية في سورية، ينص على تحويل كل قضاياه من المحاكم الشرعية إلى المحاكم المدنية، إلّا فيما يتعلق بأمور الزواج والطلاق. اعترض الأسطواني على هذا القرار وحاربه بشدة، لأنه سمح لأي مواطن سوري بلغ سن الرشد أن يختار دينه وأن يتنقل بحرية من طائفة إلى أخرى، أو من دين إلى دين، دون إعلام مجلس الملّة أو الطائفة أو الكنيسة. وسمح القانون لأي امرأة مسلمة أن تتزوج من مسيحي أو يهودي دون أن ينطق الشهادتين، ما أثار حفيظة الأسطواني علماء الشّام كافة.
بسبب الغليان الشعبي الذي أثاره الأسطواني، ظلّ قانون الأحوال الشخصية معلّقاً حتى نهاية عام 1938، عندما قبل به رئيس الحكومة جميل مردم بك. ثار الأسطواني وحشد من أعوانه ومريديه وطالبوا بإسقاط الحكومة المردمية، مهددين بعصيان مدني لو أصر مردم بك على موقفه. شُكّلت لجنة لإعادة النظر في القانون، مؤلفة من عبد المحسن الأسطواني والشّيخ كامل القصّاب ورئيس محكمة التمييز مصطفى برمدا والقاضي حنا مالك، وقرروا مجتمعين طيّ القرار إلى أجل غير مسمى.
موقفه من العدوان الفرنسي عام 1945
كان لعبد المحسن الأسطواني موقف لافت في أثناء العدوان الفرنسي على مدينة دمشق يوم 29 أيار 1945، عندما دخل إلى الجامع الأموي ووجد المصلين يدعون على فرنسا فصاح بهم غاضباً: “المساجد للمُقعدين فقط، فليحمل كل واحد منكم سلاحه.”
شاعراً في عهد الاستقلال
حافظ عبد المحسن الأسطواني على منصبه في محكمة التمييز حتى نهاية حياته، لأن قانون التقاعد في سورية لم يكن ينطبق لا على علماء الدين أو على أئمة المساجد. وظلّ يخطب في جامع البزورية ويُقيم مجلس عِلم في داره، عُرف باسم “مجلس الشيوخ،” وكان بضمّ العديد من السياسيين والعلماء. وكان يُنظم الشّعر التعليمي في أحكام المساجد وأبواب الوتر والنوافل وقضاء الفوائت وسجود السهو والمسائل الفقهية التي كان يغلب عليها الجانب التحليلي العقلي. التزم في نظمه الأوزان الموروثة، مع ميله إلى التنويع في قوافيه، حيث جعل لكل بيت قافية.
عبد الله بن فكري الخاني (1922 – 7 كانون الأول 2020)، قاضٍ سوري ورجل دولة، عمل مع معظم رؤساء سورية من شكري القوتلي إلى حافظ الأسد، وتولّى الأمانة العامة للرئاسة السورية في مرحلة الخمسينيات وشارك في مفاوضات الوحدة مع مصر سنة 1958. انتقل للعمل في وزارة الخارجية السورية وسمّي سفيراً في عدة دول ثم معاوناً للوزير الخارجية، قبل تكليفه بتأسيس وزارة السياحة وتعيينه أول وزير فيها سنة 1972. أنتُخب سنة 1980 عضواً في محكمة العدل الدولية وفي سنواته الأخيرة شغل منصب كبير حكماء مؤسسة تاريخ دمشق وكان أحد الآباء المؤسسين لجمعية أصدقاء دمشق سنة 1976 وعضواً مؤسساً في مجلس أمناء مؤسسة خالد العصيمي للحوار والاعتدال في مدينة جنيف السويسرية.
نظراً لضلوعه باللغتين الفرنسية والإنجليزية، كلفه القوتلي بمتابعة مباحثات الأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية. ولدت علاقة متينة بين الخاني والقوتلي، الذي قدّر تفانيه بالعمل وصار يعتمد عليه في إدارة شؤون القصر الجمهوري، وتحديداً كل ما يتعلق بشؤون المكتب الصحفي. وبعد الإطاحة بالرئيس القوتلي في 29 آذار 1949، صدر أمر من حسني الزعيم – مهندس الانقلاب الأول – بإغلاق القصر الجمهوري وصرف كل موظفيه القدامى.
عاد الخاني إلى عمله بعد سقوط حكم الزعيم وإعدامه في 14 آب 1949، ليعمل مع الرئيس هاشم الأتاسي أولاً ومن ثم مع الرئيس أديب الشيشكلي الذي وصل إلى سدة الحكم في حزيران 1953. أرسله الشيشكلي إلى فرنسا لدراسة نظام البروتوكول في قصر الإليزيه، وبعدها إلى لندن لدراسة أنظمة التشريفات في قصر بكنغهام. وعند عودته إلى دمشق، سمّي مديراً للبروتوكول ثم أميناً عاماً بالوكالة للقصر الجمهوري سنة 1955، وذلك بعد عودة الأتاسي إلى الحكم إبان استقالة الشيشكلي من منصبه. وعند إعادة انتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية وتسلمه الحكم في أيلول 1955، نظّم الخاني عملية انتقال السلطات بينه وبين الأتاسي، وهي المرة الأولى والأخيرة التي يتم فيها تداول السلطة في سورية على هذا الشكل الديمقراطي.
انتُخب عبد الله الخاني عضواً في محكمة العدل الدولية في كانون الثاني 1980 وبعدها بعشر سنوات، انتخب في الهيئة الدولية للتحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية في باريس، وفي مجلس التحكيم الدولي في مجال الرياضة. أصبح الخاني حكماً في الألعاب الأولمبية، ومنها ألعاب مدينة أتلانتا الأميركية سنة 1996. وفي عام 1993، أصبح عضواً في المركز الدولي للتحكيم التجاري في البحرين، وفي المحكمة الدستورية لاتحاد البوسنة والهرسك من عام 1993 ولغاية 1999، حيث تعاون مع خبراء دوليين في تدريب الفريق المكلف بوضع دستور سراييفو.
نشط الخاني في سنوات التقاعد في جمعية أصدقاء دمشق، التي شارك في تأسيسها سنة 1976، وفي مؤسسة خالد العصيمي للحوار والاعتدال في جنيف، التي شارك أيضاً في تأسيسها سنة 1991. آخر نشاط سياسية له كان في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني التي عُقدت برئاسة وزير الخارجية فاروق الشرع في منتجع صحارى القريب من دمشق في 10 تموز 2011. وفي كانون الأول 2017 شارك في إطلاق مؤسسة تاريخ دمشق وانتُخب رئيساً لمجلس حكمائها، قبل وفاته عن عمر ناهز 98 عاماً في 7 كانون الأول 2020. نعته محكمة العدل الدولية في لاهاي ورفعت صوره في قاعتها الرئيسية، مع الوقوف دقيقة صمت حداداً على روحه. وقبل وفاته بسنوات قليلة، أعطى حديثاً صحفياً لجريدة الوطن السورية، ختمه بالقول: “لم يبق سوى القارة المتجمدة لم أزرها، وما من بلد أعظم من دمشق.”
عبد الكريم بن عثمان العائدي (1909-1970)، سياسي سوري من دمشق تسلّم قيادة الشرطة السورية في عهد الرئيس شكري القوتلي قبل تعيينه محافظاً في مدينة حماة ثم في دير الزور سنة 1951. كان أحد مؤسسي عصبة العمل القومي في لبنان سورية ورئيساً لتحرير جريدة العمل القومي حتى سنة 1939.
هرب العائدي إلى بغداد وحلّ ضيفاً على الحكومة العراقية حتى عام 1940، وعند انتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية في صيف عام 1943، عُيّن قائم مقام بلدة دوما في ريف دمشق، ثم رئيساً للشرطة السورية وقائداً للدرك في نيسان 1946. وفي عهد الاستقلال عينه الرئيس القوتلي محافظاً في مدينة حماة حتى آذار 1949، يوم إعفائه بشكل تعسفي بعد رفضه الاعتراف بشرعية انقلاب حسني الزعيم على الرئيس القوتلي. وبعد أيام معدودة من انتهاء عمله، اعتقل العائدي بأمر من الزعيم وزجّ في سجن المزة العسكري لغاية منتصف شهر آب 1949. بعد سقوط الزعيم ومقتله، سمّي العائدي مديراً لمكتب العشائر السورية ومن ثمّ محافظاً في مدينة دير الزور سنة 1951. وبعدها أصبح ممثل سورية إلى مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لجامعة الدول العربية، حيث عمل حتى قيام الوحدة مع مصر سنة 1958. وفي مرحلة الانفصال، كُلفته جامعة الدول العربية بالإشراف على نقل الموظفين المصريين من سورية إلى مصر.
الوفاة
توفي عبد الكريم العائدي بدمشق عن عمر ناهز 61 عاماً سنة 1970.
الدمشقي ودَرس في كتّاب الشّيخ يوسف الداراني الشيخ عبد اللطيف الصوفي ثم المدرسة الرشدية في قبة الملك الظاهر. عُيّن موظفاً في الدولة العثمانية ووصل إلى منصب رئيس دائرة أركان الحرب سنة 1892. كُلف برئاسة تحرير جريدة سورية الرسمية طيلة خمسة عشرة سنة قبل تعيينه مديراً للشعبة الأولى في إدارة الجيش العثماني السابع في اليمن. في أثناء إقامته باليمن دوّن الكثير من الملاحظات والمشاهدات، جمعت في كتاب صدر باللغة الإنجليزية بعد وفاته، ولا يزال المخطوط الأصلي محفوظاً في دار الكتاب في صنعاء.
بدأ عبد العزيز العظمة بوضع كتابه الشهير عن دمشق وهو في منتصف العقد السابع من العمر، وكان مؤلفاً من ثلاثة أجزاء. جاء الأول عن تاريخ دمشق وموقعها الجغرافي وعاداتها ومناخها واقتصادها، وهو الذي نُشر لاحقاً بعنوان مرآة الشام. أما الأجزاء الأخرى، فكانت عن تاريخ بلاد الشّام منذ الفتح الإسلامي وصولاً إلى العهد العثماني، ولم يخفِ فيها العظمة إعجابه بالعثمانيين وحزنه الشديد على زوال حكمهم في سورية.
حفظ القسم الثاني والثالث من المخطوط في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، وتحول الجزء الأول إلى كتاب مرآة الشّام المعروف الذي حققه الباحث السوري الدكتور الدكتور عزيز العظمة بالتعاون مع الدبلوماسي والمؤرخ العراقي نجدت فتحي صفوت. ولكنه لم ينشر إلا سنة 1987، أي بعد وفاة مؤلفه بسنوات طويلة. وكان العظمة قبل وفاته قد نهى أولاده عن حذف أو تعديل أي فقرة من الكتاب ولو خالفت عقيدتهم السّياسية وشذّت عن مذهبهم القومي العربي، وتحديداً فيما يتعلق بانتقاده للثورة العربية الكبرى.
الوفاة
توفي عبد العزيز العظمة بدمشق عن عمر ناهز 87 عاماً سنة 1943.
ولِد عبد الرحمن اليوسف سنة 1871 في سوق ساروجا، خارج أسوار المدينة القديمة، ويعود نسبهُ إلى عشيرة كردية جاءت من مدينة دياربكر واستوطنت دمشق في مطلع القرن التاسع عشر. والده محمد باشا اليوسف كان من الأعيان وقد تسلّم عدة مناصب رفيعة في حمصوعكاوطرابلس الشّام.
تزوّج عبد الرحمن اليوسف من فايزة بنت خليل باشا العظم، وهي سيّدة ثريّة من سلالة سياسيّة عَريقة، كانت قد حكمت دمشق طوال سنوات القرن الثامن عشر وتولّى الكثير من من رجالِها إمارة الحج قبل أن تذهب لآل شمدين آغا. أُضيفت ثروة آل العظم إلى ثروات آل شمدين آغا واليوسف، ما جعل من عبد الرحمن باشا وعلى الرغم من صغر سنه، أحد أغنى أغنياء عصره. كانت أراضيهم الزراعية الخصبة تدرّ عليه ما لا يقل عن عشرة آلاف ليرة ذهبية سنوياً، وكان كريماً جداً وسخيّاً مع كل من عَمل معه من فلّاحين ومرابعين لكسب احترام الناس وولائهم المطلق. على سبيل المثال، كان راتب وكيله العام عشر ليرات ذهبية في السنة، وهو أعلى راتب عرفته دمشق في حينها، وكان يَدفع خمس ليرات ذهبية سنوياً لكل مُحاسب، وليرة ونصف الليرة لكل مختار من مخاتير القرى التي كان يَملكها، مع نسبة من أرباح عائداتها الزراعية الموسمية. مع مطلع القرن العشرين، كان عبد الرحمن اليوسف يَملك كامل الشاطئ الشرقي من بحيرة طبريا، وثلاث قرى بأكملها في غوطة دمشق الشرقية، إضافة لخمس قرى في سهل البقاع وأربع وعشرين قرية في الجولان.
من أولى قرارات الحكم الفيصلي في سورية كان إلغاء منصب إمارة الحج، ما أجبر اليوسف على البحث عن دور جديد لنفسه ودخول الحياة السياسية من أبوابها الحزبية. شارك في تأسيس حزب سياسي باسم الحزب الوطني السوري، والذي عُرف شعبياً بحزب الذوات، نظراً لوجود اليوسف في صدارته. تشكل الحزب من هيئة إدارية مؤلفة من ستة عشر عضواً وهيئة استشارية فيها خمسة وعشرون عضواً، جميعهم من الأعيان، ولم يكن له أي برنامج سياسي واضح، سوى المطالبة باستقلال سورية بحدودها الطبيعية وضمان وحدة أراضيه.
جاء في بيان التأسيس مطالبة أعضاء الحزب الوطني السوري بنظام ملكي دستوري، يقيّد صلاحيات الأمير فيصل ويجعله مسؤولاً أمام مجلس نواب مُنتخب. وطالبوا بالتساوي في الحقوق والواجبات بين جميع مكونات الشعب السوري، دون التفريق بين أي عرق أو دين. ولكيلا يبقى الحزب مرتبطاً بالذوات، طالب أعضاؤه بإنشاء صناديق للتعاون الاقتصادي تقوم على تبرعات الأعضاء المؤسسين لرفع السوية المعيشية لأبناء الشعب السوري كافة، وكان من ضمن أهدافهم تنشيط التجارة والصناعة والزراعة وصون حقوق النقابات والعمال. وفي محاولة لاستمالة علماء الدين إلى صفوف الحزب، تعاون عبد الرحمن اليوسف مع أمين الفتوى بدمشق الشيخ عبد المحسن الأسطواني ومع الشّيخ عبد القادر الخطيب، خطيب الجامع الأموي.
نائباً في المؤتمر السوري الأول
في عام 1919، انتُخب اليوسف نائباً عن دمشق في المؤتمر السوري العام، أول سلطة تشريعية منتخبة في تاريخ سورية الحديث، وسمّي نائباً لرئيسه هاشم الأتاسي. وفي يوم 8 آذار 1920، أعلن أعضاء المؤتمر استقلال سورية بحدودها الطبيعة، وبايعوا الأمير فيصل ملكاً دستورياً على البلاد. مَثّلَ اليوسف جيل الشيوخ في المؤتمر السوري، مع محمد فوزي العظمومرعي باشا الملّاح، وقد ظهر خلاف واضح بينهم وبين النواب الشباب المتحمسين للقضية العربية. عندما بدأ زحف الجيش الفرنسي باتجاه مدينة دمشق في تموز 1920، بنية احتلالها وفرض الانتداب الفرنسي على سورية، نصحَ اليوسف بتجنب أية مواجهة عسكرية، وفضل التوصل إلى تسوية مع فرنسا لأن الجيش السوري الصغير لم يكن قادراً – بحسب قوله – على مواجهة الجيش الفرنسي المتفوق عليه عسكرياً وتقنياً ومادياً.
سقوط الحكم الفيصلي
ولكن القائمين على الحكم يومها رفضوا الأخذ بنصيحة اليوسف، وعدّوه مُتخاذلاً جباناً. حصلت مواجهة عسكرية في معركة ميسلون يوم 24 تموز 1920 هُزم فيها الجيش السوري واستُشهد وزير الحربية يوسف العظمة. قبل مغادرته دمشق متجهاً إلى جنوب البلاد، أمر الملك فيصل بتشكيل حكومة جديدة برئاسة علاء الدين الدروبي، عُيّن فيها اليوسف رئيساً لمجلس الشورى يوم 26 تموز 1920. فرض المندوب السامي الفرنسي الجديد هنري غورو غرامة ماليّة على المُدن السورية كافة، عقاباً على دعمها الجيش الفيصلي في ميسلون، ولكنّ أهالي حوران رفضوا الالتزام وهددوا بعصيان مُسلّح دعماً لملكهم المخلوع. شُكل وفد حكومي رفيع لمفاوضة أهالي المنطقة، كان برئاسة الدروبي وعضوية اليوسف ووزير الداخلية عطا الأيوبي.
جريمة خربة غزالة
سافر الوفد إلى حوران صباح يوم 21 آب 1920 وعند وصوله إلى قرية خربة غزالة، أطلق أحد الجنود السنغاليين المرافقين للوفد النار على جمع من الحورانيين الموجودين في محطة القطار، خوفاً من البنادق التي كانت بين أيديهم. ترجّل اليوسف من القطار قاصداً المحطة للاتصال بدمشق وطلب نجدة عسكرية، فلحق به ثلاثة مسلحين وقتلوه، وقتلوا الرئيس الدروبي. بقي جثمانهما في خربة غزالة حتى نهاية شهر أيلول، بسبب توقف الرحلات البرّيّة بين دمشق وحوران، لتعاد إلى العاصمة السورية في 20 أيلول 1920. أقيمت لهما جنازة رسميّة شارك بها مندوب عن الجنرال هنري غورو، ودُفن عبد الرحمن اليوسف في مقبرة الدحداح.
ذكرى اليوسف
بعد اثنتي عشرة سنة على وفاته، قدّمت عائلة اليوسف قطعة أرض إلى الدولة السورية لإقامة مستشفى ابن النفيس ووضع في مدخلها لوحة رخاميّة كتب عليها “تقدمة أبناء عبد الرحمن باشا اليوسف،” تخليداً لذكراه. وفي سنة 1949، عُيّن أكبر أولاده محمّد سعيد محافظاً على مدينة دمشق، وكان شقيقه الأصغر حسن سامي اليوسف عضواً مؤسساً في الحزب الوطني الحاكم ما بين 1947-1949. وفي منتصف مرحلة الخمسينيات تحوّل قصر العظم وسط سوق البزورية إلى متحف للفنون والتراث الدمشقيّ، وُنصِب تمثال شمع لعبد الرحمن باشا في القسم الخاص بمحمل الحج الشّامي.
تجسيد شخصيته على شاشة التلفزيون
في سنة 2000 لَعِب الفنان الفلسطيني أحمد رافع دور عبد الرحمن باشا اليوسف في المسلسل السوري الخوالي.
ولِد عبد الحميد القلطقجي في دمشق ودَرَس في الكلية الحربية في إسطنبول. كان جده عرابي آغا القلطقجي من أعيان الشّام الذين شاركوا في ثورة على الوالي التركي سليم باشا عندما حاول فرض ضريبة جديدة على مسلمي المدينة سنة 1831. التحق القلطقجي الحفيد بالجيش العثماني ووصل إلى رتبة أمير لواء ونال لقب “الباشا” عسكرياً. وانتسب سراً إلى الجمعية العربية الفتاة التي ظهرت في فرنسا قُبيل الحرب العالمية الأولى، وكانت تطالب بتوسيع مشاركة العرب في الدولة العثمانية، قبل أن تتحول مطالبها إلى إسقاط الحكم العثماني في الولايات العربية.
فور خروجه من السجن، بايع الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية في 3 تشرين الأول 1918، وانضم إلى جيشه. عينه الأمير فيصل حاكماً عسكرياً على مدينة حلب، خلفاً للجنرال العراقي جعفر باشا العسكري.، وفي 10 كانون الأول 1919، سمّي وكيلاً للحاكم العسكري بدمشق.
غاب القلطقجي عن معركة ميسلون في 24 تموز 1920، والتي استشهد فيها يوسف العظمة وفرض الانتداب الفرنسي على سورية. قسمت سورية في عهد الانتداب إلى دويلات وشُكل مجلس تمثيلي لكل دولة، وانتُخب القلطقجي نائباً عن دمشق في مجلسها المحلي. وفي أثناء ولايته النيابية، فتح دكّاناً للسمانة في طريق الصالحية، ما أثار استهجان المجتمع الدمشقي، لكونه باشا ووزير وأمير لواء متقاعد. كان الدّكان ملكاً لوالد نزيهة الحمصي (زوجة أكرم الحوراني) التي كتبت في مذكراتها: “وكثيراً ما كنت أشتري منه بقرش أو قرشين ما يحب الأطفال عادة شراءه.”
الوفاة
توفي عبد الحميد القلطقجي في مطلع العام 1925، وشغر مقعده النيابي بدمشق. دعت سلطة الانتداب لإجراء انتخابات فرعية، فاز فيها أحمد مختار الشريف خلفاً للقلطقجي.
الأولاد
دَرَس ابنه صلاح القلطقجي الصيدلة في الهند وفتح “الصيدلية السلطانية” في مدينة البصرة، وهي أول صيدلية حديثة في العراق كانت مُلكاً لوالد زوجته، الصيدلاني العراقي عزيز اجزاجي.
ولِد عارف التوّام في أُسرة دمشقية تعود أُصولها إلى قبيلة شمّرالعربية. تلقى علومه الأولية فيالمدرسة الجقمقيةمقابلالجامع الأموي،ثم في الكلية الحربية فيإسطنبول، اختصاص مدفعية. التحقبالجيش العثمانيوعُيّن في منطقة حورانونقل بعدها إلى اليمن، وكيلاً للواء مدينةتعزفي المرتفعات الجنوبية.خدم في اليمن طيلة ست سنوات ودرّس العلوم العسكرية في ثانوية تعز حتى اندلاع الحرب العالمية الأولىعام 1914. نُقل إلىحمصآمراً لسلاح المدفعية ثم إلى جبهةالقوقازوأخيراً إلىفلسطين. وفي هذه السنوات انتسب إلى جمعية العهد المناهضة للدولة العثمانية، ولكن نشاطه السياسي أُحيط بسرية تامة منعت عنه الاعتقال أو التسريح من الجيش.
في العهد الفيصلي
عاد التوّام إلى دمشق وبايع الأمير فيصل بن الحسينحاكماً عربياً على سورية، ممثلاً عن والدهالشريف حسين، قائدالثورة العربية الكبرى.شارك في تأسيسالجيش السوري مع رئيس الأركان ياسين باشا الهاشمي وعُيّن قائداً لسلاح المدفعية ومديراً للتسليح. وفي صيف عام 1920، سُمي عضواً في المجلس الحربي الذي شُكل في دمشق للإشراف على الجيش السوري مع وزير الحربية يوسف العظمة. وبعد الهزيمة التي وقعت بالقوات السورية في ميسلونيوم 24 تموز 1920 وفرضالانتداب الفرنسيعلى سورية، سُرّح التوّام من الخدمة العسكرية وهو في الثانية والأربعين من العمر، فتفرّغ للتدريس والكتابة والنشر. وضع عدة مؤلفات في الجغرافية والتاريخ، وكتاباً خاصاً عن فن الرمي.
صفوح مؤيد العظم (1896-1962)، رجل دولة سوري من دمشق، تسلّم قيادة الشرطة سورية مرتين، كانت الأولى في السنوات 1937-1940 والثانية في عهد الرئيس تاج الدين الحسني عام 1942. وعُين محافظاً على مدينة دمشق من 9 حزيران 1940 ولغاية 1 تشرين الأول 1942. وهو عديل رئيس وزراء لبنان رياض الصلح، متزوج من جليلة بنت نافع باشا الجابري شقيق الرئيس سعد الله الجابري.
البداية
ولِد صفوح مؤيد العظم بدمشق وهو سليل أُسرة سياسية عريقة، حكم أبنائها دمشق طوال القرن الثامن عشر. دَرَس في المدرسة العازارية بدمشق وفي الجامعة الأميركية في بيروت، حيث انخرط في صفوف الحركة الوطنية، دعماً لابن عمّه شفيق مؤيد العظم، نائب دمشق في مجلس المبعوثان الذي أُعدم على يد جمال باشا سنة 1916. ونظراً لنشاطه المعادي للدولة العثمانية، نُفي صفوح مؤيد العظم إلى مدينة بورصة التركية ووُضع تحت الإقامة الجبرية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.
مديراً للشرطة السورية
بعد عودته إلى دمشق سنة 1918 التحق صفوح مؤيد العظم بالعمل الحكومي وأصبح مديراً لسجن القلعة، وبعدها قائداً للشرطة السورية سنة 1937. حقق نجاحاً بارزاً في هذا المنصب وكان يَخرج بنفسه مع دوريات الليل لمطاردة اللصوص وقاطعي الطريق، ويدخل إلى الكهوف في جبل قاسيون لمفاوضتهم على رمي السلاح. كما كان رحيماً مع السجناء، وتحديداً المحكومين منهم بجرائم لا علاقة لها بالشرف.
في الأعياد، كان يختار مجموعة من السجناء المعتقلين بسبب سرقات صغيرة ويعرض عليهم إخلاء سبيل خلال فترة العيد، ليقضوا وقتاً مع أُسرهم، شرط أن يعودوا إلى السجن في ساعة محددة من تاريخ محدد. وكان يطلب من السجين أن يضع يده على شاربه، ويُقسم أن يلتزم بهذا الموعد، وإلا يُعتبر عديم شرف ووجدان. وعمل مؤيد العظم على مساعدة الثوار المعتقلين على الفرار من السجن قبل صدور حكم الإعدام بحقهم، وهذا ما فعله مع الشيخ مصطفى الجليلي، أحد قادة ثورة حوران ضد الانتداب الفرنسي.
محافظاً على مدينة دمشق
وفي حزيران 1940 سمّي صفوح مؤيد العظم محافظاً على مدينة دمشق، خلفاً لتوفيق الحيّاني. جاء إلى أمانة العاصمة في فترة توتر شديد ناتج عن سوء الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة أثناء الحرب العالمية الثانية. وكانت الدولة السورية يومها تعاني من نقص كبير في مواردها المادية، فجعل من تأمين الإعاشة أولوية بالنسبة له والتأكد من تحقيق العدالة في توزيع المؤن على الفقراء والمحتاجين.
جريمة اغتيال الشهبندر
وبعد أسبوعين من تكليفه بمهام المحافظة، اغتيل الزعيم الوطني عبد الرحمن الشهبندر في عيادته الطبية وسط حيّ الشعلان وتولّى مؤيد العظم التحقيق بالجريمة. تعاون مع صديقه وأحد أقربائه نزيه مؤيد العظم (صهر الشهبندر) على إلقاء القبض على المجرمين وقُدمت مكافأة مالية لمن يدلي بشهادة عن مكان إقامة الجناة، قدمها الصناعي الحاج عثمان الشرباتي.
أُلقي القبض على القاتل الرئيسي أحمد عصاصة في بساتين الميدان، وأشرف مؤيد العظم شخصياً على التحقيق معه نظراً لخبرته الطويلة مع التحقيق مع المُجرمين. وُجهت أصابع الاتهام يومها إلى جميل مردم بكولطفي الحفاروسعد الله الجابري، وجميعهم كانوا على خصومة سياسية مع الشهبندر وكانت تربطهم بمؤيد العظم صداقة إضافة لقرابته مع سعد الله الجابري (عمّ زوجته). وفي أوراقه المنشورة بعد رحيله بسنوات طويلة، يقول جميل مردم بك إن رئيس الحكومة بهيج الخطيب اجتمع مع أحد الجناة، ويدعى خليل غندور، بحضور صفوح مؤيد العظم وأمره أن يتهم قادة الكتلة الوطنية ويقول إنهم طلبوا منه اغتيال الشهبندر.
العودة إلى مديرية الشرطة
وفي تشرين الأول 1941، عُيّن مؤيد العظم مديراً للشرطة السورية مرة ثانية عند تعيين تاج الدين الحسني رئيساً للجمهورية، ولكنّ ولايته هذه المرة لم تستمر طويلاً واستقال في نهاية كانون الثاني من العام 1942.
الوفاة
توفي صفوح مؤيد العظم بدمشق عن عمر ناهز 66 سنة 1962.
كاظم بن نجيب الداغستاني (1898 – 26 أيلول 1985)، أديب سوري من دمشق أسس مجلّة الثقافة الأصلية مع الشاعر خليل مردم بك سنة 1933 وكان قائمقام معرة النعمان ومحافظاً بالوكالة على سهل حوران في زمن الانتداب الفرنسي. عُيّن مديراً لمكتب رئيس حكومة المديرين بهيج الخطيب ثم لمكتب رئيس الجمهورية تاج الدين الحسني سنة 1941 وهو خال الروائية الدمشقية ألفة الإدلبي، وكان له دور كبير في انطلاق مسيرتها الأدبية.
وفي سنة 1938، عينه رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي قائمقام على معرة النعمان، حيث عمل على إدخال الكهرباء إلى المنطقة وترميم ضريح أبى علاء المعرّي. نُقل بعدها إلى رئاسة الحكومة في ساحة المرجة وسمّي مديراً لمكتب رئيس حكومة المديرين بهيج الخطيب سنة 1940. أبقاه الشيخ تاج الدين الحسني في منصبه بعد توليه رئاسة الجمهورية في أيلول 1941، ثم قرر نقله إلى سهل حوران وعينه محافظاً بالوكالة حتى كانون الثاني 1943 تاريخ استقالته من العمل الحكومي وتفرغه للكتابة والمحاماة.
الحياة الأدبية
كان لكاظم الداغستاني نشاط أدبي ملحوظ منذ مطلع شبابه، وكانت البداية مع مجلّة “الميزان” اللبنانية التي كان ينشر فيها قصصاً قصيرة. وفي العام 1933 تعاون مع صديقه الشاعر خليل مردم بك على إصدار مجلّة “الثقافة” الأدبية (لا علاقة لها بالمجلّة الشهيرة التي حملت نفس الاسم والتي أصدرها الأديب مدحة عكاش في نهاية الخمسينيات).
تجربة مردم بك والداغستاني لم تستمر إلّا عام واحد فقط، وبعدها قام الأخير بترجمة الرسالة التي تقدم بها لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون ونشرها باللغة العربية تحت عنوان “الأسرة المسلمة المعاصرة في سورية.” جاء بعدها كتاب عاشها كلها سنة 1969 وهو عبارة عن مُذكّرات كتبت بطريقة قصصية ونالت إعجاب وثناء الكثير من الأدباء والنقّاد. وفي سنة 1972 وضع كتابه الثالث والأخير بعنوان حكاية البيت الشامي الكبير، الذي تحدث فيه عن مفاتن وسحر البيت الدمشقي ووثّق للذاكرة والحياة اليوميّة الدمشقيّة مطالع القرن العشرين.
الحياة الأسرية
تزوج كاظم الداغستاني من عزة العظم المدرسة في مدرسة الفرنسيسكان وله منها ابن واحد اسمه نجيب ولد سنة 1940.
عبد القادر بن محمد المبارك (1881 – 27 تشرين الثاني)، أستاذ مدرسي وعالم لغوي من دمشق، أسس المدرسة العربية في حيّ العمارة وكان أحد مدرسي مكتب عنبر، إضافة لكونه أحد مؤسسي مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1919.
البداية
ولد عبد القادر المبارك في دمشق وهو سليل عائلة من العلماء تعود أصولها إلى المغرب العربي. درس على يد والده الشيخ محمّد المبارك، أحد عُلماء الشّام في القرن التاسع عشر، وانتسب إلى المدرسة التي أقامها والده في حي القيمرية وكانت تُعرف باسم مدرسة الحبّال. قرأ علي يد علماء عصره من أمثال الشيخ بدر الدين الحسنيوالشيخ عطا الله الكسم والتحق بالحلقة الفكرية التي أقامها الشيخ طاهر الجزائري بدمشق.
الحياة المهنية
امتهن التدريس الديني واللغوي وفي سنة 1893 أسس مدرسة خاصة به في حي العمارة، عرفت باسم مكتب النجاح قبل تغيير اسمها إلى المدرسة العربية سنة 1918. تولى إدارة المدرسة والتدريس في معظم مراحلها التعليمية، وفي سنة 1905 انتُدب إلى المدرسة السلطانية الأولى قبل تعيينه في مكتب عنبر سنة 1909.
مجمع اللغة العربية
كانت تربطه علاقة صداقة قديمة مع محمد كرد علي، زميل الدراسة في مدرسة الحبّال، وفي 30 تموز 1919 تعاون معه على تأسيس مجمع اللغة العربية في المدرسة العادلية بدمشق. كلفه الأمير فيصل بتعريب النصوص الإدارية والعسكرية في سورية بعد تحرير البلاد من الحكم العثماني، وتعاون مع وزير المعارف ساطع الحصري على وضع منهاج اللغة العربية في جميع المراحل الدراسة. وفي سنة 1930 انتُدب المبارك للتدريس في مدرسة الأدب العليا (نواة كلية الآداب في الجامعة السورية)، وفي سنة 1942 تولَّى تدريس اللغة العربية في دار المعلمين العليا.
الوفاة
توفي الشيخ عبد القادر المبارك عن عمر ناهز 64 عاماً يوم 27 تشرين الثاني 1945 وأطلق اسمه على مدرسة حكومية بدمشق وعلى أحد شوارع مدينة جدة في السعودية.
قالوا في الشيخ مبارك
كان قاضي دمشق الشيخ علي الطنطاوي أحد تلامذة الشيخ عبد القادر المبارك وقد كتب عنه في مذكراته قائلاً: “لم أرَ فيمن قرأتُ عليه وكنت تلميذًا له، مَن كان في درسه حياةٌ كحياة درس الشيخ المبارك… لقد كان أصمعيَّ زمانه وأبا عبيدةَ عصره، ينشر العربية ويُحبّب بها الطلاب في مكتب عنبر.”
وكان من تلامذته أيضًا ظافر القاسمي الذي قال في أستاذه: “كان أعلمَ أهل زمانه بالمفردات حتَّى قيل عنه: (إنه نسخة حيَّة من القاموس)؛ فقد عُرف عنه أنه كان يحفظ (فقه اللغة) و(الألفاظ الكتابية) و(القاموس المحيط) عن ظهر قلب، وكان له غَرام بالمترادف، يقصف به لسانه كالرعد دون توقُّف ولا تلعثم.
مؤلفاته
معظم آثار الشيخ عبد القادر المبارك صدرت بعد وفاته ومنها:
الصبر مطية النجاح: قصيدة في الحِكَم لابن الظهير الإربلي (تحقيق، دمشق 1990)
كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ لابن الأجدابي (تحقيق، دمشق 2002)