جرن الشاويش، محلّة في منطقة الصالحية تعود تسميتها لوجود جرن ماء وسبيل أمام مسجد فيها يُعرف بمسجد الحلالات. قام بتجديد المسجد والسبيل محمد جلبي (الشهير بعجم زادة)، ويبدو أن الناس قد نسبوا لقب “الشاويش” إليه لما ورد من ألقاب رفيعة عليه نقشت على حجر المسجد: “سيدنا الأمير الكبير صاحب القدر الخطير فجر الأعيان المعتبرين نسل الملوك الأقدمين مولانا محمد جلبي الشهير بعجم زادة.” وتتبع لهذه المحلّة بساتين تعرف ببساتين جرن الشاويش.
الشهر: يناير 2022
-
جرن الشاويش
-
حزب الشعب (حلب)
حزب الشعب، حزب سوري تأسس في مطلع عهد الاستقلال وكان أول من نادى بإقامة وحدة عربية تكون بدايتها بين سورية والعراق. كان من أشهر وأنجح وأشهر الأحزاب السورية في خمسينيات القرن العشرين وأسندت إليه رئاسة الحكومة مرات عدة، وكذلك رئاسة مجلس النواب، ويعود له الفضل في صياغة دستور عام 1950. تناوب ثلاثة من قادته على رئاسة السلطة التشريعية في سورية وهم رشدي الكيخيا سنة 1949، والدكتور ناظم القدسي سنة 1951، والدكتور معروف الدواليبي الذي ترأس البرلمان السوري مرتين. وفي مرحلة الانفصال عن مصر انتُخب القدسي رئيساً للجمهورية من 14 كانون الأول 1961 ولغاية انقلاب 8 آذار 1963، لينتهي من بعدها دور حزب الشعب في الحياة السياسية في سورية.
الخلفية السياسية
مؤسس الحزب رشدي الكيخيا وزميله ناظم القدسي كانا أعضاءً في الكتلة الوطنية المعارضة للانتداب الفرنسي، قبل أن ينفصلا عنها سنة 1939، احتجاجاً على ضعف قيادتها في مواجهة المخطط التركي – الفرنسي لسلخ منطقة لواء اسكندرون عن سورية. وفي مرحلة عهد الاستقلال، تحالف الكيخيا مع القدسي في تكتل نيابي سمّي بالكتلة الدستورية، هدف إلى منع تعديل الدستور للسماح بولاية ثانية لرئيس الجمهورية شكري القوتلي المنتخب سنة 1943. ولكن معارضتهم لم تنجح وعدّلت المادة 68 من الدستور لصالح القوتلي، ما أدى إلى انسحاب الكيخيا والقدسي من الجلسة النيابية المنعقدة في 17 آب 1947 أثناء تأدية القوتلي القسم الرئاسي.
ولادة الحزب
وفي شهر آب من العام 1948، دعا رشدي الكيخيا إلى اجتماع في بلدة فالوغا اللبنانية، أعلن فيه عن تأسيس “حزب سياسي اجتماعي” باسم بحزب الشعب، يدعو إلى إقامة اتحاد عربي شامل. انتُخب القدسي رئيساً والكيخيا زعيماً للحزب الشعب استوحوا اسم حزبهم من حزب الشعب القديم الذي ظهر بدمشق منتصف العشرينيات وكان برئاسة الدكتور عبد الرحمن الشهبندر. حضر المؤتمر التأسيسي عدداً من الشخصيات الحلبية المعروفة، مثل الدكتور معروف الدواليبي، والدكتور عبد الوهاب حومد، ورشاد برمدا، ما أعطى الحزب صبغة حلبية، مع أنه ضم شخصيات مرموقة من مدن أخرى، مثل الدكتور عدنان الأتاسي وفيضي الأتاسي وهاني السباعي من حمص، وعلي بوظو ورشاد جبري ونسيب البكري من دمشق. وأيّد الحزب ضمنياً دون الانتساب إليه رئيس الجمهورية السابق هاشم الأتاسي، والد عدنان الأتاسي، وظهرت مجموعة صحف مؤيده له ومحسوبة على خطه السياسي، مثل جريدة الجلاء (اللاذقية) وجريدة السوري الجديد (حمص) وفي سنة 1949 أطلق الحزب صحيفة خاصة به بعنون الشعب، بقيت تصدر لغاية عام 1958.
مبادئ الحزب
لم يكن حزب الشعب حزباً عقائدياً مثل حزب البعث أو الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولم يظهر في صفوفه أي منظر ولم تكتب له أدبيات فلسفية. كما إنه لم يكن حزباً شعبوياً وظلّ نشاطه محصوراً بين نخب المدن الكبرى، وفي مقدمتها حلب. أعلن الكيخيا والقدسي عن مبادئ عامة للحزب، كتحقيق الوحدة العربية وإيجاد مشروع دفاع عربي مشترك، ونادوا بوحدة جمركية بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. طالب قادة حزب بتوحيد النقد وإنشاء مصرف إصدار عربي مشترك، إضافة لإلغاء جوازات السفر بين البلدان العربية. وبعد ثلاثة أشهر من ولادة الحزب، أصدر أعضاء مجلسه الدائم بياناً طالبوا فيه بتحقيق وحدة عربية شاملة، تكون بدايتها بين سورية والعراق. وأرسلوا نسخة منه إلى الجامعة العربية.
موقف الحزب من انقلاب الزعيم
بعد نجاح انقلابه على الرئيس شكري القوتلي في 29 آذار 1949، دعا حسني الزعيم قادة الحزب إلى اجتماع في مكتبه بدمشق، باعتبارهم خصوم العهد البائد. رفض الكيخيا والقدسي التعاون مع الزعيم وقالوا له إنهم، وعلى الرغم من تحفظاتهم على القوتلي، يعدونه الرئيس الشرعي للبلاد والمنتخب قانونياً وفق الدستور. ولكنهم لم يمانعوا أعضاء الحزب من العمل مع العهد الجديد، بصفتهم الشخصية لا الحزبية، فانضم علي بوظو إلى فريق الزعيم مستشاراً سياسياً ودخل فيضي الأتاسي في أول حكومة شكلها الزعيم، قبل أن ينسحب بعد أيام معدودة. ولكن الزعيم بطش بحزب الشعب وأمر بحلّه، واعتقل مجموعة من عناصره بعد اعتراضهم على سياساته الإقليمية المعارضة للحور الهاشمي الممثل بالعراق والأردن.
عهد الحناوي (14 آب – 19 كانون الأول 1949)
وفي 14 آب 1949، قام اللواء سامي الحناوي بانقلاب عسكري، أعاد الحياة البرلمانية إلى سورية بعد إعدام حسني الزعيم ورئيس وزرائه الدكتور محسن البرازي. دعا الحناوي قادة حزب الشعب إلى اجتماع في مبنى الأركان العامة بدمشق، حضره الكيخيا والقدسي والدواليبي، وتقرر فيه تشكيل حكومة وطنية برئاسة هاشم الأتاسي للإشراف على انتخاب جمعية تأسيسية تتولّى صياغة دستور جديد للبلاد بدلاً من الدستور القديم الذي قام الزعيم بحلّه قبل أشهر.
شكّل الأتاسي يومها حكومة موسعة ضمّت ممثلين عن الأحزاب كافة، وكانت حصة حزب الشعب فيها أربع حقائب من أصل 11 حقيبة، وزّعت على الشكل التالي:
- وزارة الخارجية (ناظم القدسي)
- وزارة الداخلية (رشدي الكيخيا)
- وزارة الاقتصاد (فيضي الأتاسي)
- وزارة الدولة (فتح الله أسيون)
أشرفت حكومة الأتاسي على الانتخابات المقررة وفاز حزب الشعب بثلاثة وأربعين مقعداً من مقاعد الجمعية التأسيسية، ما أعطاه أغلبية مطلقة جعلته المقرر الرئيسي لدستور 1950. سمّي القدسي رئيساً للجنة الدستورية، وبعد انتهاء عملها تحولت الجمعية التأسيسية إلى سلطة تشريعية بصلاحيات كاملة، وانتُخب الكيخيا رئيساً لمجلس النواب. وفي نهاية شهر كانون الأول من العام 1949، كُلّف القدسي بتشكيل الوزارة، لكونه رئيس أكبر كتلة نيابية في البرلمان، ولكن حكومته لم تستمر إلا أياماً معدودة فقط، وذهبت رئاسة الحكومة من بعده إلى السياسي المستقل خالد العظم. شارك حزب الشعب في حكومة العظم بأربع حقائب:
- وزارة الاقتصاد (معروف الدواليبي)
- وزارة العدل (فيضي الأتاسي)
- وزارة الصحة (فتح الله أسيون)
- ووزارة المعارف (هاني السباعي)
مفاوضات الوحدة مع العراق
بعد سيطرته على المجلس النيابي ومجلس الوزراء، أصبح حزب الشعب بمنزلة الحزب الحاكم في سورية، إضافة لنفوذه الكبير على الرئيس هاشم الأتاسي وعلى رئيس الأركان سامي الحناوي. جميعهم كانوا متحمسين لإقامة وحدة فيدرالية مع العراق، تنتقل عاصمتها مناصفة كل ستة أشهر بين دمشق وبغداد. برعاية الرئيس الأتاسي أطلقت مفاوضات رسمية مع الحكومة العراقية لأجل الوحدة، وجاء الملك فيصل الثاني إلى دمشق لمناقشة تفاصيلها، برفقة الوصي على العرش الأمير عبد الإله.
كان في استقباله الأتاسي والحناوي وكل نواب ووزراء حزب الشعب، وتقرر سفر ناظم القدسي إلى بغداد لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع الوحدة، لكن انقلاباً عسكرية في دمشق منعه من ذلك، قاده العقيد أديب الشيشكلي ضد سامي الحناوي في 19 كانون الأول 1949. أعتقل الحناوي وسرّح من الجيش، ما أفقد قادة حزب الشعب الدعم الكبير الذي كانوا يتمتعون به من المؤسسة العسكرية. أبقى الشيشكلي على هاشم الأتاسي في رئاسة الجمهورية، اشترط عليه وعلى كل رؤساء الحكومات في عهده تعيين صديقه اللواء فوزي سلو في وزارة الدفاع لإجهاض أي مشروع وحدوي مع العراق كان من الممكن طرحه مجدداً داخل السلطة التشريعية من قبل وزراء حزب الشعب.
حكومات (1949-1951)
بعد استقالة خالد العظم من منصبه طلب الأتاسي إلى ناظم القدسي تشكيل حكومة جديدة، وفق شروط وإملاءات الشيشكلي، وعيّن فوزي سلو وزيراً للدفاع مقابل إسناد 12 حقيبة وزارية إلى حزب الشعب. تسلّم الحزب رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية، إضافة لحقائب الداخلية والاقتصاد والزراعة والمعارف والصحة والأشغال العامة. وفي 8 أيلول 1950، كلّف القدسي بتشكيل حكومته الثالثة والأخيرة، التي سمّي فيها الدكتور فرحان الجندلي من حزب الشعب وزيراً للاقتصاد، وعُيّن علي بوظو وزيراً للزراعة وأحمد قنبر وزيراً للأشغال العامة وحافظ فوزي سلو على منصبه في وزارة الدفاع. وبعد استقالة القدسي من منصبه رفض حزب الشعب المشاركة في حكومة خالد العظم الجديدة وعاد إلى صفوف المعارضة البرلمانية لغاية سقوط حكومة الأخير في 9 آب 1951 وتكليف حسن الحكيم بتشكيل وزارة جديدة. حصد حزب الشعب غالبية الحقائب السيادية في حكومة الحكيم وكانت لهم وزارة الخارجية التي تولاها فيضي الأتاسي ووزارة الداخلية التي ذهبت لرشاد برمدا، إضافة إلى وزارات الاقتصاد والصحة الزراعة والمعارف.
المواجهة مع الشيشكلي
كان الشيشكلي ومنذ قيامه بانقلابه الأول على سامي الحناوي في كانون الأول 1949 ينتظر الفرصة للانقضاض على قادة حزب الشعب وطالما كان يتهمهم بالسعي للإطاحة بحكم سورية الجمهوري واستبداله بحكم ملكي تابع للعراق ومن خلفه إلى بريطانيا الداعمة للأسرة الهاشمية الحاكمة في بغداد. جاءت الفرصة لضرب الحزب يوم شكل أحد قادته معروف الدواليبي حكومته الأولى في 28 تشرين الثاني 1951 ورفض إسناد وزارة الدفاع إلى فوزي سلو في تحد واضح للشيشكلي. اعترض الأخير على حكومة الدواليبي وطلب إلى رئيسها العدول عن موقفه وتكليف سلو بوزارة الدفاع، وعندما رفض الدواليبي الاستجابة، قام الشيشكلي بانقلاب جديد واعتقل رئيس الحكومة وجميع الوزراء. اعتراضاً على هذا التدخل في شؤون الحكم، استقال هاشم الأتاسي من منصبه في 3 كانون الأول 1951 وقام الشيشكلي بحلّ مجلس النواب وفرض فوزي سلو رئيساً للدولة ولمجلس الوزراء. وفور دخول سلو رئاسة الحكومة، أصدر قراراً بحلّ جميع الأحزاب السياسية، وفي مقدمتها حزب الشعب.
في صفوف المعارضة (1951-1954)
انتقل قادة حزب الشعب إلى صفوف المعارضة ضد ثنائي فوزي سلو وأديب الشيشكلي، وصدرت مذكرات قضائية بحقهم وسيق الكثير منهم إلى السجون والمعتقلات. وبعد تولّى الشيشكلي رئاسة الجمهورية رسمياً في تموز 1953، توجه رشدي الكيخيا وناظم القدسي إلى حمص لحضور مؤتمر عُقد في منزل هاشم الأتاسي، أعلن فيه عن رفض الجميع لقرارات الشيشكلي واعتبار حكمه غير شرعي ومخالف للدستور. طالب أعضاء المؤتمر بإسقاطه بكل الطرق المتاحة سياسياً وعسكرياً، وشارك حزب الشعب في المظاهرات الحاشدة التي أطلقت ضد الشيشكلي في معظم المدن السورية. أمر الأخير باعتقال القدسي وعدنان الأتاسي، وظلوا مضطهدين لغاية سقوط حكم الشيشكلي وهربه خارج البلاد في 25 شباط 1954.
العودة إلى الحكم
بعد سقوط حكم الشيشكلي عاد هاشم الأتاسي إلى رئاسة الجمهورية في 1 آذار 1954 لإكمال ما تبقى من ولايته الدستورية، محاطاً بقيادة حزب الشعب، وعند تشكيل حكومة صبري العسلي الأولى شاركوا بها بأربع حقائب جاءت على الشكل التالي:
- وزارة الداخلية (علي بوظو)
- وزارة الدفاع (معروف الدواليبي)
- وزارة الخارجية (فيضي الأتاسي)
- وزارة الأشغال العامة (رشاد جبري)
وفي منتصف الخمسينيات عاد حزب الشعب للمطالبة بتحقيق وحدة بين سورية والعراق، وعارض محاولات الرئيس المصري جمال عبد الناصر فرض سياسة خارجية على سورية معادية للغرب ومؤيده للاتحاد السوفيتي. شارك في حكومة الرئيس فارس الخوري الأخيرة سنة 1954 وتولّى فيها حقيبة الخارجية مجدداً، التي ذهب لفيضي الأتاسي، ومعها وزارات الدفاع والمالية والعدل. ولكن حكومة الخوري أسقطت من قبل التيار اليساري المحسوب على عبد الناصر بسبب رفضها اتخاذ موقف معاد لحلف بغداد ولرئيس الوزراء العراقي نوري السعيد.
انتخابات عام 1954
في أيلول 1954، أجريت أول انتخابات نيابية في سورية بعد زوال حكم الشيشكلي، خاضها حزب الشعب بكامل ثقله السياسي وفاز أعضاؤه بثلاثين مقعداً من مقاعد مجلس النواب. انتخب ناظم القدسي رئيساً للبرلمان وعُرض على رشدي الكيخيا الترشح لرئاسة الجمهورية ولكنه رفض، مسوغاً قراره بكثرة تدخلات العسكريين في الحياة السياسية. وقال الكيخيا كلمته الشهيرة:
ليس عندي حل وسط، إما أن أكون رئيساً بكل ما في الكلمة من معنى، وسلطتي لا تخضع لهيمنة أحد وسلطة الدستور مستقلة تماماً، وإما فلا. إنّ تدخل العسكر في شؤون البلاد مرفوض عندي.
قرر حزب الشعب بعدها ترشيح شكري القوتلي، العائد من منفاه في مصر، إلى الرئاسة الأولى وصوت أعضائه لصالحه ضد المرشح المستقل خالد العظم. وعند فوز القوتلي بالرئاسة وتسلمه مهامه الدستورية في 5 أيلول 1955، تولّى ناظم القدسي – بصفته رئيساً لمجلس النواب – انتقال السلطة الدستورية بينه وبين هاشم الأتاسي الذي أنهي حياته السياسية وعاد إلى مسقط رأسه في حمص.
حكومة سعيد الغزي (14 أيلول 1955 – 14 حزيران 1956)
لم يشارك حزب الشعب في حكومة سعيد الغزي الأولى التي أشرفت على انتخابات عام 1954 ولكنه قبل المشاركة في حكومته الثانية بداية عهد القوتلي. أسندت إليه الحقائب التالية:
- وزارة الدفاع (رشاد برمدا)
- وزارة الداخلية (علي بوظو)
- وزارة المالية (الدكتور عبد الوهاب حومد)
- وزارة الاقتصاد (الدكتور رزق الله أنطاكي)
وزارة العسلي الثالثة (14 حزيران 1956 – 31 كانون الأول 1956)
وفي صيف العام 1956، كُلّف صبري العسلي تشكيل حكومة جديدة، شارك فيها حزب الشعب بثلاث حقائب:
- وزارة الداخلية (أحمد قنبر)
- وزارة المعارف (الدكتور عبد الوهاب حومد)
- وزارة الزراعة (رشاد جبري)
وفي عهد هذه الوزارة، تعرض الحزب لضربة قاسية عند اتهام أحد زعمائه، عدنان الأتاسي، بالضلوع في محاولة انقلاب سمّيت بالمؤامرة العراقية، هدفت لتصفية أنصار عبد الناصر في سورية. اعتقل الأتاسي وشكلت محكمة خاصة له ولرفاقه، برئاسة الضابط اليساري عفيف البزري، المحسوب على الاتحاد السوفيتي. أُدين الأتاسي بالخيانة العظمة وحكم عليه بالإعدام، ما أثر كثيراً على حزب الشعب، ولكن قرار المحكمة عدل إلى السجن المؤبد بوساطة قام بها الرئيس شكري القوتلي. وكانت نتيجة قرارات محكمة البزري تقليص حصة حزب الشعب في حكومة صبري العسلي الجديدة إلى حقيبة واحدة، وهي وزارة المعارف التي أوكلت إلى هاني السباعي.
الوحدة السورية المصرية سنة 1958
على الرغم من قلّة الود بينه وبين الرئيس عبد الناصر، وجد حزب الشعب نفسه مجبراً على تأييد الوحدة السورية المصرية عند قيامها في شباط 1958، باعتباره أول من نادى بالوحدة العربية وأول من قدم مشروعاً متكاملاً لأجلها إلى جامعة الدول العربية، يوم كان ناظم القدسي رئيساً للحكومة. مع ذلك اعترض الكيخيا والقدسي على الطريقة التي أقيمت بها الوحدة، يوم سفر مجموعة من الضباط العسكريين إلى القاهرة، بقيادة عفيف البزري بعد أن أصبح رئيساً لأركان الجيش، دون أخذ موافقة رئيس الجمهورية أو إعلان وزير الدفاع. وعندما طرحت الوحدة على مجلس النواب أيدها حزب الشعب دون أي تحفظ وقبل بشرط عبد الناصر نقل العاصمة إلى القاهرة وحل جميع الأحزاب القائمة في سورية.
حلّ الكيخيا والقدسي حزبهم طوعياً، نزولاً عند رغبة الرئيس المصري ولكنهم لم يشاركوا بأي منصب في الجمهورية العربية المتحدة. وحده الدكتور عبد الوهاب حومد من حزب الشعب دخل في حكومة الوحدة، وزيراً للعدلية في الإقليم الشمالي، ولكن مشاركته بقيت شخصية. وبعد أشهر من قيام الوحدة تعرض الحزب لثاني أكبر ضربة في تاريخه بعد اعتقال عدنان الأتاسي، عند سقوط الحكم الملكي في العراق إبان الانقلاب العسكري الذي أطاح بالملك فيصل الثاني والأمير عبد الإله ومعهم رئيس الحكومة نوري السعيد يوم 14 تموز 1958. فقد حزب الشعب أبرز داعميه الإقليميين من يومها وأجبر على طيّ مشروع الوحدة السورية – العراقية التي طالما نادا بها تأسيسه.
في مرحلة الانفصال
عاد حزب الشعب إلى الصدارة مع انهيار جمهورية الوحدة وبارك الانقلاب العسكري الذي أطاح بها يوم 28 أيلول 1961. شارك في الانتخابات النيابية التي أجريت نهاية العام نفسه وانتخب الدكتور ناظم القدسي رئيساً للجمهورية يوم 14 كانون الأول 1961، بعد اعتذار رشدي الكيخيا لنفس الأسباب التي منعته عن الرئاسة عام 1954. سمّي القيادة في حزب الشعب معروف الدواليبي أول رئيساً للحكومة في عهد القدسي ونال حزبه حقائب الدفاع والاقتصاد (رشاد برمدا)، الداخلية (أحمد قنبر) والأشغال العامة (محمد الشواف).
ولكن حكومة الدواليبي سقطت سريعاً إبان الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الكريم النحلاوي في 28 آذار 1962 واعتقل كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. اعترضت قيادة الجيش السوري على انقلاب النحلاوي وعقدت مؤتمر عام في مدينة حمص، تقرر فيه عزل النحلاوي وعودة القدسي إلى رئاسة الجمهورية في 1 نيسان 1962.
نهاية حزب الشعب
انهار حزب الشعب مع سائر الأحزاب السورية يوم الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس ناظم القدسي في 8 آذار 1963 وكان بقيادة مجموعة من الضباط الناصريين والبعثيين. وعدوا باستعادة الوحدة مع مصر ومعاقبة كل من شارك في عهد الانفصال. اعتقل القدسي ومعه معروف الدواليبي وبقية قادة حزب الشعب وصدر مرسوم عن مجلس قيادة الثورة بحل جميع الأحزاب اعتباراً من 11 آذار 1963. وفي الرابع والعشرين من الشهر نفسه صدر قرار العزل المدني عن مجلس قيادة الثورة، الذي طال كل قادة حزب الشعب باستثناء عبد الوهاب حومد الذي عُيّن وزيراً في حكومة صلاح الدين البيطار الأولى، ورشدي الكيخيا باعتباره أحد رموز النضال ضد الانتداب الفرنسي. ولكنه سجن بعد سنوات قليلة بأمر من اللواء صلاح جديد، مهندس انقلاب 23 شباط 1966، وبقي في المعتقل لغاية حرب حزيران سنة 1967. نُفي بعدها إلى جزيرة قبرص، وفيها توفي سنة 1987، أمّا زميله ناظم القدسي فقد نفي إلى لبنان ومات في الأردن سنة 1998.
-
بهجت الأستاذ
بهجت بن أحمد عزت الأستاذ (1926-2005)، مطرب سوري من دمشق، عمل في إذاعة دمشق واشتهر بالموشحات والقصائد الدينية والعاطفية. عُرف طوال مسيرته الفنية باسمه الفني “فتى دمشق” الذي أطلقه عليه الزعيم الوطني فخري البارودي، راعي الفنون في سورية. اختص بغناء الموشحات ولحن له عدد من الملحنين الكبار، مثل الشيخ عمر البطش والشيخ صالح المحبك وسعيد فرحات والأخوين عدنان وزهير منيني. وفي إذاعة دمشق سجّل قصيدة يا ليل الصب متى غده سنة 1951، قبل أن تغنيها فيروز.
البداية
ولد بهجت الأستاذ في دمشق ودرس في مدارسها الحكومية. كان والده أحمد عزت الأستاذ محامياً مشهوراً، عمل سكرتيراُ للسلطان محمد رشاد الخامس في الحرب العالمية الأولى وعاد إلى دمشق ليؤسس نادي الموسيقى الشرقي مع فخري البارودي سنة 1928. ظهرت على بهجت الأستاذ ميول فنية مبكرة، حيث كان يقلّد حواريات الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب في السهرات العائلية. انتسب إلى نادي الفارابي الفني، ثم إلى نادي الموسيقى الشرقي بدعم من البارودي، الذي قام برعايته وتأهيله فنياً مع المطرب الشاب صباح الدين أبو قوس، القادم من حلب. أطلق البارودي على أبو قوس اسم صباح فخري وعلى بهجت الأستاذ لقب “فتي دمشق”.
التحق بعدها الأستاذ بمعهد الموسيقي بشارع بغداد، بدعم من صديق أبيه المحامي نجاة قصاب حسن، وتتلمذ علي يد الفنان زكي محمد، الذي علمه النوتة الموسيقية والصولفيج، والفنان سعيد فرحات، الذي عرفه على الموشحات الأندلسية.
مرحلة الاحتراف
انضم الأستاذ إلى إذاعة دمشق في 27 تشرين الثاني 1947 – أي بعد أشهر معدودة من افتتاحها – مردداً في كورسها ثم مطرباً محترفاً. قدم من خلال الإذاعة أغنيته الأولى “رجعت ليه تبكي وتنوح،” من ألحان الموسيقار محمد النحّاس وخصصت له فقرة أسبوعية لتقديم الموشحات. وعلى الرغم من صغر سنه، حقق الأستاذ نجاحاً سريعاً في الإذاعة وفي مطلع العام 1949 كانت حفلته الأولى على مدرج الحامعة السورية، بحضور ورعاية البارودي. وفي سنة 1957، شارك بمهرجان الشباب الأفريقي الآسيوي في موسكو، ممثلاً عن سورية. حضر حفلته الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، وغنى فيها الأستاذ أغنية من ألحان الفنان عبد الفتاح سكر وكلمات الشاعر سليم الزركلي، جاء في مطلعها:
يا موسكو حبيناكي
ومن سورية جيناكي
ما حلا شعبك وفنونو
ما حلا أرضك وسماكيغنّى الكثير من الموشحات والقصائد الوطنية والأناشيد الدينية ومن أشهرها:
- موشح يا عيوناً راميات (ألحان الشيخ عمر البطش)
- موشح بصفات جعلتني (ألحان الشيخ عمر البطش)
- موشح طف يادري بالقناني (ألحان الشيخ عمر البطش)
- موشح زارني المحبوب (ألحان عدنان منيني)
- موشح يا ظالمني حقاً يكفيك ما ألقى (ألحان يحيى السعودي)
- موشح إن قلبي مستهام (ألحان يحيى السعودي)
- موشح غصن البان ينثني هيفا (ألحان سعيد فرحات)
- موشح عيناك وحاجباك (ألحان سعيد فرحات)
- موشح جادك الغيث (كلمات لسان الدين بن الخطيب، ألحان مجدي العقيلي)
- قصيدة أبتنعش الأرواح (ألحان صالح المحبك)
- قصيدة محراب الأشواق (كلمات الشاعرة فدوى طوقان، ألحان عزت الحلواني)
- ملا الكاسات (كلمات عاشور سليمان، ألحان محمد عثمان)
- أغنية شو رجعك للحي (1959 – كلمات مسلّم البرازي، ألحان عزت الجاهلي)
- أغنية أيام الهوى (ألحان محمد فوزي)
- أغنية كحّل السحر عيوناً (ألحان زهير منيني)
- جواب قلب (كلمات أحمد خالد حبيب، ألحان رفيق شكري)
- نشيد أفراح رمضان (كلمات عدنان مراد، ألحان يحيى السعودي)
- نشيد يا صائمين رمضان (كلمات عمر الحلبي، ألحان يحيى السعودي)
- نشيد وداع رمضان (كلمات نجاة قصاب حسن، ألحان تحسين جبري)
الصدام مع سليم حاطوم
وكان له ظهور يتيم على شاشة التلفزيون السوري عند افتتاحه في زمن الوحدة السورية المصرية سنة 1960، عبر برنامج “الموسيقى العربية” مع المخرج جميل ولاية. وفي التلفزيون أيضاً كانت نهاية مسيرة فتى دمشق الفنية، يوم تعرض للضرب والإهانة على يد عناصر الرائد سليم حاطوم، المسؤول عن مبنى الإذاعة، عندما رفض إعطاء دوره في الأستوديو للمطربة لودي شامية، معشوقة حاطوم. أمره حاطوم بالانسحاب من غرفة التسجيل ولكنه رفض، وانهال عليه الجنود في الضرب وأخرجوه بالقوة. وفي هذا اليوم قرر فتى دمشق اعتزال الغناء وبقي في منصبه الإداري في إذاعة دمشق لغاية بلوغه سن التقاعد.
السنوات الأخيرة والوفاة
لم يتزوج بهجدت الأستاذ وعاش وحيداً في منزله الصغير في حيّ الميدان، وفي سنواته الأخيرة انتقل طوعياً للإقامة في دار السعادة للمسنين في منطقة المزة، حيث أقيم له حفل تكريم من قبل المايسترو صلحي الوادي سنة 2001. توفي بهجت الأستاذ في دمشق عن عمر ناهز 79 عاماً يوم 3 شباط 2005.
-
صلاح الدين المنجد
صلاح الدين بن عبد الله المنجّد (1919 – 20 تشرين الأول 2010)، مؤرخ سوري وناشر وباحث مختص في علم المخطوطات العربية والإسلامية وبتاريخ مدينة دمشق القديم والمعاصر. عمل في مجمع اللغة العربية على تحقيق المجلّد الأول من كتاب تاريخ دمشق لمحّدث الشّام ابن عساكر وأسس داراً للنشر في بيروت سنة 1963 باسم “دار الكتاب الجديد.” عمل في التأليف والتحقيق والنشر في لبنان أولاً ثم في السعودية، حيث شدّ الرحال بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية.
البداية
ولد صلاح الدين المنجّد في حي القيمرية وكان والده شيخ قراء الشّام في العهد الحميدي. درس في مدرسة البحصة الابتدائية وفي مكتب عنبر والكلية العلمية الوطنية في سوق البزورية، وبعدها بدار المعلمين. تأثر بشاعر الشّام خليل مردم بك وتعرف على محمد كرد عليّ، رئيس مجمع اللغة العربية، بعد أن قرأ الأخير له مقالاً في مجلّة الرسالة المصرية سنة 1940. أعجب كرد عليّ بالمقال وطلب الاجتماع بصاحبه، لتلد من يومها صداقة متينة بينهما، وصفها كرد عليّ بالقول: “هو ابني الروحي.”
عمل المنجّد في مطلع شبابه في وزارة المعارف السورية، سكرتيراً للتعليم الثانوي، وأكمل دراسته العليا بكلية الحقوق في الجامعة السورية، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة باريس. انتقل بعدها إلى رئاسة ديوان وزارة الإعاشة ثم إلى مديرية الأثار حيث عيّن مديراً بالوكالة. وكان مدخله لدراسة القانون تراثياً فقد حقق ودرس من خلال رسالته مخطوطة نادرة هي رسل الملوك ومن يصلح للرسالة والسفارة لأبي الفراء البغوي، وهناك تفتحت عيناه على علوم ومعارف التراث فتابع دروساً في علم المكتبات وعلم الخطوط والتاريخ. وفي مطلع الخمسينيات، عمل المنجد رئيساً لتحرير جريدة المنار الجديد.
في مجمع اللغة العربية
أنتخب صلاح الدين المنجّد عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق، بتزكية ودعم من معلمه الأول محمد كرد عليّ. عمل مع المجمعيين الأوائل على تحقيق أجزاء من كتاب تاريخ دمشق لمؤرخ دمشق ابن عساكر وانتُخب عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية في القاهرة وفي مجمع اللغة العربية في بغداد.
بين إسبانيا ومصر
وفي سنة 1954 أوفدته وزارة المعارف إلى إسبانيا لوضع فهارس للمخطوطات العربية المحفوظة في مكتباتها. وعُيّن بعدها مديراً لمعهد المخطوطات العربية في القاهرة، التابع لجامعة الدول العربية، وهو المنصب الذي رشحه إليه رئيس الحكومة السورية فارس الخوري. كما اختير عضواً في المعهد الألماني للآثار ببرلين عام 1958.
دار الكتاب الجديد
ظلّ الدكتور المنجّد يعمل في مصر حتى سنة 1961، عندما انتهى عقده مع جامعة الدول العربية فتوجه إلى بيروت بتشجيع من شقيق زوجته، الصحفي اللبناني كامل مروة، مؤسس جريدة الحياة. طلب إليه مروة كتابة زاوية يومية في الحياة بعنوان “زاويتي،” وأسس داراً للطباعة والنشر في بيروت باسم “دار الكتاب الجديد،” لنشر مؤلفاته ومؤلفات أصدقائه.
في السعودية
ظلّ المنجد يعمل في بيروت حتى منتصف الثمانينيات، عندما أجبر على مغادرتها بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في الحرب الأهلية اللبنانية. سافر إلى الرياض للإقامة فيها ومنحته المملكة العربية السعودية جنسيتها، تكريماً لدوره العلمي والمعرفي. وفي أثناء إقامته في السعودية، عمل أستاذاً زائراً في جامعة الملك سعود وفي جامعة الملك عبد العزيز في جدة. وكانت له عدة حاضرات في الجامعة الأميركية في بيروت وفي جامعة طهران وجامعة برينستون الأميركية.
مؤلفاته
قائمة مؤلفات الدكتور صلاح الدين منجد تطول، بين تأليف وتحقيق وتقديم، ومنها:
في السنوات 1943-1950
- إبليس يغني (مطبعة الترقي، دمشق 1943)
- في قصور الخلفاء (مكتبة المكشوف، بيروت 1944)
- نساء عاشقات (منشورات أصدقاء الكاتب، دمشق 1945)
- دمشق القديمة: أسوارها، أبراجها، أبوابها (مديرية الآثار القديمة، دمشق 1945)
- دور القرآن في دمشق للمؤلف عبد القادر بن محمد النعيمي (تحقيق، دمشق 1946)
- اللغات في القرآن: من أوله إلى آخره (تحقيق، القاهرة 1946)
- الكتابات العربية في قلعة بصرى (مجلّة الأديب، دمشق 1946)
- بيمارستان نور الدين (دمشق 1946)
- تدمر عروس الصحراء – تقديم الأمير جعفر الجزائري الحسني (دمشق 1947)
- أبنية دمشق التاريخية: قصر أسعد باشا العظم بدمشق (بيروت 1947)
- الألفاظ المهجورة على سياق حروف المعجم للمؤلف الشيخ الإمام ابن حني (تحقيق، دمشق 1947)
- رسل الملوك ومن يصلح للرسالة والسفارة للفقيه القاضي أبو يعلي البغدادي الحنبلي (تحقيق – لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1947)
- أبنية دمشق الأثرية المسجلة (المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1948)
- مسجد دمشق: ذكر شيء مما استقر عليه المسجد إلى سنة 730 هـ (المطبعة الهاشمية، دمشق 1948)
- خطط دمشق: نصوص ودراسات في تاريخ دمشق الطوبوغرافي وآثارها القديمة (المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1949)
- وقف القاضي عثمان بن أسعد بن المنجا الحنبلي (دمشق 1949)
- ولاة دمشق في العهد العثماني (دمشق 1949)
في السنوات 1950-1960
- سورية: دليل موجز للسياحة والاصطياف (وزارة الاقتصاد الوطني، دمشق 1950)
- فضائل الشام ودمشق للمؤلف أبي الحسن علي بن محمد الربعي المالكي (تحقيق – مجمع اللغة العربية بدمشق 1950)
- تاريخ دمشق لؤرخ الشّام ابن عساكر (تحقيق – مجمع اللغة العربية بدمشق 1951-1954)
- وقف أسعد باشا العظم (دمشق 1953)
- الأئمة الاثنا عشر للمؤرخ والفقيه ابن طولون (تحقيق، بيروت 1953)
- أمراء دمشق في الإسلام للفقيه الشافعي صلاح الدين الصفدي (تحقيق – مجمع اللغة العربية بدمشق 1955)
- المنتقى من دراسات المستشرقين: دراسات مختلفة (لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1955)
- قضاة دمشق: الثغر البسام في ذكر من ولّي قضاء الشّام للمؤرخ والفقيه ابن طولون (تحقيق، مجمع اللغة العربية بدمشق 1956)
- كتاب الزيارات بدمشق للمؤلف محمود بن محمد العدوي (مجمع اللغة العربية بدمشق 1956)
- شرح كتاب السير الكبير للمؤلف محمد بن الحسن الشيباني – 3 أجزاء (معهد المخطوطات العربية، القاهرة 1957-1971)
- نزهة الجلساء في أشعار النساء للعالم المصري جلال الدين السيوطي (تحقيق – مكتبة المكشوف بيروت 1958)
- تراجم الأعيان من أبناء الزمان للمؤلف بدر الدين حسن بن محمد البوريني (تحقيق – مجمع اللغة العربية بدمشق 1959)
- مناقب ابن عربي للمؤلف أبي الحسن علي بن إبراهيم ابن عبد الله (تحقيق – مؤسسة التراث العربي، بيروت 1959)
- عروس العرائس: أجمل روائع القصص الشعبي القديم (دار التراث العربي، بيروت 1959)
- الذخائر والتحف للقاضي الرشيد بن الزبير (تحقيق وتقديم – المطبعة الحكومية، الكويت 1959)
في السنوات 1960-1970
- أعلام التاريخ والجغرافيا عند العرب – 3 أجزاء (مؤسسة التراث العربي، بيروت 1959-1963)
- الكتاب العربي المخطوط الى القرن العاشر الهجري (جامعة الدول العربية، القاهرة 1960)
- فهرس المخطوطات العربية في الأمبروزيانا بميلانو (معهد المخطوطات العربية، القاهرة 1960)
- معجم أماكن الفتوح (لجنة البيان العربي، القاهرة 1960)
- العبر في خبر من غبر لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي – 5 أجزاء (القاهرة 1960-1966)
- الحركات التقدمية في العراق حتى غزو التتار (دار الكتاب الجديد، بيروت 1962)
- اليمن والمتحدة بين الاتحاد والانفصال (دار الكتاب الجديد، بيروت 1962)
- كيف دخل الفرنسيون الجزائر: وصف شاهد عيان (تحقيق وتقديم دار الكتاب الجديد، بيروت 1962)
- حلول التعب والآلام بوصول أبي الذهب الى دمشق الشّام (دار الكتاب الجديد، بيروت 1962)
- سورية ومصر بين الوحدة والانفصال (دار الكتاب الجديد، بيروت 1962)
- لمحات عن تجاربي الفكرية (الندوة اللبنانية، بيروت 1962)
- محنة القومية العربية لأركان عبادي (تحقيق وتقديم – دار الكتاب الجديد، بيروت 1962)
- معجم المخطوطات المطبوعة بين سنتي 1954-1980 – 5 أجزاء (بيروت 1962-1982)
- المشرق في نظر المغاربة والأندلسيين في القرون الوسطى (دار الكتاب الجديد، بيروت 1963)
- أمراء مصر في الإسلام للمؤرخ والفقيه ابن طولون (دار الكتاب الجديد، بيروت 1963)
- المستطرف من أخبار الجواري للعالم المصري جلال الدين السيوطي (تحقيق، بيروت 1963)
- سؤال في يزيد بن معاوية لشيخ الإسلام ابن تيمية (تحقيق – مجمع اللغة العربية بدمشق 1963)
- مملكة مالي عند الجغرافيين المسلمين (دار الكتاب الجديد، بيروت 1963)
- المؤرخون الدمشقيون في العهد العثماني وآثارهم المخطوطة (دار الكتاب الجديد، بيروت 1964).
- معاني الشعر للشاعر العباسي الأشنانداني (تقديم وتحقيق، بيروت 1964)
- التضليل الاشتراكي (دار الكتاب الجديد، بيروت 1965)
- مقدمة كتاب الحشائش والأدوية لديسقوريدس (تحقيق وتقديم – مجمع اللغة العربية بدمشق 1965)
- كناش إسماعيل المحاسني، صفحات من تاريخ دمشق في القرن الحادي عشر (تحقيق – دار الكتاب الجديد، بيروت 1965)
- فهرس المخطوطات العربية في مكتبة فروج سلاطيان (دار الكتاب الجديد، بيروت 1965)
- دراسة عن القصيمي (دار الكتاب الجديد، بيروت 1967)
- بلشفة الإسلام عند الماركسيين والاشتراكيين العرب (دار الكتاب الجديد، بيروت 1967)
- التضامن الماركسي والتضامن الإسلامي (دار الكتاب الجديد، بيروت 1967)
- أعمدة النكبة: بحث علمي في أسباب هزيمة 5 حزيران (دار الكتاب الجديد، بيروت 1967)
- مدينة دمشق عند الجغرافيين والرحالين المسلمين (دار الكتاب الجديد، بيروت 1967)
- المختار من المخطوطات العربية في الآستانة للأديب المصري أحمد تيمور باشا (تحقيق – دار الكتاب الجديد، بيروت 1968)
- المجتمع الإسلامي في ظل العدالة (دار الكتاب الجديد، بيروت 1969)
- جمال المرأة عند العرب (دار الكتاب الجديد، بيروت 1969)
- فهرس المخطوطات العربية في مكتبة الكونغرس واشنطن (دار الكتاب الجديد، بيروت 1969)
- ترويح القلوب في ذكر الملوك بني أيوب للمحدث العراقي مرتضى الزبيدي (تحقيق – مجمع اللغة العربية بدمشق 1969)
- الظرفاء والشحادون في بغداد وباريس (دار الكتاب الجديد، بيروت 1969)
في السنوات 1970-1979
- قواعد تحقيق المخطوطات (دار الكتاب الجديد، بيروت 1970)
- معجم بني أمية (دار الكتاب الجديد، بيروت 1970)
- القصيدة اليتيمة برواية القاضي علي التنوخي (تحقيق – المعهد الفرنسي للدراسات العربية، بيروت 1970)
- ديوان أبي محجن الثقفي للأديب أبي هلال العسكري (تقديم – دار الكتاب الجديد، بيروت 1970)
- فتاوى الإمام محمد رشيد رضا (تحقيق – دار الكتاب الجديد، بيروت 1970-1971)
- فحولة الشعراء للشاعر والأديب الأصمعي (تحقيق وتقديم – دار الكتاب الجديد، بيروت 1971)
- رسائل الى شاب متشكك (دار الكتاب الجديد، بيروت 1971)
- شرح قصيدة كعب بن زهير للعالم أبو زكريا التبريزي (تقديم – دار الكتاب الجديد، بيروت 1971)
- أحسن ما قرأت عن الإسلام: مقالات ودراسات لكبار العلماء والأدباء (دار الكتاب الجديد، بيروت 1971)
- دراسات في تاريخ الخط العربي منذ بدايته الى نهاية العصر الأموي (دار الكتاب الجديد، بيروت 1972)
- أدب الغرباء (تحقيق – دار الكتاب الجديد، بيروت 1972)
- قواعد فهرسة المخطوطات العربية (دار الكتاب الجديد، بيروت 1973)
- الإسلام والعقل على ضوء القرآن الكريم والحديث النبوي (دار الكتاب الجديد، بيروت 1973)
- أحاديث عن فيصل والتضامن الإسلامي (دار الكتاب الجديد، بيروت 1974)
- بين الخلفاء والخلعاء في العصر العباسي (دار الكتاب الجديد، بيروت 1974)
- ذيل مشتبه النسبة للذهبي (تحقيق – دار الكتاب الجديد، بيروت 1974)
- ولاة دمشق في العهد السلجوقي (تحقيق – دار الكتاب الجديد، بيروت 1975)
- الحياة الجنسية عند العرب من الجاهلية إلى أواخر القرن الرابع الهجري (دار الكتاب الجديد، بيروت 1975)
- شيخ الإسلام ابن تيمية: سيرته وأخباره عند المؤرخين (دار الكتاب الجديد، بيروت 1976)
- أسماء مؤلفات ابن تيمية للمؤلف شمس الدين ابن القيم الجوزي (دار الكتاب الجديد، بيروت 1976)
- الأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية (تحقيق – دار الكتاب الجديد، بيروت 1976)
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن تيمية (تحقيق – دار الكتاب الجديد، بيروت 1976)
- معجم المؤرخين الدمشقيين وآثارهم المخطوطة والمطبوعة (دار الكتاب الجديد، بيروت 1976)
- المفصل في الألفاظ الفارسية المعربة (طهران 1978)
- المستشرقون الألمان: تراجمهم وما أسهموا به في الدراسات العربية (دار الكتاب الجديد، بيروت 1978)
- أسماء الذين راموا الخلافة: نسب الأيوبيين (دار الكتاب الجديد، بيروت 1978)
- سؤال في معاوية بن أبي سفيان (دار الكتاب الجديد، بيروت 1979)
- رحلتان الى لبنان للعلامة الشيخ عبد الغني النابلسي (تحقيق – المعهد الألماني للأبحاث الشرقية، بيروت 1979)
في السنوات 1980-1985
- نوادر المخطوطات العربية وأماكن وجودها للأديب المصري أحمد تيمور (تحقيق – دار الكتاب الجديد، بيروت 1980)
- تصحيح كتاب الدارس في تاريخ المدارس (دار الكتاب الجديد، بيروت 1981)
- منية السول في تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم (تحقيق – دار الكتاب الجديد، بيروت 1981)
- مأساة سقوط دمشق ونهاية الأمويين (دار الكتاب الجديد، بيروت 1981)
- أمثال المرأة عند العرب: ما قالته المرأة العربية وما قيل فيها (دار الكتاب الجديد، بيروت 1981)
- ثلاث رسائل في اللغة (دار الكتاب الجديد – بيروت 1981)
- شعر يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (دار الكتاب الجديد، بيروت 1981)
- قصيدة إمبراطور الروم نقفور فوقاس في هجاء الإسلام والمسلمين وقصيدتا الإمامين القفال الشاشي وابن حزم الأندلسي في الرد عليه (تحقيق وتقديم – دار الكتاب الجديد، بيروت 1982)
- المخطوطات العربية في فلسطين (دار الكتاب الجديد، بيروت 1982)
- معجم ما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (دار الكتاب الجديد، بيروت 1982)
- النظم الدبلوماسية في الإسلام (دار الكتاب الجديد، بيروت 1983)
- ياقوت المستعصمي (دار الكتاب الجديد، بيروت 1985)
ومن أبحاثه عن مدينة دمشق مقال بعنوان “أبنية دمشق الأثرية المسجلة” (نُشر في مجلّة الشرق ببيروت سنة 1948) ومقال آخر حمل عنوان “الورّاقات بدمشق” الذي نُشر في نفس المجلّة سنة 1949. وفي مرحلة عمله في مجمع اللغة العربية، كان له بحث بعنوان حريق الجامع الأموي بدمشق سنة 740 هجري الذي نشر في مجلّة المجمع سنة 1956، وبحث آخر عن حيّ القصّاع الدمشقي، نشر سنة 1958. وفي سنة 1953 عمل مع الدكتور عبد الله عبد الدائم وخالد قوطرش على تعريب كتاب “المدارس الحديثة للكاتب” الفرنسي بول فولكييه، ونشره في مجلّة المعلم العربي.
الوفاة
توفي الدكتور صلاح الدين المنجّد في السعودية عن عمر ناهز 91 عاماً في 20 تشرين الأول 2010. وفي عام 2015 صدر كتاب مرجعي عن حياته وضعه الباحث مازن المبارك وقدّم له الدكتور مروان محاسني، رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق.
-
حركة التحرير العربي
حركة التحرير العربي، حزب سياسي جماهيري أطلقه العقيد أديب الشيشكلي بدمشق في 25 آب 1952 واستمر في نشاطه بعد سقوط الأخير والإطاحة بحكمه سنة 1954. خاضت الحركة الانتخابات البرلمانية ثلاث مرات وكان لها تمثيل نيابي في مجلس نواب الشيشكلي (1953-1954) وفي المجلس المنتخب سنة 1954، وأخيراً في برلمان جمهورية الانفصال من كانون الأول 1961 ولغاية آذار 1962.
البداية
منذ شبابه المبكر تأثر الشيشكلي فأفكار الحزب السوري القومي الاجتماعي وانتسب إليه وحافظ على ولائه لمبادئه بعد وصوله إلى الحكم سنة 1951. أصدر الشيشكلي قراراً بحظر جميع الأحزاب العاملة في سورية، إلّا القومي الاجتماعي الذي حافظ على حضوره السياسي وتحالف مع العهد الجديد. استعان الشيشكلي بالسوريين القوميين لوضع مبادئ حركة التحرير العربي، وأخذ عنهم التحية الحزبية التي كان قد يطلقها أنطون سعادة، المأخوذة بدورها من الحزب النازي في ألمانيا أيام الحرب العالمية الثانية.
تأسيس الحزب
أُطلقت حركة التحرير العربي في مهرجان جماهيري ضخم أقيم بدمشق يوم 25 آب 1952، بحضور الشيشكلي وتحت رعايته. أشهرت الحركة في ساحة واسعة وسط العاصمة السورية (ساحة التحرير اليوم) بعد شهر واحد من ثورة الضباط الأحرار في مصر ونصت على أن العرب هم أمة واحدة وعليهم أن يتوحدوا في دولة عربية قوية، تمتد من جبال طوروس إلى الخليج العربي وصولاً إلى المحيط الأطلسي. سمّي الشيشكلي “حامياً للقومية العربية” ورئيساً لحركة التحرير العربي، يعاونه الدكتور مأمون الكزبري بصفة “أمين عام،” وهو أحد الأستاذة القانون المرموقين في الجامعة السورية. وفي 24 تشرين الأول 1952، افتتح مقر الحركة في حلب شمال البلاد، قبل تدشين مقرات أخرى في بقية المدن السورية وتأسيس صحيفة ناطقة بلسان الحركة بإسام التحرير العربي.
الفريق المؤسس
- أديب الشيشكلي: المؤسس
- الدكتور مأمون الكزبري: أمين عام
- عبد الحميد الخليل: أمين السر
- عبد الرحمن الهنيدي: أمين الصندوق ومسؤول الشؤون الزراعية
- الدكتور ظافر الرفاعي: مسؤول الشؤون السياسية
- اللواء فوزي سلو: مسؤول الشؤون العسكرية
- منير غنام: مسؤول الشؤون القانونية
- علي حيدر: مسؤول الشؤون الداخلية
- توفيق هارون: مسؤول شؤون الأشغال
- رمزي الجابي: مسؤول شؤون الدعاية
- الدكتور مرشد خاطر: مسؤول الشؤون الصحية
- الدكتور سامي طيارة: مسؤول الشؤون الثقافية
- الدكتور حمدي الإدلبي: مسؤول الشؤون الاجتماعية
- سعيد الزعيم: مسؤول الشؤون المالية
- منير دياب: مسؤول الشؤون التجارية
نقباء الفروع
- الدكتور منير شورى (دمشق)
- ضياء عربي كاتبي (ريف دمشق)
- محمد الدروبي (حمص)
- الدكتور عارف قياسه (حماة)
- سعيد البصمجي (حلب)
- طه حداد (دير الزور)
- صالح عقيل (الحسكة)
- أحمد قواف (اللاذقية)
- عدنان قطيفان (درعا)
- رفعت زريق (السويداء)
مبادئ حركة التحرير العربي
وقد جاءت مبادئ الحزب في 31 نقطة، كان أبرزها:
- تحرير المرأة وإعطائها حق دخول المعترك السياسي.
- رفع سوية التعليم في سورية.
- مكافحة البطالة لتصل إلى الصفر في سورية.
- توطين البدو.
- تطوير الزراعة وإنشاء معاهد زراعية.
- صون الملكية الخاصة وضمان حقوق الطوائف والأقليات.
- جعل الخدمة العسكرية إلزامية في سورية.
التمثيل النيابي
انتسب جمع وفير من السيدات إلى حزب الشيشكلي، لكونه رابع حزب في سورية يفتح عضويته أمام النساء، بعد الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي السوري وحزب البعث. خاضت حركة التحرير العربي أولى معاركها السياسية في الانتخابات النيابية التي دعا إليها الشيشكلي وفازت بستون مقعداً من أصل مقاعد مجلس النواب، وكان عددها الإجمالي 82 مقعداً. وفاز الحزب السوري القومي الاجتماعي بمقعد واحد ذهب لرئيسه عصام المحايري، المتحالف مع رئيس كتلة حركة التحرير العربي الدكتور منير شورى، وانتخب مأمون الكزبري رئيساً لمجلس النواب في 24 تشرين الأول 1953.
ولكن هيمنة حركة التحرير العربي على المجلس النيابي لم تستمر طويلاً بسبب سقوط حكم الشيشكلي ونفيه إلى لبنان أولاً ثم إلى السعودية في 25 شباط 1954. عاد هاشم الأتاسي إلى رئاسة الجمهورية لإكمال ولايته الدستورية التي قطعت إبان انقلاب الشيشكلي الثاني سنة 1951 و أولى قراراته كان حل المجلس النيابي المنتخب سنة 1953. دعا الأتاسي إلى انتخابات برلمانية جديدة وسمح لحركة التحرير العربي المشاركة بها، على الرغم من ارتباطها العضوي بالشيشكلي. وفي انتخابات عام 1954 فازت حركة التحرير بمقعدين من مقاعد المجلس النيابي وبقي الكزبري رئيساً لها وممثلاً عنها في حكومة الرئيس صبري العسلي.
النهاية
قررت حركة التحرير العربي حل نفسها عند قيام الوحدة السورية المصرية سنة 1958، نزولاً عند رغبة الرئيس جمال عبد الناصر بحل كل الأحزاب السياسية في سورية. ولكنها عادت إلى نشاطها السياسي بعد انقلاب الانفصال في 28 أيلول 1961، وفازت بأربعة مقاعد نيابية في البرلمان المنتخب نهاية العام نفسه، ليتم حلّها مجدداَ وبشكل نهائي هذه المرة بعد وصول حزب البعث إلى الحكم في 8 آذار 1963.
-
ميشيل الله وردي
ميشيل بن خليل الله وردي (1904-1978)، شاعر وأديب وباحث في الموسيقى الشرقية، كان أول مواطن سوري يتم ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام سنة 1951. أسس نادي الموسيقي السوري سنة 1922 وبعدها بعشر سنوات، كان أحد مؤسسي الرابطة الموسيقية في سورية.
البداية
ولد ميشيل الله وردي في حي القيمرية بدمشق وكان والده يعمل مديراً للمدرسة الآسية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية. درس في مدرسة الآسية وكان ولعه منذ الصغر بالموسيقى الشرقية، حيث أتقن النوتة والعزف على العود وقام بتدوين الكثير من الموشحات لحفظها من الضياع. تعلّم الترتيل في الكنيسة المريمية، قبل أن يدرس الحقوق في جامعة دمشق، بعد تخرجه عمل خبيراً لدى المحاكم السورية وفي التجارة مع شقيقه سمعان الله وردي.
دوره في نهضة الموسيقى
ساهم ميشيل الله وردي في إنشاء العديد من الأندية الموسيقية كان أولها النادي الموسيقي السوري سنة 1922. وفي العام نفسه العام شارك في تأسيس النادي الأدبي، وبعدها بعشر سنوات، كان أحد مؤسسي الرابطة الموسيقية في سورية. وفي سنة 1949 عُيّن مستشاراً في معهد الموسيقى الشرقية بدمشق، التابع يومئذ لوزارة المعارف السورية. وفي سنة 1948 دُعي لإلقاء محاضرة في مبنى اليونسكو ببيروت بعنوان “الموسيقى في بناء السلام،” ومثّل سورية في مؤتمر الموسيقى المنعقد في القاهرة سنة 1932 وفي بغداد عام 1964 حيث قدم بحثاً بعنوان “جولة في علوم الموسيقى.”
وبناء على تكليف من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، شارك سنة 1969 في مؤتمر الموسيقى العربية المنعقد بمدينة فاس المغربية، حيث ألقى محاضرة بعنوان “شيء عن الموسيقى العربية.” وعقب هذه المحاضرة دعته منظمة اليونسكو لتولّي إدارة مؤسسة “الموسيقا المقارنة” في برلين، فاعتذر لأسباب خاصة.
وضع ميشيل الله وردي العديد من الدراسات والأبحاث عن الموسيقى العربية وفلسفتها، ورأى ضرورة اعتماد الموسيقى العربية على السلم الموسيقي الطبيعي، لأنه أكثر قدرة على التعبير عن الأصوات الطبيعية، واستنكر الاستعاضة عن السلم الطبيعي بالسلم الموسيقي المعدل الذي ابتدعه الأوربيون واستخدموه في موسيقاهم. وقد اعتمد على الحسابات الرياضية الدقيقة لدعم وجهة نظره، ومن هذه الأبحاث دراسة بعنوان “الرياضيات الحديثة في النسبة المتواصلة الموسيقية” و”التجدير على أساس السلم الموسيقي.”
فلسفة الموسيقى الشرقية
يُعتبر كتاب فلسفة الموسيقى الشرقية فى اسرار الفن العربي هو الأهم والأشهر بين مؤلفات ميشيل الله وردي. صدر بدمشق يوم 17 آب 1948 وبناء على ما جاء فيه من طروحات، رُشّح الله وردي لجائزة نوبل للسلام سنة 1951، ولكنه لم ينلها. هدف الكتاب إلى توحيد لغة الموسيقى عالمياً كخطوة أولى نحو بناء السلام الدولي، وقد قدّم له وزير المعارف في حينها الدكتور منير العجلاني.
مؤلفاته
بعد نجاح كتاب فلسفة الموسيقى الشرقية وضع ميشيل الله وردي عدّة مؤلفات، منها “العروبة والسلام” (1951)، “الأدب في بناء السلام” (1956) و”الموسيقى في بناء السلام” (1968)، وله ديوان شعر بعنوان “زهر الربى،” صدر في دمشق سنة 1954.
الوفاة
توفي ميشيل الله وردي في دمشق عن عمر ناهز 74 عاماً سنة 1978 وكرمته الدولة السورية بمنحه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.