الشهر: أبريل 2023

  • التلفزيون العربي السوري

    محطة البث على جبل قاسيون

    التلفزيون العربي السوري، هو التلفزيون الرسمي للجمهورية العربية السورية تأسس بالتزامن مع شقيقه التلفزيون المصري زمن الوحدة بين مصر وسورية، وانطلقا في يوم واحد بتاريخ 23 تموز عام 1960 في ذكرى قيام الثورة المصرية ضد الملكية، وذلك بناءً على القرار الجمهوري رقم 717 تاريخ 5/5/1959 القاضي بإحداث المديرية العامة لهيئة الإذاعة والتلفزيون.

    في كانون الثاني 1960 بوشر بتشييد بناء عند قبة النصر على قمة جبل قاسيون، وتم تسليم البناء لهيئة الإذاعة بالجمهورية العربية المتحدة في شهر تموز من نفس العام. بدأ إرسال التلفزيون السوري بالأبيض والأسود من قمة جبل قاسيون في دمشق حيث أقيمت أول محطة إرسال بقوة منخفضة لا تزيد عن 10 كيلو واط، واستمر إرساله ساعة ونصف فقط في اليوم الأول، كما لم يتجاوز مدى إرساله مدينة دمشق، وبعد أقل من عام على انطلاقته انتقل إلى مبناه الجديد في ساحة الأمويين.

    وكانت أمانة العاصمة قد وضعت أجهزة تلفزيون في معظم حدائق دمشق العامة، ودأبت على على تشغيل الأجهزة في المناسبات الوطنية. وفي 17 أيلول 1960 صدر القانون رقم 323 القاضي بفرض رسم سنوي على كل جهاز تلفزيون قدره 50 ليرة سورية.

    التأسيس

    مبنى التلفزيون السوري في ساحة الأمويين، قيد الإنشاء ما بين 1961-1962

    ترأسه في البداية الدكتور صباح قباني مع إداريين وكادر فني مميز هم الرواد الأوائل في التلفزيون. وكانت الأعمال التلفزيونية السورية الأولى تعتمد على فصول تمثيلية وسهرات مسرحية تبث مباشرة على الهواء، وقد قدم التلفزيون السوري الكثير من الأعمال الدرامية التي ما تزال في الذاكرة، وسهرات ولقاءات مع كبار الفنانين السوريين والعرب وكون سجلاً موسوعياً من أهم التسجيلات السورية والعربية، وكان التلفزيون السوري سباقاً في العديد من البرامج على المستوى العربي.

    اعتمد في بداياته على عناصر فنية من الإذاعة السورية بعد إرسالها في دورات تدريبية قصيرة إلى إيطاليا استغرقت حوالي الشهر والنصف. انتدب الخبير الأمريكي (بارو) ليراقب البرامج والمذيعين، ويقدم لهم الملاحظات التي كانوا بدورهم يدرسونها بأدق تفاصيلها، كما تم انتداب خبير روسي لتدريس فن السيناريو.

    الافتتاح

    حدث الافتتاح الساعة 7:45 بالنشيد الوطني، وآيات من الذكر الحكيم، وألقى الدكتور صباح قباني كلمة الافتتاح، وكانت تمثيلية الغريب أول عمل تم عرضه مباشرة على الهواء.

    الكادر المؤسس

    قاد الدكتور صباح قباني التلفزيون السوري كأول مدير له مع كادر مميز أمثال: خلدون المالح (المخرج)، سامي جانو (أول مذيع ظهر على الشاشة السورية)، بالإضافة إلى هيام الطباع والمحامية نادية غزي.

    من اليمين: ابتسام زبيدي، تيريز بدوي، سليم قطاية، ميساء باتع، و غادة مردم بك
    مؤسسي التلفزيون السوري – دمشق 1960 من اليمين: ابتسام زبيدي، تيريز بدوي، سليم قطاية، ميساء باتع، و غادة مردم بك

    كان الأستاذ عبد الرزاق قصيباتي يكتب شارات جميع البرامج والمسلسلات حتى أواخر التسعينات عندما بدأ استخدام الكمبيوتر في كتابة التترات.

    مراحل تطوره

    شيدت محطة إرسال في كل من حمص وحلب قوة كل منها 10 كيلو واط وفي عام 1966 شيدت محطة في صلنفة، وفي عام 1967 ربطت محطات دمشق وحمص وحلب وصلنفة بشبكه ميكروية حيث أصبح البث يصل إلى جميع المناطق.

    من عام 1976 وحتى عام 1981 تم إنجاز عشرات محطات الوصل في مختلف المحافظات السورية لتغطيتها بالبث التلفزيوني، وفي عام 1978 بدأت تجربة الملون وظهرت بعض البرامج والمسلسلات الدرامية بالألوان، وفي عام 1980 أصبح الإرسال يتم بالألوان بنظام بال وسيكام ولحوالي عشر ساعات يومياً بعد أن كان لمدة أربع ساعات فقط يومياً.

    كان التلفزيون يعتمد على سيارة نقل خارجي واحدة حصل عليها عام 1961 بالأسود والأبيض بغية نقل وتسجيل كل المتطلبات اللازمة للتلفزيون من برامج ومسلسلات وحفلات ومناسبات وغيرها، ثم حصلت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون على سيارتي نقل خارجية بالألوان، ووصلت إحداهما في عام 1980 والثانية في عام 1981، وهما من أحدث سيارات النقل الخارجي في ذلك الوقت.

    في عام 1985 تم إنشاء القناة الثانية في التلفزيون العربي السوري الناطقة باللغة الإنكليزية، وكانت تعرض أغاني ومسلسلات وأفلام عالمية، بالإضافة لبرامج محلية منوعة. وحينها تمت تسمية البرنامج العام الناطق باللغة العربية بالقناة الأولى. وذلك بناء على أحكام القانون الأساسي في الدولة رقم 1 لعام 1985 ولاسيما الفقره (ب) من الماده (4) منه، وعلى القانون رقم 68 تاريخ 17/1/1951، وعلى القرار الجمهوري رقم 717 تاريخ 5/5/1959 وعلى قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 3803 تاريخ 20/11/1985.

    في عام 2017 قررت وزارة الإعلام السورية إغلاق القناة الأولى في التلفزيون السوري، بعد 56 عاما من البث، وأفاد مصدر في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري – حينها – بأن السبب وراء قرار وزارة الإعلام يعود إلى رغبة وزارة الإعلام في ضبط النفقات في الوزارة في المرحلة المقبلة، وقد تم توحيد بث الفضائية السورية والقناة الأرضية. وفي عام 2022 أطلقت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون قناة أرضية تحت اسم “المحلية” تبث وفق النظامين التماثلي والرقمي، سبقها إطلاق عدة قنوات أرضية متخصصة تبث وفق النظام الرقمي.

    برامج التلفزيون

    أما فيما يخص البرامج التي كان يبثها التلفزيون، فهي من إنتاجٍ محلي يشتمل على البرامج الدرامية كالتمثيليات والمسلسلات، وبرامج سياسية وإخبارية وثقافية وفنية وبرامج الأطفال، بالإضافة إلى الاستعانة بالبرامج التي تنتجها محطات التلفزيون في الدول العربية وشركات الإنتاج المختلفة. وكانت أولى الأعمال التي بثها التلفزيون تعتمد على فصول تمثيلية وسهرات مسرحية تُبث مباشرة على الهواء كان من أبطالها (نهاد قلعيدريد لحامرفيق سبيعيمحمود جبر) ومنها برنامج منوعات كان يقدمه نهاد قلعي ودريد لحام ويتضمن مشاهد كوميدية خفيفة بعنوان “سهرة دمشق”. تمثيلية “الغريب” 1960 هي أول عمل تلفزيوني قدم على الهواء مباشرة وتحدث عن الثورة الجزائرية من إخراج سليم قطايا وبطولة: ثراء دبسي، ياسر أبو الجبين، وبسام لطفي.

    ومن الأعمال العالقة بالذاكرة تمثيلية (نهاية سكير) عام 1961 التي كتبها حكمت محسن وأخرجها نزار شرابي، ومن التثميليات الفكاهية (مجلة الهموم) عام 1962 وكان بطلها فهد كعيكاتي (أبو فهمي). وفي عام 1966 تسارع الناس إلى بيوت الأقارب والاصدقاء لمشاهدة مبارايات المونديال لذلك العام.

    فترة الثمانينيات والتسعينات

    حظيت برامج التلفزيون السوري في تلك الفترة بالكثير من المشاهدين نذكر من أشهرها: برنامج “محطات رياضية”، الذي كان يُبث كل ثلاثاء ويقدمه الإعلامي عدنان بوظو طارحا خلاله جردة حساب للأحداث الرياضية المحلية والعالمية خلال الأسبوع الفائت. أما برنامج “الأحد الرياضي” فقدّمه الإعلامي ياسر علي ديب وخُصص بداية للمباريات الأرشيفية القديمة، ثم أصبح لاحقاً مخصصاً لأخبار الدوريات الأوروبية، بالإضافة لبرنامج “عالم الرياضة” الذي بُثّ يوم الجمعة وقدمه الإعلامي وجيه شويكي، وتخصص بأخبار الرياضة المنوعة غير كرة القدم.

    لاحقاً بدأت القناة الثانية في التلفزيون السوري تبث برنامج “ما يطلبه الرياضيون” وكان مخصصاً لبث مباريات ولقطات رياضية أرشيفية، وتتالى على البرنامج عدد من المقدمين من بينهم مصطفى الأغا مقدم برنامج “صدى الملاعب” على محطة ام بي سي اليوم، أيضاً برنامج “الرياضة حياة” الذي ظهر لفترة محدودة من تقديم عدنان بوظو وخصص بالكامل للدوري السوري.

    عدنان بوظو

    إلى جانب برامج الرياضة كانت للبرامج المهنية والحرفية والنقابية حصة بالتلفزيون الحكومي، بينها “بناة الأجيال” المخصص للمعلمين، “مع العمال” مخصص للعمال، “أرضنا الخضراء” للفلاحين، و”الأيدي الماهرة” للحرفيين، “حماة الديار” للعسكريين، وبرنامج “مع الشبيبة” لـ”منظمة شبيبة الثورة”، وكانت هذه البرامج تبث في بداية المساء.

    أما برنامج “ما يطلبه الجمهور” الذي استمر بثّه لسنوات وحظي بنسبة مشاهدة عالية كونه البرنامج الوحيد الذي يبُث أغاني عربية فكانت تقدمه الإعلامية ماريا ديب عبر القناة الأولى يوم الخميس، بالإضافة إلى برنامج “رينبو” الذي كان يبُث أغاني غربية تقدمه الإعلامية ييرادو كريكوريان عبر القناة الثانية يوم الاثنين، والبرنامجان يعتمدان على قراءة رسائل الجمهور وإهداء الأغاني.

    “منكم و إليكم و السلام عليكم” (الكاميرا الخفية)، برنامج ترفيهي قدمه جمال شقدوحة، وزياد سحتوت ويعتمد على صناعة المقالب الكوميدية التي كان ضحيتها عدد من الفنانين والمواطنين، بالإضافة إلى البرنامج الشعبي “التلفزيون والناس” الذي قدّمه الإعلامي عبد المعين عبد المجيد، وتضمن مقابلات وتقارير تنوعت مواضيعها.

    من الترفيه إلى برامج ودراما الجريمة والعقاب في برنامج “الشرطة في خدمة الشعب” تقديم الإعلامي علاء الدين الأيوبي ومن خلاله يتم رصد الجريمة في المجتمع السوري واللقاء مع المجرمين والجهات الأمنية واشتهر بجملة يكررها المجرمين في كل حلقة: «والله ندمان ياسيدي».

    الخيال العلمي بنكهة سورية عبر برنامج “آفاق علمية” قدمه الإعلامي “طالب عمران” ويروي الظواهر الخارقة للطبيعة كالمخلوقات الفضائية والسفر عبر الزمن وغيرها، وتم تناولها بأسلوب علمي كما احتوى البرنامج على مقاطع تمثيلية مثيرة للخوف والفضول.

    لسنوات طويلة قدم الإعلامي توفيق البجيرمي برنامج “طرائف من العالم” وعرض فيه أطرف الأخبار المنوعة وأغربها من أنحاء العالم، وكان ينهي كل خبر منها بعبارة الدهشة والسخرية: «فتأمل يرعاك الله»، والتي باتت طابعا شخصيا بالبرنامج، بالإضافة إلى برنامج العلوم “من الألف إلى الياء” إعداد وتقديم الإعلامي موفق الخاني حيث بدأ عرضه أسبوعياً من عام 1963، وحتى 2005 دون انقطاع.

    من البرامج الشهيرة أيضاً “المجلة الثقافية” من تقديم الإعلامية هيفاء يونس المميز بشارة البداية وهي سيمفونية عالمية للموسيقي الألماني “كارل أورف”، ولموسمين متتالين بث التلفزيون برنامج “طريق النجوم” الذي قدمه ياسر علي ديب وعزة الشرع، ويُعد نسخة سورية مبكرة من برامج الهواة التي نشاهدها اليوم.

    أما سهرة الخميس كانت تبدأ ببرنامج “مجلة التلفزيون” الذي تناوب على تقديمه عدد من الإعلاميين منهم أمل مكارم، ولينا الأسعد، ومروان صواف وتم تخصيصه للحديث عن أخبار الفنانين العرب والأجانب ورصد الأعمال الفنية الجديدة من أفلام ومسلسلات وغيرها، يليه بث الفيلم العربي.

    والختام كل يوم مع برنامج المنوعات “غداً نلتقي” الذي يتضمن فقرات قصيرة منوعة تتضمن شعر، وأغاني، وأبراج، ومقاطع ضاحكة واستعراض برامج اليوم التالي، وبرنامج ختامي مماثل عبر القناة الثانية بعنوان “آخر المشوار”.

    أبرز وجوه الشاشة

    أشهر مذيعي التلفزيون السوري

    على مدى عمر التلفزيون السوري ظهر على شاشته العديد من المذيعين والمذيعات الذين نافسوا الفنانين بالشعبية في مرحلة ما قبل عصر الفضائيات، والعديد منهم استعانت بهم الفضائيات العربية الرسمية والخاصة، وحتى الدولية الناطقة بالعربية عند انطلاقها وما زالت لما يتمتع به المذيع السوري من ثقافة عالية وطلاقة في اللسان العربي الفصيح، نذكر منهم:

    المذيعون
    مروان صواف محمد عارف السعيد منقذ العلي
    مهران يوسف إياد ناصر أيمن جادة
    جوزيف بشور علاء الدين أيوبي عدنان بوظو
    جمال الجيش رجا فرزلي ياسر علي ديب
    المذيعات
    قمر عمرايا لونا الشبل عزة الشرع
    لينا علوش هيفاء يونس هيام أبوسمرة
    زينة يازجي صبا مدور ميساء سلوم
    لينا الأسعد هبة حيدري رائدة وقاف
    ييرادو كريكوريان نغم مستو هيام الطباع
    ماريا ديب امل مكارم هناء الصالح

    معرض صور

  • عين علي

    عين علي، نبع ماء غزير كان غنياً بالأسماك ويجري على شكل نهر صغير على طول الضفة الشمالية لشارع بيروت حتى يصب في نهر بردى عند جسر فكتوريا. وقد زال النبع في النصف الأول من القرن العشرين.

  • عين الباشا

    عين الباشا، نبع ماء في سوق الهال القديم عندما كانت أرضه ملكاً للوجيه سامي باشا مردم بك في الربع الأول من القرن العشرين. وقد أطلقت التسمية عليه نسبة للباشا المتوفي سنة 1956.

  • العمارة

    العمارة، حي كبير شمالي دمشق القديمة، سمّي بهذا الاسم نسبة إلى “عمارة الأخنائي،” وهي بناء أقامه شمس الدين محمد الأخنائي خارج باب الفراديس. لا يُعلم موضع البناء بالتحديد ولكنّه أنشأ في العهد المملوكي وصار الناس يلهجون باسمها ويقولون: عند “عمارة الأخنائي” فغلب الاسم على المنطقة الواقعة خارج باب الفراديس.

    وللعمارة قسمان: قسم داخل سور دمشق ويُدعى العمارة الجوّانية والآخر خارج السور ويُدعى العمارة البرّانية. ومن أشهر معالم الحيّ المكتبة الظاهرية التي بناها الظاهر بيبرس سنة 1277 وقبر السيدة رقيّة بنت الحسين، الذي بُني فوقه مقام سنة 1985. وقد سكن في العمارة الجوّانية الأمير عبد القادر الجزائري عند قدومه إلى دمشق سنة 1855 وأقام في زقاق النقيب حيث استخدمت دوره لإيواء وحماية آلاف المسيحيين الهاربين من “طوشة” عام 1860. وقد تحول القصر سنة 2015 إلى مقر مؤسسة الأمير عبد القادر الجزائري الدولية للتراث.

    معالم العمارة

    أعيان حيّ العمارة

  • العقيبة

    العقيبة، حي كبير إلى الشرق من سوق ساروجا، كان في الماضي يُعرف باسم “أرض الأوزاع” نسبة إلى قبيلة الأوزاع اليمنية التي كانت تقيم فيه في القرن الأول للهجرة. عُمرت المنطقة في عصر السلاجقة وصارت تعرف بالعقبة الصغرى أو “العقبة العتيقة،” والعقبة بالعربية”: الطريق في أعلى الجبل. ثم خفف الاسم على ألسنة الناس إلى “العُقيبة” بصيغة التصغير وذكر ابن عساكر: “سمّيت بذلك لوقوعها على المنحدر الذي يحدّ وادي النهر من ناحية الشمال.” أما في العصر العثماني فقد سكن المنطقة بعض الأعيان وشيدوا بها قصوراً فخمة، بعضها لا يزال قائماً إلى اليوم.

    يحدّ العقيبة من الشرق تربة الدحداح ومن الغرب شارع الثورة، فشارع الملك فيصل جنوباً وشارع بغداد شمالاً. وفي الحي حارات معروفة باسم العائلات التي كانت تسكنها، مثل حارة الدقر وحارة السمّان، ومن أسر العقيبة أيضاً آل الغزي ودبس وزيت والحلبي والبرهاني وغيرهم. وقد ظهر في السنوات الأخيرة فنادق دمشقية مثل صح النوم والقصر الشامي، وفيها يقع مسجد تحت المئذنة.

    معالم العقيبة

    أما عن أعيان العقيبة، فمنهم:

     

     

  • مجمع اللغة العربية

     

    مجمع اللغة العربي في دمشق، هو أقدم مجمع أكاديمي للغة العربية في سورية وسائر البلدان العربية، تأسس في عهد الملك فيصل سنة 1919، وكان له دور كبير بالنهوض باللغة العربية والتعريب والترجمة وإصدار الدراسات والأبحاث. كانت أنشطة المجمع تُعقد منذ بداية تأسيسه في المدرسة العادلية التي تقع مقابل المكتبة الظاهرية داخل مدينة دمشق القديمة، وعام 1980 انتقل إلى مقره الجديد في حيّ المالكي غرب دمشق وما يزال فيه حتى اليوم.

    التأسيس

    تأسس مجمع اللغة العربية بدمشق بعد تحرير البلاد من الحكم العثماني وكان بداية يُعرف باسم “ديوان المعارف” برئاسة الصحفي والمؤرخ محمد كرد علي، وكان من مهامه العناية بمعارف وعلوم اللغة العربية وكذلك المكتبات الموجودة في دمشق. ثم تحول إلى مجمع علمي يهدف لإحياء وتنشيط اللغة من خلال مجموعة من المهام المتعلقة بالتأليف والترجمة والنشر والتدقيق والتصحيح. وقد شارك كرد علي في التأسيس: الكاتب أنيس سلوم، الطبيب مرشد خاطر، الكاتب متري قندلفت، المحامي والسياسي فارس الخوري، أمين سويد، سعيد الكرمي، سليم البخاري، إلياس قدسي، سليم عنحوري، عبد القادر المبارك، عبد القادر المغربي، طاهر الجزائري، مسعود الكواكبي، محمد بهجة البيطار، عارف النكدي، شفيق جبري.

    مهام المجمع

    بدأ المجمع بتأليف عدد من اللجان، منها لجنة لغوية أدبية تبحث في اللغة وآدابها وطرق ترقيتها، ولجنة علمية فنية تبحث في توسيع دائرة العلوم والفنون، ولجنة مختصة بالآثار وتتبعها والبحث عنها واقتنائها لصالح المجمع. وفي العقد الأول من تشكله كان من مهام المجمع تعريب لغة الدواوين وإدارات الدولة ومؤسساتها، ووضع المصطلحات المقابلة لأي كلمات تركية ما تزال متداولة في المجتمع، وكذلك مقابلات عربية لأي مصطلحات جديدة تفرضها التطورات العصرية.

    قاعات المجمع الأساسية في ثلاثينيات القرن العشرين.
    قاعات المجمع الأساسية في ثلاثينيات القرن العشرين.

    وفي عام 2001 صدر القانون رقم (38) الذي حدد هوية المجمع وأغراضه ومهامه، وسمى لجانه العلمية الدائمة الست عشرة، وأجاز له تأليف لجان دائمة ومؤقتة أخرى، وعام 2008 صدر المرسوم التشريعي رقم (50) الذي أدخل مجموعة من الإضافات على القانون المذكور.

    ومن مهام المجمع بشكل عام لخدمة اللغة العربية وتطويرها ونشرها:

    • المحافظة على سلامة اللغة وجعلها ملائمة لحاجات لحياة المتطورة، والعمل على الحد من انتشار العامية في مختلف المجالات.
    • وضع المصطلحات العلمية والفنية والأدبية والسعي في توحيدها ونشرها في سورية والوطن العربي.
    • العناية بالدراسات العربية التي تتناول تاريخ الأمة العربية وحضارتها.
    • العناية بإحياء تراث العرب في العلوم والفنون والآداب.
    • النظر في أصول اللغة العربية وابتكار أساليب ميسرة لتعليمها وتوحيد طرائق كتابتها.

    ويتألف المجمع هيكلياً من إدارة تضم رئيس المجمع ونائب رئيس المجمع وأمين المجمع، ومن دوائر وأقسام هي: مديرية الشؤون الإدارية ودار الكتب الظاهرية والبحوث والمكتبة والطباعة والمطبوعات، ومن لجان منها لجنة اللغة العربية وعلومها، ولجنة التدقيق اللغوي، ولجنة الترجمة، ولجنة المعاجم اللغوية، ولجنة المكتبة، ولجنة تنسيق المصطلحات وتوحيدها، ولجنة المخطوطات وإحياء التراث، ولجنة مجلة مجمع اللغة، إلى جانب لجان لمصطلحات مختلف التخصصات مثل الزراعية والتربوية والبيئية والهندسية والطبية وغيرها.

    ويعقد أعضاء المجلس جلسة دورية كل أسبوعين، ويقيم المجمع ندوات علمية ومؤتمراً سنوياً، ويصدر مجلة فصلية محكمة تضم بحوث أعضائه ودراساتهم ومقالاتهم، وما يرد عليها من الأعضاء المراسلين أو العلماء والأدباء، ويسعى لاستصدار قانون لحماية اللغة العربية.

    كما يصدر المجمع مجموعة من المطبوعات مثل المعاجم التخصصية والكتب التاريخية، إلى جانب مجلة المجمع التي تنشر بحوثاً ومقالات تصب ضمن أهداف المجمع بالمحافظة على سلامة اللغة العربية وجعلها مواكبة لتطورات الحياة.

    مجمع اللغة العربية اليوم
    مجمع اللغة العربية اليوم

    رؤساء وأعضاء المجمع

    تنوع رؤساء وأعضاء المجمع على مر السنوات سواء من حيث الاختصاصات ومجالات العمل، أو المناطق الجغرافية. وعموماً يجب أن يتصف عضو المجمع بالاطلاع الواسع على علوم اللغة العربية وآدابها، والإنتاج الأدبي أو العلمي الرفيع في مجال اللغة العربية، والتخصص في أحد ميادين المعرفة مع إتقان لغة أجنبية أو أكثر، والاهتمام بالتراث والمخطوطات العربية.

    أعضاء المجمع: منذ تأسيس المجمع بلغ عدد أعضائه قرابة التسعين، وتراوحت فترات عضويتهم بين عشرات السنوات أو بضعة أشهر.

    وفي المراحل اللاحقة معروف الأرناؤوط، محسن الأمين، منير العجلاني، جعفر الحسني، شكري فيصل، أمجد الطرابلسي، عدنان الخطيب، عبد الكريم اليافي، عبد الوهاب حومد، عادل العوا، ليلى الصباغ وهي أول امرأة تدخل مجمع اللغة العربية منذ تأسيسه وذلك عام 2000.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !