الشهر: مايو 2023

  • الحزب السوري القومي الاجتماعي

    الحزب السوري القومي الاجتماعي،  أسسه المفكر اللبناني أنطون سعادة في بيروت سنة 1932 وكان له تأثير كبير في الحياة السياسية السورية في خمسينيات القرن العشرين. نادى بالقومية السورية وبتوحيد سورية الكبرى في كيان سياسي قوي وموحد عاصمته دمشق، يهدف لنسف الحدود الاصطناعية التي فُرضت على بلاد الشّام منذ اتفاقية سايكس بيكو سنة 1916. عارض وعد بلفور بشدة ورفض الانتداب الفرنسي في سورية ولبنان والبريطاني في فلسطين والعراق، كما طالب بزوال الكيان اللبناني القائم على محاصصة طائفة وعمل جاهداً لإجهاض الميثاق الوطني المبرم بين رئيس الجمهورية اللبنانية بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح سنة 1943.

    تعرض الحزب لعدة ضربات سياسية كان أبرزها إعدام سعادة من قبل السلطات اللبنانية في تموز 1949 وتورط بعد أنصاره في جريمة اغتيال العقيد عدنان المالكي بدمشق سنة 1955. أدّت حادثة المالكي إلى اعتقال جميع أعضاع الحزب في سورية وحظر نشاطه حتى سنة 2005، عندما عاد إلى العمل العلني في عهد الرئيس بشار الأسد ودخل في الجبهة الوطنية التقدمية التي يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي. ويعد الحزب السوري القومي الاجتماعي اليوم أكبر حزب سياسي في سورية بعد حزب البعث.

    نشأة الحزب وهيكليته الإدارية والسياسية

    بدأ أنطون سعادة بالترويج لأفكاره السياسية بين طلاب وأستاذة الجامعة الأميركية في بيروت قبل إطلاق الحزب بشكل سري يوم 16 تشرين الثاني 1932. لاقى الحزب استحسان الأقلية الدينية والاثنية وأوساط الطلاب والبرجوازية الصغرى في سورية ولبنان. وبعد مدة انتقل سعادة إلى العمل العلني سنة 1935، وقال إن حزبه الجديد عبارة عن “دولة” تقوم على أربعة دعائم: الحرية والواجب والنظام والقوة، وهذه العناصر الأربعة هي ما ترمز إليها الأطراف الأربعة للزوبعة الحمراء التي اتخذها الحزب رمزاً له في علمه.

    وأشار سعادة أن نظام الحزب السوري القومي ليس نظاماً هتلرياً أو فاشياً بل هو نظام سوري بحت، لكن هذا لا يمنع من وجود بعض المظاهر التي تشبه النظامين المذكورين في الزعامة والانضباط والتحية الخاصة وإشارة الزوبعة التي تشبه الصليب المعكوف الذي اتخذه أدولف هتلر رمزاً للحزب النازي في ألمانيا.

    شكل سعادة نظاماً هرمياً لحزبه بقيادته، يليه المجلس الأعلى ثم مجلس العمد ثم المنفذيات العامة فالمديريات، وهم قاعدة الهرم الحزبي. جعل نظام الحزب نظاماً تسلسلياً منعاً للفوضى في داخله واتقاء نشوء المنافسات والخصومات وتسهيلاً لتنمية النظام. وأعطى دستور الحزب وصلاحيات واسعة لسعادة، الذي لقّب بالزعيم وتمتع من يومها بزعامة مطلقة.

    المبادئ الأساسية

    • المبدأ الأول: سورية للسوريين والسوريون أمة تامة. وضع سعادة هذا المبدأ لأنه وجد أن أي عمل قومي لابد أن يبدأ بالإجابة على سؤال فلسفي وهو: من نحن؟، وبعد التنقيب كانت إجابته: نحن سوريون ونحن أمة.
    • المبدأ الثاني: (القضية السورية هي قضية قومية قائمة بنفسها مستقلة كل الاستقلال عن أية قضية أخرى). يمثّل هذا المبدأ فكرة أنّ جميع المسائل الحقوقية والسياسية التي لها علاقة بأرض سورية أو جماعة سورية هي أجزاء من قضية واحدة غير قابلة للتجزئة أو الاختلاط بشؤون خارجية يمكن أن تلغي فكرة المصالح السورية ووحدة الإرادة السورية.
    • المبدأ الثالث: (القضية السورية هي قضية الأمة السورية الوطن السوري). إن الترابط بين الأمة والوطن هو المبدأ الوحيد الذي تتم به وحده الحياة.
    • المبدأ الرابع: (الأمة السورية هي وحدة الشعب السوري المتولدة من تاريخ طويل يرجع إلى ما قبل الزمن التاريخي الجلي). إنّ مبدأ القومية السورية ليس مؤسساً على مبدأ وحدة سلالية، بل على مبدأ الوحدة الاجتماعية الطبيعية لمزيج سلالي متجانس، وهو المبدأ الوحيد الجامع لمصالح الشعب السوري، الموحد لأهدافه ومثله العليا، المنقذ للقضية القومية من تنافر العصبيات الدموية البربرية والتفكك القومي. ومن خلال هذا التجانس يمكننا أن نفهم أسباب تفوّق السوريين النفسي الذي لا يعود إلى المزيج المطلق بل إلى نوعية المزيج المتجانس الممتاز مع نوعية البيئة. ولا يتنافى هذا المبدأ مطلقا أن تكون الأمة السورية إحدى أمم العالم السامي أو العربي أو إحدى الأمم العربية.
    • المبدأ الخامس: (الوطن السوري هو البيئة الطبيعية التي نشأت فيها الأمة السورية). تمتد من جبال طوروس في الشمال الغربي، وجبال البختياري في الشمال الشرقي، إلى قناة السويس والبحر الأحمر في الجنوب، شاملة شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة، ومن البحر السوري في الغرب، شاملة جزيرة قبرص، إلى قوس الصحراء العربية وخليج العجم في الشرق، ويُعبّر عنها بلفظ عام: الهلال السوري الخصيب ونجمته جزيرة قبرص. إنّ سورية الطبيعية تشمل جميع هذه المناطق التي تكوّن وحدة جغرافية وزراعية واقتصادية واستراتيجية لا يمكن قيام قضيتها القومية الاجتماعية بدون اكتمالها.
    • المبدأ السادس: (الأمة السورية مجتمع واحد). يقوم هذا المبدأ على الوحدة الاجتماعية حيث تضمحل العصبيات المتنافرة والعلاقات السلبية، وتنشأ العصبية القومية الصحيحة، التي تتكفل بإنهاض الأمة.
    • المبدأ السابع: (تستمد النهضة السورية القومية الاجتماعية روحها من مواهب الأمة السورية وتاريخها الثقافي السياسي القومي). يقوم هذا المبدأ على تأسيس الاستقلال الروحي، الذي يمثّل الشخصية القومية السورية بمزاياها ومثلها العليا وأهدافها
    • المبدأ الثامن: (مصلحة سورية فوق كل مصلحة). ويقصد بها المصلحة المحسوسة المعيّنة التي تشارك فيها حاجات ملايين السوريين وحالات حياتهم.

    المبادئ الإصلاحية

    • فصل الدين عن الدولة.
    • منع رجال الدين من التدخل في شؤون السياسة والقضاء القوميين.
    • إزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب.
    • إلغاء الإقطاع وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج وإنصاف العمل وصيانة مصلحة الأمة والدولة.
    • إعداد جيش قوي يكون ذا قيمة فعلية في تقرير مصير الأمة والوطن.

    موقف الحزب من العروبة

    العرب بنظر الحزب كما هم بنظر سعادة فاتحون كغيرهم، وهم من الأمم التي مرت بهذه البلاد ويرى نتيجة لذلك أنه لا يقتضي الفتح تغيير الهوية القومية في سورية، بل يرى أن اندماج القومية السورية في القضية العربية كان بسبب وقوع البلاد العربية غير السورية تحت التسلط التركي مما ساعد على تولد فكرة إجماع أمم العالم العربي المخضعة لتركيا على القيام بحركة تحريرية مشتركة وعرفت تحت عوامل دينية بالقضية العربية أدت إلى فوضى في النظريات السياسية.

    موقف الحزب من فكرة الطبقات

    تشكل هذا الموقف من اندماج المبدأ الأساسي الخامس الذي يعتبر الأمة هيئة اجتماعية موحدة مع المبدأ الإصلاحي الذي يعتبر الإنتاج أساساً للاقتصاد القومي. فالعمل برأي الحزب هو حق وواجب وبذل طاقة الفرد في الأمة هو مجرد إمكانية اجتماعية يجب استثمارها لمصلحة المجتمع، فإقامة العدل الاجتماعي الحقوقي والعدل الاقتصادي الحقوقي أمر ضروري لنجاح النهضة السورية القومية الاجتماعية. كما يجد الحزب أنه علينا أن نزيد من حجم المنتجين في المجتمع، كما لا يمكننا أن نعامل المنتج كمعاملة غير المنتج وهو بذلك لا يدعو إلى إلغاء رأس المال بل يمنع الاستبداد به ضد مصلحة الجموع، فلا ينكر الحزب إذن النظام الرأسمالي كله بل يجمع الرأسمال تحت حماية الدولة.

    لا يقر الحزب نظام النقابات المكافحة عن حقوقها إذ انه يعتبر النظام الاقتصادي كفيلاً بحل المشاكل الاقتصادية ولكنه يقر نظام النقابات التي تهدف إلى إنماء الخبرة ولا يجيز الإضراب لأنه مضر بالإنتاج.

    تاريخ الحزب

    عُقد الاجتماع الحزبي الثاني في 1 حزيران 1935 وفيه شرح سعادة مبادئ حزبه، ما أدى إلى اعتقاله وأعضاء مجلس العمد من قبل السلطات الفرنسية. أودعوا في سجن الرمل في بيروت مدة ستة أشهر، تلاه مدة احتجاز ثانية سنة 1938 قبل صدور مرسوم بحظر نشاط الحزب في سورية ولبنان في آذار 1939. سوغت السلطات الفرنسية قرار منع الحزب بأنه أُلف بطريقة سريّة وغير قانونية ولغرض غير مباح يمس النظام والأمن العام. سافر سعادة إلى أمريكا اللاتينية وأمضى فيها قرابة تسع سنوات، ليعود إلى بيروت سنة 1947، بعد زوال الانتداب الفرنسي عن سورية ولبنان.

    أزمة الحزب مع حكومة رياض الصلح

    عارض أنطون سعادة الميثاق الوطني المبرم بين رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح سنة 1943، والذي وزع المناصب السياسية في لبنان على أسس طائفية فكانت رئاسة الجمهورية للموارنة ورئاسة الحكومة للمسلمين السنّة. أخذ يقارع الحكومة اللبنانية في الصحف والمهرجانات الشعبية، مطالباً بإبطال الميثاق الوطني وتوحيد سورية ولبنان في كيان سياسي واحد، رافضاً الاعتراف بشرعية الدولة اللبنانية. وقعت مواجهات متقطعة بين أعضاء حزبه وقوات الأمن اللبناني، تفاقمت في حزيران 1949 عندما حصل صدام دام في حيّ الجميزة ببيروت، بين أنصار سعادة وأعضاء حزب الكتائب اللبنانية المدافع عن الكيان اللبناني، بقيادة الشيخ بيار جميّل. تدخلت السلطة اللبنانية لصالح حزب الكتائب وطاردت السوريين القوميين بتهمة التآمر على النظام العام، وصدر قرار بسحب رخصة الحزب واعتقال قيادته وأعضاءه.  لجأ سعادة بعدها إلى دمشق في 12 حزيران 1949 وطلب اللجوء السياسي من حاكم سورية الجديد حسني الزعيم، الذي كان قد وصل إلى السطلة فبل أشهر إثر انقلابه على رئيس الجمهورية شكري القوتلي.

    أنطون سعادة وحسني الزعيم

    رحب الزعيم بأنطون سعادة وقدم له مسدسه الخاص، عربوناً للوفاء والصداقة. كانت علاقة الزعيم متوترة مع لبنان بسبب رفض قادته الاعتراف بشرعية انقلابه وتمسكهم بالرئيس الأسبق شكري القوتلي. قرر الاستفادة من وجود سعادة على الأراضي السورية وعرض عليه فكرة القيام بثورة شعبية في لبنان، تُطيح ببشارة الخوري ورياض الصلح معاً وبميثاقهم الوطني. سَخَّرَ كل من الزعيم وسعادة الآخر للعمل لمصلحته، فرأى الزعيم في سعادة أداة لتحطيم القيادة اللبنانية ورأى سعادة في الزعيم أداة ليحقق أيديولوجيته والإطاحة بالكيان اللبناني الذي طالما نادى بإزالته.

    ولكنّ حسني الزعيم نكث بوعده وتفاهم سراً مع السطلات اللبنانية على تسليم سعادة مقابل الاعتراف بشرعية حكمه بدمشق. دُبّر الأمر بواسطة رئيس الحكومة السورية محسن البرازي، وهو قريب رياض الصلح وصديقه، بعد إعلان سعادة للثورة القومية الاجتماعية في لبنان، بمساعدة المخابرات السورية ودعم مباشر من حسني الزعيم. كان سعادة مطمئناً للزعيم لأنه وعده خيراً عند لجوئه إلى دمشق وأهداه مسدسه الشخصي عربون صداقة، لم يدرك أن الوضع قد تغير تماماً بعد اتصالات الزعيم السرية بالقيادة اللبنانية. ولكن سوء التخطيط والتنفيذ في ثورته أدى لاعتقال أو تصفية معظم كوادرها، فاتصل سعادة بالزعيم وطلب موعداً للاجتماع به في القصر الجمهوري في منطقة المهاجرين.

    محاكمة أنطون سعادة في بيروت.
    محاكمة أنطون سعادة في بيروت.

    حُدد له موعداً للقائه ولكن بدلاً من نقله إلى القصر الرئاسي تم تسليمه إلى السلطات اللبنانية في 6 تموز عام 1949. أحضر سعادة مخفوراً إلى بيروت وأُعدم بمحاكمة صورية سريعة في 8 تموز 1949، بتهمة “الخيانة العظمى” والسعي لقلب النظام الحكم في لبنان. وعندما سأل كامل مروة صاحب جريدة الحياة الزعيم: “لماذا سلّمت انطون سعادة إلى لبنان؟ أجابه: “إن سورية لا تتحمل زعيمين.”

    تلت حداثة تسليم سعادة تداعيات كثيرة، ففي سورية حيث كانت نسبة كبيرة من العسكريين والضباط أعضاء في الحزب القومي، وقع انقلاب ضد حسني الزعيم في 14 آب 1949. معظم القائمين على الانقلاب كانوا إما أعضاء في حزب سعادة، مثل أديب الشيشكلي وعلم الدين القواس، أو متعاطفين معه، مثل مهندس الانقلاب اللواء امي الحناوي. أعدم الزعيم ومعه محسن البرازي رمياً بالرصاص من قبل عسكريين منتمين إلى الحزب القومي، وقام الشيشكلي بأخذ قميصه الملطخ بالدم وقدمه لأرملة سعادة الموجودة في دير صيدنايا. وفي 16 تموز 1951، اغتيل رياض الصلح في أثناء زيارته إلى الأردن، انتقاماً لأنطون سعادة.

    حسني الزعيم وبشارة الخوري بعد تسليم أنطون سعادة إلى لبنان.
    حسني الزعيم وبشارة الخوري بعد تسليم أنطون سعادة إلى لبنان.

    الحزب بعد أنطون سعادة

    عمل الحزب في سورية مع سائر الأحزاب السياسية، وانتخب المحامي الشاب عصام المحايري رئيساً له، وهو من أصدقاء سعادة وأنصاره المقربين. كما أصبح المحايري عضواً في الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور عام 1950 ونائباً عن دمشق في البرلمان السوري. وفي 12 أيلول 1950 أطلق صحيفة الجيل الجديد التي اعتُبرت بمثابة الجريدة الرسمية للحزب السوري القومي الاجتماعي في سورية. وفي سنة 1954 أطلق الحزب صحيفة البناء الجديد التي باتت ناطة بإسمه لغاية عام 1955. ساند الحزب أديب الشيشكلي في صعوده التدريجي إلى الحكم، ابتداء من انقلابه الأول في كانون الأول 1949 وصولاً إلى الانقلاب الثاني في تشرين الثاني 1951. أصدر الشيشكلي قراراً بمنع كل الأحزاب السياسية من العمل، واستثني منه الحزب القومي ورئيسه، الذي عُيّن مستشاراً سياسياً للشيشكلي. وخاض الحزب الانتخابات النيابي سنة 1953 إلى جانب حركة التحرير العربي التي أسسها الشيشكلي وتقاسما معه مقاعد المجلس النيابي.  تمتع الحزب بجذور شعبية قوية ساعدته على المحافظة على نفوذه في سورية خاصة بعد سقوط حكم الشيشكلي ونفيه خارج البلاد سنة 1954.

    العقيد عدنان المالكي
    العقيد عدنان المالكي

    الحزب وحادثة اغتيال عدنان المالكي

    وفي 22 نيسان 1954، صدر قرار بحظر الحزب واعتقال جميع كوادره، وذلك بعد تورط بعض أعضائه في جريمة اغتيال العقيد عدنان المالكي في الملعب البلدي بدمشق. جُنّد رئيس الشرطة العسكرية أكرم الديري لتدبير عملية الاغتيال عبر عناصر قومية في شرطته، وكانت الخطة أن يطلق القاتل يونس عبد الرحيم الرصاص على المالكي ويقوم شرطي آخر بقتل يونس عبد الرحيم دون علم مسبق منه، ولكن الأخير أطلق النار على نفسه وسقط قتيلاً في الملعب البلدي.

    وجهت الحكومة والقوى السياسية الرئيسية أصابع الاتهام للحزب السوري القومي الاجتماعي، وأثبتت التحقيقات أن وراء خطة الاغتيال جورج عبد المسيح الذي أصبح زعيماً للحزب في لبنان بعد أنطون سعادة، واتهم أيضاَ الضابط غسان جديد، وهو من أبرز القوميين السوريين في الجيش السوري. وقيل إن خلافاً نشب بين المالكي وجديد حول النفوذ بين ضباط الجيش، وأن المالكي كان يُهدد جورج عبد المسيح بالترحيل إلى لبنان حيث كان مطلوباً أمام القضاء بسبب جريمة مقتل رياض الصلح.

    أصدر رئيس الحكومة صبري العسلي قراراً بحظر الحزب وبعد ستة أشهر أصدرت المحكمة العسكرية بدمشق أحكاماً بإعدام عدد من عناصر الحزب شملت ثلاثة من قادته الموقوفين، ومنهم عصام المحايري، وأربعة حُكموا غيابياً وبينهم جورج عبد المسيح. وصدرت أحكام بحق مائة سوري قومي منهم جوليت المير التي سجنت لمدة 13 سنة، ولوحق غسان جديد إلى بيروت حيث اغتيل على يد المخابرات السورية سنة 1956. أما المحايري فقد خفف حكمه إلى السجن المؤبد وبقي قيد الاعتقال لغاية 31 آب 1965، عندما أطلق سراحه في عهد الرئيس أمين الحافظ.

    وفي كتابه الشهير الصراع على سورية يقول الصحفي البريطاني باتريك سيل:

    أن اغتيال المالكي كان حدثاً وحيداً شكل نقطة تحول كبرى في تاريخ سورية المعاصر، لأنه أقصى الحزب السوري القومي المنافس الأكبر والوحيد لحزب البعث من الساحة ومنذ إقصاء الحزب القومي أصبح حزب البعث أكبر حركة سياسية في سورية والأعظم نفوذا في صفوف القوات المسلحة، لكن تصفية القوميين كانت سيف ذو حدين لأنها فسحت المجال أيضاً ليصبح الإخوان المسلمون التنظيم الثاني في سورية في وجه البعث.

    الحزب بعد اغتيال المالكي

    أدت الأحكام المتشددة والملاحقات الأمنية إلى انحدار كبير بشعبية الحزب في سورية، والتهب الغضب الشعبي السوريين القوميين وتولدت مشاعر دعم للقوميين العرب والبعثيين من أنصار الرئيس المصري جمال عبد الناصر. فرَ ما تبقى من السوريين القوميين مع أفراد عائلاتهم خارج سورية ومن هؤلاء عائلات بارزة لا علاقة لها بالحزب، كعائلة الشاعر بدوي الجبل الذي هرب إلى لبنان خوفاً من الاعتقال، وكذلك الشاعر أدونيس الذي خرج من سورية بعد مدة اعتقال على خلفية قضية المالكي. واصلت السلطة السورية حملتها ضد السوريين القوميين وأنصارهم في صفوف القوات المسلحة والإدارة العامة ففصلت الكثيرين، ما فتح الباب أمام عناصر حزب البعث والحزب الشيوعي للسيطرة على الشارع السوري. وقاد رئيس المكتب الثاني (للمخابرات العسكرية) عبد الحميد السراج حملة الاعتقالات والقمع ضد الحزب السوري القومي، وبقي الحزب محظوراً لغاية عام 2005، عندما سمح بمعاودة نشاطه في سورية سنة 2005، وذلك بعد خمس سنوات من وصول الرئيس بشار الأسد إلى الحكم. وقد انتخب المحايري مجدداً رئيساً للحزب وبقي في منصبه لغاية العام 2016.

    محاولات انقلابية فاشلة

    وفي سنة 1956، شارك بعض عناصر الحزب في محاولة انقلاب فاشلة في سورية جاءت بتمويل من الحكومة العراقية، ومنهم المفكر اللبناني سعيد تقي الدين والضابطان صلاح الشيشكلي (شقيق أديب الشيشكلي) وغسان جديد. وكان الهدف من الانقلاب التخلص من رئيس الجمهورية شكري القوتلي وضرب التحالف القائم بينه وبين الرئيس عبد الناصر، مع تصفية كل من عبد الحميد السراج والزعيم البعثي أكرم الحوراني ورئيس الحزب الشيوعي خالد بكداش. ولكنّ الانقلاب أجهض من قبل أجهزة المخابرات السورية وتم اعتقال معظم المشاركين فيه وفرار البقية إلى لبنان. وفي لبنان حاول الحزب القيام بانقلاب عسكري مماثل ليلة رأس السنة لعام 1961/1962 ضد الرئيس اللبناني فؤاد شهاب، المتحالف مع جمال عبد الناصر. أطلق على الانقلاب الفاشل اسم “الثورة القومية الاجتماعية،” وخطط له ضابطان في الجيش اللبناني، هما فؤاد عوض وشوقي خير الله، بالتنسيق مع قائد الحزب في حينها عبد الله سعادة.

    أعضاء الحزب السوري القومي الاجتماعي

    من أشهر السوريين المنتمين إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي

  • حارة القروانة

    حارة القروانة، جنوبي الشاغور وشمالي مقبرة الباب الصغير، تعود تسميتها إلى عصر المماليك وتعني: القادمين من بلدة القريتين على الطريق الممتد بين دمشق وتدمر. وفي اللغة التركية القروانة تعني الصحن النحاسي المسطح الذي يأكل منه الجنود. مجازه: طعام العسكر. والجدير بالذكر أن اسم “بوابة القروانة” ورد في العهد العثماني خارج محلّة الشاغور.

  • القزّازين

    القزّازين، محلّة في العمارة البرّانية عُمم اسمها على كامل المنطقة المحيطة بشارع بغداد إلى الشرق مباشرة من تربة الدحداح، وكانت في الماضي مركزاً لصناعة الزجاج، أو بالصيغة العامية الدمشقية “القزاز،” وجمعها “قزّازين.

  • زقاق القُرشي

    زقاق القُرشي في الميدان الوسطاني، سمّي نسبة لمسجد الوليّ القُرشي به، ولم نجد عن هذا الوليّ أية معلومة أو ترجمة.

  • القبيبات

    القبيبات، محلّة في الميدان الفوقاني، سمّيت بهذا الاسم منذ العصر المملوكي لأن دورها كانت ذات سقوف مقبّبة على شاكلة دور أرياف حماة، وفيها جامع الكريمي الذي بات يُعرف اليوم بجامع الدقاق.

  • رياض شحرور

    رياض شحرور
    رياض شحرور

    رياض شحرور (10 كانون الثاني 1935 – 15 أيار 2014) ممثل ومخرج مسرحي سوري من دمشق، اشتهر بأدواره الكوميدية وعمل في المسرح القومي سنة 1959، وكان أحد مؤسسي نقابة الفنانين بدمشق. نال شهرة عربية في مرحلة متقدمة من حياته من خلال مشاركته في معظم مسلسلات المخرج هشام شربتجي الشهيرة، مثل عيلة خمس نجوم ويوميات مدير عام وأحلام أبو الهنا.

    البداية

    ولد رياض شحرور بدمشق ودرس في مدارسها الحكومية، أعجب بالمسرح منذ طفولته وتتلمذ على يد الفنان علي الرواس ليبدأ معه مسيرته الفنية سنة 1952 ممثلاً ومخرجاً وكاتباً مسرحياً. وفي سنة 1955 حصل على دعم مالي ومعنوي من نائب دمشق وراعي الفنون فخري البارودي، وأطلق فرقة مسرحية باسم “الفرقة الشعبية للتمثيل والموسيقى” كانت فرقة رياض شحرور تعرض أعمالها الشعبية في البيوت العربية القديمة، وكثيراً ما كان البارودي يحضر هذه العروض دعماً له وللفنانين الهواة.

    رياض شحرور في بداياته المسرحية.
    رياض شحرور في بداياته المسرحية.

    مرحلة المسرح المحترف (1955-1960)

    ألّف رياض شحرور العديد من المسرحيات الهادفة والناقدة بقالب كوميدي، ومنها: مسرحية إبرة بكومة قش، و”الرشوة” التي عرضت ولَم تصور، وأبو خليل القباني، والنيزك، وجابر عثرات الكرام. شارك في تأسيس المسرح القومي سنة 1959 وعند سؤاله عن هذه المرحلة من حياته، أجاب قائلاً: “كان همي إنشاء جيل سوري يعرف أن المسرح نعمة على أي شعب في العالم، وليس نقمة؛ وفي سبيل ذلك ندفع المال، ولو من لقمة عيشنا.”

    مرحلة التلفزيون (1960-2014)

    عند انطلاق التلفزيون السوري في زمن الوحدة مع مصر، انضم رياض شحرور إلى صفوفه كممثل ومخرج برامج، قبل أن يشارك في تأسيس نقابة الفنانين السوريين في مطلع السبعينيات. وفي زمن الفضائيات العربية، حقق شهرة نسبية واسعة عبر مشاركته في أعمال ناجحة بثت في كل أرجاء الوطن العربي، وكانت معظمها من إخراج هشام شربتجي مثل عيلة خمس نجوم ويوميات مدير عام وأحلام أبو الهنا، كما تعاون مع المخرج علاء الدين كوكش في عدة مسلسلات، كان أشهرها أهل الراية سنة 2008، وسجل حضور لافت في مسلسل الدغري مع النجم دريد لحام، وكان من إخراج هيثم حقي.

    الوفاة

    توفي رياض شحرور عن عمر ناهز 79 عاماً يوم 15 أيار 2014، وانطلقت جنازته من منزله في حيّ الزاهرة بدمشق، وصلي على جثمانه في جامع شمدين آغا قبل أن يوارى الثرى في مقبرة بئر السبيل في حي ركن الدين.

    قالوا عن رياض شحرور

    وصفه الفنان عبد اللطيف فتحي قائلاً: “رياض شحرور هو السكرة في المسرح القومي” وقال عنه زميله الفنان عدنان بركات: “لو قدر للفنانين رياض شحرور، وعبد اللطيف فتحي أن يعملا بحرية، ومن دون محاربات، لكان لدينا (لوريل وهاردي) بكل ما تعنيه الكلمة.”

    الأعمال المسرحية

    الأعمال التلفزيونية

    الأعمال السينمائية

  • قبة النسر

    قبّة النسر، أو قبّة الرصاص الكبرى لحرم الجامع الأموي، الأشهر في مدينة دمشق والعالم الإسلامي بأسره. ارتبطت بالعصر الأموي وعُمّرت مع الجامع في زمن الوليد بن عبد الملك وتعرضت إلى زلازل وكوارث عديدة في الأزمنة المختلفة، كان آخرها حريق عام 1893.

    الدروس الدينية

    اعتنى الدمشقيون بدراسة علم الحديث وتدريسه تحت قبة النسر عصر كل يوم من الأشهر الثلاثة رجب وشعبان ورمضان، ويقوم بإلقاء هذا الدرس أعلم علماء دمشق، وأقدم من عُرف من المدرسين شمس الدين محمد الميداني الدمشقي، وقد وضع الشيخ جمال الدين القاسمي كتاباً تعريفياً بمن تولّى هذا الدرس بعنوان “اللف والنشر في طبقات المدرسين تحت قبة النسر،” وعرف بهم أيضاً الشيخ عبد الرزاق البيطار في كتابه نتيجة الفكر فيمن درس تحت قبة النسر. ومن أشهر هؤلاء كان الإمام الغزالي والمحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني، آخر من تولّى هذا الدرس.
    وقد وصف الشيخ محمد بهجة البيطار من يصلح للتدريس تحت قبّة النسر بأن يكون:

    …حافظاً لحدود الله، قائماُ على إرشاد العقول، وتهذيب النفوس، وتصحيح المعتقدات، وإبانة سر العبادات، وإماطة ما غشي الأفهام القاصرة من غياهب الجهالة، وتراث الضلالة، واقفاً على مقاصد التشريع وحكمته، عالماً مواضع الخلاف والوفاق، سائساً لسامعيه بما يلائمهم من الأحكام، بل هو العامل الأكبر في إخراج الناس من ظلمات الجهالة إلى نور العلم، وتحريرهم من رق الخرافات والوهم، فهو كالسراج إن لم ينتفع بضوئه فلا فائدة في وجوده.

    التسمية

    أما عن سبب تسميتها، فقد كتب ابن بطوطة: “قبّة الرصاص التي أمام المحراب المسمّاة بقبّة النسر، وكأنهم شبهوا المسجد نسراً طائراً والقبّة رأسه، وهي من أعجب مباني الدنيا، ومن أي جهة استقبلت المدينة بدت لك قبّة النسر ذاهبة في الهواء منيفة على جميع مباني دمشق.” وذكر الدكتور عبد القادر الريحاوي: “أطلق العرب على المصلّى الحرم اسم النسر: القبّة رأسه والرواق جسمه والأروقة عن يمينه ويساره جناحاه.

    وصف القبّة

    ترتفع قبّة النسر عن أرض صحن الجامع الأموي 45 متراً ويبلغ قطرها 16 متراً، ويصفها ابن جبير فيقول:

    وأعظم ما في هذا الجامع المبارك قبة الرصاص المتصلة بالمحراب وسطه، سامية في الهواء، عظيمة الاستدارة، قد استقل بها هيكل عظيم هو غارب لها، يتصل من المحراب إلى الصحن، وتحته ثلاث قباب: قبّة تتصل بالجدار الذي إلى الصحن، وقبّة تتصل بالمحراب، وقبّة تحت قبة الرصاص بينهما. والقبّة الرصاصية قد أغضت الهواء وسطه، وسعة هذا الغارب من جهة الصحن ثلاثون خطوة، فهم يعرفون الموضع من الجامع بالنسر لهذا التشبيه الواقع عليه. ومن أي جهة استقبلت البلد ترى القبة في الهواء منيفة على كل علو كأنها معلقة من الجو.

    جددت القبّة في عهد نظام الملك السلجوقي عام 1075، وقام صلاح الدين الأيوبي بتجديد ركنين منها سنة 1179.

  • قبة النصر

    قبّة النصر، كانت في أعلى جبل قاسيون، أنشأها فوق منطقة الصالحية نائب الشّام في عهد سيف الدين برقوق بمناسبة انتصار دولة المماليك على شاه سوار الغادري الذي أعلن العصيان عليها في إمارة كيليكيا. سقطت القبّة في زلزال 1174 وأُزيل ما تبقى منها سنة 1941 في عهد فيشي أيام الانتداب الفرنسي، لكيلا تتخذ كنقطة علام عسكرية من قبل قوات بريطانيا وفرنسا الحرة. وقد أطلق العوام عليها اسم “كرسي الداية” لأنها تشبه الكرسي الذي تجلس عليه الداية (القابلة). وفي سنة 1960 أقيم في مكانها أول محطة بث تلفزيوني في زمن الوحدة السورية المصرية.     

  • سينما جناق القلعة

    سينما جناق القلعة، أول دار سينما بدمشق، أنشأت على طراز المسارح الأوروبية وافتتحت في عهد جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع سنة 1916. شُيّدت عند نهاية طريق الصالحية، مكان مجلس الشعب حالياً عند زاوية ما يُعرف اليوم باسم شارع العابد. أنشأت الدولة العثمانية هذه الدار، ورصدت لها المبالغ الطائلة تخليداً لانتصارها على الأسطول البريطاني في معركة مضيق جناق قلعة من ناحية، ولاستقطاب أهل دمشق إلى هذا الفن الجديد وإبعادهم عن الشأن السياسي. كما كان الهدف من هذه الدار أن تكون وسيلة دعاية للعثمانيين ودول الحلفاء في الحرب العالمية الأولى.

    وصف السينما

    صمم البناء من الخارج على الطراز الشرقي والأندلسي، وأثث من الداخل على طراز المسارح الأوروبية، جعله المهندسون يصلح ليكون مسرحاً للتمثيل أيضاً، ولذلك أنشئت فيه شرفات “لوج” تحيط بالمسرح على شكل “حذوة الحصان”، وكانت أقرب شرفة إلى المسرح لا يزيد بعدها على خمسة أو ستة أمتار.

    كان فيها فرقة موسيقية نحاسية تجلس أمام ستارة السينما في باحة مخصصة لها لتعزف أنغاماً تتلائم مع المشاهد المعروضة – إذ كانت الأفلام في ذلك الوقت صامتة – وكانت تعزف الموسيقا العسكرية “المارش” في فترات الاستراحة بين فصل وفصل، وكانت مدة الفصل الواحد لا تتجاوز العشرين دقيقة لعدم استيعاب الآلة العارضة للأفلام الطويلة.

    كانت فترة الاستراحة تدوم أحياناً أكثر من مدة عرض الفيلم الواحد عندما تكون الفصول قليلة، ولدى ظهور مشاهد مطاردة أو عراك كان العزف الموسيقي يشتد ويشعر المرء وكأنه داخل صلب موضوع الرواية، وتعم الحماسة في نفوس المشاهدين أحياناً حتى لقد تجد الكثيرين يصرخون ويولولون كأن الحوادث التي تجري في الفيلم حقيقة واقعة.

    حادثة حريق السينما

    لم يستمر العمل في السينما أكثر من شهر واحد فقط، إذ في ليلة قمراء استفاق سكان دمشق على أصوات فرقعة عظيمة، وشاهدوا هذه الدار كتلة من اللهب نتيجة احتراق بكرة فيلم، حيث كانت الأفلام في تلك الحقبة سريعة الاشتعال فتحول المبنى إلى ركام.

    وهذا ما أورده الباحث شمس الدين العجلاني في مقال تحدث فيه عن هذه السينما بقوله:

    حدث الحريق ليلا عندما انقطع الفيلم أثناء عرضه، ووقع تحت تأثير الحرارة الشديدة المنبعثة من ضوء “القوس الكهربائي”، وكانت الأفلام حينذاك من المواد السريعة الاشتعال، وكانت الآلات العارضة بسيطة لا تتوافر فيها حافظة لبكرات الفيلم أو وسائل إطفاء الحريق ذاتياً، وكان الحريق كارثة لأن الدار كانت متميزة بفخامتها وضخامتها، وهي أول دار سينما أنشئت في “دمشق” على هذا النحو الذي نفتقده في أيامنا هذه.

    ويقول السينمائي محمود حديد إن احتراق سينما جناق القلعة قد يكون مفتعلاً، خاصة إذا نظرنا إلى هذا الحريق ضمن السياق التاريخي الذي وقع فيه:

    افتتحت هذه السينما في أوضاع سياسية توصف بالصعبة للحكومة التركية الجديدة آنذاك، وكان نشاط الحركات العربية الداعي للتحرر من الحكم التركي في تصاعد، ونظر أهالي دمشق إلى هذه السينما التي افتتحها جمال باشا السفاح على أنها دار للفسق، ولم تكن تحظى بمباركتهم، لذا اعتقد أن حادثة الاحتراق قد تكون مدبرة، خاصة أن حادثة الاحتراق هذه لم تكن الوحيدة في دمشق وإنما عادت لتداهم أكثر من سينما خلال مدة قصيرة. فالفيلم لا يحترق إلا إذا ارتفعت درجة حرارته عن طريق تعريضه للضوء وهو في حالة الثبات، وسينما جناق قلعة احترقت ليلاً ولم يكن وقت عرض الفيلم.

    كما مر ذكر سينما جناق قلعة في كتابات الشيخ الشيخ علي الطنطاوي الذي حضر حفل افتتاحها، فيقول في كتابة دمشق صور من جمالها وعبر من نضالها: “وأين يسهر من يريد سهرا ً أو لهوا ً؟ وما في البلد إلا سينما أنشأها الأتراك للدعاية الحربية كانت في موقع البرلمان، أخذونا إليها فأرونا (فيلماً) عن حرب (شنا قلعة) أثناء الحرب الأولى.”

    أبرز العاملين في السينما

    عرف من العاملين في هذه الدار الميكانيكي اليوناني الأصل “ساسو” الذي كان يشغل آلات السينما.

    موضعها حالياً

    بقي مكانها أرضاً محروقة ردحاً من الزمن منذ عام 1916 ولغاية 1928 حين قررت حكومة رئيس الوزراء الشيخ تاج الدين الحسني بناء المجلس النيابي في موضعها، والذي مازال قائماً حتى وقتنا الحالي.

  • قبة السيّار

    قبّة السيّار، مرصد فلكي مهجور مُطل على مدينة دمشق، يقع على الجزء الغربي من جبل قاسيون المعروف باسم جبل الجنك. يختلف المؤرخون على تاريخ القبّة، فمنهم من ينسبها إلى الأمير سيّار الشجاعي في عصر المماليك ويقول آخرون إنها تعود إلى نائب الشّام المملوكي سنجر الشجاعي. أمّا ابن عساكر فيعتقد أن قبّة السيّار بنيت في عهد المأمون أيام الدولة العباسية. هُجرت القبّة منذ زمن بعيد وباتت ملتقى للعشاق في النصف الأول من القرن العشرين، علماً أن الفرنسيين لم يطوروا المنطقة المحيطة بها ولم يقيموا فيها أي مقاه أو مطاعم، وذلك بسبب صعوبة الوصول إليها نظراً لطريقها الوعر.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !