فيلم تحت سماء دمشق، ثاني فيلم روائي سوري طويل صور في دمشق عام 1932، وعرض في السادس من تشرين الثاني من ذات العام في سينما العباسية.
الصنف الفني: دراما، جريمة.
مدة العرض: 30 دقيقة.
العرض: أبيض وأسود.
قصة إنتاج الفيلم
على الرغم من أن شركة “حرمون فيلم” قد حُلِت بعد إنتاج فيلمها الأول، إلا أن الإقبال الكبير الذي شهده عرض فيلم “المتهم البريء” كان حافزاً للممولين السوريين لإنتاج أفلام سينمائية جديدة، حيث اتصل أكثر من شخص برشيد جلال لإنتاج فيلم سوري كبير بشروط فنية أفضل من تلك التي أنتج بها الفيلم الأول.
وعن قصة إنتاج الفيلم يذكر جان الكسان في كتابه تاريخ السينما في الوطن العربي: إن رشيد جلال اتفق مع عطا مكي، صاحب المكتبة العمومية آنذاك وخاله الحاج أديب خير، والتاجر رفيق الكزبري على تأسيس شركة هيلوس فيلم برأسمال قدره أربعمائة ليرة عثمانية ذهبية تدفع بالتساوي بين الجميع، وكلف رشيد جلال بالإشراف على جميع أعمال الإنتاج.
تواصل رشيد جلال مع إسماعيل أنزور العائد من النمسا لإخراج الفيلم وكتابة السيناريو، وتعاقد مع المصور الإيطالي جروداو والمصور السوري نور الدين رمضان. أما معظم طاقم العمل تطوع بالعمل دون أجر باستثناء النساء.
قصة الفيلم
قصة الفيلم تعتمد بنية سردية تقليدية، تبدأ بخطوبة صبحية والدكتور، ثم يدخل عنصر غريب وهو رجل يعمل على ابتزاز صبحية التي تستمر بالدفع له. يعلم الخطيب فيشك بخطيبته وينفصل عنها، إلى أن يُقتل الرجل الذي نكتشف أنه ليس سوى شقيق صبحية، وهي ليست سوى بنت يتيمة وفقيرة تبناها رجل ثري. فيعود الدكتور إلى خطيبته.
تعالج القصة موضوع الغيرة عند الرجل والمرأة، فالدكتور يغار على خطيبته فينفصل عنها، والراقصة التي تحب علي شقيق صبحية تغار عليه من أخته لأنها تظن أنه يخونها معها فتقتله.
هذه المعالجة للقصة تشتمل على رؤية لفئة من المجتمع السوري في تلك المرحلة، فتنظر إلى الأثرياء وقصورهم وسياراتهم وطبيعة حياتهم، وسهراتهم، وإلى الفقير الذي يتورط في علاقة مع راقصة.
أماكن التصوير
جرى التصوير في غوطة دمشق ومداخل المدينة، وفي الربوة، وفي قصر الأمير سعيد الجزائري وحديقته في دُمَّر، وفي سكة حديد الحجاز وقطارها القديم حيث استخدمت عربات الركاب في محطة الحجاز، واستخدم الركاب ك كومبارس، بالإضافة إلى تصوير مشاهد في ملهى أقيم في الهواء الطلق في سينما لونا بارك التي كانت من أكبر دور السينما الصيفية في دمشق.
ردود الأفعال
حدثت مفاجأة أثناء طبع النسخة الإيجابية من فيلم “تحت سماء دمشق” الصامت، أعلن عن فيلم عربي ناطق قادم من مصر باسم “أنشودة الفؤاد” فقرر أصحاب “تحت سماء دمشق” استعمال بعض القطع الموسيقية العربية المسجلة على اسطوانات لتصاحب الفيلم ولكن التجربة فشلت فنياً، وفشل أيضاً عرض الفيلم فتناقص عدد رواده الذين تعرفوا على السينما الناطقة.
وبينما كان أصحاب الفيلم يفكرون بعرض الفيلم في صالة شعبية متواضعة، فوجئوا بالسلطات الفرنسية توقف الفيلم وتحجزه، لأن القطع الموسيقية التي عزفت مع الفيلم لها حقوق تأليف وتلحين عند عرضها على الجماهير، وقد تقرر حجز الفيلم حتى يحصل أصحابه على هذا الحق، وكان أصحاب الفيلم يجهلون تماماً هذه الإجراءات وقد طلب منهم مبلغ خيالي يتجاوز ضعفي نفقات إنتاج الفيلم، وأدى هذا إلى توقف الفيلم مدة شهرين، وسمح بعرضه بعد أن أعفتهم الشرطة من الغرامة بعد وساطات والتماسات عديدة أجريت لإطلاق سراح الفيلم.
وكانت هذه الحادثة صدمة هزت الشركة، وفوتت عليها نسبة من الأرباح وكانت خاتمة الفيلم خاتمة إنتاج الفيلم الصامت في سورية في آخر عام 1934، وبلغت الخسائر ثلاثمائة ليرة عثمانية ذهبية تحملها الفرقاء بالتساوي.
طاقم العمل
تمثيل
- رشيد جلال
- المطرب مصطفى هلال
- إسماعيل أنزور
- عرفان الجلاد
- لوفانتيا الألمانية
- توفيق العطري
- فريد جلال
- علي حيدر
- مدحت العقاد
تأليف وإخراج
إسماعيل أنزور
إعادة إحياء الفيلم
أعيد عرضه للمرة الأولى في عصرنا الحالي في مهرجان كان السينمائي عام 1985. أما المرة الثانية ضمن الاحتفال بدمشق عاصمة للثقافة العربية حيث طلبت الأمانة العامة من مجموعة من الشباب السوريين تأليف موسيقى خاصة بالفيلم، آخذة بعين الاعتبار الذائقة الموسيقية في عصرنا الحالي. فتمّ اختيار خالد عمران وناريك عبجيان لتقديم رؤية موسيقية جديدة بمرافقة فراس شهرستان وهو أحد أبرز عازفي القانون السوريين.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الفيلم هو من الأفلام التي قامت الأمانة العامة للاحتفالية بتمويل ترميمها، ضمن مشروعها في حفظ الأفلام السينمائية السورية، بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما.