الشهر: أكتوبر 2024

  • أسعد الحكيم

    أسعد بن أحمد الحكيم (3 أيلول 1886 -25 كانون الثاني 1979)، طبيب سوري من دمشق والمدير المؤسس لمستشفى ابن سينا الحكومي من سنة 1922 ولغاية عام 1947. شارك في تأسيس نقابة الأطباء سنة 1943، ودرّس الطب النفسي في الجامعة السورية من سنة 1943 وحتى سنة 1953 كما انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في 3 نيسان 1923.

    البداية

    ولد أسعد الحكيم في دمشق وكانت أسرته من الطبقة الوسطى، يعمل الكثير من أفرادها في تركيب العطورات والعقاقير الطبية. درس في المدرسة الريحانية أولاً ثم في الظاهرية وتخرج في مدرسة الآباء العازاريين الفرنسية سنة 1906. أنتقل إلى بيروت لدراسة الطب وعاد إلى دمشق، ثم استقر في مدينة صمصوم “سمسون” التركية ليعمل طبيباً في خط (صمصوم – سيواس) الحديدي، قبل سيقه إلى الخدمة الإلزامية في الجيش العثماني عند اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914. خدم طبيباً في القوقاز ثم في حامية المدينة المنورة لغاية سقوطها في يد قوات الشريف حسين في أعقاب الثورة العربية الكبرى. أعتقل من قبل القوات العربية ونُفي إلى مصر، حيث بقي لغاية انتهاء الحرب سنة 1918.

    مسيرته

    عاد الدكتور أسعد الحكيم إلى دمشق وعمل على تأسيس مستشفى ابن سينا الحكومي، وعند افتتاحه سنة 1922 سمّي رئيساً له حتى سنة 1947. أوفدته سلطة الانتداب الفرنسي إلى باريس للتخصص بالأمراض النفسية وإدارة المستشفيات، وفي مطلع عهد الاستقلال سنة 1946، تسلّم إدارة مصح الوليد لأمراض الجذام، كما درّس مادة الأمراض النفسية في الجامعة السورية من سنة 1942 ولغاية عام 1953 وساهم في تأسيس نقابة الأطباء سنة 1943. سنة 1923 انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية، وتقلّد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة سنة 1951.

    مسرح الطفل

    إضافة لعمله الطبي، اهتم الدكتور أسعد الحكيم بمسرح الأطفال وألّف عدد من المسرحيات، كان أهمها:

    الوفاة

    توفي الدكتور أسعد الحكيم عن عمر ناهز 93 عاماً في 25 كانون الثاني 1979، وكرمته الدولة السورية بإطلاق اسمه على شارع في مدينة دمشق.

  • عبد الرحمن سلام

    عبد الرحمن بن محمد سليم سلام (1868 – 29 حزيران 1941)، شاعر ولغوي لبناني من بيروت. أقام مدة من حياته بدمشق مدرساً في مدرسة مكتب عنبر، وكان أحد أعضاء مجمع اللغة العربية من سنة 1922 وحتى وفاته.

    البداية

    ولد عبد الرحمن سلام في بيروت وكان والده كاثوليكياً من مدينة صفد الفلسطينية أسلم في بيروت سنة 1816، وعاش في كنف آل سلام في منطقة البسطة واتخذ نسبهم وتزوج من عمّة زعيمهم سليم علي سلام، والد رئيس الوزراء اللبناني صائب سلام. درس عبد الرحمن سلام في مدارس بيروت الحكومية وقرأ على يد شيوخ المساجد قبل تعيينه قاضياً شرعياً في قلقيلية من سنة 1896 ولغاية عام 1900.

    عاد إلى بيروت لتأسيس المدرسة العلمية وإطلاق جريدة “روضة المعارف” مع زميله محمد علي قباني سنة 1908، كما سمّي رئيساً لكتّاب محكمة بيروت الشرعية. وفي سنة 1910 ترأس جمعية السلام لتعليم الفقراء والأيتام، وأطلق في 5 آب 1911 جريدة “القلم العريض” الفكاهية التي لم تستمر طويلاً.

    بين دمشق والقدس

    انتقل عبد الرحمن سلام إلى دمشق للعمل في التدريس والخطابة والإمامة سنة 1912، وافتتح متجراً لبيع الكتب والمخطوطات في سوق المسكية مقابل الجامع الأموي. بعدها بسنتين، ذهب إلى حمص وأصبح مدرساً لمادة الأدب العربي في الكلية الوطنية، ثم إلى القدس للعمل في المدرسة الصلاحية. عارض سياسة التتريك التي بدأت في عهد جمعية الاتحاد والترقي وأيد الثورة العربية الكبرى التي انطلقت من الحجاز ضد الدولة العثمانية سنة 1916. أعتقل بأمر من جمال باشا ونُقل مخفوراً إلى سجن القلعة بدمشق. بقي عبد الرحمن سلام سجيناً لغاية دخول القوات العربية دمشق وتحريرها من الحكم العثماني سنة 1918، وبعد مبايعته الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية سمّي مميِّزاً لأوقاف دمشق.

    دخل الهيئة التدريسية في مكتب عنبر، مدرساً لمادتي علم البلاغة والعروض، وكان أحد أشهر طلابه الشيخ علي الطنطاوي الذي وصفه بالقول: “كان نادرة الدنيا في طلاقة اللسان، وفي جلاء البيان، ولقد عرفتُ من بعده لُسُن الأدباء، ومصاقع الخطباء، فما عرفت لسانًا أطلق ولا بيانًا أجلى”.وفي 13 حزيران 1922، أنتخب الشيخ عبد الرحمن سلام عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق، وفي ردهته ألقى محاضرتين: الشعر وتأثيره في الأخلاق (1921) والشعر أو حرفة الأدب (1922).

    العودة إلى بيروت والوفاة

    ومع اندلاع الثورة السورية الكبرى سنة 1925 عاد الشيخ عبد الرحمن سلام إلى بيروت وأصبح مدرساً في الكلية الإسلامية أولاً ثم في مدارس المقاصد الخيرية التي كان يديرها سليم علي سلام. وفي سنة 1927، عين أميناً للفتوى في الجمهورية اللبنانية وظلّ يشغل هذا المنصب حتى وفاته في 29 حزيران 1941.

    مؤلفاته

    من مؤلفاته قصيدة الأذواء التي زيد عن 3000 بيت من قافية واحدة وبحر واحد، جاء لشرح الخلاف بين النصارى والمسلمين ـ أضافة لأعمال أخرى ومنها:

    • دفع الأوهام بقلم ابن سلام (المطبعة الأدبية، بيروت 1899)
    • النظم المفيد في علم التجويد (بيروت 1889)
    • الرياضة البدنية (تحقيق – وزارة المعارف، دمشق 1922)
    • ديوان النابغة الذبياني (المطبعة الأهلية، بيروت 1929)
  • عز الدين التنوخي

    عز الدين بن علم الدين التنّوخي (1889 – 23 حزيران 1966)، مربي وعالم لغوي سوري من دمشق وأحد مؤسسي وزارة المعارف السورية. شارك في الثورة العربية الكبرى سنة 1916، وكان أحد مؤسسي مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1919. أسس وترأس تحرير مجلّة الرابطة الأدبية في دمشق سنة 1921، وكان أحد مؤسسي مجلة التربية والتعليم في العراق مع ساطع الحصري سنة 1927، إضافة لعمله مدرساً في الجامعة السورية في الفترة ما بين 1948-1953.

    البداية

    ولد عز الدين التنوخي في دمشق ودرس القرآن الكريم في المدرسة السباهية ثم أكمل تحصيله العلمي في المدرسة الرشدية قبل الانتقال إلى فلسطين مع أسرته حيث التحق بمدرسة الفرير الفرنسية في مدينة يافا. أرسله والده إلى مصر للدراسة في الجامع الأزهر، عاد بعدها إلى دمشق واتخذ ركناً في الجامع الأموي لإعطاء الدروس الدينية التي تحمل الدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي. أكمل دراسته العليا في المدرسة الزراعية الفرنسية في غرينيون وعند تخرجه باختصاص تطعيم الأشجار الدقيق والنادر، عُيّن مدرساً زراعياً في بيروت وانتسب إلى المنتدى الأدبي الذي كان قد أسسه عبد الكريم خليل في إسطنبول.

    الثورة العربية الكبرى

    سيق التنوخي إلى الخدمة الإلزامية في الجيش العثماني سنة 1914 وخدم في حلب قبل انشقاقه والتحاقه بالثورة العربية الكبرى سنة 1916. عُيّن مديراً للزراعة في مملكة الحجاز التي أعلنها الشريف حسين من مكة والتحق بعدها بقوات الأمير فيصل ودخل معه دمشق فاتحاً في 3 تشرين الأول 1918.

    المرحلة الفيصلية والعمل في العراق

    في عهد الاستقلال الأول، سمّي عز الدين التنوخي مديراً للرسائل في مديرية الصحة السورية وعضواً في شعبة التأليف والترجمة التابعة لديوان المعارف. شارك في تحويل الديوان إلى وزارة المعارف مع ساطع الحصري وحضر الاجتماع التأسيسي لمجمع اللغة العربية الذي دعا إليه محمد كرد علي في المدرسة العادلية الكبرى يوم 30 تموز 1919. وبعد احتلال سورية وفرض الانتداب الفرنسي عليها، أسس مجلة الرابطة الأدبية في أيلول 1921 وتولّى رئاسة تحريرها قبل أن يتم إيقافها من قبل السلطات الفرنسية بعد عام واحد على صدور عددها الأول. عُيّن التنوخي بعدها مترجماً في مديرية البرق والبريد، لكنه استقال من وظيفته ورحل إلى بغداد ليعمل مدرّساً في دار المعلمين الأولية ثم أستاذاً في دار المعلمين العالية. أصدر من بغداد مع ساطع الحصري مجلة التربية والتعليم ابتداء من سنة 1927، وكلفه الأخير بنقل كتاب “الطبيعيات” للعالم الفرنسي إرنيست رينان إلى اللغة العربية. أثناء عمله في العراق ترجم التنوخي الكثير من الكتب العلمية إلى اللغة العربية، منها كتاب “مبادئ الفيزياء” الذي ظلّ يُدرس في المدارس العراقية سنوات طويلة.

    العودة إلى سورية

    عاد عز الدين التنوخي إلى سورية سنة 1932 وشغل أمانة سر مجمع اللغة العربية لغاية عام 1936، كما عمل مدرساً للعربية وآدابها في ثانويات حمص ودمشق، ثم مديراً لمعارف مدينة السويداء سنة 1942. وفي مطلع عهد الاستقلال عن الفرنسيين، سمّي مفتشاً في وزارة المعارف وفي سنة 1948 أستاذاً لمادة علوم البلاغة في الجامعة السورية حتى بلوغه سن التقاعد عام 1953.

    السنوات الأخيرة والوفاة

    تفرغ التنوخي بعدها للعمل في مجمع اللغة العربية وانتخب سنة 1957 عضواً في لجنة مطبوعاته، كما شارك في وضع “المعجم العسكري” بقسميه الفرنسي – العربي والإنجليزي – العربي الصادر عن القوّات المسلّحة في الجمهورية العربية المتحدة سنة 1961. انتخب عضواً مراسلاً في المجمع العلمي العراقي، وبعدها سنة 1964 نائباً لرئيس مجمع اللغة العربية بدمشق حتى وفاته عن عمر ناهز 77 عاماً يوم 24 حزيران 1966. دفن في مقبرة الباب الصغير وكرمته وزارة التربية بإطلاق اسمه على مدرسة حكومية في حيّ المزة فيلّات شرقية، وفي سنة 2024 وضع نجله الدكتور عبد الكريم التنوخي كتاب بعنوان “المجتمع البغدادي في عصر التنوخي” الذي صدر عن دار الكتاب في بغداد.

    مؤلفاته

  • فيلم عابر سبيل (1951)

    فيلم سينمائي سوري، وهو الرابع في التاريخ السينما السورية، أُنتخ سنة 1951 وكان من بطولة المطرب نجيب السراج، تأليف وإخراج أحمد عرفان. صورت مشاهده في لبنان وسورية وعرض في حلب وجميع المدن السورية إلا دمشق، ولكنه فشل جماهيرياً وتوقفت الشركة المنتجة عن العمل من بعده.

    • مدة العرض: 90 دقيقة.
    • تصنيف العمل: موسيقي – غنائي.

    بطولة العمل

    جاء فيلم “عابر سبيل” بعد ثلاث سنوات من فيلم “نور وظلام” للمخرج والمنتج نزيه الشهبندر، وقد أنتجته شركة “عرفان وجالك” من مقرها الكائن في مدينة حلب. رُوّج لفيلم على أنه سيكون مختلفاً عن سابقيه، وسيحقق نقلةً نوعيةً في السينما السورية الوليدة. تعاقدت الشركة المنتجة مع المطرب ن نجيب السراج لأداء دور البطولة، بعد أن لعب زميله رفيق شكري بطولة فيلم “نور وظلام” سنة 1948، وكانا في وقتها الأشهر بين نجوم الغناء في سورية، وقد قدما عرضاً مسرحياً غنائياً مشتركاً في مطلع الأربعينيات وكانا يعملان معاً في إذاعة دمشق.

    قصة الفيلم

    يحكي الفيلم قصة فتاة شابة وطموحة (هيام صلاح) تلتقي شاباً جميل الصوت (نجيب السراج)، يحلم أن يكون مطرباً مشهوراً. تشعر بأنه الوحيد القادر على تحقيق أحلامها، وتقف بجواره حتى يحقق حلمه في أن يصبح مطرباً. استعان المصوّر أيوب بدري بمشاهد صامتة من أفلام أجنبية – دون اخذ الموافقة من منتجيها – من انفجار قنابل وسير دبابات وجنود، وعند عرضها في السينما كان يقف خلف الميكروفون لتأدية المؤثرات الصوتية بنفسه. جرى طباعة الفيلم وتحميضه في فرنسا، ولكن النسخة النهائية منه كانت رديئةً، فيها أخطاء كثيرة وعدم تطابق بين الموسيقى والمَشاهد، مع ضعف شديد في أداء الممثلين.

    طاقم العمل

    تمثيل

    تأليف وﺇﺧﺮاج

     

  • فيلم نور وظلام

    فيلم نور وظلام هو أول فيلم من إنتاج سوري لبناني مشترك، وهو أول فيلم سوري ناطق أبصر النور عام 1948.

    قصة إنتاج الفيلم

    بدأت قصة ولادة هذا الفيلم عام 1947 حين أسس نزيه الشهبندر في الثلاثينات استديو في سينما الهبرة القديمة في حي باب توما بدمشق أسماه “استديو شهبندر” وجهزه بآلات للتصوير، والصوت، والطبع، والتحميض، والإضاءة، وكانت كلها تقريباً من صنعه. وقد باشر بتصوير أول فيلم ناطق هو فيلم “نور وظلام”.

    انطلقت عجلة التصوير بالتزامن مع حرب فلسطين، وتوقف حينها التصوير لأكثر من مرة، حيث هرب الممثلون والممثلات من الاستديو إلى الشارع بثياب التمثيل، وعلى وجوههم طلاء الماكياج عندما ضربت المدفعية.

    وقد قدمت الشركة للفيلم في الكراس بالكلمة التالية: “إننا نقدم باكورة إنتاجنا السينمائي، قاصدين من هذا العمل خدمة الوطن بإنشاء صناعة السينما فيه، وكلنا آمل بكل وطني حر أن ينظر بعطف وتقدير لهذه الصناعة الوليدة كي نتمكن من ترقيتها والنهوض بها إلى أقصى حد، والسلام”.

    عرض الفيلم في جميع أنحاء سورية ولبنان، وفي المهجر، وحقق إيرادات لا بأس لها.

    قصة الفيلم

    تدور قصة الفيلم حول شقيقان هما عادل ورفيق يقيمان معاً، عادل عالم مجتهد يتوصل إلى اكتشاف نوع جديد من المتفجرات، يعرض اكتشافه على هيئة فنية عسكرية ويحرز نجاحاً كبيراً. أما رفيق فهو شاب مستهتر لا هم له سوى اللهو، ولهذان الشقيقان خال يعود من البرازيل مع ابنة أخته دلال التي تقع في حب رفيق وتحاول ردعه عن ضلاله. ولرفيق صديق يدعى رشاد يعيش مع شقيقته رباب في شقة فتحا أبوابها للقمار وابتزاز أموال روادها.

    يستيقظ الشر في نفس رجل أجنبي يغري صديقهما رشاد بالمال لدفعه إلى الاستيلاء على الاكتشاف فيفعل. يثور رفيق على صديقه رشاد انتقاماً لأخيه، وتبدأ سلسلة من المغامرات المثيرة، ويتوصل إلى الأخذ بالثأر ويسترد الاكتشاف بمعونة الشرطة.

    طاقم العمل

    تمثيل
    ﺇﺧﺮاﺝ

    نزيه الشهبندر

    ﺗﺄﻟﻴﻒ

    إعادة إحياء الفيلم

    يذكر أن فيلم نور وظلال المنتج عام 1994 هو محاكاة في الاسم لفيلم نور وظلام المنتج في العام 1948 وكان قد أهدي هذا الفيلم إلى نزيه الشهبندر وأمثاله ممن نذروا واجباتهم لكي تجد السينما مكاناً لها في بلدهم. وجاء الفيلم بتوقيع كل من عمر أميرالاي، ومحمد ملص، وأسامة محمد، وحنا ورد، وعبد القادر شربجي، وإميل سعادة، وأنور العقاد، وشامل إميرالاي، ومازن بركات، وإبراهيم مطر، وغيرهم. وهو فيلم من النوع التسجيلي أو فيلم البورتريه، فيه جانب كبير من النوستالجيا والعودة إلى الذكريات، وقد وثق تفاصيل مهمة شخصية تخص نزيه الشهبندر، إلى جانب المرحلة التاريخية التي رافقت حضور السينما ونشوئها في سورية، بمناسبة العيد المئوي للسينما.

  • فيلم تحت سماء دمشق

    فيلم تحت سماء دمشق، ثاني فيلم روائي سوري طويل صور في دمشق عام 1932، وعرض في السادس من تشرين الثاني من ذات العام في سينما العباسية.

    الصنف الفني: دراما، جريمة.

    مدة العرض: 30 دقيقة.

    العرض: أبيض وأسود.

    قصة إنتاج الفيلم

    على الرغم من أن شركة “حرمون فيلم” قد حُلِت بعد إنتاج فيلمها الأول، إلا أن الإقبال الكبير الذي شهده عرض فيلم “المتهم البريء” كان حافزاً للممولين السوريين لإنتاج أفلام سينمائية جديدة، حيث اتصل أكثر من شخص برشيد جلال لإنتاج فيلم سوري كبير بشروط فنية أفضل من تلك التي أنتج بها الفيلم الأول.

    وعن قصة إنتاج الفيلم يذكر جان الكسان في كتابه تاريخ السينما في الوطن العربي: إن رشيد جلال اتفق مع عطا مكي، صاحب المكتبة العمومية آنذاك وخاله الحاج أديب خير، والتاجر رفيق الكزبري على تأسيس شركة هيلوس فيلم برأسمال قدره أربعمائة ليرة عثمانية ذهبية تدفع بالتساوي بين الجميع، وكلف رشيد جلال بالإشراف على جميع أعمال الإنتاج.

    تواصل رشيد جلال مع إسماعيل أنزور العائد من النمسا لإخراج الفيلم وكتابة السيناريو، وتعاقد مع المصور الإيطالي جروداو والمصور السوري نور الدين رمضان. أما معظم طاقم العمل تطوع بالعمل دون أجر باستثناء النساء.

    قصة الفيلم

    قصة الفيلم تعتمد بنية سردية تقليدية، تبدأ بخطوبة صبحية والدكتور، ثم يدخل عنصر غريب وهو رجل يعمل على ابتزاز صبحية التي تستمر بالدفع له. يعلم الخطيب فيشك بخطيبته وينفصل عنها، إلى أن يُقتل الرجل الذي نكتشف أنه ليس سوى شقيق صبحية، وهي ليست سوى بنت يتيمة وفقيرة تبناها رجل ثري. فيعود الدكتور إلى خطيبته.

    تعالج القصة موضوع الغيرة عند الرجل والمرأة، فالدكتور يغار على خطيبته فينفصل عنها، والراقصة التي تحب علي شقيق صبحية تغار عليه من أخته لأنها تظن أنه يخونها معها فتقتله.

    هذه المعالجة للقصة تشتمل على رؤية لفئة من المجتمع السوري في تلك المرحلة، فتنظر إلى الأثرياء وقصورهم وسياراتهم وطبيعة حياتهم، وسهراتهم، وإلى الفقير الذي يتورط في علاقة مع راقصة.

    أماكن التصوير

    جرى التصوير في غوطة دمشق ومداخل المدينة، وفي الربوة، وفي قصر الأمير سعيد الجزائري وحديقته في دُمَّر، وفي سكة حديد الحجاز وقطارها القديم حيث استخدمت عربات الركاب في محطة الحجاز، واستخدم الركاب ك كومبارس، بالإضافة إلى تصوير مشاهد في ملهى أقيم في الهواء الطلق في سينما لونا بارك التي كانت من أكبر دور السينما الصيفية في دمشق.

    ردود الأفعال

    حدثت مفاجأة أثناء طبع النسخة الإيجابية من فيلم “تحت سماء دمشق” الصامت، أعلن عن فيلم عربي ناطق قادم من مصر باسم “أنشودة الفؤاد” فقرر أصحاب “تحت سماء دمشق” استعمال بعض القطع الموسيقية العربية المسجلة على اسطوانات لتصاحب الفيلم ولكن التجربة فشلت فنياً، وفشل أيضاً عرض الفيلم فتناقص عدد رواده الذين تعرفوا على السينما الناطقة.

    وبينما كان أصحاب الفيلم يفكرون بعرض الفيلم في صالة شعبية متواضعة، فوجئوا بالسلطات الفرنسية توقف الفيلم وتحجزه، لأن القطع الموسيقية التي عزفت مع الفيلم لها حقوق تأليف وتلحين عند عرضها على الجماهير، وقد تقرر حجز الفيلم حتى يحصل أصحابه على هذا الحق، وكان أصحاب الفيلم يجهلون تماماً هذه الإجراءات وقد طلب منهم مبلغ خيالي يتجاوز ضعفي نفقات إنتاج الفيلم، وأدى هذا إلى توقف الفيلم مدة شهرين، وسمح بعرضه بعد أن أعفتهم الشرطة من الغرامة بعد وساطات والتماسات عديدة أجريت لإطلاق سراح الفيلم.

    وكانت هذه الحادثة صدمة هزت الشركة، وفوتت عليها نسبة من الأرباح وكانت خاتمة الفيلم خاتمة إنتاج الفيلم الصامت في سورية في آخر عام 1934، وبلغت الخسائر ثلاثمائة ليرة عثمانية ذهبية تحملها الفرقاء بالتساوي.

    طاقم العمل

    تمثيل
    • رشيد جلال
    • المطرب مصطفى هلال
    • إسماعيل أنزور
    • عرفان الجلاد
    • لوفانتيا الألمانية
    • توفيق العطري
    • فريد جلال
    • علي حيدر
    • مدحت العقاد
    تأليف وإخراج

    إسماعيل أنزور

    إعادة إحياء الفيلم

    أعيد عرضه للمرة الأولى في عصرنا الحالي في مهرجان كان السينمائي عام 1985. أما المرة الثانية ضمن الاحتفال بدمشق عاصمة للثقافة العربية حيث طلبت الأمانة العامة من مجموعة من الشباب السوريين تأليف موسيقى خاصة بالفيلم، آخذة بعين الاعتبار الذائقة الموسيقية في عصرنا الحالي. فتمّ اختيار خالد عمران وناريك عبجيان لتقديم رؤية موسيقية جديدة بمرافقة فراس شهرستان وهو أحد أبرز عازفي القانون السوريين.

    تجدر الإشارة إلى أن هذا الفيلم هو من الأفلام التي قامت الأمانة العامة للاحتفالية بتمويل ترميمها، ضمن مشروعها في حفظ الأفلام السينمائية السورية، بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما.

  • فيلم المتهم البريء

    المتهم البريء أول فيلم سينمائي سوري أنتج عام 1928، أي بعد عام واحد من إنتاج أول فيلم طويل في مصر، وهو من إخراج رشيد جلال.

    الصنف الفني: دراما، جريمة.

    مدة العرض: 30 دقيقة.

    العرض: أبيض وأسود.

    قصة انتاج الفيلم

    اجتمع بعضُ هواة السينما، وقرروا إنتاج فيلم روائي وهم :أيوب بدري وأحمد تللو ومحمد المرادي، فقاموا باستيراد آلة تصوير سينمائية ألمانية قياس 35 ملم من طراز “كينامو” عن طريق التاجر ناظم الشمعة. ولأنهم كانوا يجهلون كيفية التصوير رغم وجود تعليمات مكتوبة حول كيفية استخدام الكاميرا، أرشدهم ناظم الشمعة إلى رشيد جلال الذي كانت له محاولات في التصوير. واتفقوا معه أن يكون شريكاً رابعاً لهم في إنتاج الفيلم. فكان أيوب بدري ممولاً للفيلم ورشيد جلال مصوراً.

    ما لبث أن وقع الخلاف بينهم لأنه اكتشف أنه لم يكن بينهم من يصلح للتمثيل، واقترح عليهم أسماء جدد من الممثلين والفنيين منهم إسماعيل أنزور، لكنهم رفضوا. وبعد جدل طويل جرى الاتفاق على أن يقوم رشيد بالتصوير وأيوب ببطولة الفيلم. وأطلق على الشركة المنتجة اسم “حرمون فيلم”

    ذكر جلال أنه تم استخدام عاكسات بيضاء لتقوية الإضاءة، وتمت عمليات تحميض الفيلم السالب في ذات البيت وقام بلف الفيلم على أسطوانة خشبية صنعها صديق له يعمل بالنجارة، ولم تكن الأسطوانة تستوعب أكثر من 15 متر أي أن زمن عرضها يعادل نصف دقيقة. وذكر رشيد جلال أن طول الفيلم بلغ نحو 800 متر وتطلب إنجازه ثمانية أشهر أي نحو نصف ساعة عرض.

    قصة الفيلم

    اتفق الجميع على نقل قصة واقعية إلى الشاشة، القصة جرت أثناء الحكم الفيصلي، عن عصابة من اللصوص روعت ريف دمشق، وأضيفت بعض الأحداث المشوقة. حيث يتنافس صديقان يعملان في نفس المزرعة على قلب فتاة، لكنها تحب الأصغر سنًا، مما يولد الغيرة في قلب الحبيب الآخر، الذي يسعى إلى أن يفرق بين الحبيبين. يستغل صاحب المزرعة هذه المشاعر، فيقتل والد الفتاة، ويلقي بالتهمة على الشاب الأكبر سنًا، ويدفع بالشاب إلى الهرب من المزرعة، حتى يفلت من العقاب، ينجح الحبيب الأصغر في كشف الحقيقة، ويتم القبض على صاحب المزرعة.

    أماكن التصوير

    صورت المشاهد الخارجية أمام كهوف جبل قاسيون، أما المشاهد الداخلية فقد صورت في بيت رشيد جلال الكائن في المهاجرين جادات، وهو منزل عربي الطراز ويوجد فيه غرف واسعة تحولت إلى استديو للتصوير.

    ردود الأفعال على الفيلم

    كانت الصدمة التي تلقاها الفيلم السوري الأول قوية، وسببت إحباطاً لأصحاب الفيلم ولمن يفكر بالإنتاج السينمائي، فقد منعت السلطات الفرنسية الفيلم بحجة وجود فتاة مسلمة فيه، وبررت الرقابة الفرنسية موقفها بأن رجال الدين اعترضوا على وجودها، وطلبوا استبدالها بفتاة محترفة للعمل الفني، مع أن أهل الفتاة كانوا موافقين على اشتراك ابنتهم وكانت في الخامسة والعشرين.

    لم يفلح صناعُ الفيلم بإقناع الرقابة بالقبول كما حاولوا التوسط لدى بعض المديرين، لكن الرقابة بقيت على موقفها. ولم يجد الشركاء بدأ من إعادة تصوير مشاهد الفتاة، وتم استبدالها براقصة ألمانية تعمل في ملهى الأولمبيا تدعى “لوفاتينا”. وعرض في عام 1928 في صالة “الكوزموغراف” التي كانت تقع خلف الفندق الكبير المسمى الآن فندق عمر الخيام، ووضعت إعلانات وصور كثيرة على الجدران في دمشق، ونجح في جذب الجمهور، وبلغ الأمر الاستعانة بالشرطة لمنع الازدحام. وعرض الفيلم في كل المدن السورية وبيروت وطرابلس.

    طاقم العمل

    تمثيل

    تأليف وإخراج

    أيوب البدري

  • مقام الصحابي دحية الكلبي

     

    مقام الصحابي دِحْيَة الكلبي، يقع ضمن مقبرة المزة القديمة، بين شارع الوليد بن عبد الملك شمالاً (المعورف بشارع الشيخ سعد اليوم) وشارع سيّدنا يحيى جنوباً. وهو عبارة عن مشيّدة مجدّدة، تضمّ ضريح الصحابي دِحْيَة بن خليفة بن فروة بن فضالة الكلبي الذي ذكره ابن كثير وقال إنه كان جليلاً وجميل الصورة. أرسله رسول الله ﷺ بكتابه إلى عظيم بصرى ليوصله إلى هرقل عظيم الروم، وكان على رأس كتيبة في معركة اليرموك قبل أن ينزل دمشق ويقيم في منطقة المزة حيث تُوفِّي زمن في خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة 670. والجدير بالذكر أن هناك ضريح آخر في فلسطين، يُقال أنه أيضاً للصحابي نفسه في قرية الديس الواقعة قرب مرج ابن عامر.

    وصف المقام

    المقام ذو مسقط شبه مستطيل (8,30×6,50م)، بُنيت جدرانه من الحجر الغشيم والطوب اللبني، وكُسيت باللياسة والرشّة الإسمنتية. وقد غُطّي بسقف إسمنتي في وسطه قبّة هرمية واسعة ذات قمّة مستوية يتّوجها الهلال، وللمقام أربع واجهات شبه متناظرة:

    الواجهتان الشرقية والغربية: وهما واجهتان متماثلتان، ينصّف كل واحدةٍ منهما شباكان مستطيلان، كلّ واحد منهما له ساكف ذو عقد مثلثي (منكسر)، وهو مغطّى بالزخارف المعدنية.

    الواجهتان الشمالية والجنوبية: فهما متناظرتان، وتتوزّع فيهما ثلاث فتحات مماثلة لشبابيك الواجهتين السابقتين غير أن الفتحة في الطرف الغربي للواجهة الشمالية تُشكّل مدخل المقام.

    أما مدخل المقام تعلوه مظلّة إسمنتيّة بسيطة، ويحتوي على باب معدني حديث، تعلوه لوحة رخامية مكتوب عليها: ” لا إاله إلا الله محمد رسول الله، هذا مقام الصحابي الجليل سيدنا دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه.” ولكن اللوحة لم تذكر تاريخ الوفاة ولا حتى زمن إقامة هذا المقام أو تجديده. يفتح على قاعة المقام المغطّاة جدرانها بالطلاء الأبيض، والتي يتوسطها قبر الصحابي المبني من طبقتين مستطيلتين مكسوّتين بالرخام الأبيض؛ الطبقة الأولى مستوية، والثانية سنامية، وقد وُضعت شاهدة حجرية أثرية في الطرف الغربي للقبر، نُحت عليها النص الآتي:

    الفاتحة، هو الحي الباقي الجامع للمخلوقات يوم التلاقي، هذا قبر الصحابي الجليل سيدنا دحية ذو الوجه الجميل، من كان يهبط بصورة جبريل على النبي عليهما الصلاة والسلام. جُدد في سنة 1071 ه (1770 ميلادي)

     

  • إلياس قدسي

    إلياس عبده قدسي (1850 – 30 تموز 1926)، مُربي وأديب سوري من دمشق، تنوع نتاجه بين الرواية والشعر والمسرح والدراسات التاريخية. كان مديراً للمدرسة الآسية في دمشق القديمة التابعة للكنيسة المريمية في السنوات 1878-1907، وعضواً في مجمع اللغة العربية من سنة 1921 ولغاية وفاته عام 1926.

    البداية

    ولد إلياس قدسي في حيّ القيمرية بدمشق وكان والده من الوجهاء الأثرياء، جمع ثروة طائلة من تجارة الحرير. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الآسية البطريركية الأورثوذكسية، التي تعرّضت لهجوم عنيف أثناء الأحداث الدامية التي شهدتها الأحياء المسيحية من مدينة دمشق في صيف العام 1860. قُتل عدد من المدرسين ودبّ الرعب في الحارات المسيحية، فقرر عبده قدسي إرسال ابنه إلى لبنان لإكمال تعليمه في مدرسة عينطورة في فضاء كسروان، خوفاً من تكرار فتنة عام 1860.

    برع قدسي باللغات وتلّعم الإنجليزية والفرنسية والعبرية والفارسية، إضافة إلى العربية طبعاً واللغة التركية، وعندما أراد تعلّم اللاتينية القديمة، أرسله والده إلى اليونان لدراستها سنة 1872. عاد إلى دمشق سنة 1878 وسمّي قنصلاً عاماً لليونان، وبعدها للنمسا والمجر.

    مديراً للمدرسة الآسية

    في عام 1878، عينته الكنيسة المريمية وكيلاً (مديراً) للمدرسة الآسية، وقد شهدت مرحلته تطويرات عدة، منها تقسيم المدرسة إلى ثلاثة أقسام: الابتدائي والإعدادي والثانوي، وتوسيع مساحة اللغة العربية فيها مع تعيين نخبة من المدرسين العرب، كان في مقدمتهم أستاذ الرياضيات فارس الخوري. اشتهرت مدرسة الآسية في عهد إلياس قدسي وذاع صيتها وزارها الوالي العثماني مدحت باشا للتعرف على وكيلها سنة 1880. ظلّ قدسي مديراً للآسية حتى سنة 1907، وفي هذه السنوات أسس الجمعية التاريخية سنة 1875 والجمعية الفقهية سنة 1880، وحضر المؤتمر الدولي للمستشرقين في مدينة ليدن في هولندا (1883)، ومؤتمر المستشرقين في فيينا (1886) وفي لندن (1880).

    المنفى والعودة إلى سورية

    بدأت السلطات العثمانية بالتضييق عليه بسبب موقفه المعلن والرافض لمشاركة السلطنة بالحرب العالمية الأولى، وفي كانون الأول 1914 هرب إلى مصر عقب صدور مذكرة اعتقال بحقه. عمل في قلم مراقبة الصحف العالمية، وكانت مهمته منع الصحف الموالية لألمانيا القيصرية والإمبراطورية العثمانية من دخول مصر. عاد إلياس قدسي إلى دمشق في 1 تشرين الثاني 1919، بعد عام من انتهاء الحرب العالمية الأولى، وفي 13 تموز 1921، انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية، حيث ظلّ يعمل لغاية وفاته.

    الوفاة

    توفي إلياس قدسي عن عمر ناهز 56 عاماً في 30 تموز 1926 وخرجت له جنازة مهيبة، ترأسها البطريرك غريغوريوس الرابع حداد، وأطلقت وزارة المعارف اسمه على مدرسة حكومية في مسقط رأسه في حيّ القيمرية.

    مؤلفاته

    • ديوان زهرة الربيع (دمشق 1913)
    • الطريقة القدسية: اجتهاد في الدوبيا (المطبعة الأرثوذكسية، دمشق 1909)
    • نوادر وفكاهات من أحاديث الحيوانات (دمشق 1913)
    • نبذة تاريخية في الحِرف الدمشقية (دار الحمرا، بيروت 1992)

    وله من المسرحيات: التخريم، مريم، سلمى، الرديف، أنجلينا، الثلاث بنات، المحتال، الموضة، الجنرال جورجي، الناسك دانيال، السيف، ومنكر الجميل.

  • نبيل خزام

    نبيل خزام (1947 – 7 حزيران 1983) ممثل سوري من حمص، وصاحب مسيرة فنية قصيرة ولكن غنية، حقق شهرة عربية من خلال مشاركته في مسرحية كاسك يا وطن مع الفنان دريد لحام سنة 1979، وفي الجزء الأول من مسلسل مرايا مع الفنان ياسر العظمة سنة 1982.

    البداية

    ولد نبيل خزام في حمص لأسرة مسيحية متوسطة الحال مؤلفة من الوالدين وسبعة ذكور وفتاة واحدة. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الغسانية الأرثوذكسية في حيّ بستان الديوان، ثم انتقل إلى مدرسة عبد الحميد الزهراوي ونال منها شهادة الثانوية العامة. كان لدى أسرته رغبة في أن يكمل دراسته في إسبانيا لكنه لم يوافق لشعوره بتكاليف الدراسة المرهقة مادياً، إضافة إلى حبه للفن ما اضطره لترك الدراسة بعد الحصول على الشهادة الثانوية.

    ظهرت ميوله الفنية في وقت مبكر، فجسد أدواراً عدة مع مسرح الكشّاف للهواة في كنيسة أم الزنّار بحمص، بالاشتراك مع ممثل هاو أيضاً يُدعى ماهر لطفي. أحدثت مسرحياتهما ضجة كبيرة وجذبت جمهور حمص بكافة شرائحه.

    الاحتراف

    التحق بنادي دار الألحان ومن خلاله قدّم سنة 1969 أولى مسرحياته المحترفة بعنوان “تويست” وهي عبارة عن اسكتشات كوميدية منفصلة. تعلّم التمثيل على يد كبار المسرحيين في حمص، من أمثال ماهر عيون السود ومحمود طليمات، وكانت لديه ميول غنائية وموسيقية، فتلقى على يد الفنان عبد الحميد الطرابلسي أصول الغناء والعزف والموسيقا وأداء الموشحات التراثية. انتسب إلى نقابة الفنانين في حمص عام 1969، وأثناء أداء خدمة العلم عمل في برامج الإدارة السياسية الإذاعية والمسرح العسكري، وبعدها تابع نشاطه الفني في دمشق.

    مسرح الشوك

    في دمشق انتسب نبيل خزام إلى فرقة المسرح القومي وكانت بداية شهرته من خلال أعمال سعد الله ونوس، حيث لعب أدوار رئيسية في مسرحية حفلة سمر من أجل 5 حزيران مع المخرج علاء الدين كوكش سنة 1970 ومسرحية رأس المملوك جابر مع المخرج فواز الساجر سنة 1972. شاهده دريد لحام على المسرح وأعجب بموهبته، فدعاه لتقديم دور صغير في مسرحية جيرك ضمن فعاليات “مسرح الشوك” التي كان يقدمها الفنان عمر حجو أثناء مهرجان دمشق المسرحي. عُرفت مسرحية جيرك لاحقاً باسم مسرح الشوك، وفيها ظهر نبيل خزام بدور معلّق يجلس على طرف خشبة المسرح، بجملته الشهيرة: “أوعى الزّيت … أوعى الدهان.”

    التلفزيون السوري

    في بداية السبعينات انضم نبيل خزام إلى التلفزيون العربي السوري وقدم عدداً من البرامج التلفزيونية الناجحة من سهرات منوعة ومنولوجات غنائية مع الفنانة صباح الجزائري، ومقالب طريفة مع الفنانة فاديا خطاب. ثم جاء برنامج “تلفزيون الساعة” بالاشتراك مع صباح الجزائري أيضاً، وبرنامج “النحلة والدبور” وبرنامج “أبجد هوز” كما شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية، مثل مسلسل خيمة حماد الذي أخرجه دريد لحام، ومسلسل وين الغلط سنة 1981، وهو أول مسلسل سوري يصور بالألوان.

    عمل بعدها مع الفنان ياسر العظمة في الجزء الأول من مسلسل مرايا سنة 1982، وقدم للأطفال مسلسلاً ناجحاً بعنوان “كل شبر بندر” للمخرجة شيرين ميرزا. أما على صعيد السينما فلم يكن لنبيل خزام سوى الاتجاه المعاكس بالاشتراك مع صباح الجزائري ومنى واصف عام 1975، وفيلم زواج على الطريقة المحلية بالاشتراك مع رفيق سبيعي والمغني اللبناني وليد توفيق عام 1978.

    كاسك يا وطن

    ولعل أشهر أدوار نبيل خزام كان في مسرحية كاسك يا وطن مع دريد لحام، التي كان عرضها الأول في مهرجان قرطاج المسرحي سنة 1979. لاقت المسرحية شهرة عربية واسعة وقُدمت على مسارح الكويت وليبيا والأردن وأبو ظبي حيث تم تصويرها لصالح التلفزيون. بقيت المسرحية تُعرض لغاية مطلع الثمانينات، وكان عرضها الأخير في بيروت سنة 1982 ولكن نبيل خزام تغيّب عن بعض العروض بسبب المرض، وناب عنه الفنان محمد الشيخ نجيب.

    مرضه ووفاته

    في أواخر العام 1981 شخّص الأطباء إصابة نبيل خزام بسرطان الدم وقالوا أن حياته لن تطول أكثر من ثمانية أشهر. وفي هذه المرحلة الحرجة من مسيرته لم ينقطع عن التمثيل، واشترك في أعمال عدة رغم التحذيرات التي وجهها له الأطباء بعدم الإرهاق. ومع اشتداد المرض سافر إلى لندن للعلاج، وتكفل الرئيس حافظ الأسد حينها بتكاليف علاجه وإقامته في المشفى الملكي البريطاني، ولكنه توفي عن عمر ناهز 36 عاماً في 7 حزيران 1983. تعته إذاعات دمشق، ولندن، ومونت كارلو وخرجت له جنازة شعبية كبيرة في مسقط رأسه في حمص، حضرها عدد كبير من الفنانين السوريين.

    أعماله

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !