عبد الغني بن محمد العطري (1918-23 شباط 2003)، صحفي سوري من دمشق أسس مجلّة الصباح الثقافية في أثناء الحرب العالمية الثانية وتبعها بمجلة الدنيا التي صدرت سنة 1944 واستمرت لغاية 8 آذار 1963. كانت الدنيا من أنجح المجلات السورية في مرحلة الخمسينيات وبعد توقفها عمل العطري مستشاراً في وزارة الإعلام السعودية وعند عودته إلى دمشق وضع سلسلة العقبريات عن مشاهير وأعلام سورية في القرن العشرين.
البداية
ولِد عبد الغني العطري بدمشق وكان والده من التجّار المعروفين. التحق بالكليّة العلمية الوطنية في سوق البزورية وبدأ الكتابة في مجلّة الرسالة المصرية ومجلّة المكشوف اللبنانية.
مجلّة الصباح
قبل أن يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره أطلق العطري مجلّة الصباح الأسبوعية الثقافية المنوعة وصدر عددها الأول في 6 تشرين الأول 1941. حققت “الصباح” نجاحاً كبيراً في الأوساط الأدبية السورية واستقطبت أسماء معروفة مثل الشاعر شفيق جبري والكاتب المسرحي عدنان مردم بك والأديب الدكتور عبد السلام العجيلي، إضافة للشاعر الشاب نزار قباني الذي بدأ مسيرته من “الصباح” وهو لا يزال طالباً في الجامعة السورية. توقفت “الصباح” سنة 1943 وعُيّن العطري رئيساً لتحرير جريدة الأخبار اليومية التي كان يُصدرها زميله بسيم مراد، وفي سنة 1945 تعاقد مع إذاعة الشرق الأدنى في يافا وقدّم عبر أثيرها سلسلة من البرامج الثقافية.
مجلّة الدنيا
أطلق عبد الغني العطري مشروعه الثاني والأنجح – مجلّة الدنيا – في آذار 1945. جاءت على غرار مجلّة الكواكب المصرية المعروفة وكانت مخصصة للشؤون الفنية والثقافية، تصدر بغلاف ملوّن وفيها أبواب مأخوذة عن الكواكب وكبرى المجلات الفرنسية. ومع نهاية العقد الرابع من القرن العشرين باتت الدنيا ثاني أقوى مجلّة في سورية، لا يضاهيها من ناحية السمعة والانتشار إلا مجلّة المضحك المبكي للصحفي حبيب كحالة.
بعدها بأشهر توجه عبد الغني العطري إلى الرياض في كانون الأول 1963 وعُيّن مستشاراً لوزير الإعلام السعودي الشيخ جميل الحجيلان. عاد إلى الكتابة في مجلّة الفيصل ومجلّة العربيوالمجلّة العربية، وفي مطلع السبعينيات انتقل إلى دمشق وسمّي مديراً للمكتب الصحفي في السفارة السعودية.
سلسلة العبقريات
أصدر عبد الغني العطري أولى مؤلفاته سنة 1970 بعنوان أدبنا الضاحك، وفي عام 1986 كان كتابه الثاني عبقريات شاميّة. منه ولدت فكرة سلسلة العبقريات التي أصدرها العطري عبر دار البشائر بدمشق في الفترة ما بين 1996-2000. تناولت سير أهم الشخصيات السورية في السياسة والاقتصاد والفن والصحافة، وباتت من أهم المراجع في أدب التراجم بعد كتاب الأعلاملخير الدين الرزكلي. وفي سنة 1998 وضع مذكراته بعنوان اعترافات شامي عتيق، قبل جمع مقالاته بكتاب همسات قلب الصادر سنة 2001.
عودة الدنيا سنة 2002
بعد وصول الرئيس بشار الأسد إلى الحكم والسماح للمطبوعات الخاصة أن تعود إلى سورية للمرة الأولى منذ انقلاب البعث سنة 1963، حصل العطري على رخصة لإعادة طباعة “الدنيا” بعد توقف دام قرابة الأربعة عقود. اتصل بما بقي حياً من كتاب الدنيا القدامى وطلب إليهم المشاركة في ولادتها الجديدة، ومنهم الوزير والنائب الأسبق منير العجلاني، المُقيم في السعودية منذ سنة 1963.
الوفاة
ولكنّ مشروعه لم ير النور وتوفي عبد الغني العطري في حادث سير يوم 23 شباط 2003.
ماري بنت يوسف جبور (1907 – 7 حزيران 1956)، مطربة سورية من أصول لبنانية، بدأت مسيرتها في فلسطين وانتقلت إلى مصر قبل أن تحقق نجومية كبيرة في سورية وتصبح مطربة دمشق الأولى في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين. لقبت بماري الجميلة وحققت شهرة كبيرة في إذاعة دمشق عند تأسيسها سنة 1947 ولكنها توفيت باكراً وهي في أوج عطائها الفني سنة 1956.
البداية
ولِدت ماري جبران في بيروت، واسمها الحقيقي ماري جبور، وجاءت مع أبيها إلى دمشق في الحرب العالمية الأولى، هرباً من المجاعة التي ضربت جبل لبنان. توفي والدها في دمشق وانتقلت مع أمها للعيش مع خالتها في القدس، الممثلة المشهورة ماري جبران، التي أخذت عنها اسمها الفني. نشئت في وسط فني وفيه اكتشف موهبتها وبدأت تغني وترقص في الأعراس والمناسبات الخاصة، وتعلمت العزف على العود.
الانتقال إلى مصر
عملت مع فرقة الممثل المصري علي عسكر التي كانت تجول يافاوحيفا، وأطلق عليها أهل فلسطين لقب ماري الصغيرة تميزاً هن خالتها ماري الكبيرة. ولكن خالتها غارت من نجاحها وأساءت معاملتها فقررت العودة إلى دمشق وسلوك طريق احتراف الفن في ملاهيها الليلية. حضر الفنان المصري سلامة الحجازي إحدى حفلاتها وقرر أخذها معه إلى القاهرة وتبناها فنياً. توجهت “ماري الصغيرة” إلى مصر وعملت في فرقة سلامة الحجازي من سنة 1921 ولغاية عام 1925، يوم عودتها إلى دمشق وتعاقدها من مع ملهى قصر البلّور على إحياء ثلاث حفلات طربية في الأسبوع.
المرحلة اللبنانية
ولكن عملها توقف بسبب اندلاع الثورة السورية الكبرى في صيف العام 1925، فسافرت إلى بيروت وعَمِلت في ملهى الكواكب. عادت إلى دمشق بعد انتهاء الثورة سنة 1927 وصارت تُغني في ملهى بسمار، مكان مقهى الكمال اليوم في زقاق الصخر. وفي مطلع الثلاثينيات تعرفت على الفنانة المصرية بديعة مصابني في سهرة خاصة بدمشق، وعرضت عليها العودة إلى القاهرة والعمل في فرقتها الاستعراضية.
المرحلة المصرية الثانية
عادت ماري جبران إلى مصر بعد غياب دام عشر سنوات وتعرفت على مُلحنين كبار أمثال محمد القصبجيوزكريا أحمدوداوود حسني. قضت تسع سنوات متواصلة في مصر لقبت فيها بماري الجميلة والبعض سماها “ماري الفاتنة،” قبل أن يدبّ الخلاف بينها وبين بديعة مصابني، فقامت الأخيرة بإلغاء عقدها وإرسالها إلى سورية عشيّة بدأ الحرب العالمية الثانية سنة 1939.
العودة إلى دمشق
في دمشق عَمِلت ماري جبران في ملهى العباسية (مكان فندق سميراميس اليوم) وكانت حتى هذا التاريخ تغني أعمال مشاهير الملحنين، وليس لها من الأغنيات المخصصة باسمها إلا قلة قليلة. قررت أن يكون له المزيد من الأغنيات الخاصة بها وتعاملت مع كبار الملحنين السوريين، مثل رفيق شكريونجيب السراجزوزكي محمد، الذي وضع لها العديد من القصائد والأغنيات العاطفية، وكان أشهرها أغنية زنوبيا سنة 1949. غنت في الإذاعة المحليّة التي أطلقتها فرنسا في ساحة النجمة وعند بدء بث إذاعة دمشق سنة 1947 دعيت ماري جبران لتكون الصوت النسائي الأول فيها.
الوفاة
بلغت ماري جبران قمّة مجدها الفني في سورية، وكرمت سنة 1950 من قبل نقابة الموسيقيين السوريين قبل خمس سنوات من وفاتها في 7 حزيران 1956، عن عمر ناهز 49 عاماً، بعد صراع مع مرض السرطان.
اهتم قسطنطين زريق بشؤون الطلاب وقدم دعماً فكرياً ولوجستياً غير محدود لجمعية العروة الوثقى الطلّابية التي نشطت في الجامعة الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، وكان هو عضواً فيها أثناء دراسته الجامعية. اهتمت الجمعية بتشجيع الوعي القومي لدى الطلاب العرب وحثهم على مُمارسة الكتابة والخطابة باللغة العربية الفصحى. أصر الدكتور زريق على إعطاء محاضراته باللغة العربية، رافضاً التحدث باللغة الإنجليزية مع الطلاب، علماً أن الجامعة كانت أميركية الإدارة والهوية، تتبع لمجلس أمناء مُنتخب في مدينة نيويورك. وفي أثناء عمله في الجامعة الأميركية انضم إلى عصبة العمل القومي التي ولدت في لبنان على يد مجموعة من المفكرين العرب سنة 1932 وشارك في تأسيس المجموعة القومية العربية مع عدد من طلابه، ومنهم درويش مقدادي من فلسطينوفؤاد المفرّج من سورية، وكانت اجتماعاتهم تعقد في دارته الكائنة في شارع جان دارك القريب من الجامعة.
بعد انتهاء مهمته في الأمم المتحدة، عاد الدكتور زريق إلى لبنان لإكمال عمله في الجامعة الأميركية قبل استدعائه مجدداً إلى دمشق سنة 1949 لتولّي رئاسة الجامعة السورية في عهد حسني الزعيم. عرض عليه الزعيم تولّي وزارة الخارجية في عهده ولكنّه رفض وفضل البقاء في العمل الأكاديمي، فأصدر الزعيم مرسوماً خاصاً لأجله، كونه أول رئيس جامعة من خارج ملاك الدولة السورية. وفي منصبه الجديد، وضع الدكتور زريق قانوناً حديثاً لكلية العلوم وعمل على رفع نسبة الطالبات السوريات، مع إيفاد 300 طالب سوري إلى أوروبا لإكمال دراساتهم العليا على حساب الحكومة السورية. وعمل بالتعاون مع زميله الدكتور عبد الوهاب حومد على وضع قانون التعليم الثانوي المجاني في سورية، الذي صادق عليه مجلس النواب السوري يوم 5 أيلول 1950.
العروة الوثقى في دمشق
شجع الدكتور زريق طلابه على نسخ تجربة العروة الوثقى من بيروت، وقاموا بتأسيس فرح محلي لها في الجامعة السورية مع انتخابه رئيساً فخرية لهم. عملت العروة الوثقى في سورية على نشر القومية العربية بين الطلاب وأطلقت مجلّة جامعية لهذا الهدف، ولكن فترة رئاسة زريق للجامعة السورية لم تستمر طويلاً وأجبر على الاستقالة في آذار 1952، احتجاجاً على اقتحام الحرم الجامعي من قبل الشرطة العسكرية، بحثاً عن أعضاء جمعية العروة الوثقى شاركوا في مظاهرة طلابية ضد العقيد أديب الشيشكلي، حاكم سورية العسكري منذ سنة 1951. حاول زريق منعهم من الدخول وتعرض للضرب أمام الطلاب، ما استدعى تدخلاً مباشراً من الشيشكلي، الذي حاول الاعتذار وقام بتقليده وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة، أملاً أن ينفع ذلك في تراجعه عن الاستقالة، ولكن قرار قسطنطين زريق كان حازماً ونهائياً.
العودة إلى الجامعة الأميركية
عاد الدكتور زريق إلى عمله في بيروت وعُيّن عميداً للكليات في الجامعة الأميركية قبل تكليفه برئاسة الجامعة بالوكالة يوم 19 كانون الثاني 1954. وفي عهده وضع برنامج جديد للدراسات العربية المعاصرة وسافر زريق على رأس وفد رفيع من الأساتذة إلى مصر لمقابلة الدكتور طه حسين والاستفادة من تجربة جامعة فؤاد الأول في الدراسات والأبحاث. وقد شهد عهده في الجامعة الأميركية مظاهرات طلابية ضخمة ضد حلف بغدادوالعدوان الثلاثي على مصر. أيّد النشاط الطلابي المعادي للغرب داخل الحرم الجامعي ولم يخفِ تبنيه ودعمه لجمعية العروة الوثقى التي كان يرأسها يومئذ الطالب السوري ثابت المهايني، المدعوم من قبل الدكتور زريق.
نظّم المهايني مظاهرة حاشدة ضد حلف بغداد يوم 27 آذار 1954، أدّت إلى مواجهة دامية مع قوى الأمن الداخلي على أبواب كلية الطب، قُتل خلالها أحد أعضاء جمعية المقاصد الخيرية وشاب من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي كان يتزعمه كمال جنبلاط. قامت القوة الأمنية باستخدام الرصاص الحي لتفريق المُتظاهرين، ودخلت الحرم الجامعي رغم معارضة رئيس الجامعة – تماماً كما حدث في دمشق سنة 1952 – بحثاً عن الطلاب المُنتمين إلى جمعية العروة الوثقى. وقد شُنّ هجوم عنيف على القوة الأمنية داخل البرلمان اللبناني، بقيادة كمال جنبلاط، وتزعمت صحيفة النهار الحملة الإعلامية المناهضة لما حدث داخل حرم الجامعة الأميركية.
وعلى الرغم من قُربه من الحراك الطلابي ودوره المحوري في رعايته، أُجبر زريق – بصفته رئيساً للجامعة – على حلّ جمعية العروة الوثقى يوم 29 أيار 1954 وفصل 15 شاباً أدينوا بتزعّم الحراك الطلابي. وفي 30 آذار 1954، عقد الدكتور زريق مؤتمراً صحفياً في بيروت أعرب فيه عن أسفه الشديد للطريقة التي تمّت فيها معالجة الأزمة مع الطلاب، وكان لمواقفه القومية الدور الأكبر في عدم تعيينه رئيساً أصيلاً للجامعة الأميركية، حيث حرّض ضده وزير الخارجية اللبناني شارل مالك، زميل زريق في الأمم المتحدة المقرب من رئيس الجمهورية كميل شمعون، المحسوب بدوره على الولايات المتحدة.
توفي الدكتور قسطنطين زريق في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت عن عمر ناهز 91 عاماً يوم 12 آب 2000، ونعته الجامعة بالقول: “كان عملاقاً في عصره، ومع ذلك اتسمت شخصيته بالتواضع واللطف، وكان يُعامل الجميع، طلاباً كانوا أم قادة دول، بنفس اللباقة والاحترام.”
فوزي سلو (1905 – 29 نيسان 1972)، ضابط سوري من دمشق، سُمّي رئيساً للدولة من قبل العقيد أديب الشيشكلي في 3 كانون الأول 1951 وبقي في منصبه لغاية انتخاب الشيشكلي رئيساً في 11 تموز 1953. وكان قبلها قد فُرض من قبل الشيشكلي وزيراً للدفاع في كل الحكومات المدنية التي تعاقبت على سورية من حزيران 1950 وحتى تشرين الثاني 1951، وهو أحد الآباء المؤسسين للجيش السوري وعضو وفد سورية المفاوض على الهدنة مع إسرائيل سنة 1949.
أُعجب الشيشكلي بصرامته وصلابته فقرر الاعتماد عليه للوصول إلى الحكم وفرضهُ وزيراً للدفاع في كل الحكومات المدنية التي شكلت في عهد الرئيس هاشم الأتاسي، مع حق الاعتراض على طرح مشروع وحدة مع العراق كان يرى فيه الشيشكلي خطراً على نظام سورية الجمهوري. وقد سمّي فوزي سلو وزيراً في حكومات ناظم القدسي وخالد العظموحسن الحكيم، وكانت المواجهة بين الشيشكليوحزب الشعب في 28 تشرين الثاني 1951، عندما رفض رئيس الحكومة الجديد معروف الدواليبي تعيين فوزي سلو في الحكومة.
ثار أديب الشيشكلي ضده وقام بانقلابه الثاني، ما أجبر الرئيس هاشم الأتاسي على الاستقالة في يوم 3 كانون الثاني 1951. بعدها بساعات قليلة، صدر قرار من الشيشكلي بتسمية فوزي سلو رئيساً للدولة والحكومة ووزيراً للدفاع. أمّا الشيشكلي فقد اكتفى برئاسة أركان الجيش وظلّ يحكم البلاد عن طريق فوزي سلو لغاية 11 تموز 1951، تاريخ انتخابه رئيساً للجمهورية.
رئيساً للدولة 1951-1953
في عهده القصير والصوري، صدر قرار حظر جميع الأحزاب يوم 14 كانون الثاني 1952، وقام سلو بتعطيل مُعظم الصحف اليومية المعارضة للشيشكلي. شكّل حكومتين، كانت الأولى مؤلفة من الأمناء العامين لكل وزارة، والثانية نظامية بصلاحيات تنفيذية كاملة، ذهبت كل حقائبها إلى شخصيات مستقلة وغير حزبية.
وقد شهدت رئاسة فوزي سلو انفتاحاً على الأردن بعد تولّي الملك طلال الحكم خلفاً لأبيه الملك عبد الله الأول، وتقارباً مع مصر بعد وصول الضباط الأحرار إلى السلطة في 23 تموز 1952. وفي 11 حزيران 1953، قدم فوزي سلو استقالته من رئاسة الدولة، بالتنسيق مع أديب الشيشكلي، ليتمكن الأخير من تولّي رئاسة الجمهورية.
ما بعد مرحلة الشيشكلي
غاب سلو عن أي منصب حكومي في رئاسة الشيشكلي، وبعد الإطاحة بالشيشكلي ونفيه خارج البلاد في 24 شباط 1954 صدر أمر اعتقال بحق فوزي سلو. سُرّح من الجيش ووجهت له اتهامات مختلفة، منها التلاعب بأمن البلاد والنيل من نظامها الدستوري. توجه إلى السعودية وعمل مستشاراً للملك سعود بن عبد العزيز.
الوفاة
تمكن فوزي سلو من العودة إلى دمشق بعد سقوط كل التهم الموجهة ضده سنة 1970 ولكنّه غاب عن أي منصب سياسي وعاش متقاعداً بدمشق حتى وفاته في مستشفى حرستا العسكري عن عمر ناهز 67 عاماً في 29 نيسان 1972.
المناصب
وزيراً للدفاع (4 حزيران 1950 – 28 تشرين الثاني 1951)
سقط حكم الشريف حسين في الحجاز سنة 1924، وعاد فوزي البكري إلى دمشق قبل أشهر من اندلاع الثورة السورية الكبرى. انضم مجدداً إلى صفوفها مع شقيقه نسيب فحَكمت عليهما فرنسا بالإعدام سنة 1926. هرب البكري إلى مصر وحصل على لجوء سياسي من الملك فؤاد الأول، وظلّ مقيماً في القاهرة لغاية صدور عفو عنه يوم 16 شباط 1928. في دمشق مجدداً انتسب إلى الكتلة الوطنية، التي كانت تنادي بتحرير سورية بطرق سياسية بعيدة عن المواجهة المسلحة. وفي سنة 1928 انتخب عضواً في الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع أول دستور جمهوري للبلاد، برئاسة هاشم الأتاسي.
سنواته الأخيرة والوفاة
في مطلع الثلاثينيات، تقاعد فوزي البكري من العمل السياسي وعمل على إدارة أملاك أسرته التي طالها قانون الإصلاح الزراعي ولم يبق منها إلّا القليل في زمن الوحدة السورية – المصرية سنة 1958. توفي فوزي البكري بدمشق عن عمر ناهز 83 عاماً في تشرين الأول 1963.
فوزي بن إسماعيل الغزي (1897 – 5 حزيران 1929)، سياسي سورية من دمشق ورجل قانون، وضع الدستور الجمهوري الأول سنة 1928. كان أحد مؤسسي حزب الشعب مع عبد الرحمن الشهبندر سنة 1925 ومن قادة الكتلة الوطنية مع هاشم الأتاسي عام 1927. مات مسموماً وهو في الثانية والثلاثين من عمره، وكانت جريمة مقتله حدثاً كبيراً هزّ الوسط السياسي في سورية والعالم العربي.
تعاون فوزي الغزي مع عبد الرحمن الشهبندر سنة 1925 في تأسيس حزب الشعب، وشارك في كتابة مبادئه الأساسية وأهدافه. ولكن مسيرة الحزب لم تستمر إلا أسابيع محدودة فقط، فقد حُلّ من قبل سلطة الانتداب الفرنسي وملاحقة أعضائه بسبب دعمهم للثورة السورية الكبرى التي انطلقت في تموز 1925. أُلقي القبض عليه وسُجِن في قلعة أرواد قبل نفيه إلى مدينة الحسكة. تعرض لتعذيب شديد في المعتقل، تسبب بتراجع حاد في صحته على الرغم من صغر سنه، وتساقطت أسنانه من يومها وصار يعاني من أمراض مزمنة عدة.
دستور عام 1928
بعد خروجه من المعتقل سنة 1928، عاد لممارسة عمله في الجامعة السورية وشارك في تأسيس الكتلة الوطنية مع هاشم الأتاسي التي كانت تُنادي بتحرير سورية عبر مفاوضات سياسية مع فرنسا، بعيداً عن السلاح والثورة. فاز الغزي سنة 1928 بعضوية الجمعية التأسيسية المكلفة بصياغة دستور سورية الجمهوري الأول. انتخب الغزي رئيساً ثانياً للجمعية التأسيسية، معاوناً للرئيس الأول هاشم الأتاسي. تمكنت الجمعية من كتابة الدستور وفي مدة قياسية لم تتجاوز الأسبوعين، وفي 4 حزيران 1928، أُعلِن عن الدستور الجديد، المستلهم من الدساتير الأوروبية العصرية. وقد جاء في خطاب الغزي أمام الجمعية التأسيسية: “الأمم لا تموت أيها السادة، إلا إذا أراد لها أبناؤها هذا الموت. والشعوب لا تفنى إلا إذا أراد لها الفناء أهلها. فامشوا أيها السادة على سنن الكون إذا أردتم الحياة واستسلموا إلى الخنوع والخضوع إذا أردتم الموت.”
أسس الدستور الجديد لنظام حكم رئاسي وبرلماني في سورية، وانتخابات تشريعيّة ورئاسيّة. حُددت ولاية رئيس الجمهورية فيها بأربع سنوات، لا يجوز تجاوزها، وقد جاء في مسوّدة الدستور أنه يحق لرئيس الجمهورية أن يعود إلى الحكم ولكن بعد قضاء أربع سنوات خارج السلطة. وأصر الغزي على عدم ذكر الانتداب الفرنسي في أية مادة من مواد الدستور، لكيلا يُعطي فرنسا أية شرعية قانونية في سورية، وحدّد جغرافية الجمهورية سورية بحدودها الطبيعية، دون الاعتراف بالحدود المصطنعة التي فُرضت على المنطقة عبر اتفاقية سايكس بيكو. وأخيراً أعطى الدستور الجديد رئيس الجمهورية المُنتخب، لا المفوض السامي الفرنسي، حق إعلان السِلم والحرب وإبرام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية باسم الدولة السورية.
اعترضت المفوضية الفرنسية العليا في بيروت على ست مواد وطالبت بتعديلها أو شطبها، ولكن فوزي الغزي رفض ذلك بشدة وعرض مسوّدة الدستور على مجلس النواب لنيل الثقة، حيث وافق عليه النواب بالإجماع. غضب المفوض السامي من هذا التحدي، وحلّ المجلس وعطّل العمل بالدستور إلى أجل غير مُسمى. وقد فرض الدستور بنسخته المعدلة سنة 1930، مع ذكر صريح للانتداب الفرنسي، ولكن حدث ذلك بعد وفاة فوزي الغزي.
مقتل الغزي
في 5 حزيران 1929، توفي فوزي الغزي بشكل مفاجئ، وخرجت له جنازة شعبية مهيبة، حمل فيها المشيعون لافتات كُتب عليها: “مات أبو الدستور، فليحيا الدستور!” رثاه زميله فارس الخوري بقصيدة طويلة جاء في مطلعها: “يبكيكَ أحرار سورية وأنت أخُ…ويبكيكَ دستور سورية وأنت أبُ.” وفي أولى جلسات المجلس النيابي بعد رحيله، طالب نائب دمشق فخري البارودي بالوقوف دقيقة صمت حداداً على روح فوزي الغزي وعلى دستور سورية الذي أُجهِض.
تبيّن في أثناء التحقيقات أن موت الغزي لم يكن مصادفة بل كان مُدبراً من قبل زوجته الحمصية لطيفة اليافي، والتي كانت على علاقة عاطفية مع ابن أخيه رضا الغزي. قررت التخلص منه لكي تتمكن من الزواج من حبيبها، وقام رضا الغزي بشراء برشانتين من السم الزعاف من صيدلي في حيّ العمارة، قدمت للغزي في أثناء وجوده في مزرعته في غوطة دمشق.
جرّبت الزوجة السمّ على كلب المزرعة للتأكد من فعاليته فمات فوراً. فقررت إعطاءه لزوجها الذي كان يشكو من إسهال شديد. طلب إليها دواء فقدمت له البرشانة، ومات بعدها على الفور مُتأثراً بالسمّ. اعتقلت الزوجة والعشيق مع الصيدلي الذي باعهم البرشانة، وحكم عليهم بالإعدام، ولكن المفوض السامي هنري بونسو تدخل في القضية وخُفّف الحكم إلى السجن المؤبد. وقد بقيت الزوجة في السجن حتى سنة 1949، عندما أُطلق سراحها بأمر من حسني الزعيم بعد وصوله إلى الحكم.
تخليد ذكرى فوزي الغزي
أُطلق اسم فوزي الغزي على شارع رئيسي في حيّ أبو رمانة بدمشق، تكريماً له ولمنجزاته الوطنية.
توفيق بن محي الدين العطري (1894-1 كانون الثاني 1958)، فنان سوري من دمشق وأحد رواد الحركة المسرحية في سورية.
البداية
ولِد توفيق العطري في دمشق وهو ابن عائلة تجارية ميسورة الحال. دَرَس في المدارس الحكومية وعَمل لفترة قصيرة في وزارة الأشغال العامة قبل أن يتفرغ للتأليف والتمثيل. أسس مع مجموعة من الفنانين الهواة فرقة مسرحية في سوق ساروجا وشارك في جميع عروضها الفنية، ممثلاً ومُلحناً وشاعراً.
ولِد فهد كعيكاتي في زقاق القرماني ودرس في الكليّة العلميّة الوطنيّة بسوق البزورية. التحق بعدها بمعهد صناعي لتعليم الخراطة وفي سنة 1942 وظِّف في شركة كهرباء بدمشق. أحب التمثيل أسس مع تيسير السعدي فرقة من الممثلين الهواة لتقديم المسرحيات الشعبية في الأفراح.
شخصية أبو فهمي
عرفه تيسير السعدي على نائب دمشق فخري البارودي، الذي تبناه فنياً وأدخله إلى إذاعة دمشق يوم تأسيسها سنة 1947. انضم فهد كعيكاتي إلى عدة فرق مسرحية، مثل نادي الفنون الجميلة والفرقة السورية للتمثيل والموسيقى التي شارك في تأسيسها مع صديقه الفنان أنور البابا. وفي سنة 1948، انتشر وباء الكوليرا في سورية وطلبت الحكومة إلى الفنانين السوريين مساعدتها في نشر التوعية الصحية عبر أعمالهم المسرحية والإذاعية. قُدّمت مسرحية بعنوان “إصابة مُشتبهة” لعب فيها التاجر والفنان الهاوي حسني تللو – صديق فخري البارودي – دور رجل دمشقي بسيط يُدعى “أبو فهمي،” سماته البخل والسذاجة. وعندما اعتذر تللو عن الاستمرار بالعرض، رشحه البارودي للقيام بدور “أبو فهمي”
مع حكمت محسن وأنور البابا
تبنى كعيكاتي الشخصية وقام بتطويرها من مخزونه الحياتي والفني، وفي مطلع الخمسينيات، شكل ثلاثي فني مع القاص الشعبي حكمت محسنوأنور البابا، وقدموا معاً مئات التمثيليات والحلقات الإذاعية عبر أثير إذاعة دمشق. دخلت شخصية “أبو فهمي” كل بيت مع شخصية “أم كامل” التي كان يقدمها أنور البابا، وفي سنة 1960 دعاهم الدكتور صباح قباني للعمل معه التلفزيون السوري الذي انطلق بثه في زمن الوحدة السورية – المصرية. تعاقد مع فهد كعيكاتي لتقديم لوحات غنائية وفنية بشخصية “أبو فهمي،” التي صار لها شكل واضح المعالم يُضاف إلى صوتها المعروف في إذاعة دمشق.
مع دريد ونهاد
وفي عام 1968 شارك فهد كعيكاتي في المسلسل الكوميدي حمام الهنا مع الثنائي دريد لحامونهاد قلعي، وبعدها بثلاث سنوات، دعي ليكون أحد أبطال مسلسل صح النوم الذي أنتجه دريد لحام بالتعاون مع المخرج خلدون المالح. في الحلقات الأولى من المسلسل، لعب كعيكاتي دور “العريف أبو فهمي،” رئيس مخفر “حارة كلّ مين أيده ألو،” ولكنه اعتذر عن الاستمرار في العمل فذهب دور رئيس المخفر إلى الفنان عبد اللطيف فتحي. وتعاون كعيكاتي مع دريد ونهاد في الفيلم السينمائي اللص الظريف، من بطولة الفنانة المصرية نيللي وفي فيلم خياط للسيدات سنة 1969، بالمشاركة مع الفنانة الاستعراضية شادية.
أبو جندل
في عام 1974، انضم كعيكاتي إلى أسرة مسلسل مسحّر رمضان مع الفنان رفيق سبيعي وكان له دور البطولة في مسلسل قصاقيص الكوميدي سنة 1974، الذي قدم فيه مع الفنانة سامية الجزائري شخصية “أبو جندل،” الرجل المتردد والضعيف تجاه زوجته. حققت شخصية “أبو جندل” نجاحاً باهراً، لا يقل عن نجاح شخصية “أبو فهمي،” وألهمت ظهور شخصيات مماثلة في الدراما السورية، كان أشهرها وأشبهها شخصية “أبو بدر” في مسلسل الشهير باب الحارة سنة 2006، التي لعبها الفنان محمد خير الجراح. وبعد قصاقيص شارك فهد كعيكاتي في مسلسل تلفزيون المرح مع ناجي جبروباسين بقوش، وكان ضيفاً في الجزء الأول من مسلسل مرايا الشهير مع الفنان ياسر العظمة سنة 1982.
العمل الوظيفي
حافظ فهد كعيكاتي على عمله بشركة الكهرباء طوال حياته، وكان يمارس التمثيل بالتزامن مع عمله الحكومي. انتخب سنة 1955 أميناً لسر نقابة عمال الكهرباء وفي عام 1960 أصبح رئيساً لرحبة المخارط في شركة الكهرباء وأميناً عاماً لوزارة الكهرباء السورية لغاية عام 1974.
الوفاة
أصيب فهد كعيكاتي بأول نوبة قلبية عام 1977، إثر وفاة ابنه فريد وهو في ريعان الشباب. وكانت النوبة الثانية سنة 1982، التي توفي على أثرها وهو في دبي أثناء تصوير مشاهده في مسلسل الوحش والمصباح. وفي سنة 2009 أصدرت الدولة سورية طابعاً برسمه بصفته أحد الآباء المؤسسين للكوميديا العربية.
فريد بولاد (1872-1948)، عالم رياضيات ومهندس معمار من دمشق، عاش وعمل في مصر وله مآثر كبيرة في مدينة القاهرة. يُعد أحد ثلاث مخترعين لعِلم النوموغرافيا (منهج الرسوم التخطيطية البيانية) وله نظريات تعرف بنظريات “بولاد” يتم تدريسها حتى اليوم في المعاهد والجامعات المتخصصة بعلوم الرياضيات والهندسة، ومنها كلية سان سير الحربية الفرنسية التي تخرّج منها الرئيس الرئيس شارل ديغول.
البداية
ولِد فريد بولاد في مصر وهو سليل عائلة مسيحية معروفة جاءت من دمشق. نال شهادة البكالوريا عام 1889 وكان الأول في مسابقة مفتوحة أجرتها حكومة الخديوي توفيق سنة 1892 لإرسال طلبة مهندسين على نفقة نظارة الأشغال المصرية للدراسة في أوروبا. درس في الكلية الوطنية للجسور والطرق في باريس وتخرج سنة 1898.
العمل الحكومي
عمل فريد بولاد في مصلحة الجسور والسكك الحديدية المصرية وشغل المناصب التالية:
رئيس المكتب الفني المكلف بإدارة الدراسات والمشاريع لمصلحة الجسور (1925-1932)
اعتمدت عليه محافظة القاهرة في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني لتدعيم الجسور الكبرى على نهر النيل، وطُلب منه تصميم بناء السكك الحديدية المؤلف من أقواس معدنية ضخمة تعلو المساحة المسقوفة كلها.
الأوسمة
مُنح فريد بولاد جائزة أكاديمية العلوم في باريس (جائزة موتيون للميكانيك) ووسام الفارس من جوقة الشرف عام 1923. كما نال دبلوم خاص من لجنة التحكيم الدولية في مدينة لييج عام 1930 لمساهمته في المؤتمرات الدولية للأسمنت المسلح والبناء المعدني التي أقيمت في بلجيكا. وفي سنة 1936، حصل على لقب ضابط جوقة شرف، وكان عضواً في جمعية الرياضيات الفرنسية منذ عام 1909 وعضو حلقة الرياضيات في مدينة باليرمو الإيطالية.
يحمل فريد بولاد عضوية الجمعية الملكية المصرية للمهندسين وجمعية المهندسين الفرنسيين والجمعية الدولية للطرق والجسور في سويسرا. مثّل المعهد المصري في مؤتمرات في ليونوبولونياوزيورخوأوسلوولييج وكان ضيف شرف في أكاديمية العلوم الفرنسية في باريس خلال السنوات 1922-1936.
المؤلفات
وضع فريد بولاد سلسلة من المؤلفات في علوم الرياضيات النظرية والتطبيقية في حقول العلوم التقنية والهندسية التفاضلية والحساب البياني والنموغرافيا.
قيل في فريد بولاد
بعد إحالته على التقاعد، قال مديره شفيق باشا: “لن نجانب الحقيقة إذا قلنا إن الذين بوسعهم المطالبة بشهرة مماثلة للشهرة التي يتمتع بها السيد فريد بك بولاد في الأوساط العلمية الأوروبية، هم نادرون، وقد نالها بفضل دراسته الخاصة واكتشافاته في ميدان الرياضيات العليا والميكانيك. وكل أملنا أن تلاقي أعمال هذا العالم النشيط والمتواضع، ما هي جديرة به من تقدير واهتمام من قبل النخبة من أبناء بلادنا.”
الزواج
تزوج فريد بولاد عام 1898 في مدينة كوسن الفرنسية من أليسا ابنه كلود برتران، ورزق منها بطفله واحدة اسمها مادلين.
الوفاة
توفي فريد بولاد في مصر عن عمر ناهز 76 عاماً سنة 1948.
فائق النحلاوي (1914-1976)، إداري سوري من دمشق شغل الأمانة العامة لمجلس النواب من 17 آب 1943 ولغاية 8 آذار 1963.
البداية
ولِد فائق النحلاوي في دمشق ودرس الحقوق في الجامعة السورية. بدأ حياته المهنية بممارسة المحاماة ومراسلة عدد من الصحف السورية واللبنانية، كما شارك بتحرير جريدة القبس التي كان يصدرها الصحفي السوري نجيب الريّس.
وبعد استقالة القوتلي من منصبه، نُفي خارج البلاد إلى مصر وقام النحلاوي بمرافقته حتى مطار دمشق. انزعج الزعيم من هذا التصرّف وأمر باعتقاله فهرب النحلاوي إلى لبنان وعاش في بيروت حتى سقوط حكم الزعيم ومقتله في 14 آب 1949.
عاد فائق النحلاوي إلى دمشق مع عودة الحياة النيابية وأصبح أميناً لسر المؤتمر الذي وضع دستور سورية الجديد وتحوّل إلى مجلس نواب مُنتخب بصلاحيات دستورية كاملة. جُدد له في كل المجالس النيابية لغاية قيام الوحدة مع مصر سنة 1958 عندما تم حل المجلس النيابي مجدداً.
التقاعد والوفاة
وبعد انهيار جمهورية الوحدة في 28 أيلول 1961 أعيد انتخاب النحلاوي أميناً للسر لغاية انقلاب البعث في 8 آذار 1963. استبدل البرلمان بمجلس قيادة الثورة وأنهى النحلاوي عمله في سورية وتوجه إلى لبنان سنة 1969 لإدارة فندق عائلي حتى وفاته في بيروت في أيار 1976.
عائلة النحلاوي
عمل الدكتور تميم فائق النحلاوي طبيباً في السعوديةولبنان وتزوجت ابنته رشا من المصرفي الدكتور حسان طرابلسي، ابن مؤسس مصرف سورية المركزي عزت الطرابلسي.