الشهر: أكتوبر 2024

  • درويش الزوني

    درويش الزوني (1924 – 20 كانون الأول 1980) ضابط سوري من منطقة لواء اسكندرون وأحد المشاركين في انقلاب 8 آذار 1963. انتسب إلى حزب الوحدويين الاشتراكيين وأصبح عضواً في مكتبه السياسي وعضواً في اللجنة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية التي تأسست سنة 1972. اغتيل على يد عناصر من الإخوان المسلمين سنة 1980.

    البداية

    ولد درويش الزوني في لواء اسكندرون ودرس في مدرسة العفان في مدينة أنطاكية، قبل أن ينزح إلى حماة مع أسرته عند سلج اللواء عن سورية وضمه إلى الجمهورية التركية. درس في كلية حمص الحربية ونال شهادة بالحقوق من الجامعة السورية، ثم خدم في الجيش السوري وأصبح رئيساً للقضاء العسكري سنة 1958. أيّد الوحدة السورية المصرية عند قيامها وعارض انقلاب الانفصال في 28 أيلول 1961. وفي مرحلة الانفصال انتسب إلى حزب الوحدويين الاشتراكيين.

    بعد 8 آذار 1963

    تعاون درويش الزوني مع اللجنة العسكرية لحزب البعث وشارك في انقلاب 8 آذار 1963 الذي أطاح برئيس الجمهورية ناظم القدسي. عُيّن في المجلس الوطني لقيادة الثورة وفي المكتب السياسي لحزب الوحدويين الاشتراكيين، كما شارك في مفاوضات استعادة الوحدة مع مصر سنة 1963 ضمن الوفد السوري الذي ترأسه الفريق لؤي الأتاسي. وبعد وصول الرئيس حافظ الأسد إلى الحكم سنة 1970، أصبح عضواً في اللجنة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، ممثلاً عن الوحدويين الاشتراكيين.

    الاغتيال

    سُرّح درويش الزوني من الخدمة العسكرية برتبة “عميد” وعمل في المحاماة من بعدها قبل اغتياله على يد عناصر مسلحة من جماعة الإخوان المسلمين في 20 كانون الأول 1980. كرمته الدولة السورية وأطلقت اسمه على مدرسة حكومية للبنات في منطقة ركن الدين بدمشق.

  • عز الدين الحايك

    عز الدين الحايك (1926-1999)، داعية وخطيب سوري من دمشق، مؤسس دار البيان لعلوم القرآن، وأول مترجم لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية.

    مسيرته

    ولد الشيخ عز الدين الحايك في حي الميدان الدمشقي وأُجبر على الانقطاع عن الدراسة بسبب مرض أبيه ثم وفاته. قرأ على يد كبار علماء دمشق مثل الشيخ علي الدقر والشيخ حسن حبنكة، ثم عاد وأكمل تحصيله العلمي ودخل الجامعة السورية وتخرج في كلية الآداب (قسم اللغة الإنجليزية) سنة 1957. سافر إلى بريطانيا ونال شهادة عليا باللغة الإنجليزية من جامعة ليدز، ليعود ويعمل مدرساً في الجامعة السورية حتى تقاعده، وخطيباً في الكثير مساجد المدينة. عُين رئيساً لمكتب مقاطعة إسرائيل سنة 1959 واستمر في عمله حتى سنة 1962.

    مؤلفاته

    الوفاة

    توفي الشيخ عز الدين الحايك بدمشق عن عمر ناهز 73 عاماً سنة 1999.

  • عيسى اسكندر معلوف

    عيسى اسكندر معلوف (11 نيسان 1869 – 2 تموز 1956)، مؤرخ وأديب لبناني وأحد مؤسسي وزارة المعارف السورية ومجمع اللغة العربية. وضع مؤلفات غاية في الأهمية، منها سيرة غريغوريوس الرابع حداد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، وكتب عن معالم دمشق وصناعاتها، وعن قصر العظم الأثري في سوق البزورية بعد تعرضه لعدوان فرنسي دمّر معظم ما فيه من كنوز في تشرين الأول 1925.

    البداية

    ولد عيسى معلوف في قرية كفر عقاب في جبل لبنان ودرس في مدارسها ثم في مدرسة الشوير العليا التابعة للإرسالية الإنجليزية. انتقل إلى بعبدا سنة 1890 ليعمل محرراً في جريدة لبنان، وبعدها بثلاث سنوات، عُين مدرّساً في المدرسة الأرثوذكسية في قرية كفتين حيث قضى أربع سنوات. انتقل إلى دمشق سنة 1900، مدرّساً في المدرسة الآسية التابعة للكنيسة المريمية، ومن ثم ذهب إلى زحلة للعمل في الكلية الشرعية، حيث أسس مجلة المهذب ومجلة الآثار.

    تأسيس مجمع اللغة العربية بدمشق

    عاد عيسى معلوف إلى دمشق بدعوة من الأمير فيصل بن الحسين بعد جلاء القوات العثمانية سنة 1918 وسمّي عضواً في الشعبة الأولى للترجمة والتأليف التابعة لديوان المعارف. شارك في تحويل هذا الديوان إلى وزارة المعارف السورية، وفي 30 تموز 1919 كان أحد مؤسسي مجمع اللغة العربية، وقد حضر مع محمد كرد علي اجتماعه التأسيسي في المدرسة العادلية الكبرى. تفرغ للعمل في المجمع والكتابة في مجلته العلمية، وقد ألقى في ردهة المجمع 21 محاضرة، تنوعت مواضيعها بين الأدب والتاريخ واللغة. ومن أشهر تلك المحاضرات كانت حقائق تاريخية عن دمشق وحضارتها، ومحاضرة صناعات دمشق القديمة. تحدث عن متحف دمشق الوطني وعن الزلازل التي ضربت البلاد السورية عبر العصور، قبل أن يستقيل من المجمع لأسباب صحية في 26 أيلول 1925.

    التكريم

    في 13 شباط 1934، قلّده رئيس الجمهورية اللبنانية حبيب باشا السعد وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الممتازة، وفي عام 1936 منحه الرئيس السوري محمد علي العابد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى. بعدها بعام، نال ميدالية مجمع اللغة العربية في القاهرة.

    الوفاة

    توفي عيسى إسكندر معلوف عن عمر ناهز 87 عاماً يوم 2 تموز 1956.

    مؤلفاته

  • حي الشاغور

    الشاغور، من أقدم وأعرق الأحياء السكنية في دمشق، داخل القسم الجنوبي الغربي للمدينة القديمة وخارجه، يعود تاريخه إلى العهد الآرامي، كما ذكر المؤرخ المعاصر عيسى إسكندر معلوف في مجلة مجمع اللغة العربية في عشرينيات القرن العشرين، ونقله عنه كثيرون. 

    عُرف بمنازله الفخمة وبتجّاره أعيانه، ومنهم أبو خليل قباني، مؤسس المسرح الغنائي العربي، وحفيدة الشاعر نزار قباني، والرئيس السوري شكري القوتلي. يقع حيّ الشاغور على مقربة من الباب الصغير أحد أبواب دمشق التاريخية الأصلية الذي يسمّى أيضاً بباب الشاغور، وفيه العديد من المساجد والزوايا والمدارس، وقد حدد عدد سكانه في زمن الانتداب الفرنسي بقرابة تسعة عشر ألف نسمة سنة 1936، ما جعله من أكبر أحياء دمشق من حيث الكثافة السكانية.

    الشاغور في العصور القديمة

    في العهد الهيليني حافظ سكّان الشاغور على الديانة الفينيقية وعبدو داگون، ما دفع السلوقيّين لتسمية منطقتهم باسم حيّ دياس Δίας، وهو اسم داگون بالإغريقية ويقابله في اللاتينية Zeus (زِيوس). سيطر التجّار الأنباط في القرن الأول على هذا الجزء من دمشق، فأنشأوا فيه مجتمعاً عربياً ثريّاً ومتنفّذاً، لاسيّما وأنّ دمشق كانت في حينها تحت حكم المملكة النبطية الرومانية. ومنذ ذاك الوقت صار الشاغور واجهة التجارة في المدينة واعتبر مركزاً للمال والأعمال داخل سورها التاريخي.

    في العصر الإسلامي

    في القرن السابع وخلال الحرب الإسلامية – البيزنطية، أيد أهل الشاغور الفاتحين المسلمين، ما ساهم في استسلام المدينة لاحقاً. ثمّ في القرن الثالث عشر ومع وفادة النازحين عن العراق هرباً من اجتياح المغول، بدأ حيّ الشاغور بالتوسّع خارج الباب الصغير حيث بُنيت فيه البيوت حول مقبرة باب الصغير. وفي القرن السادس عشر نزل في الشاغور البرّاني اليهود السفارديّون النازحون عن غرناطة وأقاموا في المنطقة ما بين كنيسة الزيتون وشارع الأمين.

    الشاغور في العصر الحديث

    شهد حي الشاغور العديد من التغيرات الديموغرافية المرتبطة بالهجرة، ومن أبرزها في التاريخ الحديث كانت أثناء الثورة السورية الكبرى عام 1925، يوم نزج الكثير من عائلات منطقة سيدي عمود إليه إبان ضربه بالمدافع وإحراقه من قبل الفرنسيين.  أعادت سلطات الانتداب الفرنسي بناء الأحياء المدمرة المجاورة للشاغور، وحولته وبشكل تدريجي من حيّ سكني إلى منطقة تجارية.

    أقسام الشاغور

    ينقسم الحيّ إدارياً إلى منطقتين:

    الشاغور الجوّاني وهو أصل حيّ الشاغور، الممتد ما بين شارع الدرويشية وسوق الصاغة من جهة، وشارع مدحت باشا وسوق الحميدية من جهة أخرى. ينقسم الشاغور الجواني إلى الكثير من الحارات الفرعية وإحدى عشر حارة أساسية.

    الشاغور البرّاني، الممتد إلى خارج سوق دمشق باتجاه منطقة الميدان. ويفصل بينه وبين الشاغور الجواني شارع البدوي.

    مقابر

    مقبرة باب الصغير: والتي أُعِلنت منذ عام 670 مقبرةً إسلامية ومنع الدفن فيها لغير المسلمين وفيها مدافن آل البيت وقبر مؤذن الرسول بلال بن رباح (الحبشي)، أضافة لضريح الفارابي وقبر كل من الشاعر نزار قباني ورئيس الجمهورية شكري القوتلي.

    مساجد وجوامع

    • مسجد الباشورة
    • جامع الياغوشية
    • جامع الجراح
    • جامع قطب الدين الخضيري
    • جامع ياغوث باشا
    • جامع الحيوطية
    • جامع الخريزاتية
    • جامع السادات
    • مسجد الأمير سيف الدين جركس
    • مسجد النبهان
    • مسجد عبد الله بن زكوان.

    زوايا وتكايا

    حمامات

    • حمّام القاضي
    • حمام الناصري
    • حمام الركاب
    • حمام السروجي
    الرئيس شكري القوتلي
    الرئيس شكري القوتلي

    أهم شخصيات الشاغور

     

  • أوبرا العباسية

    أوبرا العباسية، مسرح قديم شيّد في دمشق سنة 1920 شهد أولى حفلات الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب سنة 1930، وفيه أطلق الدكتور عبد الرحمن الشهندر ورفاقه حزب الشعب المعارض للانتداب الفرنسي سنة 1925.

    تاريخ البناء

    شيّد مبنى أوبرا العباسية من قبل المستثمر عباس منيني فوق أرض كانت مخصصة لمحطة عجلات. تألف البناء من طابقين، وكان الطابق الأول منه متأثر بفن الباروك وقيه أقواس عربية، بينما الطابق الثاني جاء على طراز العمارة الإيطالية ذات الأقواس القوطية. استعمل الطابق الأرضي كمقهى والطابق العلوي كملهى ليلي، حيث استقبل محمد عبد الوهاب سنة 1930، ثم الفنانة المصرية منيرة المهدية سنة 1947. وعندما دخلت السينما الناطقة إلى سورية سنة 1934، جرى تعديل التوزيع بحيث شغلت السينما الطابق العلوي من المبنى، ونُقل الملهى إلى الطابق الأرضي. وكان البناء محاطاً بشرفة يجلس فيها رواد المقهى في أشهر الصيف، وإلى الخلف منه حديقة استخدمت كملهى ومرقص صيفي.

    إزالة أوبرا العباسية

    هدم البناء في نهاية الأربعينيات واستبدل بعمارة اسمنتية وضع مخططاتها المهندس اللبناني فريد طراد، وفيها ظهرت سينما العباسية وفندق سميراميس الذي افتتح سنة 1950.

  • أديب التقي

    أديب بن سعيد التقي البغدادي (1895 – 4 نيسان 1945)، مؤرخ، شاعر، وعضو مجمع اللغة العربية بدمشق، وأحد مؤسسي مجلة التربية والتعليم التي كانت تصدر عن وزارة المعارف زمن الانتداب الفرنسي.

    البداية

    ولد أديب التقي في قرية شبعا في قضاء حاصبيا ودرس في المدرسة الأورثوذكسية في عجلون، وعند بلوغة العاشرة من عمره انتقل مع أسرته إلى دمشق ودرس في مدرسة الحبّال في حيّ القيمرية. قرأ على يد السيد محسن الأمين وتعلّم منه علوم المنطق والفقه الإسلامي. سيق إلى الخدمة العسكرية سنة 1916 وخدم مع الجيش العثماني في القوقاز، ولكنه هرب إلى حلب ومنها إلى بعلبك وبعدها إلى دمشق حيث توارى عن الأنظار إلى حين انتهاء الحرب العالمية الأولى سنة 1918.

    المسيرة المهنية

    عُيّن أديب التقي عضواً في شغبة الترجمة والتأليف التابع لوزارة المعارف وعمل مدرساً في ثانويات دمشق. أطلق بالتعاون مع زميله عز الدين التنوخي مجلة التربية والتعليم التي كانت تصدرها الوزارة وأنتقل إلى إمارة شرق الأردن سنة 1925 وعمل مدرساً في مدينة السلط حتى سنة 1927. عاد إلى دمشق والتحق بالجامعة السورية لدراسة الحقوق وتخرج فيها سنة 1930. وفي 26 كانون الثاني 1942 انُتخب عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق.

    الوفاة

    توفي أديب التقي عن عمر ناهز 50 سنة يوم 4 نيسان 1945 ودفن في مقبرة الباب الصغير بدمشق.

    مؤلفاته

    • مناهج التربية (مطبعة المفيد، دمشق 1919)
    • سيرة التاريخ الإسلامي (مطبعة الترقي، دمشق 1922)
    • التاريخ العام (مطبعة الترقي، دمشق 1923)
    • سيرة العظماء (دار العرفان، صيدا 1926)
    • ديوان التقي (مطبعة ابن زيدون، دمشق 1932)
    • الطُرف (مشاركة، مطبعة ابن زيدون، دمشق 1935)
  • قائمة أديرة دمشق

    أديرة دمشق، كانت أماكن لإقامة الرهبان وتعبّدهم منذ زمن الدولة البيزنطية، وقد حافظ عليها المسلمون بعد دخولهم دمشق. كان الدير مسكناً للرهبان والراهبات، وفيه حجرات بسيطة للإقامة وأمكنة خاصة للصلاة.

  • وجيه البارودي

    الدكتور وجيه البارودي
    الدكتور وجيه البارودي

    وجيه بن عبد الحسيب البارودي (1 آذار 1906 – 11 شباط 1996)، طبيب وشاعر سوري من مدينة حماه، كان مُقلّاً في نتاجه الأدبي ولكنه حقق من خلال دواوينه شهرة واسعة في سورية والوطن العربي وغنى أشعاره المطرب السوري نجيب السراج. لم يغادر حماة إلا نادراً وانتخب سنة 1978 أول رئيس لاتحاد الكتاب في مدينته.

    البداية

    ولد وجيه البارودي في حماه وهو سليل أسرة عرفت بالثراء والوجاهة. درس في الكتّاب بداية ثم في مدرسة “ترقي الوطن” الابتدائية. أرسله والده إلى ثانوية الانترناشونال كولدج في بيروت ثم إلى “الكلية السورية البروتستانتية” التي أصبحت بعد سنة 1920 تعرف بالجامعة الأمريكية في بيروت. درس الطب وعند تخرجه سنة 1932 عاد إلى حماة وافتتح عيادته الخاصة التي ظلّ يعمل فيها حتى أيامه الأخيرة.

    المسيرة الشعرية

    صدر ديوانه الأول “بيني وبين الغوالي” سنة 1950 ونال استحسان فوري من النقّاد في سورية والوطن العربي. جاء هذا الديوان في أعقاب التزوير الكبير الذي شهدته حماه أثناء الانتخابات النيابية سنة 1949 وقد وصفه البارودي قائلاً:

     

    يعزُّ علـــيّ هجـــوكِ يا حمـــاةُ         ولكنّ الصّفات هي الصّفاتُ

    أسأتُ أسأتُ حين غرستُ طيبًا            بأرضٍ لا يطيبُ بها النباتُ

    أيخفــقُ عالــــمٌ والعلـــم نــــورٌ         وتظفــر بالنيـــابة شعوذاتُ

    غاب عن الساحة الشعرية سنوات طويلة قبل أن يصدر ديوانه الثاني “كذا أنا” سنة 1971، ثم الثالث والأخير سنة 1994 بعنوان “سيد العشاق.” وقد زين غلاف ديوانه الأخير بهذين البيتين من شعره:

    يا أيها الحير في دنيا الهوى           هيا استمع لتجاربي ونوادري

    أنا سيد العشاق من قبل الشباب     ومن نعمة أنمُلي وأظافري

    كان البارودي عاشقاً للحسن ومتعلقاً بجمال المرأة وسحرها. معظم أشعاره كانت تطوف حول المرأة وقد قال:

    الحسن من غير حب          يموت في النسيان

    والحب من غير شعر             يعيش بضع ثوانن

    وفي القوافي خلود                 له على الزمان

    كان يدعو الناس للحب ويوجه نصحه للمسنين ويدعوهم للهو والرقص ويحذرهم – وهو الطبيب العارف – من الإصغاء إلى نصح الأطباء قائلاً:

    ألا أيها القوم المسنون أقبلو                    إلى اللهو، لا تصغوا لنصح طبي

    أحبوا … أحبوا …فالهوى يبعث الهوى              أحبوا، فإن الحب غير معيب

    إلى الرقص والألحان في ركن حان                 إلى شحد أبصار وحث قلوب

    وفي قصيدة أخرى كتب البارودي

    أنا لن أموت سأستمر مناضلاً     مهما يطل هذا الطريق الأوعرُ

    نار الهوى تذكي حياتي مثلما      يخضلُ بالقطر النبات الأخضرُ

    ومن أقواله: أنا أقدم طبيب … وأقدم سائق … وأقدم شاعر … وأتعس عاشق في حماة كلها.” وفي الشعر وصف نفسه قائلاً:

    أنا الرجل الفذ الذي تعرفينه                 جديد كأني سنيّ الأوائلُ

    قوي، غني، نابه، نتوقد              طبيب، نجيب، من عيون العوائلُ

    أمير الهوى والشعر غير مناوع     وكزت لوائي عالياً في المحافلُ

    التكريم

    كُرم وجيه البارودي شاعراً عند بلوغه عتبة السبعين في حفل كبير تحدث فيه نخبة من الشعراء والأدباء السوريين، وجاء التكريم الثاني بصفته أقدم طبيب ممارس للمهنة في سورية سنة 1991، يوم تقلد درعاً فخرياً من وزير الصحة الدكتور إياد الشطي.

    الوفاة

    توفي الدكتور وجيه البارودي عن عمر ناهز 90 عاماً يوم 11 شباط 1996.

    مؤلفاته

    • ديوان بين وبين الغوالي (مطبعة الحضارة، طرابلس 1950)
    • ديوان كذا أنا (مطبعة الدباغ، حماة 1971)
    • ديوان سيد العشاق (دمشق 1994)
  • حي القيمرية

    حي القيمرية، أحد أكبر وأشهر أحياء مدينة دمشق القديمة، تحول خلال العقود الماضية إلى مَعلم سياحي يستقطب الزوار ويمتلئ بالمطاعم والمقاهي والمحال التجارية. كان من أهم أحياء دمشق عبر العصور، لقربه من الجامع الأموي، ويقع وسط المدينة القديمة داخل السور، دون أن يطلّ على السور بشكل مباشر.

    موضعه بين باب توما والشارع المستقيم والجامع الأموي، ويشكل نقطة وصل بين العديد من الأحياء القديمة الهامة، ويضم مئات المنازل التي ما زالت محافظة على طرازها المعماري القديم، والكثير من المعالم الأثرية والتاريخية والسياحية. في المسح السكاني الذي أجرته سلطات الانتداب الفرنسي سنة 1936، بلغ عدد سكان القيمرية 6058 نسمة (5817 من المسلمين، و241 من المسيحيين).

    معالم حي القيمرية

    يمتد شارع القيمرية الرئيسي من زقاق حمام البكري بعد ساحة باب توما إلى مقهى النوفرة خلف الجامع الأموي، وتتفرع عنه أزقة وشوارع جانبية عدة، منها:

    تسميته

    هناك روايات تاريخية مختلفة حول سبب تسمية الحي بالقيمرية، منها أنها نسبة للشيخ قيمر الذي عاش فيه أيام الفتوحات الإسلامية، وآراء آخرون أن أصل التسمية كان”آيا ماريا” نسبة للكنيسة المريمية الموجودة فيها، وتحول لفظ الاسم مع الزمن إلى “القيمرية.” اشتهر حي القيمرية بأسماء مرتبطة ببعض المهن والصناعات التي انتشرت ضمنه، مثل “الهند الصغرى” لكونه كان مركزاً صناعياً وتجارياً مهماً في دمشق، وفيه انتشرت ورشات صناعة الأقمشة والنسيج وغيرها من المنتجات التقليدية. كما أطلق عليه اسم “سوق المطرّزين” نسبة إلى التطريز، و”سوق الحريميين” لكونه مقصداً للنساء بغرض التسوق، بحسب ما ورد على لسان مؤرخ دمشق ابن عساكر.

    أشهر أبناء القيمرية

  • نادر الأتاسي

    نادر الأتاسي (1921 – 20 حزيران 2016) رجل أعمال عصامي ومنتج فني سوري من مواليد حي باب هود بمدينة حمص. ينتمي لعائلة الأتاسي إحدى عوائل مدينة حمص العريقة والكبيرة، وكان من أوائل الحاصلين على شهادة الهندسة من عائلته.

    كان وراء عدد من أهم الأعمال السينمائية السورية واللبنانية، وصفه النقاد بشيخ المنتجين السينمائيين العرب. بدأ عمله الخاص عبر إنشاء شركة هندسية تولت تنفيذ مشاريع حكومية، قبل أن يتوسع ويصبح من أبرز رجال الأعمال السوريين.

    أنتج كل مشاريع الرحابنة السينمائية ونقلها من المسرح للشاشة الكبيرة، كذلك فعل مع مشاريع الفنان دريد لحام الذي أنتج له معظم أعماله في السينما مثل الحدود والتقرير والكفرون، وتعاون مع شركات بلدان أخرى، ومع مخرجين ونجوم عرب.

    أسس عام 1959 سينما حمص التي كانت بداية مشروعه السينمائي الخاص منطلقاً بعدها في مشروعه لامتلاك أكبر عدد من الصالات في مناطق مختلفة من سورية، ومنها سينما دمشق التي أعاد إحيائها في 2009 تحت اسم “سينما سيتي”.

    نسبه

    اسمه الكامل نادر بن صالح بن مراد ابن المفتي محمد سعيد الأتاسي، وهو شقيق الوزير السوري والمفكر العربي المعروف الدكتور جمال الأتاسي، وشقيق خلوصي الأتاسي نقيب الصيادلة في حمص ورئيس فرع الهلال الأحمر. والدته هي مخلصة بنت رئيس بلدية حمص رفيق رسلان، وهي ابنة أخ مظهر باشا رسلان رئيس وزراء الأردن وأحد مؤسسي الكتلة الوطنية ونائب حمص في المجالس النيابية، والدتها هي السيدة خلود بنت شيخ السلطان عبد الحميد العلامة إبراهيم أفندي بن محمد الأتاسي. أما جدته لوالده فهي السيدة بسيمة الجندلي الرفاعي.

    دراسته

    نشأ نادر الأتاسي في مدينة حمص، وحصل من مدارسها على الشهادة الإعدادية، ثم درس الثانوية في مدرسة التجهيز في دمشق، ومن ثم توجه إلى بيروت ليلتحق بالجامعة اليسوعية، وتخرج في المعهد الهندسي عام 1943 بدرجة جيد.

    مسيرته

    في عالم الأعمال
    يعتبر نادر الأتاسي من أهم مقاولي البناء بسورية وأشهر رجال الأعمال، أسس شركة تعهدات عام 1945 قامت بتنفيذ أكبر المشاريع الهندسية في سورية آنذاك منها معمل النسيج في حمص (1947)، خط النفط بالجولان، مبنى البريد والهاتف بحلب (1958)، معمل السكر بحمص (1949)، مشروع تنقية ونقل مياه الفرات (1950)، مستودعات ميناء اللاذقية (1956)، مبنى الأيتام بدمشق (1957)، مبنى البريد والبرق والهاتف بدمشق (1957)، معمل الزجاج بدمشق (1958)، معمل السكر بدمشق (1960)، ومدارس عديدة في دمشق. وشارك في تأسيس شركة أوريانكو (Orienco) التي قامت بتنفيذ مشاريع صناعية كبرى في العراق منها معمل السكر في الموصل (1958)، معمل الغزل والنسيج في الحلة (1964)، ومحطات عديدة لتنقية المياه في العراق (1955-1960).
    أسس مع شقيقه المهندس خلدون الأتاسي في عام 1958 شركة “المهندسان نادر وخلدون الأتاسي” والتي تطورت عام 1993 إلى شركة نادر وخلدون الأتاسي وشركاهم للمقاولات والاستثمار “ناتاسيكو” مع توسيع دائرة الشركة لتشمل شقيقهم المهندس فريز الأتاسي وأولادهم المهندسين حمّاد وهيثم، وهذه الشركة كانت تعتبر من أكبر شركات التعهدات الخاصة في سورية.
    من المشاريع التي نفذتها: معمل الغزل والنسيج في دمشق (1964) الذي كان من أوائل المشاريع في سورية التي استعملت فيها الجسور المسبقة الصنع من البيتون المسبق الإجهاد، المشفى العسكرية في حرستا (1965)، كلية الهندسة في دمشق (1966)، معمل السكر في جسر الشغور (1967)، المحطة الكهرومائية في سهل الغاب بسيجر (1969)، المطاحن الحديثة بدمشق (1971)، المخابز الآلية بدمشق (1971)، الجسور الطرقية في الحلة وحرستا (1975).
    أسس عام 1974م شركة الأتاسي (Scorefico) والتي قامت حتى عام 1979 بتنفيذ أكبر وأهم مشاريع صناعية في سورية منها معمل اليوريا أمونيا بحمص، ومعمل الترييل سوبر فوسفات بحمص (قطينة)، مصفاة بانياس (1979)، معمل اسمنت الشيخ سعيد في بانياس، مبنى نقابة المهندسين في دمشق (1980)، معمل الخميرة في دمشق وحلب (1982)، معمل المفروشات في ريف دمشق (1982)، وعشرات الأعمال الصناعية والسكنية والسياحية الأخرى.
    في عالم الفن

    بدأت رحلته مع السينما عام 1958، وخلال ثلاث سنوات أصبح صاحب الكلمة الفصل في نصف صالات سورية في كل من حمص واللاذقية وحلب، ليسعى بعدها لامتلاك صالة سينمائية في العاصمة فوقع اختياره على سينما دمشق التي افتتحت عام 1947 – أسفل فندق قطان حالياً – بجانب نهر بردى، ليقوم عام 1961 باستثمارها، ومن ثم تحديثها في عام 2009 لمواكبة التطور الحاصل في السينما العالمية لتصبح “Cinema City” أحدث وأفخم دار سينما في سورية، والتي ما زالت صامدة تحت إدارة ابنه البكر رجل الأعمال حماد نادر الأتاسي وابن شقيقه هيثم خلدون الأتاسي بالرغم من توقفها لبضع سنوات بسبب أحداث الأزمة السورية عام 2011 وعودتها للعمل عام 2014.

    وبعد مشورة وتشجيع من صديقه المنتج تحسين قوادري لتوظيف عائدات مشاريعه الهندسية والتعهدات فكر في خوض مجال إنتاج الأفلام التي ستعرض في صالاته فكان فيلمه الأول “يا سلام على الحب” في عام 1963 من بطولة المغنية اللبنانية نجاح سلام والمطرب السوري فهد بلان الذي حقق نجاحاً كبيراً وشكل دافعاً له للاستمرار بالإنتاج السينمائي من خلال شركته “ستوديو سيريا فيلم”، لتتالي بعد ذلك إنتاجاته لعدد من الأفلام في لبنان وسورية التي كانت حسب قوله “ذات طابع تجاري” ومنها فيلم “عقد اللولو” عام 1964، أول فيلم سينمائي للفنانين دريد لحام ونهاد قلعي إلى جانب الفنانة اللبنانية صباح وفهد بلان، والذي لاقى نجاحاً كبيراً فاق كل تصور.

    كما أنتج أفلاما لبنانية ومصرية أهمها أفلام الأخوين رحباني من بطولة السيدة فيروز: بياع الخواتم (1965) سفر برلك (1966) بنت الحارس (1967)، وانتقل إلى الحلبة العالمية عندما أنتج الفيلم الأمريكي “The Beastmaster” (سيد الوحوش) عام 1982، وشارك في نفس العام في إنتاج الفيلم الفرنسي “Un Dimanche De Flics” والفيلم الكندي “Sauve-Toi, Lola” (باللغة الفرنسية) عام 1986، وفيلم “حب مع الأبراج” الذي عُرِض في خمسين دار سينما في بريطانيا. كما قام بالمشاركة في إنتاج عدد من الأعمال التلفزيونية العالمية أيضاً.

    أنتج للدراما العربية مسلسل الملاك الثائر الذي تناول قصة حياة الأديب اللبناني جبران خليل جبران، وعرض المسلسل عام 2007 في عدة محطات تلفزيونية. وأخيراً في عام 2009 أنتج عملاً مقتبساً من مسرحية هالة والملك للأخوين رحباني، في فيلم غنائي استعراضي من إخراج حاتم علي وبطولة دريد لحام والمغنية اللبنانية ميريام فارس حمل اسم سيلينا.

    تكريمات

    في عام 2003 كُرِم الأتاسي في مهرجان دمشق السينمائي الدولي بمناسبة اليوبيل الماسي للسينما السورية، وكرمه مهرجان القاهرة الدولي التاسع والعشرين في عام 2005 كأحد المنتجين العرب الذين انطلقوا إلى الحلبة السينمائية العالمية، وكرمته لجنة صناعة السينما والتلفزيون عام 2009 بصفته من أقدم منتجي السينما في سورية.

    وفاته

    توفي نادر الأتاسي في مقر إقامته ببيروت في 20 حزيران 2016 عن عمر ناهز 97 عاماً.

    كتب عنه

    للأتاسي ترجمة في كتاب “معالم وأعلام من حمص الشام” للشيخاني وكيخيا، وكذلك في كتاب “من هم في العالم العربي” وكتاب “من هو في سورية 1951” لجورج فارس.

    حياتي ثلاثية الأبعاد

    وفي عام 2012، صدرت مذكرات رجل الأعمال نادر الأتاسي، التي روى من خلالها مراحل من حياته ضمن ثلاثة مجالات محددة، ترتبط بدورها بعنوان الكتاب “حياتي ثلاثية الأبعاد”.

    إنتاجاته

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !