الشهر: فبراير 2021

  • جريدة العلم

    العَلَم، جريدة يومية مسائية أسسها الصحفي عزت حصرية بدمشق، صدر عددها الأول سنة 1944 والأخير في 8 آذار 1963. ظهرت العَلَم في السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية سنة 1944 وكانت تعنى بالشأن الوطني وبحقوق العمال والفلاحين وصغار الكسبة. دمجت مع جريدة القبس اليومية في عهد العقيد أديب الشيشكلي سنة 1952 وصدرت باسم الزمان لغاية 30 كانون الأول 1954. عادت إلى شكلها القديم وهويتها المعروفة، وظلّت تصدر بانتظام لغاية سنة 1963، يوم توقيفها بشكل كامل مع الصحف السورية الخاصة كافة إبان الانقلاب العسكري الذي قاده مجموعة من الضباط الناصريين والبعثيين. 

  • جريدة المفيد

    المفيد، صحيفة يومية سياسية أسسها الصحفي خير الدين الزركلي بدمشق، بالتعاون مع يوسف حيدر وصدر عددها الأول يوم 25 كانون الثاني 1919. كانت محسوبة على الشريف حسين بن علي ملك الحجاز ونجله الأمير فيصل حاكم سورية الجديد، وتوقفت يوم الإطاحة بالحكم الفيصلي في تموز 1920 وصدور حكم إعدام بحق صاحبها في مطلع عهد الانتداب الفرنسي. وفي سنة 1924 أعاد يوسف حيدر إصدار المفيد بشكل مستقل وعدها استمراراً للصحيفة القديمة المتوقفة منذ سنة 1920.

     

  • جريدة لسان العرب

    لسان العرب، صحيفة يومية أسسها الصحفي خير الدين الزركلي في مطلع العهد الفيصلي وصدر عددها الأول في 15 تشرين الأول 1918، بعد ثلاثة أسابيع من انهيار الحكم العثماني في سورية. أيدت الأمير فيصل بن الحسين وكانت ثاني أشهر صحيفة بدمشق بعد جريدة العاصمة الحكومية، بدأت بصفحتين من القطع المتوسط وتطورت إلى أربع صفحات من القطع الكبير. أغلقها الزركلي لأسباب مادية بعد بضعة أشهر وتفرغ لإصدار صحيفة جديدة باسم المفيد التي صدر عددها الأول في 25 كانون الثاني 1919.

  • جريدة الأصمعي

    الأصمعي، صحيفة أسبوعية أسسها خير الدين الزركلي بدمشق في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى، صدر عددها الأول في 18 آذار 1912. كانت جريدة مصوّرة تصدر بأربع صفحات من القطع المتوسط ولكنها توقفت عند اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914. وكانت الأصمعي أول صحيفة يطلقها الزركلي في سورية، وتبعتها صحيفة لسان العرب في عهد الملك فيصل ثم جريدة المفيد التي توقفت مع فرض الانتداب الفرنسي سنة 1920.

  • الأمير يحيى الشهابي

     

    الأمير يحيى الشهابي
    الأمير يحيى الشهابي

    الأمير يحيى الشهابي (10 آب 1918 – 2 آب 2003)، شيخ الإعلاميين السوريين وأحد المذيعين الأوائل في الإذاعة المحليّة التي أقامتها سلطة الانتداب الفرنسي بدمشق سنة 1942. بصوته أُعلن جلاء سورية يوم 17 نيسان 1946 وبصوته أيضاً افتتح بث إذاعة دمشق الرسمية في 3 شباط 1947.

    البداية

    ولِد الأمير يحيى الشهابي في راشيا الوادي وهو سليل الأمراء الشهابيين، حكّام جبل لبنان في الفترة 1247-1697. انتقل مع أسرته للعيش بدمشق سنة 1925 ودَرَس في مدرسة الفرير ومدرسة اللايك الفرنسية. بدأ حياته المهنية مُدرّساً للغة العربية في مدراس الأرمن، قبل تعيينه في مدارس القنيطرة وحوبر في ريف دمشق.

    العمل الإذاعية 1936-1945

    أولى تجاربه الإذاعية كانت في أثناء المعرض الصناعي الذي أُقيم في مدرسة التجهيز سنة 1936، حيث كلّف بنقل مجرياته عبر محطة بث صغيرة أقيمت لهذه الفعالية.  وفي مطلع الأربعينيات، أسست سلطة الانتداب الفرنسي إذاعة محليّة في ساحة النجمة، لا تتعدى حدود بثها حدود مدينة دمشق. كان ذلك قبل خمس سنوات من إطلاق إذاعة دمشق الحكومية في مطلع عهد الاستقلال وكانت الإذاعة الفرنسية تبث برامجها باللغة العربية عدا نشرات الأخبار التي كانت تذاع باللغتين بالفرنسية والإنجليزية.  عمل الشهابي في هذه الإذاعة الصغيرة لغاية وقوع العدوان الفرنسي على مدينة دمشق في 29 أيار 1945. غضب من الفرنسيين غضباً شديداً واحتجاجاً على قصفهم المدينة بالمدافع، حطّم الشهابي أجهزة الإذاعة وهرب، فحكمت عليه فرنسا بالسجن المؤبد.

    إعلان الجلاء الأول سنة 1946

    بقي متوارياً عن الأنظار لغاية منتصف العام 1946 عندما صدر عفو عنه مع بدء انسحاب القوات الفرنسية عن سورية. عاد إلى العمل في الإذاعة المحليّة بعد أن تسلمتها حكومة الرئيس سعد الله الجابري وبصوته أعلن جلاء الفرنسيين يوم 17 نيسان 1946. لم تكن التقنيات تسمح ببث مباشر من شوارع المدينة أثناء عيد الجلاء الأول فاستعار سيارة شحن من أحد أقاربه ووقف على ظهرها كي يشاهد العرض العسكري في شارع الرئيس شكري القوتلي وينقل وقائعه على الهواء مباشرة.

    هنا دمشق

    شارك الشهابي في تأسيس إذاعة دمشق الرسمية وبصوته أيضاً افتتح البث يوم 4 شباط 1947 بجملته الشهيرة “أيها الشعب الكريم، يا شعب البطولات والتضحية، هذه إذاعتكم، إذاعة الجمهورية السورية من دمشق، إذاعة القومية العربية، إذاعة كل العرب، تنقل صوتها إليك في أعيادك، الإذاعة السورية في دمشق تتحدث إليك.”

    وبعد مدّة قصيرة، عينه الرئيس شكري القوتلي مديراً لإذاعة دمشق خلفاً للمدير المؤسس سليم الزركلي. عَمل على توسيع البحث من حدود العاصمة ليصل إلى الساحل السوري وضفاف نهر الفرات. وفي يوم انقلاب حسني الزعيم على الرئيس القوتلي سنة 1949، أعتقل الشهابي ونُقل مخفوراً من داره إلى الأستوديو لإذاعة البلاغ رقم واحد باسم الجيش والقوات المسلحة.

    تجربته مع المسرح

    وفي سنة 1944، كانت للأمير يحيى تجربة فريدة مع المسرح عند تعيينه مديراً للتأليف والتنظيم المسرحي في “شركة الفنانين السوريين” التي أسسها زميله الإعلامي نشأت التغلبي لتنظيم العمل المسرحي بدمشق وتحويله من هواية إلى مهنة محترمة لها أرباح مادية للمثلين والمخرجين والإداريين القائمين عليها. موّلت شركة التغلبي أوبريت من الشعر الغنائي بعنوان “قيس وليلى الجديدان،” عُرضت على مسرح سينما أمبير في طريق الصالحية وكانت من بطولة نجيب السراج ورفيق شكري، وشارك بها الفنانين توفيق العطري وعبد الوهاب أبو سعود.

    دوره في اكتشاف المواهب

    في عهده فتحت إذاعة دمشق أبوابها لاستقبال المواهب الشابة، فظهر عبر أثيرها المطرب الحلبي صباح فخري والمونولوجست سلامة الأغواني والفنان فهد كعيكاتي. أما الشهابي نفسه وإضافة لعمله الإداري، فكان له برنامج خاص به بعنوان “دوحة الشعر،” وأخرج تمثيلية إذاعية عن مجزرة دير ياسين الشهيرة بفلسطين.

    ما بعد إذاعة دمشق

    بعد انتهاء إدارته لإذاعة دمشق في مطلع الخمسينيات انتقل الشهابي للعمل في إذاعة الأمم المتحدة في نيويورك، مديراً لبرامج قسم الشرق الأوسط. نال شهادة في العمل الإذاعي من جامعة كولومبيا، ثم عاد إلى دمشق للمشاركة في تأسيس التلفزيون السورية أيام الوحدة مع مصر سنة 1960.

    وفي سنواته الأخيرة عمل محاضراً في كلية الآداب بجامعة دمشق ومحاضراً في المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني، إضافة لتحرير مجلّة “النقّاد.” وبعد التقاعد أنصرف لوضع معجم عن المصطلحات الإذاعية، باللغتين العربية والفرنسية، ومعجم لمصطلحات الآثار.

    المؤلفات

    ووضع يحيى الشهابي كتاباً عن تجربته الأولى في التعليم، جاء بعنوان “ذكريات مُعلّم في قرية،” تلاه ديوان شعر “السراب” وديوان “شهابيات” الصادر عام 1936.

    الوفاة

    توفي الأمير يحيى الشهابي عن عمر ناهز 85 عاماً في يوم 2 آب 2003.

     

  • متري قندلفت

    متري قندلفت
    متري قندلفت

    متري بن إبراهيم قندلفت (1859-1933)، كاتب وباحث ومترجم سوري من دمشق، كان أحد مؤسسي مجمع اللغة العربية وهو والد أليس قندلفت، أول سيدة سورية تعمل في الأمم المتحدة.

    البداية

    ولِد متري قندلفت في أسرة مسيحية دمشقية معروفة وكان والده تاجراً وصناعياً ثرياً يملك مصنعاً للحرير في منطقة باب توما، دُمّر خلال الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة دمشق في صيف العام 1860. اسمه في سجلات النفوس كان “ديمتري قندلفت،” ما يُشير إلى أصول يونانية للعائلة، ولكنّه فضّل استخدام اسم “متري” المُعرّب طوال حياته، لكونه من رواد الكتابة والنشر باللغة العربية. دَرَس متري قندلفت في مدارس الطائفة الأرثوذوكسية بدمشق وبدأ حياته في الكتابة والترجة، مُبتعداً عن صناعة الحرير التي عمل بها أجداده.

    دور مع المس كروفورد في نشأته

    في مطلع شبابه نعرف قندلفت على سيدة أمريكية تُدعى “المس كروفورد،” كانت قد جاءت مع المُبشرين الأجانب إلى دمشق. تعلّم منها اللغة الإنجليزية وصار يُساعدها على ترجمة الكتب والمواعظ، وكان لهذه السيدة الأميركية الفضل في اعتناقه المذهب الإنجيلي بدلاً من الأرثوذوكسية المسيحية.

    موقفه من المؤتمر العربي سنة 1913

    التحق قندلفت بالتعليم وعُيّن مدرساً لمادة اللغة الإنجليزية في مدارس دمشق المسيحية. سُرح من العمل سنة 1908 بسبب انتقاده المتكرر للانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني ونُفي إلى بلدة تل طوقان شمال غرب سورية. وفي حزيران 1913 أعلن رفضه للمؤتمر العربي الأول المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس، والذي طالب بتوسيع صلاحيات المناطق العربية، وأرسل هذا الموقف خطياً إلى السلطان محمّد رشاد الخامس. وقد سوغ موقفه بالقول إن هذا المؤتمر يبدو نبيلاً من حيث المظهر ولكنّه بالحقيقة مجرد أداة في يد فرنسا والدول الأوروبية للنيل من هيبة السلطنة العثمانية.

    تأسيس مجمع اللغة العربية

    قضى متري قندلفت سنوات الحرب العالمية الأولى بعيداً عن وطنه، وعاد إلى دمشق مع سقوط الحكم العثماني في سورية سنة 1918. بايع الأمير فيصل بن الحسين وفي عهده القصير، عُيّن مُدرّساً في دار المُعلمين وكان أحد المشاركين بتعريب الدواوين الحكومية مع زميله الأديب أنيس سلّوم.

    دعاه محمد كرد علي ليكون أحد الآباء المؤسسين لمجمع اللغة العربية بدمشق في 30 تموز 1919، وكُلّفه برئاسة تحرير مجلّة المجمع. وعند إعادة افتتاح معهد الحقوق العثماني بدمشق، أصبح قندلفت مردساً فيه بعد تغيير اسمه إلى معهد الحقوق العربي.

    المؤلفات

    باكورة أعماله الأدبية كانت ترجمة لكتاب “طرق الإيمان” للواعظ الإنجيلي الدكتور بويد سن 1881، ولكنّ معظم مؤلفاته ضاعت بسبب أسفاره المتكررة وإجباره على ترك مكتبته العامرة في دمشق يوم نفيه خارج المدينة سنة 1914. لم يبق من كتبه إلا ترجمة كتاب “المدرسة والاجتماع” للكاتب الأميركي جون ديوي (الصادر سنة 1924) ومخطوط كتاب “مدرسة الغد” المترجم عن اللغة الإنجليزي لنفس المؤلف، وفيه دراسة عن منهج المونتيسوري المدرسي الذي أوجدته الطبيبة الإيطالية ماريا مونتيسوري. وإضافة لمقالاته العلمية في مجلّة مجمع اللغة العربية كان يكتب بشكل دوري في مجلّة المقتطف المصرية في الفترة ما بين 1900-1928.

    الوفاة

    بعد تقاعد من التدريس أنتقل متري قندلفت إلى بيروت وفيها توفي فيها عن عمر ناهز 74 عاماً سنة 1933.

    عائلة متري قندلفت

    رزق متري قندلفت بابنة واحدة اسمها أليس، التي درست في جامعة كولومبيا الأميركية بمنحة مقدمة من قبل الدبلوماسي الأمريكي شارلز كراين سنة 1922. وفي سنة 1946 عُيّنت أليس قندلفت ضمن وفد سورية الدائم في الأمم المتحدة، الذي كان برئاسة فارس الخوري، زميله في مجمع اللغة العربية.

     

  • أمين سويد

    الشيخ أمين سويد
    الشيخ أمين سويد

    محمد أمين بن محمد الدمشقي، الشهير بالسويد (18554 تشرين الثاني 1936)، عالم وفقيه حنفي وأحد مؤسسي مجمع اللغة العربية بدمشق. شارك في تأسيس وزارة المعارف السورية سنة 1919 وتولّى تعريب عدد من الكتب الإدارية والقانونية، إضافة لعمله مدرساً في معهد الحقوق العربي الذي تحول ليصبح أحد فروع الجامعة السورية سنة 1923.

    البداية

    ولِدّ أمين سويد في دمشق وهو سليل عائلة من الأشراف تعود أصولها إلى عبد الله بن العباس، ابن عمّ رسول الله. دَرَس علوم الدين على يد المحّدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني قبل انتقاله إلى جامع الأزهر في مصر لدراسة الفقه الإسلامي. عاد بعد خمس سنوات إلى دمشق وأصبح مُدرّساً للمذهب الحنفي في جامع درويش باشا بسوق مدحت باشا، فذاع صيته في المجتمع الدمشقي وغدت غرفته في دار الحديث محجّاً لطلاب العلم. وفي سنة 1916 عُيّن مدرساً في المدرسة الصلاحية في القدس، المتخصصة بتأهيل القضاة في الدولة العثمانية. عمل في القدس حتى نهاية الحرب العالمية الأولى ثم عاد إلى دمشق يوم تحريرها من الحكم العثماني سنة 1918.

    في دمشق (1920-1925)

    وفي عهد الملك فيصل الأول، شارك أمين سويد في تأسيس وزارة المعارف السورية وعَمل على ترجمة العديد من الكتب الإدارية والقانونية إلى اللغة العربية. وفي 30 تموز 1919 كان أحد مؤسسيمجمع اللغة العربية بدمشق مع محمد كرد علي، الذي افتتح في المدرسة العادلية الكبرى. وفي العام نفسه شارك في تعريب كتب معهد الحقوق العربي وعُين مدرساً لمادة الفقه الإسلامي. وعند دمج كلية الحقوق مع كلية الطب، أصبح أمين سويد مدرساً في الجامعة السورية سنة 1923.

    بين القدس ومكة (1925-1929)

    وعند اندلاع الثورة السورية الكبرى سنة 1925 غادر الشّيخ أمين سويد إلى القدس مجدداً وعَمل مُدرّساً حتى سنة 1928، عندما شد الرحال إلى مكة المكرّمة. توجه بعدها إلى الهند للتدريس في مدرسة الفلاح في مدينة بومباي.

    مؤلفاته

    لم يُعثر من آثار الشيخ أمين سويد على سوى مخطوطتين: الأولى “تسهيل الحصول على قواعد الأصول” وهي رسالة في علم أصول الفقه، طبعتها دار القلم سنة 1991، والأخرى بعنوان “علوم القرآن وأصوله” وهي رسالة في اختصار كتاب الإتقان للسيوطي. ومن آثاره التي فقدت “رسالة في تاريخ القدس” عكف على كتابتها عند إقامته في فلسطين، و”تلخيصات” التي صنعها عندما كُلّف التدريس في معهد الحقوق العربي.

    الوفاة

    عاد الشيخ أمين سويد إلى سورية للاستقرار سنة 1933 وعُيّن مدرساً في مدرسة الصحابي زيد بن ثابت، حيث ظلّ يعمل حتى وفاته عن عمر ناهز 81 عاماً يوم 4 تشرين الثاني 1936.

     

    .

    .

     

  • سعيد الكرمي

    الشيخ سعيد الكرمي
    الشيخ سعيد الكرمي

    سعيد بن علي الكرمي (1852- 18 آذار 1935)، عالم دين فلسطيني كان أحد مؤسسي مجمع اللغة العربية بدمشق ورئيساً له بالوكالة في السنوات 1928-1930. وفي عمّان أسس المجمع العلمي الأردني (مجمع اللغة العربية) وانتخب رئيساً له سنة 1923، إضافة لتعيينة قاضي قضاة إمارة شرق الأردن.

    البداية

    ولِد سعيد الكرمي في مدينة طولكرم ودَرَس في الجامع الأزهر في مصر، حيث تعرّف على الشيخ جمال الدين الأفغاني وتأثر به، كما لازم الشيخ محمّد عبده وكان من مريديه. عاد إلى فلسطين وعمل مدرساً ومفتشاً على معارف قضاء بني صعب، قبل تعيينه مفتياً على طولكرم في أعقاب الحرب العالمية الأولى. عُرف بنزعته العروبية انتقاده قرار دخول الحرب إلى جانب ألمانيا القيصرية. اعتقلته السلطات العثمانية سنة 1915 وأرسلته  إلى دمشق، حيث مثل أمام محكمة عرفية وحُكم عليه بالسجن المؤبد. ظلّ سجيناً لغاية انسحاب الجيش العثماني عن دمشق في أيلول 1918، وعند إطلاق سراحه من قبل القوات العربية قرر البقاء في دمشق ومبايعة الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عليها.

    العهد الفيصلي

    كلّفه الأمير فيصل بتعريب مصطلحات الإدارة في دولته الفتية وعينه مفتشاً للغة العربية وعضواً في شعبة الترجمة التابعة لوزارة المعارف. شارك محمد كرد علي في تأسيس مجمع اللغة العربية في المدرسة العادلية يوم 30 تموز 1919، وبعد سقوط الحكم الفيصلي في صيف العام 1920 توجه الكرمي إلى عمّان وعُيّن قاضي قضاة إمارة شرق الأردن في حكومة الرئيس رضا الركابي في 1 نيسان 1922. جُدد له في حكومة الرئيس مظهر رسلان وفي 23 تموز 1923 شارك الكرمي في تأسيس المجمع العلمي الأردني وانتخب رئيساً له (وهو الذي أصبح مجمع اللغة العربية الأردني سنة 1976).

    الأوسمة

    حمل الشيخ الكرمي عدة أوسمة رفيعة في حياته، كان أولها وسام جوقة الشرف الفرنسي من رتبة فارس، الذي قلّده إياه الجنرال هنري غورو في بهو السراي الحكومي بدمشق يوم 21 كانون الأول 1921. وفي سنة 1922 نال وسام الاستقلال من الشريف حسين بن عليّ قبل أن يقلده الأمير عبد الله وسام الاستقلال الأردني سنة 1931.

    مؤلفاته

    وضع الكرمي عدة مؤلفات في حياته، من ضمنها:

    • واضح البرهان في الرد على أهل البهتان (طولكرم 1875)
    • الإعلام بمعاني الأعلام (عمّان 1921)

    الوفاة

    شمله العفو الصادر عن حكومة الرئيس تاج الدين الحسني سنة 1928 وفي عهده، عُيّن محمد كرد علي وزيراً للمعارف وسمي الكرمي رئيساً بالوكالة للمجمع حتى سنة 1930. توفي الشّيخ سعيد الكرمي في طولكرم عن عمر ناهز 83 عاماً يوم 18 آذار 1935، وسمّي أحد شوارع العاصمة الأردنية باسمه.

    المناصب

    قاضي قضاة إمارة شرق الأردن (1 آب 1922 – 23 حزيران 1926)
  • حقي العظم

    الرئيس حقي العظم
    الرئيس حقي العظم

    حقي العظم (1865-1955)، سياسي سوري ورجل دولة، كان حاكماً على دولة دمشق في مطلع عهد الانتداب الفرنسي ثمّ رئيساً للحكومة السورية مرتين، كانت الأولى سنة 1920 والثانية في عهد رئيس الجمهورية محمد علي العابد سنة 1932. وسُمّي رئيساً لمجلس الشورى قبل تقاعده واعتزاله العمل السياسي سنة 1938.

    البداية

    ولِد حقي العظم في أسرة سياسية معروفة، حكم رجالها مدينة دمشق طوال القرن الثامن عشر. دَرس في مدرسة الآباء العازاريين بمنطقة باب توما وأكمل تعليمه الجامعي في المعهد الشاهاني الملكي في إسطنبول. بدأ حياته المهنية موظفاً في المصالح العقارية ثمّ مفتشاً في جمارك إسطنبول. انتسب إلى جمعية الاتحاد والترقي وفي عهدها عُيّن مُفتشاً في وزارة الأوقاف العُثمانية.

    معارضته للثورة العربية الكبرى

    رشّح العظم نفسه للانتخابات البرلمانية سنة 1912 وعندما لم يحالفهُ الحظ، سافر إلى مصر ليؤسس حزب اللامركزية العثماني وتزوج من إحدى قريبات الملك فؤاد الأول. عارض الثورة العربية الكبرى عند اندلاعها في من الحجاز سنة 1916 واتهم قائدها الشريف حسين بن عليّ بالسعي لاستبدال “الحضارة العثمانية بهمجية الصحراء.” ورفض تأييد الشريف حسين يوم تحرير دمشق سنة 1918 وعند تتويج نجله الأمير فيصل ملكاً على سورية سنة 1920.

    حاكم دولة دمشق ورئيساَ للحكومة (1920-1922)

    بعد سقوط العهد الفيصلي وفرض الانتداب الفرنسي على سورية، تحالف حقي العظم مع الفرنسيين وعُيّن رئيساً لمجلس الشورى في 5 أيلول 1920. وفي 1 كانون الأول وبعد تقسيم سورية إلى دويلات سمّي حاكماً على دولة دمشق ورئيساً للحكومة السورية. قبِل المنصب مع تسجيل اعتراض خطيّ على سلخ حلب عن بقية الأراضي السورية، كونها الأكبر والأغنى بين المدن كافة، ورفض التعاون مع حاكمها كامل باشا القدسي. وقد قررت حكومة العظم  الاستغناء عن منصب الوزير والاكتفاء بمنصب “مدير عام،” وذلك لضبط النفقات وتخفيف الأعباء المالية.

    انتخابات دولة الاتحاد السوري

    وفي سنة 1922، استعاضت فرنسا عن نظام الدويلات بدولة الاتحاد السوري وترشح العظم لانتخاباتها الرئاسية ضد صبحي بركات، زعيم مدينة أنطاكية. عرض عليه صبحي بركات الانسحاب من المعركة الانتخابية مقابل بقائه حاكماً على دولة دمشق. تظاهر العظم بقبول العرض ولكنّه نكث بوعده في اللحظة الأخيرة ورشّح أحد أقربائه لمنافسة بركات، وهو بديع مؤيد العظم. وعندما فاز بركات بالرئاسة أمر بعزل حقي العظم عن منصبه في 10 كانون الأول 1924. ولكنّ الفرنسيين أرادوا الحفاظ عليه وإرضاؤه، فكلّفوه برئاسة مجلس الشورى مجدداً حتى 31 آب 1925.

    حكومة العظم الثانية (1932-1934)

    ترشّح حقي العظم لانتخابات الرئاسة سنة 1932، متحدياً صبحي بركات للمرة الثانية. لم ينجحا وانتُخب محمد علي العابد رئيساً للجمهورية في 11 حزيران 1932. انتُخب صبحي بركات رئيساً للمجلس النيابي وعُيّن حقي العظم رئيساً للحكومة في 15 حزيران 1932.

    ضمّت حكومة العظم ممثلين عن الحركة الوطنية، هما جميل مردم بك ومظهر رسلان، ولكنهما استقالا من منصبهما في 19 نيسان 1933 تحت ضغط شديد من قادة الكتلة الوطنية، وتحديداً إبراهيم هنانو الذي رفض “شرعنة” العظم بسبب قربه من سلطة الانتداب. ثم جاءت مواجهة أخرى مع الكتلة الوطنية عند قبول العظم مسودة معاهدة صداقة مع فرنسا تقدم بها المندوب السامي الفرنسي، على الرغم من معارضة غالبية نواب المجلس ورئيسهم صبحي بركات.  وعندما صوت النواب ضد المعاهدة وأسقطوها، حلّت فرنسا المجلس النيابي في تشرين الثاني 1933. بعدها بأشهر، صدر قرار إقالة حقي العظم من منصبه بسبب فشله في تمرير المعاهدة، وأعيد تكليفه برئاسة مجلس الشورى للمرة الثالثة والأخيرة.

    وقد بقي في منصبه حتى بلوغه سنّ التقاعد سنة 1938 دون ممارسة أي نشاط سياسي يذكر باستثناء محاولته منافسة شكري القوتلي في انتخابات الرئاسة سنة 1943. ولكنّه انسحب باكراً من هذه المعركة لعدم تمكنه من جمع أصوات كافية داخل مجلس النواب لتزكية ترشحه للرئاسة.

    موقفه من الحركة الصهيونية

    كان حقي العظم من أشد المُعارضين للمشروع الصهيوني في فلسطين منذ اجتماعه الأول مع مندوبين عن الوكالة اليهودية في مصر سنة 1913. جاء الاجتماع بطلب من الصهاينة الذين أرادوا اختراق المجتمع السوري عن طريقه، واستمع العظم مطالبهم ثم ردّ قائلاً:

    إن كنتم حقاً تملكون مفاتيح أوروبا، فما حاجتكم لنا كعرب؟ أنتم تعرفون أن تحقيق مشروع طموح من هذا الحجم هو أشبه بالمُستحيل، إن لم يكن مُستحيلاً بالمطلق، ولا يمكن أن يرى النور بأي شكل من الأشكال من دون موافقة العرب. كممثلين عن هذه الأمة نحن نقول لكم إننا لا نستطيع تقديم أي مساعدة في هذا الموضوع، أولاً لأننا لا نملك تلك الأرض، ولا يحقُّ لنا تقرير مصيرها دون موافقة أهلها، وثانياً لأننا لسنا بحاجةٍ لمالكم، فعندنا الكثير منه.

    وفي مدة حكمه بدمشق مَنع حقي العظم دخول الأجانب القادمين من فلسطين، خوفاً من نقل الفكر الصهيوني إلى سورية، ومنع التواصل بالصهاينة وجعل هذا الأمر جريمة تصل عقوبتها إلى ثلاث سنوات من الاعتقال. وأصدرت حكومة العظم قراراً بمنع استعمال اللغة العبرية في المدارس اليهودية بدمشق ومنع بيع الأراضي الزراعية إلى الوكالة اليهودية.

    الوفاة

    بعد تقاعده من العمل السياسي انتقل حقي العظم للعيش في القاهرة وفيها توفي عن عمر ناهز 90 عاماً سنة 1955.

    المناصب

    رئيس مجلس الشورى (6 أيول – 5 حزيران 1922)
    حاكم دولة دمشق (1 أيلول 1920 – 10 كانون الأول 1924)
    • سبقه في المنصب: لا يوجد
    • خلفه في المنصب: أُلغي المنصب
    رئيس مجلس الشورى (12 كانون الأول 1924 – 31 آب 1925)
    • سبقه في المنصب: عبد القادر مؤيد العظم
    • خلفه في المنصب: عبد القادر مؤيد العظم
    رئيساً للحكومة السورية (1 كانون الأول 1920 – 28 حزيران 1922)
    رئيساً للحكومة السورية (15 حزيران 1932 – 7 آذار 1934)
    رئيساً لمجلس الشورى (10 آذار 1934 – 1 آذار 1938)

     

  • محمد سهيل العشي

    محمد سهيل العشي
    محمد سهيل العشي

    محمد سهيل العشي (1918-2006) ضابط سوري من دمشق وأحد مؤسسي الجيش السوري. عُيّن مرافقاً عسكرياً لرئيس الجمهورية شكري القوتلي من شباط 1946 ولغاية الانقلاب عليه واعتقاله في 29 آذار 1949. تسلّم قيادة سلاح الطيران في عهد الرئيس هاشم الأتاسي وعين بعدها مديراً لكلية حمص الحربية لغاية تسريحه من الجيش بتهمة الضلوع في محاولة انقلاب عسكري نهاية الخمسينيات، وفي عهد الرئيس ناظم القدسي سمّي سفيراً في المغرب والجزائر لغاية انقلاب البعث في 8 آذار 1963.

    البداية

    ولد سهيل العشي في دمشق ودَرَس في مكتب عنبر أولاً ثم في كلية حمص الحربية. التحق بجيش الشرق التابع لسلطة الانتداب الفرنسي وخدم في مدينة دير الزور حتى سنة 1941. انشق عن الفرنسيين يوم عدوانهم على العاصمة السورية في 29 أيار 1945، تلبية لنداء الرئيس شكري القوتلي وفي 1 آب 1945 كان أحد الضباط المؤسسين في الجيش السوري.

    مع شكري القوتلي (1946-1949)

    انتدبه الرئيس القوتلي مرافقاً عسكرياً له في شباط 1946 وشاركه مراسيم رفع العلم السوري فوق دار الحكومة يوم جلاء الفرنسيين عن سورية في 17 نيسان 1946. ظلّ ملازماً للقوتلي واعتقل بأمر من قائد الجيش حسني الزعيم يوم انقلابه على رئيس الجمهورية في 29 آذار 1949، ونقل إلى سجن المزة.

    سهيل العشي في عيد الجلاء الأول واقفاً إلى جانب رئيس الجمهورية شكري القوتلي ورئيس الحكومة سعد الله الجابري.
    سهيل العشي في عيد الجلاء الأول واقفاً إلى جانب رئيس الجمهورية شكري القوتلي ورئيس الحكومة سعد الله الجابري.

    آمر سلاح الجو ومديراً للكلية الحربية (1951-1955)

    أطلق سراحه بعد أسابيع ووضع قيد الإقامة الجبرية في داره لغاية سقوط الزعيم ومقتله إبان انقلاب سامي الحناوي في 14 آب 1949. أرسله الحناوي – الذي عين نفسه رئيساً لأركان الجيش – إلى فرنسا لإكمال دورة عسكرية في المدرسة الحربية العليا، وفور عودته إلى سورية عُيّن قائداً لسلاح الجو يوم 16 آب 1951. كان ذلك في عهد الرئيس هاشم الأتاسي، ومن بعدها نقل إلى حمص مديراً لكليتها الحربية ابتداء من 16 آذار 1953. وفي سنة 1955 عمل مع القوتلي مجدداً بعد عودته من منفاه في مصر وانتحابه رئيساً خلفاً للرئيس الأتاسي. وفي حرب السويس سنة 1956، أرسله القوتلي إلى العاصمة الأرنية عمّان لتنسيق المواقف العسكرية مع الملك حسين أثناء العدوان الثلاثي على مصر.

    يوم تخرج ضباط كلية حمص الحربية. من اليمين: محافظ حمص سعيد السيد، رئيس الحكومة صبري العسلي، رئيس الأركان شوكت شقير، مدير الكلية سهيل العشي.
    يوم تخرج ضباط كلية حمص الحربية. من اليمين: محافظ حمص سعيد السيد، رئيس الحكومة صبري العسلي، رئيس الأركان شوكت شقير، مدير الكلية سهيل العشي.

    محاولة انقلاب سنة 1957

    وفي سنة 1957، وجه مدير المكتب الثاني عبد الحميد السراج اتهاماً إلى سهيل العشي بالضلوع في محاولة انقلاب مدفوع من قبل الولايات المتحدة الأميركية> اتهم العشي بالسعي لضرب المصالح السوفيتية في سورية والقضاء على الحزب الشيوعي، وقيل إنه اجتمع مع مسؤول جهاز CIA في الشرق الأوسط كيرميت روزفلت وممثله بدمشق هاورد ستون. فُصل العشي من الجيش واعتُقل بأمر من رئيس الأركان عفيف البزري، المحسوب على المحور الشرقي في الحرب الباردة. أنكر العشي كل الاتهامات وقال إنه يُفضل الموت على الطعن بشكري القوتلي، وبقي مؤيداً له ووفياً حتى الممات. عدّ القوتلي أن كل التهم الموجهة للعشي باطلة، وأنه راح ضحية مؤامرة على الضباط الشرفاء، قادها السراج والبزري. وأثبت التحقيقات فعلاً براءة العشي من التهم الموجهة إليه وأطلق سراحه قبل إعلان ولادة الوحدة السورية المصرية في شباط 1958.

    العشي سفيراً

    أسرع سهيل العشي لمناصرة الجمهورية العربية المتحدة ولكنه سرعان ما تراجع عن دعمه بسبب سياسات الرئيس جمال عبد الناصر في سورية، ومنها قانون الإصلاح الزراعي في أيلول 1958 وقرارات التأميم الصادرة في تموز 1961. ساند انقلاب الانفصال في 28 أيلول 1961 وأوفدته قيادة الجيش إلى مدينة حلب للتفاوض مع ناظم القدسي ورشدي الكيخيا على ترشح أحدهما إلى رئاسة الجمهورية. رفض الكيخيا هذا العرض ولكن القدسي قبله وانتخب رئيساً في 14 كانون الأول 1961. وفي 4 شباط 1962، عينه الرئيس القدسي سفيراً في المغرب وفي تموز، في الجزائر أيضاً. واستعمر العشي في عمله لغاية الانقلاب العسكري الذي أطاح بالقدسي وجمهورية الانفصال يوم 8 آذار 1963.

    السفير العشي يقدم أوراق اعتماده إلى الملك الحسن الثاني سنة 1962.
    السفير العشي يقدم أوراق اعتماده إلى الملك الحسن الثاني سنة 1962.

    الوفاة

    تقاعد بعدها من أي عمل سياسي أو عسكري وعاش بدمشق لغاية وفاته عن عمر ناهز 88 عاماً سنة 2006. شارك في عدة ندوات عن حياة شكري القوتلي، أقامتها جمعية أصدقاء دمشق، ووضع مذكرات بعنوان فجر الاستقلال في سورية، صدرت في بيروت سنة 1999 وكانت مهداة إلى روح الرئيس القوتلي.

    المناصب

    المرافق العسكري للرئيس القوتلي  (شباط 1946 – آذار 1949)
    • سبقه في المنصب: طالب الداغستاني
    • خلفه في المنصب: أُلغي المنصب
    آمراً لسلاح الطيران (16 آب 1951 – 16 آذار 1953)
    • سبقه في المنصب: العقيد سعيد حبي
    • خلفه في المنصب: العقيد راشد الكيلاني

     

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !